– “الظاهرة” تستصلح 50 ألف فدان ضمن مشروع توشكى
– 450 ألف فدان في 5 قارات تزرعها “الظاهرة” ولها انتشار واسع في جميع دول العالم
– 2500 فدان ذرة صفراء و 10 آلاف فدان برسيم و 10 آلاف فدان قمح تم حصادها
نجحت شركة الظاهرة الزراعية الإماراتية في استصلاح وزارعة ما يزيد على 50 ألف فدان ضمن مشروع توشكى في أقصى جنوب مصر بمحافظة أسوان، كمرحلة أولى من إجمالي مساحة 120 ألف فدان تستهدف زراعتها في هذه المنطقة.
وعملت الشركة في المشروع منذ عام 2016، لتنجح خلال تلك السنوات في استصلاح أكثر من 50 فداناً بأحدث النظم الزراعية في العالم، لتصبح «الظاهرة» من أكبر الشركات الزراعية المستثمرة في القطاع الزراعي المصري.
توشكى مشروع يقام في منطقة مفيض توشكى جنوب محافظة أسوان المصرية على بعد ما يقارب 1000 كيلومتر من القاهرة، ويهدف إلى خلق دلتا جديدة جنوب الصحراء الغربية موازية للنيل، تساهم في إضافة مساحة تصل إلى 540 ألف فدان للرقعة الزراعية.
تزرع الظاهرة 450 ألف فدان في 5 قارات، ولها انتشار واسع في جميع دول العالم، لدرجة أنها تُساهم بـ 25% من الأعلاف في السوق الصيني، ولها نشاط واسع في السعودية وكوريا واليابان وفيتنام ورومانيا، لكن مشروعاتها في مصر كانت الأكبر عالمياً.
ولا يقتصر وجود «الظاهرة» في مصر على مشروع توشكى، لكنها أيضاً تزرع مساحات ضخمة في منطقتي شرق العوينات، الصحراء الغربية، والصالحية بالإسماعيلية.
وعلى بعد ما يقارب من 60 كيلومتراً من مدينة أبو سمبل، يوجد أول مشروعات شركة الظاهرة في توشكى، وهي محطة طاقة شمسية عملاقة تضم 63 ألف لوح، وتنتج 20 ميجاوات، وتغطي 30% من احتياجات الكهرباء لمشروعات الشركة، بحسب الدكتور سليمان النعيمي، الرئيس التنفيذي لشركة الظاهرة في مصر.
وأوضح النعيمي، أن مشروع الظاهرة في توشكى يبلغ 120 ألف فدان، تم استصلاح وزراعة 50 ألف فدان منها، وجارٍ العمل على بقية المساحات، مشيراً إلى أن محاصيل متنوعة استراتيجية، مثل القمح والذرة الصفراء والبرسيم الحجازي، وغيرها، تُزرع في المشروع.
والمرحلة التالية من شركة الظاهرة هي مشروعات زراعية عملاقة تُدار بنظم ري وتسميد ومتابعة وتشغيل ذكية عبر الأقمار الصناعية، شرحها المهندس أحمد عيد، المسؤول عن النظام التقني الذكي لإدارة المشروع الذي تزيد مساحته على 100 ألف فدان، حيث شرح عملياً عملية الإدارة والمتابعة لجميع مساحات المشروع، وموقف كل مساحة منها، مشيراً إلى وجود نظام مراقبة دقيق بالكاميرات لجميع المشروع.
قمح ونخيل
وتضم مشروعات شركة الظاهرة في صحراء توشكى أكثر من 10 آلاف نخلة، و2500 فدان ذرة صفراء، وأكثر من 10 آلاف فدان برسيم حجازي، بخلاف ما يقارب 10 آلاف فدان من القمح تم حصادها.
وأكد الدكتور سليمان النعيمي، الرئيس التنفيذي لشركة الظاهرة في مصر، لـ «الاتحاد»، أن هذه المشروعات تدعم الأمن الغذائي المصري والإماراتي، إذ توفر كميات كبيرة من حبوب القمح والذرة الصفراء والبرسيم، ما يسد جزءاً من احتياجات مصر، موضحاً أن هناك خطة طموحة لزيادة تلك الاستثمارات والأراضي المستصلحة خلال الفترة المقبلة.
وشدد النعيمي على أن ما وصل إليه المشروع في توشكى هو بجهود مخلصة للقائمين على المشروع الذي يعد مشروعاً قومياً لمصر والإمارات، مؤكداً أن هذا الصرح العملاق هو فخر لكل مصري وإماراتي.
وتسعى «الظاهرة» إلى أن تكون شريكاً ومورداً مستداماً للمنتجات الزراعية والغذائية، يضمن كفاية الإمداد، والجودة العالية لعمليات الزراعة والإنتاج والتوزيع والدعم اللوجستي، وضمان حماية البيئة والموارد الطبيعية.
ترعة الشيخ زايد
ويتردد اسم المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، على لسان الجميع بمجرد الوصول إلى مدينة أبو سمبل، المحطة الأخيرة للوصول إلى مدينة توشكى التي تضم أكبر مشروع زراعي في مصر والشرق الأوسط، في رحلة شاقة ممزوجة بالمتعة والدهشة.
وتشق هذه الجبال والرمال الممتدة في صحراء توشكى، ترعة الشيخ زايد العملاقة التي يبلغ طولها 50.8 كم، ويبلغ جملة أطوال الأفرع الأربعة للترعة والدليلين التابعين لها حوالي 200 كم، وتبلغ حصتها من المياه حوالي 5.5 مليار م3 سنوياً، لتكون منبع الحياة، وذكرى خالدة للقائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، منذ بدء تنفيذها في 1997، وبدء ضخ المياه فيها لأول مرة 2003.
مدينة الشيخ زايد
ليس فقط ترعة الشيخ زايد، لكن بعد دقائق من أبو سمبل في اتجاه توشكى، تظهر مدينة الشيخ زايد التي أنشئت في عام 2006 لتكون مدينة سكنية متكاملة تضم منشآت تعليمية ودراسية وخدمات صحية وغيرها، بخلاف وجود مساحات زراعية حولها للزراعة وإجراء التجارب.
واستكمل الإماراتيون هذا المسار الذي رسمه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في تعمير الصحراء وتحويلها إلى أرض زراعية منتجة عبر استصلاح آلاف الأفدنة في مشروع توشكى، وفي المقدمة شركة الظاهرة الإماراتية التي تعتبر كبرى الشركات الزراعية في العالم.
ولا تزال أيادي الإمارات البيضاء تستصلح وتزرع في قلب صحراء مصر، لتحولها إلى أراضٍ منتجة تدعم الأمن الغذائي في مصر والإمارات.
وكان وفد إعلامي قد زار مشروع توشكى للاطلاع على الجهود المبذولة لاستصلاح الأراضي.
المصدر، جريدة الاتحاد، شعبان بلال (توشكى) 30 أكتوبر 2022 01:25