خلال مشاركتها في سلسلة ندوات افتراضية عقدتها اليونسكو عبر تقنية الاتصال المرئي
شبكة بيئة أبوظبي، الامارات العربية المتحدة، 19 مايو 2023
سلطت وزارة الثقافة والشباب الضوء على سياسات الدولة الثقافية وأبرز الممارسات الكفيلة بحماية التراث وكيف تعمل على تطوير صناعاتها الثقافية والإبداعية ، وذلك في إطار مشاركة الوزارة في سلسلة من الندوات التي عقدتها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة- اليونسكو، بالتعاون مع مجموعة العشرين في شهري مارس وأبريل 2023 تحت الرئاسة الهندية في إطار مجموعة العمل الثقافية لمجموعة العشرين عبر تقنية الاتصال المرئي، حيث قدمت الدولة أربع مداخلات بشأن أولويات متعلقة بالثقافة في الفترة التي تسبق الاجتماع الوزاري الذي سيعقد في أغسطس من هذا العام.
وتبني هذه الندوات على نتائج اللقاء الأول لمجموعة الثقافة التابعة لمجموعة العشرين الذي عقد في الفترة من 22 إلى 25 فبراير الماضي في مدينة خاجوراهو الهندية.
وأثناء الندوات تحدث ممثلو الوزارة عن حماية وتعويض الممتلكات الثقافية والإتجار غير المشروع فيها وتسخير التراث الحي من أجل حياة مستدامة، كما ناقشوا آلية النهوض بالصناعات الثقافية والصناعات الإبداعية والاقتصاد الإبداعي والاستفادة من التقنيات الرقمية لحماية وتعزيز الثقافة، وتحديد الفجوات وأبرز التحديات في المجالات ذات الصلة، كما شاركوا في نقاشات مهمة مع ممثلي الدول المشاركة الأخرى والمنظمات الدولية وأوصوا بإيجاد أفضل الحلول والممارسات التي تجمع قوة كل من التراث والثقافة والإبداع معاً.
في الوقت ذاته أكد ممثلو الوزارة أهمية إنشاء فريق مجموعة العمل الثقافية لمجموعة العشرين، وأهمية التعاون العالمي لتعزيز القدرات والوعي، كما سلطوا الضوء على أفضل الممارسات التي تتبناها دولة الإمارات العربية المتحدة في هذا السياق، مثل إنشاء قواعد بيانات ثقافية واستخدام التكنولوجيا لرسم خرائط للمواقع والمعالم الأثرية، وسلطت مداخلة خاصة بهذا الإطار الضوء على أهمية بناء القدرات وزيادة الوعي بين أفراد المجتمع المدني لحماية التراث القيّم، إضافة إلى تأثير تغيّر المناخ على مواقع التراث والأصول الثقافية، وأكد المتحدثون أهمية التعاون بين مختلف الأطراف للتخفيف من أثر هذه التحديات.
واستعرضت المداخلات أيضاً كيف توازن دولة الإمارات بين الممارسات التقليدية والفن والتصميم المعاصر ودور التراث الحي والطبيعي في النهوض بأهداف التنمية المستدامة، كما سلطت الضوء على أساليب تعميم الثقافة كجزء مهم من التعليم وجعلها موضوعاً رئيسياً في المناقشات العالمية المهمة، مثل مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيّر المناخ في دورته الثامنة والعشرين التي ستستضيفها الدولة أواخر العام الجاري.
كما تناولت مشاركة الدولة موضوع الاقتصاد الإبداعي، وجعلها مساهماً فاعلاً في الناتج المحلي الإجمالي الوطني، حيث عرّف المشاركون بالاستراتيجية الوطنية لمدة 10 سنوات للصناعات الثقافية والإبداعية، وأطلعوا مجموعة العشرين على إجراءات سياسة الدولة لبناء القدرات ورعاية المواهب باعتبارها جوهر الصناعات الثقافية والإبداعية. إضافة إلى تبادل الرؤى مع ممثلي الدول الأخرى حول التخفيف من الأزمات الجارية في هذا المجال، وكيف يمكن لتلك الصناعات أن تساهم في أجندة الاستدامة على المدى الطويل.
وركّز ممثلو الوزارة على دور الإمارات في الاستفادة من التقنيات الحديثة وتسخيرها لخدمة مختلف توجهات النهوض والارتقاء بالقطاع، بصفتها إحدى الأدوات الرئيسية للتحول الرقمي الثقافي، حيث تحرص دولة الإمارات على جعل التجارب الثقافية والتراثية تتم بتكاليف معقولة وفي متناول الجميع، إضافة إلى الحفاظ على البيانات الرقمية للثقافة والتراث على الصعيدين الإقليمي والعالمي، وتطرقت المداخلة إلى مناقشة الاستخدام الأخلاقي للتكنولوجيا في المجال الثقافي وتسليط الضوء على أهمية حماية الأصول الرقمية من السرقة الإلكترونية.
وتعليقاً على مشاركة الدولة، قال سعادة مبارك الناخي، وكيل وزارة الثقافة والشباب: “إن مشاركتنا في هذه المناقشات المهمة مع أعضاء مجموعة العشرين شهادة على دور دولة الإمارات المتنامي في المشهد الثقافي العالمي، نتيجة حرص قيادتنا الرشيدة -حفظها الله- على تعزيز سمعة الدولة في مختلف المجالات والترويج للثقافة كأداة مهمة واستراتيجية في سعينا لتحقيق التنمية المستدامة “.
وستعقد الجولة القادمة من لقاءات مجموعة عمل الثقافة لمجموعة العشرين في الفترة من 14 إلى 17 مايو الجاري في مدينة بوبانيسوار الهندية، حيث ستقود هذه الاجتماعات نقاشات حول الأولويات والإجراءات التنفيذية الرئيسية، التي منها ستنطلق أجندة الاجتماع الوزاري للثقافة لمجموعة العشرين الذي سيعقد في 23 أغسطس 2023، والذي سيكون له تأثير واضح على قمة قادة مجموعة العشرين الثامنة عشرة التي ستُعقد يومي 9-10 سبتمبر من العام الجاري.