على موعد مع الحدث العالمي المرتقب
تستعد دولة الإمارات لاستضافة مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ «»COP28 في مدينة إكسبو دبي بعد 188 يوماً، وتحديداً في 30 نوفمبر المقبل ، لتستمر فعاليات المؤتمر حتى 12 ديسمبر المقبل.
ومع بدء العد التنازلي لهذا الحدث العالمي المرتقب، تؤكد الإمارات ريادتها في جعل «COP28» مؤتمراً للتنفيذ، وليس للتعهدات فحسب، من خلال استثمار المال والجهد في هذا الإطار، حيث سيشكل دور الإمارات المهم والمحوري في الجهود العالمية الهادفة إلى الحد من تداعيات التغير المناخي على الصعيدين الإقليمي والدولي، دفعة جديدة للمنظومة العالمية نحو تنفيذ التعهدات والالتزامات الخاصة بحلول قضايا التغير المناخي ودعم أمن الطاقة، لا سيما وأن الإمارات في مركز جيد لقيادة تنفيذ الالتزامات المناخية.
ويمثل «COP28» الذي يتسق تماماً مع رؤية دولة الإمارات التي تحدد صورة لـ «مستقبل الاقتصاد» المعتمدة بشكل أكبر على نشر التقنيات النظيفة وحلول الطاقة المتجددة على أوسع نطاق وتحقيق الحياد المناخي بحلول العام 2050، فرصة كبيرة أمام دول العالم للدفع نحو التكنولوجيا الخضراء واستثمارات احتجاز الكربون التي ستكون ضرورية لتلبية هدف صفر انبعاثات بحلول هذا العام، فضلاً عن كونه فرصة للانتقال إلى مسار اقتصادي للنمو الأخضر من شأنه زيادة تنويع الاقتصاد مع إحداث تأثير إيجابي على المناخ، كما سيشكل المؤتمر فرصة نوعية في مستقبل الطاقة النظيفة والمتجددة من خلال تسليط دولة الإمارات الضوء على مشاريعها واستثماراتها في القطاع ليس فقط على الصعيد المحلي فحسب، وإنما تمتد إلى الصعيد الدولي، حيث تحرص الإمارات على مساعدة الدول في تأسيس مشروعات حيوية ومستدامة يتم فيها تبني حلول الطاقة النظيفة.
صياغة المستقبل
يعد اختيار الإمارات «مدينة إكسبو دبي» لاستضافة مؤتمر «COP28» الذي يتوقع أن يشهد حضور أكثر من 70 ألف مشارك، بمن في ذلك رؤساء دول ومسؤولون حكوميون وعدد من قادة القطاع الدوليين وممثلون عن شركات القطاع الخاص والشباب والمنظمات غير الحكومية وأكاديميون وخبراء، رفعاً لسقف التوقعات بنجاح هذا الحدث العالمي المرتقب بناء على الفوز الكبير الذي حققته الدولة عندما جمعت العالم كله في «إكسبو 2020 دبي»، وامتداداً لروح إكسبو بأبعادها الإنسانية العميقة، حيث قدمت مثالاً ساطعاً لإمكاناتها وقدراتها على الدفع بالجهود العالمية لصياغة مستقبل أفضل للحضارة الإنسانية.
تصميم الموقع
يتيح تصميم وحجم موقع «COP28» إمكانيّة عمله كمنصة شاملة للحوار، من خلال توفير مساحة مخصّصة للأطراف المعتمدة وموقع للمندوبين المراقبين «المنطقة الزرقاء» وللمجتمع المدني «المنطقة الخضراء».
«المنطقة الزرقاء» في موقع «COP28»، تعتبر منطقة تدار بموجب اتفاقيّة الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، ومفتوحة للأطراف المعتمدين والمندوبين المراقبين، حيث تستضيف المنطقة المفاوضات الرّسمية، بالإضافة إلى حلقات النقاش والفعاليات الحواريّة والثقافيّة على مدار الأسبوعين خلال المؤتمر الذي من المتوقّع أن يحضره قادة العالم، و199 طرفاً (مفاوضون من 198 دولة ومن الاتحاد الأوروبي)، والمراقبون (المنظّمات غير الحكومية، والمنظّمات الحكومية الدولية، ووكالات الأمم المتحدة)، ووسائل الإعلام.
في حين تعتبر «المنطقة الخضراء» في موقع «COP28»، منطقة تديرها وتسلّمها رئاسة المؤتمر في دولة الإمارات، وتعمل كمنصّة للمندوبين غير المعتمدين، بمن فيهم مجموعات الشباب، ومنظّمات المجتمع المدني، والمنظمات غير الحكومية، والقطاع الخاص، ومجموعات الشعوب الأصليّة لإسماع أصواتهم وتعزيز الحوارات الشاملة والتوعية حول العمل المناخي.
رؤية ورسائل
يعبر شعار «COP28» عن رؤية إماراتية بعيدة المدى للعمل المناخي الفعال ولمستقبل كوكب الأرض، وقد جاء على شكل كروي باللونين الأخضر الفاتح والداكن، متضمناً مجموعة من الرموز المتنوعة المتعلقة بالعمل المناخي، مثل الإنسان وتكنولوجيا الطاقة المتجددة، وعناصر من الحياة البرية والطبيعة داخل شكل كرة أرضية، حيث تعكس تلك العناصر مجتمعة الثروة والإمكانات التي تمتلكها البشرية من موارد طبيعية وتكنولوجيا، وتؤكد على ضرورة الابتكار في جميع القطاعات لتحقيق نقلة نوعية في التنمية المستدامة والشاملة.
في حين تعبر أساور المعصم الرسمية لـ «COP28» المصنوعة بالكامل من مواد مستدامة، عن الرسائل الإنسانية للمؤتمر وأهدافه الكامنة في حماية البيئة وتعزيز الممارسات المستدامة لحماية المناخ والإنسان والحفاظ على الموارد الطبيعية للأجيال القادمة، كما تجسد التزام دولة الإمارات تجاه البيئة والمناخ، ومد جسور التواصل والتعاون بين جميع بلدان العالم.
المصدر، جريدة الاتحاد، شروق عوض (دبي) 25 مايو 2023 01:07