التعليم.. ركيزة الاستدامة البيئية

رسالته غرس الوعي لدى النشيء

برامج تعليية ومناهج تختص بقضايا البيئة واستدامتها

رفع مستوى الوعي حول أفضل الممارسات والحلول البيئية المستدامة

خالد العلي: 22 مدرسة يشارك طلبتها ضمن مبادرة المدارس الخضراء

أمنة الزعابي: غرس القيم البيئية في نفوس الطلبة

سعت الإمارات إلى تعزيز مشاركة القطاع التعليمي في ترسيخ مفهوم استدامة البيئة بين طلبة المؤسسات التعليمية، عبر محتوى معرفي يؤكد أهمية الحفاظ على البيئة ومواردها الطبيعية واستدامتها للأجيال المقبلة.
وأولت وزارة التربية والتعليم ومؤسسات التعليم العالي في الدولة الشأن البيئي كل الاهتمام في المناهج والأنشطة، بالإضافة إلى الدور المهم لمختلف المؤسسات والجهات المعنية بقطاع البيئة في عملية نشر التوعية، خاصة بما يتوافق مع أهداف التنمية المستدامة وتوجهات الدولة وأجندتها الوطنية وأهداف المؤتمر العالمي للمناخ COP 28 الذي تستضيفه الإمارات في العام الجاري.

حماة البيئة الطلابية
في البداية أكد الدكتور سيف الغيص مدير عام هيئة حماية البيئة والتنمية في رأس الخيمة، سعي الهيئة إلى دعم التنمية المستدامة ورؤية حكومة رأس الخيمة 2020-2030، لحماية البيئة واستدامة الموارد الطبيعية، وتماشياً مع إعلان صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، 2023 عاماً للاستدامة، والذي يجسد اهتمام دولة الإمارات بتحقيق أهداف التنمية المستدامة وتعزيز جهودها للمحافظة على البيئة. ومع استضافة دولة الإمارات الدورة ال28 لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ «COP28».

وذكر أن الهيئة أطلقت جائزة «فرق حماة البيئة الطلابية» لرفع مستوى الوعي البيئي وتعزيز مفهوم الاستدامة في القطاع التعليمي وتعظيم العائد من الشراكة مع المؤسسات التعليمية والبيئية في الدولة، والتي ساهمت في إثراء المخزون المعرفي للطلبة، وتعد استكمالاً للمبادرات الموجهة للقطاع التعليمي، منها «مبادرة التميز البيئي المدسي»و «المعرض البيئي البحري المتنقل» و«جائزة المدرسة المتميزة في البيئة المستدامة».

وأشار إلى أن الجائزة التي تشرك القطاع التعليمي، ابتداء من رياض الأطفال والمراحل الثانوية، والتي بدأت بمؤسسات التعليم في إمارة رأس الخيمة لتخرج عن حدودها وتستقبل مختلف إمارات الدولة، نتيجة الانتشار الذي حققته ودورها في رفع مستوى الوعي حول أفضل الممارسات والحلول البيئية المستدامة، ذاكراً أن الهدف منها أعداد الأجيال المستقبلية التي سيكون لها دور في استدامة البيئة وغرس السلوك الإيجابي والمسؤولية الوطنية وتعزيز الجانب الابتكاري في القضايا البيئية واستخدام الذكاء الاصطناعي في نشر المعرفة البيئية وإشراك المؤسسات التعليمية في نشر الوعي البيئي.

ولفت د. الغيص إلى أن الجائزة توجه إلى إنشاء الفرق البيئة وتخصيص الزي الرسمي الموحد للفريق وتنفيذ المبادرات البيئية، والورش ومحاضرات التوعية من قبل الهيئة، بحيث تطبق المؤسسة التعليمية خطة عمل الفرق مدار العام الدراسي ورفع تقارير أنشطة الفرق إلى الهيئة.

وتحدث عن معايير التقييم والمؤشرات المرتبطة بفئات الجائزة منها بند التخطيط والتنفيذ ووضع الخطط والأنشطة والمبادرات البيئية المدرجة ضمن الخطة التشغيلية، وبند التوعية والتثقيف بمختلف القضايا البيئية وقياسها بإعداد الحملات الداخلية والاحتفالات البيئية التي تهدف تحسين البيئة الجمالية بالاعتماد على الأشجار المحلية والنباتات بما مفهوم المدن المستدامة وقياسها بمساحة الرقعة الخضراء وعدد الأشجار المزروعة.
وأضاف: البند الثالث في تعزيز الرقعة الخضراء داخل وخارج المؤسسة التعليمية بالاعتماد على أشجار «السدر والسمر والغاف» والأخرى التي تم زراعتها كبديل عن المخالفات البيئية المسجلة من قبل الفريق، والرابع في ترشيد استهلاك الطاقة من الكهرباء والماء واستخدام الإضاءة الطبيعية والمصابيع الموفرة للطاقة وقياسها بنسبة انخفاض فواتير الاستهلاك في المدرسة.

وذكر د. الغيص، أن الجائزة تتضمن بنودا ومعايير منها الابتكار البيئي والتعلم والتطور المستمر والتغطية الاعلامية، فضلاً عن معايير الجائزة «عن بعد» منها مسابقة ابتكر بيئياً والماراثون البيئي و«بيتي آمن من البلاستيك» وغيرها، مشيراً إلى أن الجائزة استقبلت مشاركات بلغت خلال 3 دورات متتالية إلى 1500 طالب وطالبة، من 90 مؤسسة تعليمية، وما يقارب 400 ابتكار بيئي، و2000 طالب مشارك في المعرض البحري وزارعة 9 آلاف شجرة في المؤسسات التعليمية والمنازل والبيئة المحيطة من قبل فرق البيئة، مشيداً بدعم مؤسسة الإمارات للتعليم المدرسي ووزارة التربية والتعليم ووزارة التغير المناخي والبيئة.

المدارس الخضراء
وقال المهندس خالد فضل العلي، مدير عام دائرة الخدمات العامة في رأس الخيمة: إن مبادرة المدارس الخضراء، المشتركة بين الدائرة ومنطقة رأس الخيمة التعليمية ومؤسسة الإمارات للتعليم المدرسي، إحدى مبادرات «إمارتي بيتي» تعنى بالحفاظ على البيئة، والتي تأتي بدعم ورعاية صاحب السمو الشيخ سعود بن صقر القاسمي، عضو المجلس الأعلى للاتحاد حاكم رأس الخيمة، بربط استراتيجية الإمارة برؤية الإمارات 2071 وتحقيق الأجندة الوطنية في الاستدامة، حيث بلغ أعداد المدارس المشاركة 22 مدرسة، وتهدف إلى غرس مبادئ الاستدامة بين الطلاب والمعلمين والمجتمع وفصل المخلفات عن المصدر وتحقيق أعلى معدلات لإعادة التدوير.

وذكر أن المبادرة تشجع على البستنة وخلق بيئة زراعية خضراء وترشيد استهلاك المياه، وإعادة تدوير المياه الرمادية، حماية الحيوانات والطيور من الانقراض بسبب الممارسات البيئية الخاطئة والحد من تلوث البيئة والانبعاثات الكربونية وتقليل العبء على مصادر المياه والصرف الصحي، مشيراً إلى أن المرحلة الأولى من المبادرة تتمثل في التعريف والتسجيل والاطلاع على المعايير، والمرحلة الثانية في التخطيط والتنفيذ وتسليم خطة العمل والملفات واعتماد المحاضرات والزيارات الميدانية، والثالثة في التقييم وإعلان الفائزين.
وأشار العلي إلى أن الهدف الحفاظ على مياه الشرب العذبة والعمل على إدارة مياه الأمطار من أسطح المدارس، ووضع سياسة ترتبط بمبادرة المدارس الخضراء تتضمن صياغة رؤية للمدرسة تتعلق بالقضايا البيئة، مؤكداً أهمية تعليم الطلاب الطرق التي تؤثر بشكل إيجابي على البيئة وغيرها، ذاكراً أن هناك مراحل مختلفة للمشاركة إلى حين الموعد النهائي المحدد.

المشاريع المبتكرة
أكد طلبة مؤسسات تعليمية أهمية إدراج محور البيئة في منظومة العملية التعليمية وذلك لأهمية هذا القطاع، للتعرف على أهم التحديات والحلول وتقديم المشاريع المبتكرة بعد طرح المبادرات والحملات الموسعة من قبل الخبراء والمهتمين في مجال البيئة وحمايتها.
وأكدت الطالبة عائشة الحمادي، أهمية تعزيز جانب البيئة في المناهج والمنظومة التعليمية حيث أصبح الطالب على إطلاع دائم على التحديات والقضايا المعنية بها والمشاركة ضمن المعارض وتبني الأفكار المبتكرة والتشجيع على تحويلها إلى أنشطة ومشاريع ملموسة وإيجاد أسلوب حياة جديد وصديق للبيئة والتشجيع على الإبداع في سبيل الحفاظ عليها.

وأكدت الطالبة شيخة سعيد حرص مختلف الجهات المعنية بقطاع البيئة إلى تعزيز مستوى الوعي بأهمية الحفاظ على البيئة لدى طلبة المؤسسات التعليمية من مختلف المراحل الدراسية والتي تسعى إلى تنظيم العديد من حملات التوعية والورش التدريبية وتبادل المعلومات والخبرات وطرح المشاكل البيئية والظواهر، فضلاً عن المسابقات التي تتنافس من خلالها المؤسسات وإيجاد فرق البيئة المعنية بالأنشطة وغيرها.
وذكرت أن الاهتمام بتوعية الطلبة في قطاع البيئة عبر البرامج النظرية والتطبيقات العملية على أرض الواقع، تهدف إلى تعزيز السلوك الإيجابي تجاه البيئة وإيجاد جيل يحافظ على الموارد البيئية واستدامتها وتهيئة شريحة منهم للتخصص في مجالات البيئة بحيث تكون لديهم الخبرة والمعرفة الكافية بهذا الجانب تمكنهم المضي بمشاريع جديدة بشأن القضايا المتعلقة بالبيئة.

مناهج بيئية
قالت أمنة الزعابي مديرة منطقة رأس الخيمة التعليمية: إن الإمارات تحرص على تعزيز قطاع البيئة في منظومة العملية التعليمية عبر غرس القيم البيئية في نفوس الطلبة من خلال خلق برامج تعليمية والحفاظ على استدامتها ومكوناتها الطبيعية وتنمية مواردها، لكي يتعرفوا عن قرب على طبيعة بيئتهم المحلية وإجراء البحوث والدراسات وإيجاد مشاريع جديدة وفرص في تحسين وحماية البيئة، فضلاً عن إعطائهم الفرصة لإيجاد وطرح الحلول المناسبة وإجراء البحوث الميدانية والعملية بالتعاون مع الخبراء من ذوي الاختصاص، لإيجاد جيل قادر على مواجهة تحديات المستقبل وإكسابه المهارات وتطبيق منهج الحياة الأخضر في المؤسسات التعليمية، لإبراز المشاركات الإبداعية من قبل الطلبة وإيجاد بيئة نظيفة للأجيال القادمة.

وذكرت أهمية مساهمة كافة المؤسسات والجهات المعنية بقطاع البيئة في رفع مستوى الوعي البيئي لدى الطلبة والمساهمة بشكل فعال في حماية البيئة والمحافظة عليها، من خلال المبادرات والمحاضرات والورش التثقيفية وتنظيم المسابقات المختلفة كجائزة المدارس الخضراء التي تطلقها الخدمات العامة برأس الخيمة بالشراكة مع منطقة رأس الخيمة التعليمية وجائزة فرق حماة البيئة الطلابية التي تطلقها هيئة حماية البيئة، حيث تشكل هذه الجوائز حافز ملهم للطلبة وتهدف إعداد جيل مساهم في حماية البيئة وحل المشكلات البيئية والتعاون مع المدارس في إبراز الإسهامات الخاصة في المحافظة على البيئة والساعية إلى التميز والابتكار.

التعليم الأخضر
في وقت سابق، أعلنت وزارة التربية والتعليم إطلاق خريطة طريق شراكة التعليم الأخضر، استعداداً لاستضافة الدولة لمؤتمر المناخ «COP28» وتفعيل دور التعليم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وإدماج أجندة المناخ ضمن المنظومة التعليمية الذي يسهم في تشكيل الثقافة البيئية لدى مختلف فئات المجتمع، من خلال إدراج قضايا المناخ ضمن المنظومة التعليمية، وتأهيل التربويين والمعلمين وإيجاد مدارس صديقة للبيئة لبناء مجتمعات خضراء مستدامة وتطوير مواد تعليمية ومناهج مراعية للبيئة فضلاُ عن بعض المستهدفات في جعل نصف المدارس والمؤسسات خضراء مع انطلاق القمة وتدريب وتأهيل أكثر من أكثر من 2.800 معلم و1.400 مسؤول تربوي حول القضايا البيئية.

المصدر، جريدة الاتحاد، هدى الطنيجي (رأس الخيمة) 28 مايو 2023 01:25

عن هيئة التحرير

شاهد أيضاً

إشراك المجتمع في تصميم استراتيجيات جودة الهواء والضوضاء

مبادرة أطلقتها هيئة البيئة – أبوظبي بالتعاون مع مركز أبوظبي للصحة العامة شبكة بيئة أبوظبي، …