منتدى «الطريق إلى كوب 28» يؤكد محورية دور القطاع الخاص في تعزيز العمل المناخي

بمشاركة وزير الاقتصاد ورائدة الأمم المتحدة للمناخ وغرف دبي

عبد الله بن طوق: تسريع وتيرة التطبيق الكامل لسياسات الاقتصاد الدائري 2031

رزان المبارك: انضمام أكثر من ألف رئيس تنفيذي لمسار خفض الانبعاثات العالمية

أكد منتدى «الطريق إلى مؤتمر الأطراف COP28» على أهمية الدور المحوري الذي يلعبه القطاع الخاص في تعزيز العمل المناخي المشترك وتسريع الجهود الدولية لخفض الانبعاثات العالمية، بمقدار النصف بحلول عام 2030، والوصول بها إلى مستوى الصفر بحلول عام 2050.

وأشاد المشاركون في المنتدى الذي استضافته رزان خليفة المبارك، رائدة الأمم المتحدة للمناخ لمؤتمر الأطراف COP28 بالتعاون مع غرفة دبي، تزامناً مع بدء العد العكسي لاستضافة دولة الإمارات «COP28» بعد ستة أشهر من الآن، بالمبادرات التي يطلقها القطاع الخاص في دولة الإمارات ودوره الفاعل وحرصه على دعم الجهود التي تبذلها الدولة في مواجهة التحديات المناخية.

وأكد معالي عبدالله بن طوق المري، وزير الاقتصاد، خلاله كلمته الافتتاحية في المنتدى، أن دولة الإمارات بفضل توجيهات ورؤية القيادة الرشيدة حرصت على تبني السياسات والمبادرات الداعمة لتعزيز العمل المناخي في الدولة باعتباره أولوية استراتيجية لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة، وفي هذا الإطار تعمل لجنة السياسات التابعة لمجلس الإمارات للاقتصاد الدائري، على مواصلة جهودها بالتعاون مع شركائها في القطاعين الحكومي والخاص من أجل تسريع وتيرة التطبيق الكامل لسياسات أجندة الإمارات للاقتصاد الدائري 2031، والتي تتضمن 22 سياسة في 4 قطاعات رئيسة وهي النقل المستدام والتصنيع والغذاء والبنية التحتية الخضراء، بما يعزز من نمو الاقتصاد الوطني ودعم تنافسيته، وبما يتماشى مع مستهدفات الخمسين عاماً المقبلة. وأوضح معاليه إن استضافة دولة الإمارات لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP28)، يمثل منصة عالمية لدعم الجهود الدولية في مواجهة التغيرات المناخية وتقليل البصمات الكربونية وتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة وبناء مستقبل أكثر ازدهاراً للأجيال الحالية والقادمة، كما سيلعب المؤتمر دوراً بارزاً في تعزيز جاذبية الدولة للاستثمارات المحلية والأجنبية في القطاعات الاقتصادية الجديدة لا سيما التكنولوجيا المتقدمة والبنية التحتية والطاقة النظيفة والتغيير المناخي.

تحقيق الأهداف العالمية
من جهتها دعت رزان خليفة المبارك، الأطراف المعنية لتعزيز العمل المناخي المشترك، وسرعة اتخاذ الإجراءات المناسبة لتحقيق الأهداف العالمية، مؤكدة الأهمية التي توليها دولة الإمارات لإطلاق المزيد من المبادرات الإيجابية والطموحة والجلوس مع جميع الأطراف المعنية، باعتبارها تمثل حلولاً ملموسة يحتاج إليها العالم لمواجهة التحديات المناخية.

وأكدت أن المشاركة القوية من القطاع الخاص في دولة الإمارات في المنتدى يعكس ليس فقط اهتمام قادة القطاع بالعمل المناخي، وإنما يعكس كذلك استعداده وجهوزيته للعمل والمشاركة بفعالية في هذه الجهود.
وأشارت إلى انضمام أكثر من ألف رئيس تنفيذي في القطاع الخاص وأعضاء غرف دبي، في المسار المحدد نحو خفض الانبعاثات العالمية، بمقدار النصف بحلول عام 2030، والوصول بها إلى مستوى الصفر بحلول عام 2050.

مواصلة الجهود
ودعت المبارك المزيد من المؤسسات إلى مواصلة الجهود الحثيثة من أجل رفع مستوى طموحاتها والتزاماتها في مجال إزالة الكربون واتخاذ إجراءات صديقة للبيئة لمكافحة التغير المناخي. كما دعت، إلى الحرص على الاستماع لآراء الجميع وتمثيلهم، ليكون لهم دور فاعل ونشط في الطريق إلى «COP 28» وما بعدها.

وأكدت «أن دور رواد العمل المناخي بالأمم المتحدة يتمثل في إبراز أهمية العمل المناخي على مستوى عالمي، باعتباره مسؤولية المجتمع بأكمله لمواجهة مستقبل محفوف بالمخاطر بشكل متزايد نتيجة تغير المناخ وفقدان الطبيعة.
وبصفتها الدولة المضيفة لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP28) تحظى دولة الإمارات العربية المتحدة بفرصة مهمة لتوحيد جهود مجتمعنا نحو السعي لتحقيق مستقبل خالٍ من الكربون، وصديق للبيئة، وداعم للطبيعة».
وأشارت إلى أن تكاتف جهود القطاع الخاص ومعه قطاعات المجتمع الأخرى من جامعات ومجتمع مدني وكافة شرائح المجتمع، يسهم بدور كبير في سد الفجوة بين التزامات وتعهدات الحكومات وإنجازاتها، بهدف تحقيق هدف الوصول إلى الحياد الكربوني، لافتة دور المنتدى في المساهمة في جسر هذه الفجوة خاصة وأن معالجة تحديات المناخ لا تقتصر فقط على التحول إلى الطاقة النظيفة وإنما تمتد إلى قطاعات أخرى عديدة في حياتنا، مشددة على أن التعاون بين القطاعات المختلفة يعزز التفاؤل.

وأشارت رزان المبارك إلى أن المنتدى شكل فرصة كذلك لتعريف القطاع الخاص في الإمارات والمنطقة بالحملتين العالميتين «السباق نحو الصفر» و«السباق إلى المرونة»، حيث عرضت خلال الجلسة مسارات الحلول لعام 2030 والمشاريع المتاحة كجزء من أجندة شرم الشيخ للتكيف مع تغير المناخ المدعومة من اللجنة القيادية لمؤتمر الأطراف (COP27)، لافتة إلى منتدى «الطريق إلى مؤتمر الأطراف (COP28):» يعد بمثابة منصة للشركات المحلية لفهم كيفية التحول إلى قدوة يحتذى بها، لا سيما من خلال تخصيص التمويل والخبرة والموارد لمشاريع التخفيف من آثار تغير المناخ والتكيف معها.

وجمع منتدى الطريق إلى مؤتمر الأطراف (COP28) قيادة العمل الجماعي في دولة الإمارات العربية المتحدة، التي استضافها رواد العمل المناخي وغرف دبي بدعم من رئاسة مؤتمر الأطراف (COP28)، فئات رئيسة من المجتمع لحشد وتكثيف الجهود نحو إحراز تقدم شامل في العمل المناخي قبل قمة المناخ التي تستضيفها الإمارات.

ومن جانبهم، يعمل رواد العمل المناخي عن كثب مع القادة الإقليميين لدفع العمل المناخي الطموح، لا سيما في المناطق التي تشتد فيها الحاجة إلى هذا العمل والحاجة إلى التكيف مع آثار تغير المناخ مثل الجفاف والفيضانات وارتفاع مستويات سطح البحر والحرارة الشديدة.

فعلى سبيل المثال، تواصل دولة الإمارات العربية المتحدة دعم مناطقها المحمية وتعزيز الممارسات الزراعية المستدامة وتحسين الجودة البيئية وتنفيذ حلول إضافية قائمة على الطبيعة، وسيساعد هذا الالتزام على ضمان تحقيق الازدهار البيئي والاستدامة لدولة الإمارات العربية المتحدة للأجيال القادمة. كما أكد رواد العمل المناخي على أهمية العمل المناخي حتى في القطاعات التي يصعب فيها التخفيف من انبعاثات الكربون مثل قطاع البيئة العمرانية، ولا سيما في الدول سريعة النمو مثل الإمارات العربية المتحدة.

دعم الشركات المحلية
شدد محمد علي راشد لوتاه، مدير عام غرف دبي في كلمة ألقاها نيابة عن حسن الهاشمي، نائب رئيس العلاقات الدولية في غرف دبي، على أهمية الدور الذي تلعبه الشركات في مواجهة التغير المناخي، مؤكداً التزام غرف دبي بدعم الشركات المحلية في تحقيق الأهداف البيئية والمناخية. وأضاف لوتاه:«تركيزنا ينصب على الترويج لممارسات الأعمال المستدامة، وتشجيع الابتكار بالاقتصاد الأخضر، وتطوير اقتصادٍ تنافسي خالٍ من الانبعاثات الكربونية. نحن مستمرون من خلال نشاطاتنا في غرف دبي بدعم إمارة دبي ومجتمع الأعمال، وترسيخ مكانة دبي كمدينة مستقبلية خالية من الكربون، وصديقة للبيئة تصنع المستقبل المشرق لقطاع أعمالها وللبشرية».

مستقبل مستدام
في الوقت التي تتخذ فيه دولة الإمارات العربية المتحدة خطوات إيجابية نحو مستقبل مستدام، تقوم شركاتها، بدءًا من الشركات الناشئة إلى المؤسسات الكبيرة الراسخة، بإحراز تقدم كبير نحو تحقيق صافي انبعاثات صفري.
وأبرزت الفعالية كيفية تبني المؤسسات المحلية لحلول مبتكرة وطموحة تهدف إلى تقليل البصمة الكربونية والتأكيد على الالتزام القوي بالاستدامة، فضلاً عن القدرة على التعامل مع آثار تغير المناخ. وتعمل الصناعات في جميع المجالات على إعادة تصميم عملياتها والاستثمار في الطاقة المتجددة واعتماد ممارسات مستدامة، وبالتالي إرساء قواعد إقليمية يتم اتباعها في المستقبل. وهذا النهج الاستباقي لا يقتصر على إثبات جدوى تحقيق مستقبل خالٍ من الانبعاثات، بل يسلط الضوء أيضًا على الفرص الاقتصادية التي يمكن أن يحققها.

رواد المناخ بالأمم المتحدة
يعمل رواد المناخ بالأمم المتحدة على إشراك الجهات الفاعلة غير الحكومية لدعم الحكومات في تحقيق أهداف اتفاق باريس. وبالتعاون مع شراكة مراكش – تحالف عالمي يضم أكثر من 320 مبادرة وائتلافًا رئيساً – سيعمل رواد المناخ على تعزيز طموح المدن والمناطق والشركات والمستثمرين وغيرهم من الجهات الفاعلة غير الحكومية، للتسابق بشكل جماعي نحو تحقيق مستقبل خالٍ من الكربون وصديق للبيئة.

السباق نحو الصفر
هو أكبر تحالف عالمي للأطراف المعنية المتعددة من الجهات الفاعلة غير الحكومية والذي يتخذ إجراءات قيادية طوعية لخفض الانبعاثات إلى النصف بحلول عام 2030 والوصول بالانبعاثات إلى مستوى الصفر بحلول عام 2050 على أقصى تقدير بما يتماشى مع اتفاق باريس. أما بالنسبة لحملة «السباق نحو بناء القدرة على الصمود» فهي حملة عالمية تضم أكثر من 25 مؤسسة شريكة تلتزم معًا بزيادة قدرات أكثر من 3 مليارات شخص على الصمود في مواجهة آثار تغير المناخ، ونسير على الدرب الصحيح نحو تحقيق هدفنا المتمثل في بناء قدرات 4 مليارات شخص بحلول عام 2030.

السباق نحو المرونة
حملة عالمية مدعومة من الأمم المتحدة لتحفيز إحداث تغير كبير في الطموح العالمي المتعلق بمرونة المناخ، بما يضع البشر والطبيعة في المقام الأول ضمن رحلة السعي لخلق عالم مرن نتمكن فيه من النجاة من الصدمات والضغوط المناخية، بل ونتمكن من تحقيق الازدهار.

واليوم، تعمل حملة «السباق إلى المرونة» في 139 بلداً وتؤكد بناء المرونة للنساء والفتيات والمجتمعات الأصلية والمحلية، وتتنوع مشاريع الحملة من استعادة المناظر الطبيعية والمعايش في شرق وجنوب أفريقيا، إلى مشاتل القرم في البحر الكاريبي، وتحسين سلاسل القيمة والحصول على التمويل لأغراض الزراعة المستدامة، كما يعزز «السباق إلى المرونة» الحلول التي تعتمد على المجتمع بقيادة محلية.

المصدر، جريدة الاتحاد، مصطفى عبد العظيم (دبي) 30 مايو 2023 01:56

عن هيئة التحرير

شاهد أيضاً

خبير: مؤتمرات المناخ “صراع سياسي اقتصادي بواجهة بيئية” (مقابلة)

في حوار أجرته وكالة الأناضول للأنباء مع خبير الاستدامة والتغير المناخي عماد سعد أجرى الحوار …