التربية البيئية ضرورة حتمية للتأقلم والتكيف مع التغيرات المناخية

بقلم، سعيدة الزمزمي، رئيس تحرير منصة بيئة نيوز، 05 يونيو 2023

تعد التربية البيئية اليوم ضرورة حتمية للتاقلم والتكيف مع التغيرات المناخية التي فرضت نفسها بنفسها على المجتمعات بجميع مخلفاتها كنقص المياه وتدهور المنظومات البيئية و نقص الغذاء. وهو ما جعل الخبراء والباحثين في علم الاجتماع و المحللين البيئين يطالبون بإدراج التربية البيئة ضمن السياسات الوطنية وإقرارها ضمن المخططات الاستراتيجية حفاظا على البقاء والديمومة. فمالذي يقصد بالتربية البيئية وماهي الاسس التي تنبني عليها لمجابهة التغير المناخي؟ كيف هي في المناهج التربوية في تونس؟

ظهرت التربية البيئية مع الكوارث الطبيعية والآثار البيئية التي خلفتها على غرار الزلازل والفياضانات و نقص المياه و ندرة المياه .واختلال كل المنظومات الايكولوجية والبيولوجي وغيرها من المنظومات الاخرى. هذه الاثار البيئية الزمت المجتمعات الدولية الى التحرك ونشر الوعي والتحسيس بضرورة التصدي لهذه الاثار المدمرة من خلال ضبط مبادرات وسياسات عمومية تحكم التصرف في الموارد الطبيعية وتضمن استمرارية البقاء على كوكب الارضِ . وهو ما الزم كل المجتمعات سواء على المستوى الاقليمي او الوطني او العالمى ادراجها في السياسات الوطنية. وفي السياق, ظهر مفهوم التربية البيئيه التي جاءت كحل من الحلول للتصدي للظواهر الطبيعية والتاقلم والتكيف مع التغير المناخي .

في تصريح للبيئة نيوز, بين الخبير في التنمية والبيئة, والباحث في علم الاجتماع. حسان الموري, ان التربية البيئية فرضت نفسها على المجتمعات مهما كانت طبقتها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية, باعتبار ان المسألة البيئية مسألة كونية ووجودية اقرتها الدول المتقدمة في مناهجها التربويه وفي سياساتها التنموية حفاظا على الديمومة والاستمرارية ولتحقيق التنمية المستدامة للاجيال المقبلة.

وفيما يتعلق الامر بتونس, اوضح الخبير في التنمية والبيئة ان بلادنا منخرطة منذ سنوات في التربية البيئية لكن وفقا لمقاربة الاهداف. وهو ما جعل النتائج على مدار السنين غير ناجعة ِ في حين انه في الدول المتقدمة. تنبني التربيه البيئية على مقاربة المشاريع اي المبادرات المتسلسلة البرامج المتواصلة . ” التربية البيئية هي مسار طويل المدى, يصل الى للناشئة بخطوات ثابتة. لان الاطفال في علاقة ايجابية مع الطبيعة والبيئة في وجدانهم” وهو ما يسهل عملية ترسيخ الثقافة و تغيير السلوكياتِ”ويضيف بالقول”يجب ان تكون الانشطة والتظاهرات التوعوية والبرامج التنشيطية. على مدار السنة كما يفترض تشريك كل للاطراف من اعلام ودور الشباب والافراد لتغيير انماط مجتمع باسره”.

تعد التربية البيئية في المناهج التربويه في بلادنا محور اهتمام مختلف الهياكل البيئية والتربوية ومكونات المجتمع المدني والافراد ايضا لكن تبقى دائما في ظرف مناسباتي وفقا لبرامج واهداف قصيرة المدى. فمنذ سنوات طويلة سجلت مختلف هذه الأطراف حضورها في الحراك المجتمعي من اجل المناصرة ونشر ثقافة المواطنة البيئية والتوعية, لكن ونظرا لقلة الموارد المالية وعدم توفر المناخ المناسب, تبقى النتائج ضعيفة نسبيا. وهو ما يتطلب حلول وآليات لدعم كل المبادرات والبرامج التي تقوم بها هذه المنظمات.

المدرسة الابتدائيه سيدي ثابت 1 نموذج للتربية البيئية
لتعزيز برامجها التوعويه والتثقيفية المندرجة ضمن توجهاتها من سنوات شرعت الوكالة الوطنية لحماية المحيط منذ فترة قصيرة في تنفيذ مشروع # EDEN. MED الرامي الى تطوير البرامج و تعزيز القدرات ودعم المبادرات التي تقوم بها مع مختلف الهياكل التربوية. وفي هذا الاطار, وتزامنا مع تظاهرة سنة النظافة. التي أطلقتها وزارة البيئة, تم تنظيم مسابقات ايكولوجية ودورات تدريبية للمدارس الابتدائية وتقديم المساعدات اللوجستية لتنظيم انشطة ترفيهية وورشات تثقيفية لترسيخ ثقافة التربية البيئية لدى الاطفال. وقد كانت المدرسة الابتدائية سيدي ثابت 1 من ضمن المعاهد التربوية التي لاقت مساندة ومرافقة من قبل الوكالة الوطنية لحماية المحيط. اليكم تفاصيل التظاهرة في رابط الفيديو التالي.

ال

عن هيئة التحرير

شاهد أيضاً

مروان كعكي يبحث تجربة العمل الخيري في حفظ النعمة بالسعودية

خلال مشاركته في منتدى حفظ النعمة الأول رمضان 2024 شبكة بيئة ابوظبي، الإمارات العربية المتحدة، …