أسس نموذجاً فريداً للتقدم والتنمية والازدهار
التاريخ يحتفظ بمكانة خالدة وراسخة بقوة في سجلاته للوالد المؤسس
زايد باقٍ بعطائه وخيره في ذاكرة ملايين البشر حول العالم
نجح في تأسيس مجتمع يعتز بالقيم والمباديء
آمن بقدرات الشباب أسس جيلاً من القيادات الشابة
وفر خدمات صحية للمواطنين والمقيمين وفق المعايير العالمية
وضع منظومة تعليمية أخذت الدولة لأرفع المستويات العلميية
يوم الأب، احتفاء اجتماعي عالمي يحتفل فيه بفضل الآباء أو من يقومون مقامهم في حياتنا، ويختلف تاريخ يوم الاحتفال بيوم الأب من دولة إلى أخرى، ولكنهم في النهاية يتفقون على الهدف منه، وهو الاعتراف بالفضل والجميل للآباء في حياة الأبناء.
وتحتفل معظم الدول العربية بيوم الأب في 21 يونيو باستثناء بعض الدول، حيث يكون مناسبة لتكريم الآباء والاعتراف بفضلهم ودورهم في حياة أبنائهم، وتوجيه عبارات الشكر والتقدير والعرفان بالجميل للآباء أو من يقومون مقامهم في حياتنا.
ويُعد هذا اليوم، هو أحد المناسبات والفعاليات الدائمة والمستمرة التي يتذكر فيها العالم بصفة عامة ودولة الإمارات بصفة خاصة، أحد الآباء الملهمين والأيادي الحانية والقلب المفعم بحب الخير والعطاء والاهتمام بالأسرة والإنسان في كل مكان، الوالد المؤسس المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه
«زايد.. أولاً»
وفي يوم الأب العالمي 2023، تصدر أمس اسم المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان قائمة الأكثر رواجاً على موقع «تويتر»، خاصة بعد تغريدة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، عن الأب، حيث تفاعل آلاف المغردين مع التغريدة، مستذكرين مناقب المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، القائد المؤسس للدولة.
وحفل سجل المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان بصفحات ثرية ناصعة من المنجزات الوطنية الباهرة التي سطرها التاريخ بأحرف من نور على مدى نحو 66 عاماً متواصلة من العطاء في العمل الوطني والقومي، وذلك منذ توليه مهام ممثل الحاكم في مدينة العين في عام 1946 إلى توليه مقاليد الحكم في إمارة أبوظبي في السادس من أغسطس 1966 وحتى انتخابه رئيساً للبلاد بعد إعلان اتحاد دولة الإمارات في الثاني من ديسمبر 1971.
ووهب الشيخ زايد نفسه لبناء وطنه وخدمة مواطنيه وتحقيق طموحاتهم وتطلعاتهم في الحياة الكريمة الرغدة، وقاد ملحمة البناء من مرحلة الصفر، منطلقاً من رؤية ثاقبة بتسخير عوائد الثروات الطبيعية لبناء الإنسان، وإقامة المدارس، ونشر التعليم، وتوفير أرقى الخدمات الصحية وأحدث المستشفيات والعيادات العلاجية في كل أرجاء الوطن، وإنجاز المئات من مشاريع البنية الأساسية العصرية والمستوطنات البشرية التي شكلت منظومة من المدن العصرية الحديثة التي حققت الاستقرار للمواطنين.
لقد كان بحق رجل التنمية، ومن الزعماء القلائل الذين تفانوا وكرسوا حياتهم وأعطوا بكل سخاء من أجل عزة وطنهم وإسعاد شعبهم.
نموذج استثنائي
وجد العالم، آنذاك، في المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، المعلم والقدوة والأب لجميع أبناء وطنه وشعبه، والنموذج الذي أحبه الكثير من شعوب العالم، إذ جمع، رحمه الله، بين مكارم الأخلاق وعلو الهمة وسداد الرأي، إضافة للحكمة والشجاعة والرحمة.
القصة الخالدة
أهم ما يميز صفحات التاريخ المضيئة أنها تحتفظ في سجلاتها بذاكرة قوية لبعض القادة والزعماء الذين اكتسبوا محبة كبيرة من شعوبهم وأمتهم، حيث تبقى هذه المكانة خالدة محفوظة وراسخة بقوة في سجلاته وفي ذاكرة الملايين من البشر· وهذا ما تميزت به شخصية الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ويشهد التاريخ ومسيرة هذا القائد الكبير، بما كان يمتلكه «طيب الله ثراه»، من صفات عالية وكثيرة، من بينها حكمة فائقة وذكاء حاد وبصيرة نافذة ورؤية بعيدة وقوة تحمّل وقدرة على العطاء والإقناع والابتكار وتحدي المستحيل وتجاوز الأزمات والتحديات، حتى أسس دولة أصبحت نموذجاً فريداً في التقدم والتنمية والازدهار·
الكرم
عُرِف عن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، كرمه السخي طوال مسيرة حياته، إذ كان يحرص بنفسه على زيارة المواطنين في مناطق الدولة، ويبقى فيها لأيام متواصلة يجالسهم، ويستمع لطلباتهم ويسعى لتحقيقها، كما كان يزور المدارس، متفقداً أحوال الطلبة والمعلمين للوقوف على طلباتهم والتشجيع على الدراسة، وكان لا يتردد في الجلوس مع المواطنين تحت ظلال الأشجار بتواضعه المعتاد.
وكان القائد المؤسس شخصية لن تتكرر أبداً، إذ عمّ سخاؤه جميع بقاع الأرض، فهو الذي جعل العمل الإنساني قيمة راسخة في الدولة والمجتمع، كما نجح في أن يغرس بذرة الخير في نفس كل مواطن ومقيم على أرض الإمارات.
وعرف عن الوالد المؤسس، طيب الله ثراه، متابعة الأمور بدقة حتى أنه يتواصل بنفسه مع المواطن والقاطن ويقف على احتياجاتهم جميعاً، وكان يقضي يومه من الصباح وحتى الظهر بمجلسه لاستقبال قاصديه.
الاهتمام بالأسرة
منذ اليوم الأول لتأسيس دولة الإمارات على يد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، والدولة تركز على بناء المجتمع من الأسرة المتلاحمة والمتماسكة، حتى أصبح التلاحم الأسري في الإمارات نموذجاً عالمياً.
وحرص القائد المؤسس، رحمه الله، منذ بداية التأسيس لدولة الإمارات على تقديم الدعم للأسرة الإماراتية، وذلك لإيمانه العميق بأهمية الروابط الأسرية وبأن الأسرة هي نواة المجتمع، لذلك أولى، طيب الله ثراه، اهتماماً كبيراً ببناء نظام عائلي قوي، وسعى لتبني العديد من التدابير لتحقيق هذا الهدف، وتسخير احتياجاتها كافة.
وعمل المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، على مأسسة العمل في مجال تنمية الأسرة والمجتمع، فأنشأ الجمعيات النسائية، في مقدمتها جمعية «نهضة المرأة الظبيانية»، ثم الاتحاد النسائي العام، وغيرهما من الجمعيات، إضافة إلى تخصيص وزارة للعناية بشؤون المجتمع بمختلف فئاته، كما لعبت سموّ الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، دوراً محورياً في تحويل طموحات الشيخ زايد وأفكاره إلى سياسيات واستراتيجيات على أرض الواقع.
كما أطلق استراتيجية محو الأمية وتعليم المرأة في دولة الإمارات في عام 1975، وأطلق مشروع الأسر الوطنية المنتجة عام 1997، وجائزة فاطمة بنت مبارك للأسرة المثالية عام 1997، ورعاية مشروع المسح الوطني لخصائص الأسرة المواطنة 1998، وغير ذلك العديد من الاستراتيجيات والخطط الكبرى التي تم تنفيذها في الدولة بتوجيهات ودعم من المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه.
حب المشاركة
عُرف عن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، تواضعه وحبه مشاركة المواطنين في جميع المناسبات الاجتماعية، فالمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان عند توليه الحكم بأبوظبي عام 1966م، حرص على دعوة جميع المواطنين من جميع مناطق الدولة لمشاركته الفرحة.
الشباب أولوية
حظي شباب دولة الإمارات باهتمام ورعاية من الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، إذ أولى أهمية قصوى لدور الشباب في خدمة مجتمعاتهم ودولهم، فهم المحرك الرئيس للتطور والتنمية، وهم مرتكز رئيس لتقدم أوطانهم وعماد حاضرها وضمان مستقبلها.
فقد آمن إيماناً كبيراً أن الشباب هم رهان المستقبل، بل وركيزة استدامة ازدهاره وتقدمه في شتى المجالات، الأمر الذي حفز هذه الشريحة المهمة على ترجمة الطموحات الوطنية إلى حقائق ملموسة، وإطلاق العنان لأفكارهم ورؤاهم وتطلعاتهم، وليسطروا الإنجازات تلو الإنجازات.
وأدرك، طيب الله ثراه، مبكراً أن الحفاظ على المكتسبات التي حققتها دولة الإمارات منذ قيام الاتحاد، وتحقيق المزيد من الإنجازات هما مسؤولية الشباب من أبناء الوطن وبناته الذين ولدوا وترعرعوا في ظل الاتحاد، وعايشوا مسيرة نجاحه وتطوره، لذلك أولى اهتماماً كبيراً لهذه الفئة، وعمل على إعدادهم منذ الطفولة، وتسليحهم بقيم الوطنية والانتماء للوطن، وربطهم بعادات وتقاليد المجتمع.
التعليم بالمقدمة
رأى المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، أن الأسلوب الأمثل لبناء المجتمع يبدأ ببناء المواطن المتعلم، لأن العلم يؤدي إلى تحقيق المستوى المطلوب، وواجب كل مواطن هو العمل على تنمية قدراته ورفع مستواه العلمي ليشارك في بناء مسيرة الاتحاد من أجل حياة أفضل.
وآمن بأن تقدم الشعوب يقاس بمستوى التعليم وانتشاره، وأن التعليم هو الاستثمار الحقيقي للعبور إلى المستقبل، فكانت أولى مراحل تطور التعليم في الإمارات وضع منظومة تعليمية تحارب الأمية، وتأخذ الدولة إلى أرفع مستويات التعليم.
ونال التعليم اهتماماً جلياً في عهد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، وكان يتابع بنفسه تطور القطاع التعليمي في الإمارات، وكانت مشاريع التعليم كافة وتطويرها تأتي بناءً على توجيهاته في فترة حكمه.
تاج الصحة
عمل القائد المؤسس على تسخير كل الإمكانات والموارد من أجل حياة أفضل لكل من يعيش على أرضها، وأولى، رحمه الله، اهتماماً كبيراً بالقطاع الصحي، فأسس الخدمات الصحية بها آنذاك، لتتوافر للمواطنين والمقيمين.
وشهدت الدولة في ذلك الوقت بناء شبكة متطورة من المستشفيات الحديثة والمراكز الصحية النموذجية التي تقدم خدمات صحية تشخيصية وعلاجية ووقائية وفق معايير عالمية للمواطنين والمقيمين على أرض الوطن.
وعملت الدولة على تزايد أعداد المؤسسات الصحية، بما فيها المستشفيات، والصيدليات، والمستودعات الطبية، ومراكز الرعاية الصحية، ومراكز رعاية الأمومة، وقد قفزت الأعداد بشكل ملحوظ خلال فترات قصيرة لتصل إلى ما وصلت إليه الآن.
نهج التسامح
أجمع العالم على أن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، كان زعيماً رائداً ورجل دولة قوياً يتمتع بالحكمة وبعد النظر أسهم في دعم قضايا أمته العربية والإسلامية من أجل تحقيق وحدة الصف والتضامن بين شعوبها والدفاع عن حقوقها، كما دعم القضايا العالمية العادلة بمواقفه الصريحة والشجاعة ومبادراته العديدة على صعيد العمل القومي وفي ساحات العمل الإنساني لخدمة البشرية جمعاء.
ويعرف العالم، بتقدير كبير، الجهود المتصلة لزايد في الدعوة إلى نشر ثقافة التسامح والوسطية والاعتدال في الإسلام وإلى الحوار والتقارب بين الثقافات والحضارات والأديان من أجل بناء مستقبل آمن ومزدهر للإنسانية.
المصدر، جريدة الاتحا، سامي عبد الرؤوف (دبي) 22 يونيو 2023 01:23