شبكة بيئة ابوظبي: بقلم د. أنيس رزوق، مستشار تخطيط استراتيجية الجودة والتميز، مقيم معتمد في التميز المؤسسي (EFQM)، خبير استراتيجيات القوة الناعمة، خبير ادارة مركز اسعاد المتعاملين، (7 STAR)، خبير حوكمة معتمد، خبير صناعة سيناريوهات المستقبل، 25 يونيو 2023
تعتبر عملية التغيير استجابة للتغيرات البيئية المحيطة، والتوجه العام للتغيرات في البيئة تحدد مجال التغيير المفروض على المنظمة لمواجهة تحديات البقاء ولتتوائم مع متطلباتها بما يحقق توجهها الاستراتيجي، اضافة للتغيير الصادر من داخل المؤسسة لاغلاق الفجوات بمشاريع تطويرية أو أفكار ابتكارية، ومتابعة فرص التحسين التي استخرجتها المنظمة من عمليات التحليل، والتغيير يتفاوت من منظمة لاخرى، وقد يكون التغير مفاجىء للمنظمة، وقد يكون نتيجة خطة مدروسة ومنظمة.
مجالات التغيير:
عمليات التغيير لا تنصب في مجال محدد، فهي متعددة الجوانب، ويمكن أن يطال التغيير استراتيجيتها ومواردها البشرية وسياساتها وعملياتها والموراد التكنولوجية، وغيرها، كما يمكن تطال قوانين سير العمل بما يتناسب مع التغييرات بشكل عام في بيئتها الداخلية والخارجية، ونذكر معظم المجالات التي يطالها التغيير في المنظمة كمايلي:
• استراتيجية المنظمة: وتشمل الاستراتيجية الكلية للمؤسسة مثل التغيير في الاهداف أو الاستراتيجيات الفرغية أو الوظيفية، أو اعداد استراتيجيات تخصصية بما يتوافق مع تغييرات البيئة المحيطة من تغيير مستمر ومنتظم أو تعديلات تحقق رؤيتها (1).
• الموارد المادية والتكنولوجية المستخدمة: وتعني الوسائل المستخدمة في مدخلات ومخرجات عملياتها، ويركز هذا التغيير على المجال التكنولوجي وتطبيقاته مثل الاتمتة والذكاء الاصطناعي وغيره، بما يحقق مصالحها واستراتيجيتها وطرق واجراءات العمل المتبع لديها.
• سياسات وطرق واجراءات العمل: وينصب التغيير في هذا المجال من خلال احداث أعمال أو أنشطة او سياسات جديدة تحقق لها السرعة والمرونة في اجراءاتها مع المعنيين، أو دمج بعض الانشطة أو السياسات أو إلغاء بعضها، بما يحقق توازنها الايجابي مع التغيير البيئية وتحقيق استراتيجيتها.
• الهيكل التنظمي: ترتكز عمليات التغيير في الهيكل التنظيمي على تحسين الاداء المطلوب، أو نتيجة التغيير في استراتيجية المنظمة، لتحقيق التفاعل المرن للاعمال، والتناسق بين الوحدات التنظيمية من حيث ترابط وتسلسل المهام والواجبات وتحديد مصفوفات التواصل التفاعلية، ونطاق الاشراف وتحديد السلطات واللامركزية، أو التوسع أفقياً أو رأسياً، أو في حال الاندماج مع منظمات أخرى (2).
• العنصر البشري: يرى أغلب الباحثين في مجال التغيير بأهمية التغيير في مجال العنصر البشري وأي تغيير يبدأ من خلالهم، على أشكال متنوعة مثل العمل على زيادة حجمها ووضع المعايير المناسبة لاختيار الانسب والاكفأ، والاهتمام بتأهيلهم وتدريبهم وتنمية قدراتهم لتتناسب مع المراحل المستقبلية، ويمكن أن تكون بتخفيضها كعددأو استبدالها بالانسب والافضل(3)، كما يمكن أن يتجه التغيير نحو ثقافة جديدة كتغيير سلوكياتهم لتنمية قدراتهم الابداعية، واستثمارها في تحقيق استراتيجيتها ووضعها التنافسي الجديد. (4)
• أنماط القيادة: قد تلجأ بعض المنظمات لتغيير نمط القيادة المتبع فيها بشكل مرحلي أو مستمر لانجاع عمليات التغيير(5)، مثل تغيير القيم السائدة ونشر قيم جديد تعزز اعتقاد العاملين في القيادة لدفع عمليات التغيير والتجاوب معه وتعطيها القوة والصلاحيات وتمكنها في ادارة الافراد حسب توجهات التغيير(6).
• الثقافة التنظيمية: من أهم عمليات التغيير وتعتبر أساس في نجاحها أن تعمل على تهيئة الموارد البشرية بالثقافة التنظيمية السائدة، بتفكيكها وتحليلها أحياناً ، أو إستبدالها بشكل تدريجي أحياناً أخرى لنشر الثقافة الجديدة التي تلائم متطلبات التغيير وتحقق مساراتها.
• الخدمات والمنتجات: وذلك من خلال ما تقدمه المنظمة من منتجات وخدمات جديدة تسعى لاعداد خطة تسويقية لها لتوصيلها إلى عملائها.
تعتبر ادارة التغيير في ظل الظروف العالمية أحد عوامل نجاح المنظمات ونموها، فالتغيير ضرورة حتمية على المنظمات لتعتلي موجات التطوير وتحقيق الاستباقية في الميزة تنافسية، فالتغيير ليس مسرحية نؤديها على خشبة المسرح أما الجمهور لفترة محدودة وتنتهي بانتهاء العرض، بل هي جهود مستمرة ودورية لتحقيق النمو والتطوير، والنجاح في عمليات التغيير ينشر العدوى داخلياً وخارجياً، فهناك بعض المنظمات تناظر عن بعد بمنظار أو من تحت ستار نتائجه لتماشي ركب التطوير.
المراجع:
1. كسنة أمحمد، مواضيع متنوعة في ادارة الاعمال، غرناطة للنشر والتوزيع، ط1، 2009، ص105.
2. سعيد يس عامر، الادارة وتحديات التغيير، الارادة للطباعة، القاهرة، مصر، سنة 2002، ص205.
3. جواد كاظم الفتة، الادارة الحديثة لمنظومة التعليم العالي، عمان، دار صفاء للنشر والتوزيع، ط1، 2011، ص148.
4. حسب ابراهمي بلوط، المبادىء والاتجاهات الحديثة في ادارة المؤسسات، دار النهضة العربية، بيرون لبنان، ط1، 2005، ص343.
5. بلال خلف السكارنة،التطوير التنظيمي والاداري، الاردن، دار المسيرة، ط1، 2009، ص 86.
6. محمد قاسم الفرعوني، نظرية المنظمة و التنظيم، دار وائل للنشر، عمان الاردن، ط3، 2002، ص384.