باحثتان إماراتيتان في مهمة لقيادة أول مسح من نوعه بإمارة الفجيرة
شبكة بيئة ابوظبي، الفجيرة ، الإمارات العربية المتحدة، 26 يونيو 2023
اختارت “هيئة الفجيرة للبيئة” باحثتين متميزتين لإجراء أول مسح من نوعه لتقييم الموارد السمكية في المياه العميقة بالفجيرة، وهما، مريم الحفيطي الباحثة في مجال العلوم البحرية وسبحة الحمودي الباحثة في علوم البيئة في “مركز الفجيرة للبحوث”. وتستعين الباحثتان بسفينة الأبحاث البحرية “جيّوَن”؛ وهي السفينة الأكثر تطورًا على مستوى الشرق الأوسط بأكمله وتتولى تشغيلها هيئة البيئة في أبوظبي. واستغرقت الباحثتان أسبوعين كاملين لمسح البيئة البحرية والخروج ببيانات غاية في الأهمية والحساسية عن مخزون الأسماك في إمارة الفجيرة.
وتضم “جيّوَن” أحدث التقنيات والمعدات المبتكرة في المجال، ومن بينها: ستة مختبرات لدراسة العينات على متن السفينة، وتقنية صوتية لإيجاد الأسماك، وكاميرات ومستشعرات تعمل تحت الماء، وخاصية تحليل البيانات بمساعدة الحاسوب، وتقنيات التحليل الجيني من الجيل التالي. فقد ساعدت كل هذه المميزات والخصائص المتطورة الباحثتان “مريم” و”سبحة” على جمع البيانات بأعلى درجات الدقة وبسلاسة منقطعة النظير، مما أثمر في نهاية الأمر عن النجاح في تكوين فهم شامل لطبيعة مخزون الأسماك في منطقة الفجيرة وحالته وغيرهما من العوامل المهمة. وعبرت الباحثتان الشابتان عن مدى سعادتهما لاغتنام هذه الفرصة الذهبية لإجراء بحثهما بصحبة سفينة “جيّوَن” فائقة التطور، إذ أسهم استخدامهما للسفينة في تعزيز الجهود التي بذلتاها لإجراء المسح، كما منحتهما تقييمًا متعمقًا لطبيعة الحياة البحرية في منطقة الفجيرة.
إن تعميق المعرفة بأنواع الأسماك وأنماط توزيعها ومدى وفرتها في مياه الفجيرة، فضلًا عن أصنافها وأحجامها وأعمارها من أهم أهداف المسح الذي أجراه علماء “مركز الفجيرة للبحوث”. ومن خلال استغلال البيانات الصوتية التي تم جمعها وتحليلات الحمض النووي البيئي التي أُجريت لأول مرة في منطقة الفجيرة، استطاعت جهود البحث الكشف عن أصناف الأسماك الموجودة، والأصناف المغيرة والمهددة بالانقراض، والتسلسل الجيني الشامل بفضل استعانتها بأحدث المعدات المبتكرة في سفينة الأبحاث البحرية “جيّوَن”.
وأعربت الباحثة مريم الحفيطي عن امتنانها لخوض هذه التجربة العلمية المثمرة قائلة: “يشرفنا الحصول على هذه الفرصة الفريدة لإجراء أول مسح لتقييم الموارد السمكية في منطقة الفجيرة. فالدعم الهائل الذي قُدِم لنا من خلال سعادة السيدة أصيلة المعلا، مديرة “هيئة الفجيرة للبيئة”، والدكتور/ فؤاد لمغـاري، مدير “مركز الفجيرة للبحوث”، لا يمكننا تقديره بأي ثمن. وتغمرنا جميع معاني السعادة لإسهامنا في فهم طبيعة الحياة البحرية في مياه الفجيرة والمساعدة في الحفاظ عليها”.
وأضافت الباحثة سبحة الحمودي إلى حديث زميلتها قائلة إن: “البيانات التي جمعناها أثناء إجراء هذا البحث من شأنها الاضطلاع بدور حيوي في تحديد إستراتيجيات إدارة الحياة البحرية وتطويرها، وكذلك تعزيز الجهود المبذولة في الحفاظ على الموارد السمكية في الفجيرة. فمياه هذه المنطقة مهمة أهمية بالغة للبيئة ولا غنى عنها في حياة المجتمعات المحيطة. ونحن ممتنون لأن هذه الفرصة أتيحت لنا للإسهام في الحفاظ عليها “.
وهدفت هذه المهمة العلمية إلى جمع البيانات القيمة التي ستسهم في تكوين فهم دقيق وشامل عن بيئة الحياة البحرية، ولا سيما أنواع الأسماك التي تعيش في المنطقة. وأكدت كلٌ من مريم وسبحة على الأهمية القصوى لهذه المعلومات ودورها الحيوي في الإسهام في اتخاذ الإجراءات اللازمة ووضع تدابير حفاظ على البيئة تضمن استدامة الموارد السمكية ووضع إستراتيجيات إدارة أكثر فاعلية للمستقبل.
امتد هذا المسح على مدار أسبوعين في أعماق مياه الفجيرة، وخلُص إلى نتائج مهمة وحيوية في إعادة تشكيل إستراتيجيات الحياة البحرية وجهود الحفاظ على الموارد السمكية وتعزيزها داخل المنطقة. فهذه الموارد تمثل قيمة بيئية هائلة للمجتمعات المحيطة وتضطلع بدور حيوي في الحفاظ على نمط عيشهم وتأمينهم لضروريات الحياة.