الامارات نموذج يحتذى في تحويل الأنشطة الاقتصادية إلى صديقة للمناخ

السكرتير العام للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية في تصريحات لوكالة أنباء الإمارات /وام/ بمناسبة استضافة الدولة مؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الامم المتحدة الاطارية بشأن تغير المناخ “COP28”
الدكتور بيترى تالاس: العالم بدأ التحرك بالفعل لإيجاد حل ولكن ليس بالسرعة الكافية حتى الآن

شبكة بيئة ابوظبي، جنيف، فى 27 يونيو 2023/ وام /

قال البروفيسور الدكتور بيترى تالاس السكرتير العام للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية إن اقتصاد الامارات يعتمد بنسبة أقل من 20 % على الوقود الاحفورى وهو ما يمثل نموذجا جيدا للغاية في منطقة الخليج وغيرها ..مشيرا إلى أن هذا التوجه نحو خفض الاعتماد على الطاقة المستخلصة من الوقود الاحفورى يعتبر أمرا حيويا للغاية عند الحديث عن النجاح في تخفيف آثار التغير المناخي حيث على الدول حذو الامارات وبدء احلال مصادر طاقة الوقود الاحفوري بمصادر صديقة للمناخ.

وأضاف ــ في تصريحات لوكالة أنباء الإمارات /وام/ بمناسبة استضافة الدولة مؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الامم المتحدة الاطارية بشأن تغير المناخ “COP28” نهاية العام ــ أن المنتدى الاقتصادى العالمي أكد أن التغير المناخي يمثل مشكلة اقتصادية كبيرة ويمكن أن يمثل مخاطر كبيرة على الاقتصاد العالمي خلال السنوات العشر القادمة وذلك اذا فشلنا في التخفيف من حدة التغيرات المناخية أو إجراءات التكيف.

وأوضح البروفيسور تالاس أنه من جانب المنظمة العالمية للأرصاد الجوية فإنها هي التي تستضيف الهيئة الدولية المعنية بالتغير المناخى وتقدم تقريرا سنويا عن حالة المناخ والذي يؤكد حتى الآن أن المؤشرات سلبية حيث وصلت نسبة كثافة غازات الدفيئة ( الغازات التي تتسبب في الاحتباس الحراري مثل ثاني أكسيد الكربون) الى مستوى قياسي، إذ سجلت المنظمة زيادة كبيرة في معدلات الاحترار في المحيطات إضافة إلى تسارع في ذوبان الثلوج كما تضاعف ارتفاع مستوى البحار خلال العشرين عاما الأخيرة وبدأ العالم يشاهد أيضاً زيادة كبيرة في الكوارث المناخية والأحداث المناخية مثل موجات الحر في أوروبا وآسيا والولايات المتحدة وفيضانات تغرق باكستان وأعاصير استوائية في مناطق لم نر فيها ذلك من قبل مثل جنوب شرق أفريقيا.

ولفت البروفيسور تالاس إلى أنه إضافة إلى ذلك ما ترصده المنظمة من تحديات أكبر على صعيد توفر المياه والجفاف وكذلك حرائق الغابات وهذا كله له تأثير سلبي للغاية على الحياة البشريه وقال إنه في المحصلة فان هناك بالفعل آثار واضحة للتغيرات المناخية ولكن الأخبار الجيدة أنه باتت تتشكل رؤية واضحة للكيفية التي يمكن بها التعامل مع هذه المشكلة مثل السيارات الكهربائية وانخفاض أسعار بطارياتها وغير ذلك من الوسائل.

وذكر أن العالم بدأ التحرك بالفعل لإيجاد حل ولكن ليس بالسرعة الكافية حتى الآن وذلك فيما يتعلق بالحد من الاحترار العالمي والحفاظ على معدل 1.5 درجة مئوية مقارنة مع درجتين أو 2.3 درجة وتحقيق هدف اتفاق باريس المناخى ..محذرا من أن العالم سيواجه المزيد من المشكلات والتحديات اذا لم يسارع لتحقيق هذا الهدف.

وعن رؤيته لاستضافة دولة الامارات لقمة الدول الأطراف المعنية بتغير المناخ في نهاية العام الجاري وكدولة خليجية ودولة رائدة على مستوى العالم في مجال الطاقة النظيفة قال السكرتير العام للمنظمة الدولية إنه سعد بزيارة أبوظبى مرتين هذا العام وكذلك باللقاء مع معالي الدكتور سلطان أحمد الجابر وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة الرئيس المعين لمؤتمر الأطراف COP28 حيث عقد معه لقاءات مثمرة للغاية.

وأكد البروفيسور تالاس أنه وجد فهما مشتركا وكبيرا بالفعل للهدف الذى تصبو اليه المنظمة في القمة ..مشيرا إلى أنه ستكون هناك لقاءات أخرى ومجموعات عمل في أبوظبي للاعداد للمؤتمر في نهاية شهر سبتمبر من أجل جذب المزيد من الانتباه لمسائل مثل التكيف المناخي وخدمات الانذار المبكر وتحقيق مراقبة أفضل لمعدلات غازات الدفيئة من أجل رسم صورة لما يمكن أن يحدث في المستقبل مع الظواهر المناخية.

واكد أن المنظمة سعيدة للغاية للخطوات التي تقوم بها دولة الامارات العربية المتحدة والتي تتمثل في ضخ المزيد من الاستثمارات في مجالات مثل الطاقة النظيفة وغيرها من المشروعات التي تدعم توجه المنظمة للتعامل مع قضايا التغير المناخي وكذلك لاستضافة مقر الوكالة الدولية للطاقة المتجددة (ارينا) والتي تعد منظمة مهمة للغاية في هذا المجال.

وأعرب السكرتير العام للمنظمة الدولية عن أمله في أن يرى المزيد من الدول تتوجه نحو الاستثمار في مجالات الطاقة النظيفة والمتجددة كما تفعل الامارات.

وردا على سؤال حول ما يمكن أن تساهم به دولة الامارات من خلال استضافتها قمة المناخ القادمة وذلك في تقريب وجهات النظر بين المشاركين من أجل الوصول الى الهدف المنشود ..قال السكرتير العام للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية إن لديه ثقة كبيرة للغاية في أن المشكلة المناخية تدركها الامارات والدول المجاورة وغيرها جيدا وبما يعني الحذو حذو الامارات فيما يخص التعامل مع النشاطات التي تستخدم الوقود الاحفوري حتى تكون جزءا من الحل للمشكلة وذلك بتحويل نظم الطاقة إلى نظم تستخدم الطاقة الصديقة للمناخ ..مؤكدا أن هذا يمثل أيضا فرصة لمشروعات جيدة وفرص استثمارية وتوجه يمكن أن تساعد فيه الامارات والدول الأخرى.

وفيما يتعلق والخطوة التى يراها ضرورية للقيام بها في القمة والتي يمكن أن تمثل اختراقا نحو ايجاد حل لمشكلة التغير المناخي قال البروفيسور بيترى تالاس إنه على مستوى الصورة الأكبر فإن المطلوب هو خطوة كبيرة باتجاه تسريع التحول الى حلول صديقة للمناخ وذلك في مجالات عديدة سواء مجال الطاقة أو النقل أو الصناعة أو امدادات الغذاء.

وأكد أن هناك فرصا كبيرة في هذه المجالات ..مضيفا أن ما تأمل المنظمة في تحقيقه أيضا هو المسارعة في تحويل نظم الطاقة الى الطاقة المتجددة وهو ما يمكن للامارات أن تساعد في ترويجه وتشجيع الدول عليه في المؤتمر خاصة أنها أصبحت من الدول السباقة في هذا المجال.

ولفت البروفيسور تالاس إلى أن الطموح الأكبر هو النجاح فى تحقيق ما التزمت به مجموعة السبع والاتحاد الأوروبي قبل عامين في جلاسجو بالحفاظ على درجة الحرارة عن 1.5 مئوية خاصة أن هذا سيمثل أهمية كبيرة للغاية بالنسبة لتحقيق هدف رفاه سكان الكوكب والاقتصاد العالمى والغلاف الجوى.

وقال إنه بالنسبة لكون الامارات دولة رائدة الآن فيما يتعلق بجهود الحفاظ على البيئة وكيف يمكن أن يساعد ذلك في نجاح المؤتمر قال السكرتير العام للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية إن إن الامارات نجحت في تحويل الهيكل الاقتصادي ليكون اعتماده في جزء صغير منه على الوقود الاحفوري وهذا يجعل الامارات مثالا جيدا للغاية ونموذجا يمكن للدول الأخرى المماثلة أن تتبعه وأن تحذو حذوه خاصة أن الامارات تستخدم مواردها لتشجيع استخدام الطاقة المتجددة وهو الأمر الذي ترحب به المنظمة بشدة.

وفيما يتعلق بما يمكن أن تخرج به القمة قال السكرتير العام للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية إن المنظمة تأمل أن ترى توصلا لاتفاق أكثر طموحا لتخفيف آثار التغير المناخي وذلك في القمة التي تستضيفها الامارات.

وأضاف أنه من ناحية المنظمة فهي تشجع بشدة تحقيق ايجاد نظم انذار مبكر يكون من شأنها التقليل الى الحد الأدنى من من الأضرار الكبيرة التي تتسبب بها الأحداث المناخية.

وقال البروفيسور تالاس إن المباردة الثالثة التي تضعها المنظمة على الطاولة هي الطرق الجديدة لمراقبة غازات الاحتباس الحراري وذلك من خلال المحطات الأرضية والأقمار الصناعية اضافة الى نظم رصد المحيط الحيوى وهو ما يعتبر أمرا مهما للغاية.

عن هيئة التحرير

شاهد أيضاً

مورو تمنح مجموعة “الوطنية القابضة” الشهادة الخضراء للالتزام البيئي

تم تكريم جهود وحدات الأعمال التابعة لمجموعة “الوطنية القابضة” التي اختارت مراكز البيانات الخضراء من …