وليد بن سلمان النائب التنفيذي في «ديوا» لـ «الاتحاد»:
– التركيز على استدامة الموارد الطبيعية والبيئية وضمان النمو والازدهار الاقتصادي منخفض الانبعاثات
– المؤتمر يستكمل البناء على نتائج ومخرجات اتفاقية باريس ومنصة لتوطيد تفاعل الشباب الاماراتي مع العالم
– مبادرة “الشاحن الأخضر” تحفز التنقل المستدام بدبي والامارات تواصل ريادتها لتحقيق الحياد المناخي
يمثل مؤتمر «COP28» محطة مهمة لترسيخ مساهمة المنطقة في دعم العمل المناخي عالمياً، وبناء الشراكات والتعاون وتضافر جهود جميع الأطراف، لا سيما جيل الشباب، لتسريع عجلة بناء مستقبلٍ أفضل للأجيال الجالية والقادمة، كما تتطلع الدولة لأن يكون «COP28» منصة عالمية لتوطيد تفاعل الشباب الإماراتي مع شباب العالم، وإبراز الإنجازات التي حققتها في مسيرتها لبناء الإنسان، وترسيخ الازدهار والتنمية، وضمان غدٍ أفضل للإنسان في كل مكان، وفق ما أكده المهندس وليد بن سلمان، النائب التنفيذي للرئيس لقطاع تطوير الأعمال والتميز في هيئة كهرباء ومياه دبي «ديوا». وأوضح ابن سلمان، في حوار مع «الاتحاد»، أن الدورة الثامنة والعشرين من مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ «COP28»، التي تستضيفها دولة الإمارات خلال الفترة من 30 نوفمبر إلى 12 ديسمبر من العام الجاري 2023 في مدينة «إكسبو دبي»، تشكل منصة مهمة لإبراز مسيرة الدولة نحو تحقيق التنمية المستدامة الشاملة، مع التركيز على استدامة الموارد الطبيعية والبيئية، وضمان النمو والازدهار الاقتصادي منخفض الانبعاثات. وبيّن أن هذه الدورة من مؤتمر تغير المناخ تكتسب أهمية خاصة في «عام الاستدامة» في الإمارات، كما تستكمل الدولة، من خلال تعزيز العمل مع الأطراف والشركاء كافة، البناء على نتائج ومخرجات اتفاقية باريس للإبقاء على ارتفاع متوسط درجة الحرارة العالمية هذا القرن أقرب ما يكون إلى 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل العصر الصناعي، وستشهد إنجاز أول حصيلة عالمية لتقييم التقدم في تنفيذ مستهدفات الاتفاقية.
مبادرات ومشاريع
وحول أبرز مساهمات «ديوا» في تسريع عجلة العمل المناخي، قال: «إن (الهيئة) تنفذ مشاريع تطويرية ومبادرات استراتيجية عدة، لتحقيق أهداف كل من استراتيجية دبي للطاقة النظيفة 2050، واستراتيجية الحياد الكربوني 2050 لإمارة دبي»، مؤكداً أن أبرز المشاريع يتمثل في مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية، وهو أكبر مشاريع الطاقة الشمسية في موقع واحد على مستوى العالم، وفق نظام المنتج المستقل، وبقدرة إنتاجية ستصل إلى 5000 ميجاوات بحلول 2030. وأضاف: «كما تنفذ (الهيئة) – من واقع حرصها على خفض الانبعاثات الكربونية في الدولة – عدداً من المشاريع الرائدة لتنويع مصادر إنتاج الطاقة النظيفة والتي تشمل تقنيات الطاقة النظيفة والمتجددة في إمارة دبي كتقنية الألواح الكهروضوئية والطاقة الشمسية المركزة، وإنتاج الهيدروجين الأخضر باستخدام الطاقة الشمسية والذي يعتبر الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لإنتاج الهيدروجين الأخضر، وتقنية الطاقة المائية المخزنة في مشروع المحطة الكهرومائية في حتا باستخدام الطاقة النظيفة، وهو المشروع الأول من نوعه في منطقة الخليج، بالإضافة إلى مبادرة (الشاحن الأخضر للمركبات الكهربائية) التي تسهم في تحفيز التنقل الأخضر والمستدام في دبي وتحسين جودة الهواء».
مشروعات الطاقة الشمسية
ولفت المهندس وليد بن سلمان، إلى قدرة مشروعات الطاقة الشمسية التي تم تشغيلها حالياً في المجمع المشار إليه أعلاه تبلغ 2.427 ميجاوات من الألواح الشمسية الكهروضوئية والطاقة الشمسية المركزة، في حين تبلغ القدرة الإجمالية للمشاريع قيد الإنشاء في المجمع 433 ميجاوات من الطاقة الشمسية المرّكزة، وقد زادت «الهيئة» حصة الطاقة النظيفة في مزيج الطاقة في إمارة دبي إلى نحو 16.3% من إجمالي قدرتها الإنتاجية التي تبلغ 14.917 ميجاوات من الكهرباء، وحققت «الهيئة» إنجازاً عالمياً بحصولها في عام 2020 على أدنى سعر تنافسي عالمي بلغ 1.6953 سنت دولار أميركي للكيلووات ساعة لمشروع المرحلة الخامسة من المجمَّع، وقد بلغت استثمارات المشروع 2 مليار درهم. وأشار إلى قيام «الهيئة» بحصر المشاريع الجديدة لتحلية المياه على تقنية التناضح العكسي باستخدام الطاقة النظيفة، بالإضافة إلى رفع كفاءة استهلاك الوقود في وحدات الإنتاج الرئيسية إلى نحو 90% ضمن أفضل المستويات العالمية، مؤكداً قيام إمارة دبي منذ سنوات بإيقاف إطلاق أي مشاريع جديدة لإنتاج الطاقة من الوقود الأحفوري.
مكانة الإمارات
وحول أهم التوقعات الخاصة بمكانة الإمارات بين دول العالم في ملف العمل المناخي والطاقة النظيفة بعد مؤتمر تغير المناخ «COP28»، قال: «إن الدولة لن تتوقف عند الإنجازات، وإنما تواصل جهودها الحثيثة لتحقيق الحياد المناخي، ودعم التحول إلى الاقتصاد الأخضر»، مؤكداً أن المؤتمر سيكون بمثابة رافد جديد لمساعي الإمارات لإحداث أثر ملموس في ملف الحياد المناخي، وتحفيز الطاقات لخفض انبعاثات الغازات الدفيئة، وترسيخ مساهمتها الإيجابية في قضية التغير المناخي، والعمل على تحويل التحديات في هذا القطاع إلى فرص واستشراف وصنع مستقبل أكثر إشراقاً للبشرية جمعاء.
طليعة الاستدامة
وبسؤاله عن أبرز الفعاليات التي تنظمها هيئة كهرباء ومياه دبي في عام الاستدامة، أكد قيام «الهيئة» بتنظيم أحداث رئيسية خلال نوفمبر المقبل، وأبرزها الدورة الخامسة والعشرين من معرض تكنولوجيا المياه والطاقة والبيئة «ويتيكس» ودبي للطاقة الشمسية تحت شعار «في طليعة الاستدامة»، في الفترة ما بين (15 و17) نوفمبر في مركز دبي التجاري العالمي، ومن المتوقع أن تشهد دورة العام إقبالاً استثنائياً، نظراُ لكونها تقام قبيل مؤتمر «COP28»، والدورة الأولى من مؤتمر الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للطاقة الشمسية 2023، بالتزامن مع المعرض، حيث يسهم المؤتمر في استقطاب المزيد من الخبراء والباحثين في مجال الطاقة النظيفة والمتجددة؛ نظراً لكونه يعد أول مؤتمر علمي وتقني من نوعه في المنطقة متخصص في مجال الأنظمة الكهروضوئية، بالإضافة إلى الدورة التاسعة من القمة العالمية للاقتصاد الأخضر، حيث تناقش القمة حزمة من أهم الموضوعات التي تسهم في تسريع مسيرة التحول نحو الاقتصاد الأخضر كالطاقة والتمويل والأمن الغذائي، والحد من الانبعاثات الكربونية، وغيرها من المحاور المهمة التي تسهم في تعزيز أجندة الاستدامة حول العالم.
المصدر، جريدة الاتحاد، شروق عوض (دبي) 17 يوليو 2023 01:57