«COP28».. نقطة فارقة في حماية الغابات

خبراء: خط الدفاع الأول لمواجهة تغير المناخ

15 مليار طن كربون تحتجزها سنوياً

خبراء لـ “الاتحاد”: الغابات تكبح جماح الاحترار العالمي والحاجز الأكبر للكربون

مخاوف من عمليات إزالة الغابات المستمرة، والتعويل على “cop28”

أهمية التوسع في زراعة المساحات الخضراء لإعادة التوازن البيئي

تواصل دولة الإمارات العربية المتحدة جهودها في مواجهة تداعيات تغير المناخ، وعلى رأسها الحفاظ على الغابات التي تمثل حائط صد قوياً في معركة مكافحة تغير المناخ عالمياً، في إطار استضافة مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ في دورته الثامنة والعشرين (COP28) في نوفمبر المقبل.

وقال خبراء مناخ وتنمية، إن الغابات رئة العالم، وتشغل قرابة ثلث مساحة اليابسة على الكرة الأرضية، تقدم للبشرية خدمات جليلة ومتنوعة، أهمها التقليل من الآثار السلبية للتغيرات المناخية على الكوكب، خاصة تقليل ظاهرة الاحترار التي تتولد عنها التغيرات المناخية، موضحين أن قمة المناخ COP28 تمثل نقطة فارقة في حماية الغابات عالمياً.

وأوضح أستاذ التغيرات المناخية الدكتور محمد علي فهيم، أن الاحتباس الحراري أدى إلى تشوهات في المنظومة المناخية على سطح الأرض، صاحبه تغير في مكونات المناخ، الأمر الذي أثر بالسلب على الكثير من الأنشطة البشرية الاقتصادية وأهمها القدرة الإنتاجية للمحاصيل الغذائية حول العالم، ويتمثل تأثير الاحتباس الحراري على المنظومة المناخية في الأعاصير والسيول وحرائق الغابات وارتفاع درجات الحرارة واتساع رقعة التصحر وقلة المياه.

وقال لـ «الاتحاد»، إنه من هنا تأتي أهمية التوسع في زراعة المساحات الخضراء، خاصة الأشجار لإعادة التوازن مرة أخرى والتخلص من ثاني أكسيد الكربون، إذ تساهم المساحات الخضراء في امتصاص 29% من ثاني أكسيد الكربون الصادر عن الأنشطة البشرية، وهو إنجاز ساهم في منع احترار كوكب الأرض بأكثر من 1.1 درجة مئوية مقارنةً مع مستويات ما قبل الثورة الصناعية.

ولفت فهيم إلى أن إزالة الغابات الاستوائية تقضي تدريجياً على هذه الميزة، ما يؤدي إلى ارتفاع مستويات ثاني أكسيد الكربون، إذ تحمل الغابات تأثيرات لا يستهان بها تصل حد تبريد المناخ العالمي بمقدار 0.5 درجة مئوية، وهو معدل هائل كذلك، فإنَّ عمليات إزالة الغابات التي تستمر بلا رادع من شأنها تعريض هذه الميزة للخطر.

وأشار أستاذ التغيرات المناخية إلى أن مؤتمر المناخ المقبل في دولة الإمارات يعمل وبقوة في هذا الملف خلال المرحلة التحضيرية لمؤتمر COP28.

وقال الدكتور أحمد زكي أبو كنيز خبير التنمية المستدامة، إن الأشجار في الغابات بمثابة مصارف أو وسائل تمتص الانبعاثات الكربونية وتقتنصها وتحتجزها داخلها وتظل هذه الكميات من الكربون حبيسة الأشجار طالما أنها قائمة، والغابات هي المحتجز الأعظم الكربون الذي يلعب دوراً حيوياً ومؤثراً في التغيرات المناخية. ويقدر العلماء أن غابات العالم تحتجز سنوياً ما يربو على خمسة عشر مليار طن من الكربون، بحسب أبو كنيز الذي قال، إن هذه كمية ضخمة جداً تساهم بها الغابات في كبح جماح الاحترار العالمي والتغير المناخي وآثاره السلبية على الكوكب.

وعبّر أبو كنيز عن مخاوفه من عمليات إزالة الغابات المستمرة بشكل مطرد، مشيراً إلى أن ما تتم إزالته من الغابات سنوياً يتجاوز الخمسة وعشرين مليون فدان (حوالي 10 ملايين هكتار) ما يؤثر على كفاءة المناطق الغابية في امتصاص الانبعاثات الكربونية.

وبيّن خبير التنمية المستدامة لـ «الاتحاد» أن العالم أمام خيارين فيما يتعلق بالغابات، أولهما الانحياز إلى الزراعة وزيادة مساحة الغذاء والاتجار في الأخشاب وتحقيق عائد اقتصادي، والآخر حماية الكوكب من الآثار السلبية للتغيرات المناخية.

وشدد على أن هذه التحديات تقود العالم وتجبره على العمل الجدي من أجل استعادة الغابات أو النظم البيئية لها، سواء بالتوقف على إزالتها أو صيانتها والاهتمام بها أو زراعة غابات جديدة، مشدداً على ضرورة أن يكون أحد مخرجات القمة المقبلة للأطراف المعنية بالتغيرات المناخية COP28، الاهتمام بحماية وصيانة الغابات والعناية بها على المستوى العالمي.

المصدر، جريدة الاتحاد، شعبان بلال (القاهرة) 27 يوليو 2023 01:39

عن هيئة التحرير

شاهد أيضاً

فعاليات المؤتمر الدولي لصون أشجار القرم وتنميتها تنطلق بأبوظبي في 10 ديسمبر

ضمن إطار مبادرة القرم أبوظبي وبمشاركة أكثر من 460 باحث من 82 دولة شبكة بيئة …