ثمنوا مبادرات الدولة لمواجهة التغير المناخي
78 مبادرة إماراتية لمواجهة التغيرات المناخية وحماية البيئة
16.8 مليار دولار استثمارات الدولة بالطاقة النظيفة في 70 دولة
قرقاش: COP28 جزء مهم من حل أزمة الاحتباس الحراري
ثمّن خبراء ومتخصصون جهود الإمارات في مواجهة آثار التغير المناخي في العديد من الدول النامية والفقيرة عبر تقديم مساعدات ومبادرات تنموية تهدف إلى التخفيف من تداعيات التغيرات المناخية وما ينجم عنها من أزمات إنسانية تواجه الملايين من سكان تلك الدول.
وتهدف الإمارات إلى تسريع وتيرة التحول إلى الطاقة النظيفة والمتجددة باعتبارها إحدى أبرز آليات مواجهة التغير المناخي، حيث بلغت استثمارات الدولة في هذا الشأن 16.8 مليار دولار في 70 دولة، كما قدمت 400 مليون دولار مساعدات وقروضاً ميسّرة لمشاريع الطاقة النظيفة.
وأوضح الخبير البيئي، رئيس قسم التكنولوجيا الحيوية البيئية بجامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، الدكتور تحسين شعلة، أن المساعدات التنموية التي تقدمها الإمارات للدول النامية والفقيرة، لا سيما في قارتي أفريقيا وآسيا، تؤدي دوراً رئيسياً ومؤثراً في مواجهة تداعيات التغيرات المناخية وتخفيف آثارها الحادة على الشعوب.
وقال شعلة، في تصريح لـ«الاتحاد»، إن الإمارات اعتادت مع كل دورة لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ إطلاق مبادرات تنموية لتعزيز الجهود الدولية لمواجهة تداعيات التغير المناخي، وخاصة في الدول النامية والفقيرة.
وأضاف: أطلقت الإمارات خلال «كوب 26» في غلاسكو ببريطانيا العام 2021، بالتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة المتجددة «آيرينا» منصة عالمية لتسريع نشر مشروعات الطاقة المتجددة في البلدان النامية، وتعهدت بتقديم 400 مليون دولار من خلال صندوق أبوظبي للتنمية لدعم المنصة في جمع تمويل لا يقل عن مليار دولار.
وذكر الخبير البيئي أن الإمارات اعتمدت نحو 78 مبادرة لمواجهة التغيرات المناخية وحماية البيئة، من أهمها الاستراتيجية الوطنية للتنمية منخفضة الكربون وطويلة الأمد، واستراتيجية إدارة النفايات المتكاملة على مستوى الدولة وأنظمة قياس البصمة الكربونية لقطاع الصحة، ومبادرة تنظيم إصدار السندات والأوراق المالية الخضراء والصكوك.
وأكد الدكتور تحسين شعلة أن دولة الإمارات لم تكتف بمواجهة التغيرات المناخية على المستوى المحلي، بل حرصت على إطلاق مبادرات للحد من تأثيرات التغير المناخي على المستوى الإقليمي والدولي.
وقدمت الإمارات خلال الفترة بين العامين 2018 و2023 مساعدات تنموية بنحو 750 مليون دولار لمجموعة دول الساحل في أفريقيا التي تضم موريتانيا، وبوركينا فاسو، وتشاد، ومالي، والنيجر، ما يسهم في الحد من تداعيات التغير المناخي.
وبحسب تقرير البنك الدولي العام الماضي، فإن دول الساحل الخمس تواجه العديد من آثار التغير المناخي، وتزداد درجات الحرارة فيها بمقدار درجتين بحلول 2040، وهو ما يعزز من قيمة وأهمية المساعدات التنموية الإماراتية للمنطقة.
وأشار الخبير البيئي إلى أن «كوب 28» يعزز الدور الريادي لدولة الإمارات في مجالات مواجهة التغير المناخي إقليمياً ودولياً، وفي هذا الإطار من الممكن طرح مجموعة من المبادرات التي تجذب كل الأطراف العالمية للمشاركة الفعالة خلال المؤتمر.
ومن جانبه، شدد خبير التغيرات المناخية والتنمية المستدامة، الدكتور السيد صبري، في تصريحات لـ«الاتحاد»، على أهمية الجهود الرائدة والمحورية التي تبذلها الإمارات في مواجهة التغيرات المناخي والتخفيف من آثارها، سواء على المستوى المحلي أو الإقليمي أو الدولي، وهو ما يمثل إحدى أولويات السياسة الإماراتية العامة للبيئة، لما يترتب على التغيرات المناخية من تداعيات خطيرة تهدد مستقبل البشرية ككل.
وكانت الإمارات قد أعلنت على هامش مشاركتها في مؤتمر «كوب 27» بمدينة شرم الشيخ المصرية العام الماضي عن الإطلاق العالمي لتحالف القرم من أجل المناخ بالشراكة مع إندونيسيا، بهدف توسيع مساحات غابات القرم عالمياً كأحد الحلول الطبيعية لمواجهة التغيرات المناخية، وهو ما يعزز جهود امتصاص وعزل انبعاثات الغازات الدفيئة عالمياً، إذ تُعد أشجار القرم مخزناً للكربون بنسبة تصل إلى أربعة أضعاف الغابات الاستوائية المطيرة البرية.
وأشاد خبير التغيرات المناخية والتنمية المستدامة بحرص الإمارات على تقديم مساعدات تنموية تعمل على تخفيف آثار التغير المناخي في الكثير من الدول النامية والفقيرة، وهو ما يعطي زخماً كبيراً لمؤتمر «كوب 28» الذي من المتوقع أن يشهد مشاركات واسعة وفعالة من غالبية دول العالم.
المصدر، جريدة الاتحاد، أحمد مراد (القاهرة) 30 أغسطس 2023 00:54