مبادرة تتيح لأصحاب المباني تركيب ألواح كهروضوئية لإنتاج الكهرباء
1.5 مليار درهم إجمالي الاستثمارات في أنظمة الطاقة الشمسية للمبادرة حتى الآن.
المبادرة تدعم تحقيق أهداف استراتيجية دبي للطاقة النظيفة 2050
إجراءات مبسطة لتركيب أنظمة الطاقة الشمسية في المنازل والمباني
تولي الإمارات اهتماماً كبيراً لتنويع مصادر الطاقة، لإيمانها بأهمية الطاقة النظيفة والمتجددة في الحفاظ على حق الأجيال القادمة في التمتع ببيئة نظيفة وصحية وآمنة، وفي هذا الإطار، تعمل هيئة كهرباء ومياه دبي على تحقيق هذه الرؤية من خلال مسارات عدة تشمل إطلاق المبادرات الهادفة إلى رفع كفاءة استهلاك الكهرباء والمياه، وتقليل البصمة الكربونية، وتعزيز التحول نحو الاقتصاد الأخضر في دبي.
لا تقتصر جهود هيئة كهرباء ومياه دبي، في هذا الإطار على تنفيذ المشاريع الكبرى في مجال الطاقة النظيفة والمتجددة، وإنما تمتد إلى إشراك سكان إمارة دبي في عملية إنتاج الطاقة النظيفة من خلال مبادرة «شمس دبي»، التي تتيح لأصحاب المنازل والمباني تركيب أنظمة الألواح الكهروضوئية لإنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية، وربطها مع شبكة الكهرباء، حيث يتم استهلاك الطاقة المُنتَجة داخل المبنى مع تصدير الفائض إلى شبكة الهيئة.
وتدعم مبادرة «شمس دبي»، التي أطلقتها الهيئة عام 2014، مبادرة «دبي الذكية» الهادفة إلى جعل دبي المدينة الأذكى والأكثر سعادة في العالم، كما تدعم تحقيق أهداف استراتيجية دبي للطاقة النظيفة 2050 واستراتيجية الحياد الكربوني 2050 لإمارة دبي لتوفير 100% من القدرة الإنتاجية للطاقة من مصادر الطاقة النظيفة بحلول العام 2050، ما يسهم في ترسيخ صدارة دولة الإمارات في الطاقة المتجددة.
وتنسجم أهداف مبادرة «شمس دبي» مع محور «الطريق نحو تحقيق الحياد المناخي» ضمن حملة «استدامة وطنية» التي تم إطلاقها مؤخراً، تزامناً مع الاستعدادات للدورة الثامنة والعشرين من مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (كوب 28) الذي تستضيفه الدولة ويُعقد خلال الفترة من 30 نوفمبر إلى 12 ديسمبر من العام الجاري في مدينة إكسبو دبي، حيث تهدف الحملة إلى التوعية بمبادرات ومشاريع الاستدامة في الإمارات، وتشجيع المشاركة المجتمعية، ودعم الاستراتيجيات الوطنية ذات الصلة بالعمل المناخي، بما يحقق التأثير الإيجابي على سلوك الأفراد ومسؤولياتهم، وصولاً إلى مجتمع واعٍ بيئياً.
ويستعرض محور «الطريق نحو تحقيق الحياد المناخي» ضمن الحملة جهود دولة الإمارات في مواجهة التغير المناخي من أجل تحقيق أهداف الحياد المناخي، إضافة إلى تسليط الضوء على المبادرات وقصص النجاح الوطنية في مجال الاستدامة، حيث تحظى دولة الإمارات بسجل حافل في هذا المجال، من خلال مبادرات ومشاريع رائدة تعكس القيم الراسخة للحفاظ على البيئة والتقاليد المجتمعية، وغيرها من القيم التراثية الأصيلة.
وقال معالي سعيد محمد الطاير، العضو المنتدب الرئيس التنفيذي لهيئة كهرباء ومياه دبي: «نعمل في هيئة كهرباء ومياه دبي على ترسيخ المسيرة التنموية في دولة الإمارات العربية المتحدة التي أرسى دعائمها الصلبة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، وتدعمها التوجيهات السديدة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، لتحقيق التوازن بين التنمية واستدامة البيئة، حيث يعد هذا التوازن الركيزة الأساسية لجميع الخطط التنموية الاجتماعية والاقتصادية والبيئية في الإمارات.
وتحرص الهيئة على تعزيز مكانة الدولة العالمية في إيجاد حلول فاعلة، تتصدى للتغير المناخي، من خلال خفض الانبعاثات الكربونية، حيث كانت أول دولة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، تطلق مبادرة استراتيجية لتحقيق الحياد المناخي بحلول 2050، كما تعتبر دولة الإمارات ضمن أكبر دول العالم استثماراً في مشاريع الطاقة النظيفة والمتجددة.
وفي «عام الاستدامة» في دولة الإمارات التي تشهد استضافة الدورة الثامنة والعشرين من مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (كوب 28)، نكثف تعاوننا مع كافة الجهات المعنية لدعم المبادرات الوطنية وتحقيق الاستراتيجيات والخطط الاستباقية التي أطلقتها الدولة لحماية الموارد الطبيعية للدولة وتعزيز استدامتها، وتسريع الانتقال إلى اقتصاد أخضر قادر على التكيف مع التغير المناخي، ويرفع من جودة الحياة.
وأضاف معالي الطاير: «في إطار خطط دعم خطة دبي الحضرية 2040 التي ترسم خريطة متكاملة لتحقيق تنمية عمرانية مستدامة، تضمن نمو الإمارة وتطورها، وتدعم رؤية القيادة الرشيدة في أن تكون دبي المدينة الأفضل في العالم للعيش والعمل والزيارة، واستراتيجية دبي للطاقة النظيفة 2050 واستراتيجية الحياد الكربوني 2050 لإمارة دبي لتوفير 100% من القدرة الإنتاجية للطاقة من مصادر الطاقة النظيفة بحلول العام 2050، تطلق الهيئة العديد من المبادرات والبرامج المبتكرة لتشجيع المشاركة المجتمعية في تحقيق التنمية المستدامة وتحويل دبي إلى مركز عالمي للطاقة النظيفة والاقتصاد الأخضر، وإتاحة الفرصة أمام سكان إمارة دبي لتحويل مبانيهم إلى مبانٍ أكثر استدامة، تسهم في تخفيض البصمة الكربونية للإمارة، وزيادة نسبة الطاقة النظيفة في مزيج الطاقة في دبي».
إجراءات مُيسّرة
وضعت هيئة كهرباء ومياه دبي إجراءات مبسطة لتركيب أنظمة الطاقة الشمسية في المنازل والمباني ضمن مبادرة شمس دبي، حيث تبدأ أولى خطوات تركيب أنظمة الألواح الكهروضوئية باستعانة المتعامل بأحد الاستشاريين أو المقاولين المعتمدين لدى الهيئة، لدراسة إمكانية تركيب نظام الطاقة الشمسية، واقتراح أفضل الحلول الملائمة التي تناسب المكان.
ويتولى استشاري أو مقاول الطاقة الكهروضوئية مهمة الحصول على الموافقات اللازمة من الهيئة والتي تشمل: شهادة عدم ممانعة لتركيب نظام الطاقة الشمسية وربطه بشبكة الهيئة، والموافقة على تصميم نظام الطاقة الشمسية مستوفياً بذلك جميع المتطلبات الفنية. وبعد الحصول على الموافقات اللازمة يقوم الاستشاري أو المقاول بتنفيذ الأعمال الفنية للموقع، وعند الانتهاء من أعمال التركيب يقدم إخطاراً للهيئة لإجراء الفحص الفني للموقع، وتركيب العداد وإتمام عملية الربط مع شبكة الهيئة ليتم بعد ذلك إنتاج الكهرباء من وحدة نظام الطاقة الشمسية.
تدريب الاستشاريين والمقاولين
تحرص هيئة كهرباء ومياه دبي على اتباع أعلى معايير الجودة والصحة والسلامة في مختلف عملياتها، وتعمل مع شركائها للوصول إلى أفضل مستويات التميز والجودة، وضمان أن يكون جميع المهندسين والفنيين على دراية واطلاع بأحدث التقنيات والمعايير المعتمدة والتطبيق الناجح لتلك المعايير لتحقيق أرقى مستويات الجودة في الأداء وضمان أعلى معايير السلامة والأمان. وتوفر الهيئة برامج تدريبية لاعتماد الاستشاريين والمقاولين المختصين بتركيب أنظمة الطاقة الشمسية في المباني، والتي تتضمن مواد دراسية وتطبيقات عملية تغطي الجوانب الفنية المتعلقة بتركيب الوحدات الشمسية الكهروضوئية، إضافة إلى تعريفهم بالمتطلبات الفنية ومعايير السلامة وإرشادات الهيئة في ما يخص تركيب الألواح الكهروضوئية على أسطح المباني لإنتاج الطاقة الشمسية وربطها بشبكة الهيئة.
ولضمان تصميم وتركيب أنظمة الطاقة الشمسية الكهروضوئية في المباني وفق أعلى مستويات الجودة وأرقى المعايير العالمية، تنظم الهيئة دورات خبير معتمد في الطاقة الشمسية بتقنية الألواح الكهروضوئية بصورة منتظمة. وتوفر الهيئة جميع المعلومات والشروط اللازمة لتركيب الألواح الشمسية على أسطح الأبنية، بالإضافة إلى أسماء المقاولين والاستشاريين المعتمدين لتركيب الأنظمة الكهروضوئية عبر موقعها الإلكتروني (www.dewa.gov.ae).
أداة مبتكرة
في إطار جهود هيئة كهرباء ومياه دبي لدعم مبادرة «شمس دبي»، أطلقت الهيئة عبر موقعها الإلكتروني خدمة «حاسبة شمس دبي» عام 2017، كأداة إرشادية، تعمل على مساعدة المتعاملين في اتخاذ قرارهم بتركيب الألواح الشمسية فوق أسطح المباني عبر توفير مقارنات تقديرية ومعلومات إضافية بسهولة ويسر.
وتمثل «حاسبة شمس دبي للطاقة» أداة مبتكرة تقدمها الهيئة للمتعاملين الراغبين في إنتاج الطاقة الكهربائية باستخدام الألواح الكهروضوئية، حيث يستطيع المتعامل بمجرد إدخال رقم حسابه المسجل لدى الهيئة التعرف على موقع المبنى التابع له، وتحديد سطحه عبر خريطة تفاعلية، ومن ثم تقدير حساب المساحة القابلة للاستخدام وعدد الألواح الشمسية التي تستوعبها هذه المساحة والقدرة الإنتاجية لتلك الألواح على أساس شهري أو سنوي، كما يستطيع المتعامل رسم المساحة التي يرغب في الاستفادة منها دون التقيد بالمساحة الإجمالية لسطح المبنى.
نتائج إيجابية
حققت مبادرة «شمس دبي»، نجاحاً كبيراً، حيث وصل إجمالي القدرة المركّبة للمبادرة إلى نحو 540 ميجاوات بحلول الربع الثاني من عام 2023، فيما تم إنجاز إعادة تأهيل نحو 8000 مبنى قائم في دبي خلال الفترة الأخيرة. ويقدر إجمالي الاستثمارات في المبادرة حتى الآن بـ1.5 مليار درهم، منها حوالي 10% من هيئة كهرباء ومياه دبي لمشاريع الطاقة الشمسية الكهروضوئية في مبانيها مثل المحطة «إم» التابعة للهيئة في مجمع محطات جبل علي لإنتاج الطاقة وتحلية المياه، ومصنع «ماي دبي» لمياه الشرب المعبأة، ومبادرة 5000 فيلا تابعة لمؤسسة محمد بن راشد للإسكان، وتزويدها مجاناً بأنظمة الطاقة الشمسية الكهروضوئية.
فوائد متعددة
يعد تركيب أنظمة الطاقة الشمسية الكهروضوئية في المباني والمنازل ضمن مبادرة «شمس دبي» استثماراً طويل الأمد، حيث يعود استخدام الطاقة الشمسية بالعديد من الفوائد على أصحاب المنازل والشركات طوال دورة حياة النظام الكهروضوئي الشمسي التي تمتد لـ25 عاماً وأكثر بالنسبة للأنظمة التي يتم صيانتها باستمرار، على الرغم من أن تركيب نظام للطاقة الشمسية الكهروضوئية يستلزم استثمارات أولية. كما تساهم الأنظمة الشمسية في رفع قيمة العقار، وفي الحد من البصمة الكربونية للمتعامل، وكذلك تدعم هذه الأنظمة المبتكرة اقتصاد دولة الإمارات، وتسهم في ضمان مستقبل مستدام للدولة عبر إتاحة المجال لإنتاج الطاقة الشمسية محلياً.
المصدر، جريدة الاتحاد، دبي (الاتحاد)30 أغسطس 2023 00:52