المهندس الفضلي: إعلان تأسيس المنظمة العالمية للمياه يأتي ترسيخاً لالتزام المملكة بالعمل على استدامة موارد المياه العالمية
شبكة بيئة ابوظبي، الرياض، المملكة العربية السعودية، في 7 سبتمبر 2023
أكد معالي المهندس عبدالرحمن بن عبد المحسن الفضلي وزير البيئة والمياه والزراعة، على الدور الرائد للمملكة العربية السعودية في التصدي لقضايا المياه إقليميًا ودوليًا، في إطار إشادة معاليه بإعلان صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء -حفظه الله- تأسيس منظمة عالمية للمياه مقرها الرياض، بما يسهم في تعزيز التعاون بين الدول، وتحفيز الاستجابة الجماعية للتحديات المائية.
وقال معالي الوزير: “إن الإعلان يأتي ترسيخًا لالتزام المملكة بالعمل على استدامة موارد المياه العالمية وضمان قدرة المجتمعات حول العالم على الوصول لموارد المياه النقية”، مؤكدًا أن الخطوات التنفيذية ستتسارع مع الشركاء حول العالم لبدء أعمال المنظمة في وقت تشتد فيه الحاجة العالمية لها.
وأوضح معاليه، أن المنظمة التي أعلن تأسيسها سمو ولي العهد -حفظه الله- يوم الاثنين، تولي أهمية قصوى لدفع عجلة التقدم وتبادل المعرفة في معالجة قضايا المياه عالميًا من جهة، كما تستهدف أن تسهم في دعم أصوات الدول الأكثر احتياجًا للمشاركة في هذا الحوار المهم، لا سيما دول الجنوب العالمي من جهة أخرى، مضيفًا أن توجه المملكة في مبادرتها لتأسيس منظمة عالمية للمياه تتخطى إطلاق منصة للبحث وتطوير السياسات، إذ تطمح المملكة إلى تحقيق الشمولية وضمان مساهمة كل صوت دولي في تشكيل مسارات الحوار واتخاذ القرار، والتي تعتبر جوهر مهمة المنظمة.
ولفت المهندس الفضلي، إلى أن هذه الخطوة تعتبر تجسيدًا لإدراك المملكة للدور الحيوي للمياه وإمداداتها في ضمان مستقبل الإنسانية، وتحقيق أهداف التنمية المستدامة، والحد من المخاطر المرتبطة بإمدادات المياه العذبة في العالم، إذ تؤدي تداعيات الجفاف والفيضانات والتلوث إلى زعزعة الاستقرار الاقتصادي والجيوسياسي وأمن الغذاء والطاقة والاستدامة البيئية.
وأشار معاليه إلى أن المملكة العربية السعودية، ومن خلال المنظمة، ستعمل على حشد الدعم الدولي للهدف المشترك المتمثل في تعزيز سلامة موارد المياه العالمية، لافتًا إلى أن الإنسانية أمام فرصة متميزة لتوحيد جهودها وتكامل مواردها ومعارفها، وإحداث تغيير في مسار استدامة المياه بإدراكٍ عميق بأنّ مواجهة تحديات المياه ليس مسؤولية أي دولة بمفردها، بل مسؤولية مشتركة تتضافر فيها الجهود لتمهيد الطريق لمستقبل مائي آمن ومستدام للجميع”.
من جانبه، أثنى الدكتور فهد بن سعد أبو معطي وكيل الشؤون التنظيمية بوزارة البيئة والمياه والزراعة المشرف العام على الجهاز التنفيذي لمنظم المياه، على الأصداء الدولية لإعلان صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء -حفظه الله- عن تأسيس المملكة العربية السعودية لمنظمة عالمية للمياه مقرها الرياض، مشيرا إلى أن العديد من الحكومات والجهات التمويلية والتنظيمية حول العالم بادرت إلى الاستفسار عن الخطوات المقبلة مبدية رغبتها في استطلاع أهداف المنظمة وآليات عملها وفرص المشاركة فيها.
وأضاف أبومعطي: “ستنطلق خلال الأيام المقبلة الخطوات العملية للتواصل مع الجهات المعنية بما يتيح انطلاق أعمال المنظمة بأوسع تمثيل عالمي ممكن، ويضمن تحقيق أهدافها الرامية إلى توجيه الجهود العالمية نحو تبادل الخبرات لتعزيز تجارب التقنية والابتكار والبحوث والتطوير، وتيسير إنشاء المشاريع النوعية ذات الأولوية، والمساهمة بفاعلية في تفادي المخاطر في مجال المياه التي يواجهها مليارات البشر حول العالم”.
وتابع أبومعطي: “ستكون المنظمة العالمية الجديدة مرجعاً دولياً في مجال التميز بقطاع المياه، مستفيدة من خبرة المملكة في هذا القطاع منذ عقود، كما سيكون لها القدرة على إحداث تحوّل جدّي في موضوع إيجاد حلول تمويلية مستدامة لقضايا المياه من خلال تيسير التمويل، وسيجد المجتمع الدولي في المنظمة شريكاً مستعداً لتقديم الدعم الفني والعلمي والتمويلي لمشاريع المياه حول العالم”.
وأضاف أبومعطي: “ستكون المنظمة منارة للبحث والابتكار العلمي والتعاون بين الدول الأكثر تقدماً والدول الأكثر تأثراً، ما يساهم في تعزيز النهج الاستباقي لإدارة المياه من خلال إحداث تغيير في الوضع الراهن وإنشاء منصة تتيح للبلدان الوصول إلى الموارد وتبادل المعرفة والتصدي بشكل جماعي لتحديات المياه الراهنة والمستقبلية. وتمثل العضوية في المنظمة استثماراً استراتيجياً لمختلف دول العالم، فهي فرصة للتأثير على سياسات المياه العالمية، والاستفادة من تمويل مشاريع المياه، ومشاركة أفضل الممارسات والتجارب، بحيث تكون تلك البلدان جزءًا من جهد عالمي موحد يضمن استدامة المياه للإنسانية جمعاء في حاضرنا ومستقبلنا”.
يذكر أن المنظمة العالمية للمياه، ستلبّي احتياجات مهمتها في البحث وتطوير السياسات والتنفيذ العملي؛ في ظل إدراكها للترابط بين التحديات المائية والتحديات العالمية الأخرى، حيث تتطلع المملكة من خلال جمع القدرات والإمكانيات العالمية إلى المساهمة بشكل كبير في التكامل مع أهداف التنمية المستدامة، وضمان وفرة المياه، وخدمات الصرف الصحي وإدارتها، وبفضل أهميتها الجيوسياسية وتأثيرها الاقتصادي والسياسي القوي وخبرتها العالمية الواسعة؛ تتمتّع المملكة بوضع مثالي لاستضافة منظمة عالمية للمياه وقيادة الجهود ذات الصلة على جميع الأصعدة، بصفتها دولة رائدة عالميًا في تحلية المياه المالحة، وتموّل مشاريع المياه المستدامة التي توفر مياه شربٍ آمنة للملايين من خلال الصندوق السعودي للتنمية.