د. علي آل إبراهيم: مناسبة لتحفيز الشركات والمنظمات والدول الاضطلاع بمسؤولياتهم اتجاه البيئة والمجتمع، سعياً منهم لتحقيق تحول جاد نحو عالم أفضل، كي لا نترك أحداً خلفنا.
شبكة بيئة ابوظبي، مملكة البحرين، 25 سبتمبر 2023
في اليوم الذي نستعد فيه لاستقبال حدث كبير، والمتمثل في ”اليوم العالمي للمسؤولية المجتمعية”، حيث تحتفل به الدول بمنظماتها في الخامس والعشرين من شهر سبتمبر الجاري، وذلك دعماً لجهود منظمة الأمم المتحدة في تحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة 2030. هذه الأهداف السامية التي اجتمع عند انطلاقتها ممثلين عن 193 دولة، يمثلون قطاعات واسعة من المجتمعات، وكان ذلك في الفترة مابين 25-27 سبتمبر من عام 2015م. ومنذ ذلك التاريخ، والعالم وعبر منظوماته الدولية والإقليمية والوطنية يعمل على توجيه خططه وأنشطته وأعماله وعملياته، بل وحتى منتجاته وخدماته لدعم هذه الأهداف السامية، سعياً منهم لتحقيق تحول جاد نحو عالم أفضل، وكذلك امتثالاً للشعار الذي التزمت به دول العالم والموسوم بمقولة ”لن نترك أحدا خلفنا”.
أكد ذلك سعادة الأستاذ الدكتور علي آل إبراهيم، نائب رئيس الشبكة الاقليمية للمسؤولية الاجتماعية، وأضاف نحن في الشبكة الإقليمية للمسؤولية الاجتماعية سعينا أن نكون جزءاً من هذا الحراك الدولي، وعملنا جاهدين بأن يكون للعالم” يوم للمسؤولية المجتمعية “، ليكون في الخامس والعشرين من شهر سبتمبر من كل عام، وذلك لتذكير الدول بمنظماتها الحكومية والخاصة وغير الحكومية بواجباتها تجاه تحقيق هذه الأهداف، ووجوب سعيها نحو تحويلها من شعارات إلى برامج عمل. وسعى برنامج السفراء الدوليون للمسؤولية المجتمعية ومنذ عام 2016م، وعبر نداءات وجهها لاجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة لسنوات عديدة، بضرورة التفاعل مع قضايا العالم والاستجابة لاحتياجاته عبر تحقيق شراكات وطنية ودولية، تساهم في تعظيم أثر جهودها.
واليوم وبعد مرور ثمانية أعوام على اعتماد أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة2030، وبما صاحب ذلك من تحقيق لانجازات كبيرة في قضايا تعزيز ممارسات الاستدامة بسلوك مسؤول، يجد العالم نفسه أمام تحديات عديدة، منها: سياسية، وأخرى اقتصادية، وكذلك بيئية، إضافة إلى تحديات اجتماعية، وتعليمية، وصحية، وغيرها. وبالتالي، لامناص من مواجهة هذه التحديات، إلا عبر الالتزام الصارم تجاه هذه الأهداف، والتي استبشر العالم بها عند انطلاقتها الأولى بأن القادم سيكون أفضل، ولن يكون حال كثير من الدول التي تواجه هذه التحديات كما هو عليه الآن بحلول عام 2030.
شعار اليوم العالمي للمسؤولية المجتمعية لعام 2023: المياه النظيفة والنظافة الصحية
واليوم يشرفنا أن نكشف الستار عن شعار اليوم العالمي للمسؤولية المجتمعية لعام 2023م، والذي سيترجم الهدف السادس من أهداف التنمية المستدامة 2030، والمتمثل في” المياه النظيفة والنظافة الصحية”، وسيكون موضوعه لهذا العام” تعزيز التعاون الدولي ودعم بناء القدرات في مجال الأنشطة المتعلقة بالمياه والصرف الصحي”. هذا الشعار الذي يعكس التحديات الكبيرة التي يواجهها ملايين من البشر في هذا الوقت العصيب، بسبب تحديات توفر المياه وجودته.
– ففي عام 2021، عاش أكثر من ملياري شخص في بلدان تفتقر إلى المياه، ومن المتوقع أن يتفاقم الوضع سوءاً في بعض المناطق نتيجة تغير المناخ والنمو السكاني.
– أما في عام 2022، استخدم ما لا يقل عن 1,7 مليار شخص لمياه الشرب مصادر ملوثة بالبراز. ويشكّل تلوث مياه الشرب بالميكروبات نتيجة تلوثها بالبراز الخطر الأكبر على مأمونية مياه الشرب.
– في حين تنجم أهم المخاطر الكيميائية التي تتعرض لها مياه الشرب عن الزرنيخ أو الفلوريد أو النترات، فإن الملوثات المستجدة مثل المستحضرات الصيدلانية ومبيدات الهوام وغيرها الكثير مما تثير قلق الجمهور.
– ويمكن أن تنقل مياه الشرب الملوثة بالميكروبات أمراضاً مثل الإسهال والكلوليرا والزحار والتيفود وشلل الأطفال، وتسبّب ما يُقدّر بنحو 000 505 وفاة ناجمة عن الإسهال كل عام.
– ففي عام 2022، استخدمت نسبة 73% من سكان العالم (6 مليارات شخص) خدمات لمياه الشرب تُدار بطريقة مأمونة – أي متوافرة في المكان نفسه، ومتاحة حسب الحاجة، وخالية من التلوث.
• بينما يحصل أكثر من مليار شخص على حاجتهم من المياه الأساسية محسنة ومتوافرة في غضون 30 دقيقة ذهاباً وإياباً من مكان وجودهم وإليه؛
• 292 مليون شخص يحصلون على خدمات محدودة أي على مصادر مياه محسنة يتطلب جمعها أكثر من 30 دقيقة.
• 296 مليون شخص يستخدمون المياه من آبار وموارد غير محمية.
• 115 مليون شخص يجمعون المياه السطحية غير المعالجة من البحيرات والبرك والأنهار والجداول.
تكتسي المياه الصالحة للشرب والمتوافرة بسهولة أهمية حاسمة في مجال الصحة العامة سواء أكان استخدامها لأغراض الشرب أم الاستخدام المنزلي أم إعداد الطعام أم الترفيه. فتحسين إمدادات المياه وخدمات الصرف الصحي وإدارة الموارد المائية أمر يمكن أن يعزز النمو الاقتصادي ويساهم مساهمة كبيرة في الحد من وطأة الفقر، ويعني سوء إدارة مياه الصرف الصحي في المناطق الحضرية والصناعية والزراعية أن المياه التي يشربها مئات ملايين الأشخاص تكون ملوثة بشكل خطير أو خاضعة للتلوث الكيميائي.
وفي أنحاء كثيرة من العالم، تحمل الحشرات التي تعيش أو تتكاثر في المياه أمراضاً مثل حمى الضنك وتنقلها. ويتكاثر بعض هذه الحشرات المعروفة باسم النواقل في المياه النظيفة لا في المياه القذرة وقد تستخدم حاويات مياه الشرب المنزلية كموضع لتكاثرها. ويمكن أن يحد التدخل البسيط المتمثل في تغطية حاويات تخزين المياه من تكاثر النواقل ومن تلوث المياه بالبراز على مستوى الأسر. وعندما لا تتوافر المياه بسهولة، قد يقرر الناس أن غسل اليدين لا يشكل أولوية مما يزيد احتمال الإصابة بالإسهال وغيره من الأمراض. مثل داء البلهارسيات وهو مرض حاد ومزمن تسببه الديدان الطفيلية يُصاب به الشخص نتيجة التعرض للمياه الملوثة بهذه الديدان.
تواجه شبكات إمدادات المياه التحديات نتيجة لتغير المناخ وتزايد ندرة المياه والنمو السكاني والتغير الديمغرافي والتوسع الحضري. ويعيش أكثر من 2.3 مليار شخص في بلدان تعاني من إجهاد الموارد المائية ويُتوقع تفاقم هذا الوضع في بعض الأقاليم. وينتشر استخدام مياه الصرف الصحي والحمأة على نطاق واسع حول العالم؛ غير أن معظمها يُستخدم بشكل غير رسمي و/أو دون معالجة كافية وضوابط أخرى لازمة لضمان حماية الصحة البشرية والبيئية.
تتولى منظمة الصحة العالمية، بوصفها السلطة الدولية المعنية بالصحة العامة وجودة المياه، قيادة الجهود العالمية المبذولة للوقاية من الأمراض المتصلة بالماء، بتقديم المشورة إلى الحكومات بشأن وضع الغايات واللوائح الصحية.
وتصدر المنظمة سلسلة من المبادئ التوجيهية بشأن جودة المياه تشمل مياه الشرب واستخدام مياه الصرف الصحي بشكل مأمون وجودة المياه المستخدمة لأغراض الترفيه. وترتكز المبادئ التوجيهية بشأن جودة المياه على إدارة المخاطر وتنهض المبادئ التوجيهية بشأن جودة مياه الشرب منذ عام 2004 بتطبيق الإطار الخاص بمياه الشرب المأمونة.
وتعكف المنظمة منذ عام 2014 على اختبار منتجات معالجة المياه المنزلية على أساس معايير الأداء الصحي التي وضعتها المنظمة من خلال الخطة الدولية للمنظمة لتقييم تكنولوجيات معالجة المياه المنزلية من أجل دعم التوجيه الملائم لهذه المنتجات واستخدامها المستمر والسليم.
ويصف تقريرها لعام 2023 الخطوات العملية التي يمكن للبلدان اتخاذها لتحسين خدمات المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية في مرافق الرعاية الصحية.
وختاماً، إننا نحث الدول بمنظماتها المتعددةً، للعمل الجاد نحو تحويل هدف”المياه النظيفة والنظافة الصحية” إلى خطط استراتيجية وتنفيذية تستجيب لحاجاتها الوطنية وتعزز من شراكاتها العالمية، من أجل الوصول إلى حلول مستدامة لمشكلات العالم أجمع، والتي لن نستطيع التعامل معها دون التفكير بمبادرات مبتكرة ومسؤولة . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.