شبكة بيئة ابوظبي، بقلم، أمين سامي، خبير الاستراتيجية وقيادة التغيير، المملكة المغربية، 03 اكتوبر 2023
يعتبر المعرض البيداغوجي للمدن الذكية حدث مهم جدا، يتعامل من خلاله بشكل رئيسي مع مفهوم المدن الذكية والتكنولوجيا المستخدمة في تحسين جودة الحياة في المدن.
يهدف المعرض البيداغوجي للمدن الذكية إلى عرض ومشاركة أحدث التطورات التكنولوجية والمشاريع المستدامة والأفكار الإبداعية التي تهدف إلى تطوير وتحسين البنية التحتية والخدمات في المدن، وتحسين جودة عيش المواطن.
يشمل المعرض مجموعة متنوعة من العروض والعروض التقديمية حول مواضيع مثل حوكمة المدن، تكنولوجيا الاتصالات، والطاقة المستدامة، والنقل الذكي، وإدارة النفايات، والأمن السيبراني، والتحليلات الضخمة، والتحكم بالإضاءة والتبريد في المباني، البيئة المستدامة… وغيرها الكثير.
فالهدف من المعرض استراتيجي و تشغيلي، فعلى صعيد الجانب الإستراتيجي من خلال تنزيل التنظير حول المدن الذكية من المستوى الماكرو إلى المستوى الميكرو وتوجيه الانتباه إلى أهمية تطبيق التكنولوجيا والابتكار في تطوير المدن لتصبح أكثر استدامة وكفاءة في استخدام الموارد وأفضل في تقديم الخدمات للمواطنين، أما على المستوى التشغيلي هو المساهمة في خلق مشاريع حية على أرض الواقع كمثال حي واقعي وملموس، سواء من خلال مشاريع المرائب الذكية، أو مشاريع تحويل الإنارة في منطقة معينة إلى منطقة بالإنارة الذكية، أو من خلال مشروع لإعادة استعمال مخلفات البناء بطريقة ذكية ومستدامة،… أو الفلاحة الرقمية كضيعة بيداغوجية رقمية ومستدامة،…
فالمعرض البيداغوجي للمدن الذكية هو مشروعً استراتيجيً واعد. إذا تم تنظيمه وتنفيذه بشكل جيد، فهو مناسبة مهمة لعرض التكنولوجيا والابتكار في مجال تطوير المدن الذكية. كما أن له تأثير كبير على القطاعات المتعلقة بالمدن الذكية، بما في ذلك التكنولوجيا، والبنية التحتية، والاستدامة، وتحسين الجودة الحضرية.
بالإضافة إلى ذلك، يساهم المعرض البيداغوجي للمدن الذكية في تبادل الأفكار والخبرات بين مختلف الشركات والجهات الحكومية والباحثين والمستثمرين في هذا المجال، مما يعزز التعاون ويعمل على تعزيز التطور والابتكار في مجال المدن الذكية. لكن بالطبع، هذا النجاح يعتمد على التخطيط والتنظيم ومشاركة الجميع في هذا السياق.
وللمعرض البيداغوجي للمدن الذكية آفاق مستقبلية للمدن التي تحاول التحول إلى مدن ذكية ومستدامة وفي هذا الصدد، يمكن للمعرض البيداغوجي للمدن الذكية أن يساهم في:
1. توسيع التكنولوجيا الذكية: حيث يساهم المعرض في جلب أحدث التكنولوجيا، في مجالات مثل الاستشعار الذكي، والشبكات اللاسلكية، والذكاء الاصطناعي، مما سيمكن من تطوير حلقات جديدة لتحسين حياة السكان في المدن.
2. الاستدامة البيئية: ستكون المدن الذكية النستقبلية متعددة الاستخدامات أكثر استدامة، حيث ستتكامل التكنولوجيا لتقليل استهلاك الموارد والانبعاثات الضارة بالبيئة.
3. التنقل الذكي: حيث سيشهد التنقل في المدن تحولًا كبيرًا نحو النقل الذكي، مما سيسهم في تقليل حوادث السير وتحسين الكفاءة وتوفير وقت السفر.
4. زيادة التفاعل بين المواطنين والحكومات: ستزيد التكنولوجيا من التفاعل بين المواطنين والحكومات، مما يمكن المواطنين من المشاركة بشكل أفضل في صنع القرار والتأثير على سير الأمور في مجتمعاتهم.
5. التحسين المستدام للجودة الحضرية: سيعمل التركيز على تحسين الجودة الحضرية وتوفير بيئات حياة صحية ومريحة على تحسين معيشة السكان.
6. الأمان السيبراني: سيكون هناك اهتمام متزايد بتعزيز الأمان السيبراني في المدن الذكية لحماية بيانات المواطنين والأنظمة التكنولوجية.
7. التفاعل الاجتماعي والثقافي: ستشجع المدن الذكية على التفاعل الاجتماعي والثقافي بين السكان وتعزز من الحياة الاجتماعية والثقافية في المدن.
هذه بعض الآفاق المستقبلية الممكنة والتي يمكن للمعرض البيداغوجي جلبها ووضعها رهن إشارة الحكومات المحلية والادارات العمومية من أجل استثمارها وأيضا المساهمة في تحسين مناخ الأعمال وجلب الاستثمارات سواء الوطنية أو الدولية، ومع التقدم التكنولوجي المستمر والتفاعل المجتمعي، من الممكن أن نرى المزيد من التطور والابتكار في مجال المدن الذكية، لهذا يعتبر المعرض البيداغوجي للمدن الذكية مشروع استراتيجي واعد.