مبادرات «بنكية» مبتكرة لخفض الانبعاثات الكربونية

حلول متنوعة لتحقيق الحياد المناخي

أفكار فعالة لخفض انبعاثات الخدمات اللوجستية والمشتريات وانتقال وسفر الموظفين

حلول مصرفية مستدامة لتوفير التمويل للمشاريع الخضراء

بيرند فان ليندر: خطوات سباقة للتصدي لظاهرة التغير المناخي

أحمد عبد العال: 5 مراحل على مسار الالتزام بمعيار صافي الانبعاثات الصفرية

عدنان شلوان: إشراك المتعاملين في العمل المناخي وبناء مجتمع من المهتمين بالبيئة

بشرى الشحي: خفض انبعاثات الخدمات اللوجستية للشحنات 30%

علاء عريقات: سندات خضراء للتحول إلى اقتصاد خال من الكربون

جمال صالح: 190 مليار درهم إجمالي التمويل الأخضر لـ 6 بنوك

تتعدد المبادرات التي تتخذها البنوك الإماراتية من أجل تحقيق الاستدامة والالتزام بدعم استراتيجية الدولة لخفض الانبعاثات وتحقيق الحياد المناخي بحلول العام 2050.

وتخطت تلك المبادرات مرحلة تطوير الحلول المصرفية المستدامة لتوفير التمويل للمشاريع الخضراء المتعلقة بالاستدامة والتغير المناخي، من خلال طرح السندات الخضراء على سبيل المثال، لتصل إلى إعلان البنوك ذاتها عن عقد شراكات عالمية من أجل تحقيق الحياد المناخي وخفض انبعاثات الغازات الدفيئة الناتجة عن عملياتها والخدمات اللوجستية للشحنات، وأيضاً من مرافق البنك والمواصلات، بجانب تنفيذ مبادرات لمعالجة الانبعاثات المتعلقة بالمشتريات والخدمات، والنفايات الناتجة عن العمليات، والسفر للخارج للعمل، وتنقلات الموظفين، والأصول المؤجرة.

كما أعلنت بنوك عن مبادرات مختلفة من أجل إشراك المتعاملين في العمل المناخي وإيجاد مجتمع من الأفراد والشركات المهتمين بالبيئة والحريصين عليها.

التمويل الأخضر
وتفصيلاً، كشف جمال صالح، المدير العام لاتحاد مصارف الإمارات، عن تجاوز إجمالي التمويل الأخضر لـ6 بنوك إماراتية (أبوظبي الأول، أبوظبي التجاري، الإمارات دبي الوطني، دبي الإسلامي، وبنك المشرق، ومصرف أبوظبي الإسلامي) أكثر من 190 مليار درهم حتى نهاية العام الماضي، حيث خُصِصت هذه التمويلات لمشاريع متنوعة في مجال الطاقة المتجددة وتحويل النفايات إلى طاقة والتكنولوجيا الخضراء، مؤكداً نجاح القطاع المصرفي والمالي الإماراتي في تحقيق إنجازات ملحوظة في تطوير الحلول المصرفية المستدامة بما يتماشى مع استراتيجية الدولة لخفض الانبعاثات وتحقيق الحياد المناخي بحلول العام 2050 ومع أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة.

وقال: إن النمو الكبير في إجمالي التمويل الأخضر من البنوك الأعضاء في اتحاد مصارف الإمارات يأتي نتيجة لمبادرات وتوجيهات مصرف الإمارات المركزي لتعزيز التمويل الأخضر والمستدام، حيث يضع المصرف المركزي الاستدامة ضمن أولوياته الاستراتيجية، كما أطلق عدداً من المبادرات التي تضع الأطر لضمان الامتثال للحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية، مشدداً على أن التعاون في تحديد إطار للمساءلة ولتطبيق أفضل الممارسات سيشجع على الانتقال إلى اقتصاد محايد مناخياً وفعال في استخدام الموارد.

وأوضح صالح أن المجالات الرئيسية التي سيركز عليها اتحاد مصارف الإمارات من أجل تعميق وتسريع التحول إلى الممارسات المستدامة في القطاع المصرفي والمالي، تشمل دعم المشاريع الخضراء من خلال توفير التمويل وإصدار السندات الخضراء، والعمل على تعزيز الممارسات المستدامة وتبني نمط حياة صديق للبيئة بين العملاء والشركات الصغيرة والمتوسطة والموردين والبائعين، مؤكدا أن اتحاد مصارف الإمارات سيعمل مع البنوك الأعضاء على الحد من الانبعاثات وإدارتها بكفاءة والإفصاح عن التأثيرات الناتجة عنها.

تمويل المشاريع الخضراء
وفي إطار التزام بنك أبوظبي التجاري، بدعم مبادرة الإمارات الاستراتيجية لتحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2050، أعلن البنك خلال الشهر الماضي استكمال تسعير سندات خضراء بقيمة 650 مليون دولار، موضحاً أن عائدات الإصدار ستؤول لتمويل مشاريع خضراء مؤهلة بما يتماشى مع إطار عمل البنك للسندات الخضراء.

وأشار إلى أن إصدار السندات الخضراء يأتي انسجاماً مع الاستراتيجية المناخية للبنك ويعكس التزامه بدعم عملائه في التحول نحو اقتصاد خالٍ من الانبعاثات الكربونية.
وقال علاء عريقات، الرئيس التنفيذي لمجموعة بنك أبوظبي التجاري، إن الإصدار الثاني للسندات الخضراء من بنك أبوظبي التجاري يمثل محطة مهمة في مسار تحقيق استراتيجية البنك المناخية الرامية إلى تمويل الحلول الكفيلة بالتصدي للتغير المناخي بما ينسجم مع مبادرة الإمارات الاستراتيجية لتحقيق الحياد المناخي 2050، مؤكداً أن بنك أبوظبي التجاري على أهبة الاستعداد لدعم نجاح عملائه في التحول إلى اقتصاد خالٍ من الانبعاثات الكربونية.

خفض الانبعاثات
وتستهدف البنوك الإماراتية تحقيق الحياد المناخي وخفض الانبعاثات الكربونية الناتجة عن عملياتها، وفي هذا الإطار أعلن بنك دبي التجاري، التزامه بتحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2030، ويشمل ذلك الالتزام خفض انبعاثات الغازات الدفيئة الناتجة عن عمليات البنك بنسبة 50% بحلول عام 2030.

وأكد الدكتور بيرند فان ليندر، الرئيس التنفيذي لبنك دبي التجاري، حرص البنك على اتخاذ خطوات سباقة للتصدي لظاهرة التغير المناخي بشكل مباشر ومنها الالتزام بالحد من انبعاثات الكربون في عمليات البنك من أجل تعزيز الاستدامة وضمان مستقبل أكثر إشراقاً للأجيال القادمة.

وقال، إن الأساس لانبعاثات غازات الدفيئة لبنك دبي التجاري من خلال عملياته، إضافة إلى الانبعاثات من الأنشطة التي يمولها واحدة، يعد من أكثر المبادئ التوجيهية شمولاً وتكاملاً في دولة الإمارات من المنظمات البارزة في هذه الصناعة، بما في ذلك بروتوكول الغازات الدفيئة والشراكة للحسابات المالية من أجل الكربون (PCAF).

وأوضح أن استراتيجية الحد من الانبعاثات الكربونية في بنك دبي التجاري ترتكز على خفض الانبعاثات الناتجة عن مرافق البنك والمواصلات، بجانب تنفيذ مبادرات لمعالجة الانبعاثات المتعلقة بالمشتريات والخدمات، والنفايات الناتجة عن العمليات، والسفر للخارج للعمل، وتنقلات الموظفين، والأصول المؤجرة في المراحل الأولية والنهائية، منوهاً بأن «دبي التجاري» شرع أيضًا في برنامج تحول لدعم عملائه في خفض بصماتهم الكربونية من خلال تقديم مجموعة من حلول التمويل المستدامة حيث طرح البنك في العام الحالي إطار التمويل المستدام الخاص به، كما أطلق بنجاح أول إصدار لسنداته الخضراء بقيمة 500 مليون دولار أميركي.

مسار الحد من الانبعاثات
أبرم بنك «المشرق» شراكة مع مبادرة الأهداف المستندة إلى العلم (SBTi) للالتزام بمعيارها المعتمد لصافي الانبعاثات الصفرية، الذي يعد أحد أهم المعايير العالمية للاستدامة والحدّ من الانبعاثات الكربونية لدى الشركات.

وقال أحمد عبد العال، الرئيس التنفيذي لمجموعة المشرق، إن هذا المعيار سيرسم أمام «المشرق» مسارًا واضحًا لكيفية انسجام خطط الحدّ من الانبعاثات بما يتوافق مع الأدلة المستندة إلى علم المناخ، كما سيوفر للبنك التوجيهات والأدوات اللازمة لتحديد أهدافه الخاصّة بصافي الانبعاثات الصفرية على أساس علمي.

وأوضح أنه بهذه الخطوة، يبدأ المشرق رحلة تشمل 5 مراحل على مساره نحو الالتزام بمعيار صافي الانبعاثات الصفرية المعتمد لدى مبادرة الأهداف المستندة إلى العلم، معلناً أن «المشرق» يعتبر في الوقت الحالي البنك الوحيد الملتزم بهذا المعيار على مستوى المنطقة، حيث يساهم بدور ريادي فعّال ويقدم لقطاع التمويل في دولة الإمارات، ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا عمومًا، نموذجًا قيّمًا لتبنّي الأهداف المستندة إلى العلم في الحدّ من الانبعاثات الكربونية بما يتماشى مع أهداف اتفاقية باريس، وذلك بالتزامن أيضًا مع التحضيرات القائمة لانعقاد (مؤتمر الأطراف COP28).

خدمات لوجستية
ضمن ذات التوجه، قالت بشرى الشحي، الرئيس التنفيذي للموارد البشرية للمجموعة في مصرف أبوظبي الإسلامي، إن المصرف يعد أول مصرف في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يوقع اتفاقية تعاون من أجل حصر كمية انبعاثات ثاني أكسيد الكربون المرتبطة بالخدمات اللوجستية لشحناته بنسبة 30% بحلول نهاية العام 2023، موضحة أن المصرف وقع اتفاقية تعاون مع «دي إتش إل»، الشركة المتخصصة في قطاع الخدمات اللوجستية بهدف تحقيق التزام المصرف بخفض انبعاثاته المرتبطة بحصوله على خدمات الشحن «Go Green Plus» للشحن المستدام، وتأكيد التزامه بخفض انبعاثاته من النطاق الثالث غير المباشرة، والمرتبطة بأنشطة المصرف على مستوى سلسلة القيمة الخاصة به ومن بينها أنشطة النقل والتوزيع.

شجرة لكل متعامل
لا تقتصر جهود البنوك الإماراتية على طرح حلول مستدامة، ولكنها تمتد إلى بذل الجهود للمساهمة في بناء مجتمع من الأفراد المهتمين بالبيئة.
وأعلن الدكتور عدنان شلوان، الرئيس التنفيذي لمجموعة بنك دبي الإسلامي، أن البنك سيقوم بزرع شجرة واحدة لكل متعامل جديد يقوم بفتح حساب مصرفي لدى البنك من أجل إشراك متعامليه في جهود العمل المناخي والمساهمة في بناء مجتمع من الأفراد المهتمين بالبيئة، معتبراً أن هذه المبادرة الاستراتيجية تمثل شهادة حيّة على طموحات البنك في لعب دورٍ رائد في مجال الحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية، وجعل العالم مكاناً أفضل للجميع.

وأكد شلوان أن مبادرة «شجرة لكل شخص» تعكس التزام بنك دبي الإسلامي الراسخ تجاه قضايا الاستدامة وتغير المناخ، لاسيما وأن الحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية تعد جزءاً لا يتجزأ من استراتيجية أعمال البنك وسوف تستمر في تحديد شكل العمليات في المستقبل، مبيناً أن مسؤولية البنك لا تتمثل فقط في مواءمة العمليات لتقليل البصمة الكربونية، بل أيضاً في لعب دور محوري في التأثير والتحويل وتغيير الطريقة التي ينظر بها متعاملونا والمجتمع بشكل أوسع إلى العمل المناخي والاستدامة.
المصدر، شبكة ابوظبي للاعلام، حسام عبدالنبي (أبوظبي) 16 أكتوبر 2023 01:37

عن هيئة التحرير

شاهد أيضاً

جوجل تستغل قوة الذكاء الاصطناعي لخفض استخدام الطاقة

بقلم، سام شيد، مراسل التكنولوجيا ، بيزنس إنسايدر تم نشر هذه المقالة بالتعاون مع سيتيAM …