المحميات تعد مناطق ذات قيمة بيئية عالية
إنشاء أول نظام وطني لأرصدة الكربون باستخدام تقنية “البلوتوث تشيز”
حماية وحفظ هذه المناطق جزء هام من استراتيجية الاستدامة في الدولة
تعد المحميات الطبيعية في دولة الإمارات آلية فعّالة لحماية النظم البيئية من تأثيرات التغير المناخي، فبفضل هيكلها البيئي وتنوعها الحيوي، تلعب دوراً مهماً في خفض بعض آثار التغير المناخي، مثل الاحتباس الحراري «انبعاثات الغازات الدفيئة» والتصحر، حيث تعد هذه المحميات مناطق ذات قيمة بيئية عالية، وذلك من خلال مساهمتها في تخزين الكربون وتقليل الانبعاثات الكربونية، والمحافظة على الأنواع والنظم البيئية الحساسة.
وتعتبر الإمارات حماية وحفظ هذه المناطق جزءاً هاماً من استراتيجية الاستدامة الشاملة للبلاد، إذ تعتبر المحميات الطبيعية إحدى الأولويات في خطة الإمارات للتنمية المستدامة، وتتخذ الحكومة العديد من الإجراءات لتعزيز الحفاظ على هذه المناطق الأثرية والبيئية الحساسة.
وتقدم المحميات الطبيعية في الدولة العديد من الفوائد في مجال مجابهة التغير المناخي، ومن أبرزها تخزين الكربون، حيث تحتفظ المحميات بالنباتات المساهمة في امتصاص وتخزين ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي، مما يساهم في تقليل الانبعاثات الكربونية وبالتالي في تقليل تأثيرات الاحتباس الحراري، بالإضافة إلى عملها على الحفاظ على التنوع البيولوجي، ما يعني الحفاظ على مجموعات متنوعة من النباتات والحيوانات والكائنات الحية الصغيرة التي تعيش داخلها، وهو أمر يدل على أن هذا التنوع البيولوجي يعزز مرونة النظم البيئية وقدرتها على التكيف مع التغيرات المناخية وتقليل الاختلالات البيئية. وتعتبر محمية «غابة أشجار القرم» في خور كلباء بإمارة الشارقة واحدة من بين المحميات الطبيعية في دولة الإمارات العربية المتحدة، والتي تساهم في مكافحة تداعيات تغير المناخ وتأثيراتها السلبية على البيئة وأنظمتها المتعددة، وذلك وفقاً لوزارة التغير المناخي والبيئة.
وأوضحت الوزارة أن هذه المحمية الطبيعية يمتد عمرها لأكثر من 300 عام، وتم إحصاء أكثر من 220 نوعاً من الطيور المهاجرة والمستوطنة فيها، حيث تعتبر موطناً للعديد من الحيوانات والكائنات النادرة، إضافة إلى أنها محطة للطيور المهاجرة، كما تساهم في كل من مكافحة التغير المناخي والاحتباس الحراري، وخفض ارتفاع الأمواج بنسبة 90%، وتنقية المياه الطبيعية، وتعزيز الثروة السمكية، والتقليل من حدة الفيضانات، وتعزيز السياحة البيئية.
جهود بيئية
وأشارت الوزارة إلى أن الدولة تلعب دوراً فعالاً في الحفاظ على البيئة الطبيعية وتعزيز استدامتها من خلال التركيز على حماية المحميات الطبيعية ومكافحة تغير المناخ والمحافظة على التنوع البيولوجي، حيث تستمر في أخذ الإجراءات اللازمة للحفاظ على هذا التراث الطبيعي الغني، وإقرار السياسات والإجراءات البيئية المستدامة.
وأكدت الوزارة أن الإمارات تشجع أيضاً الأنشطة البحثية والعلمية في مجالات المحميات والتغير المناخي، حيث تساهم مؤسساتها الأكاديمية والبحثية والعلمية في تطوير برامج البحث المتعلقة بالتأثيرات المترتبة على التغير المناخي على المحميات الطبيعية وكيفية التكيف معها، بالإضافة إلى حرص الدولة على تعزيز الوعي البيئي والتوعية بأهمية حماية المحميات الطبيعية والحفاظ على التنوع البيولوجي، من خلال تنظيم مؤسساتها البيئية بين فينة وأخرى الندوات والمحاضرات والفعاليات التوعوية لزيادة المعرفة بين الجمهور وتعزيز المشاركة المجتمعية في جهود الحفاظ على المحميات.
رصد الكربون
وأشارت الوزارة إلى أنها تعكف على إنشاء أول نظام وطني من نوعه في العالم لأرصدة الكربون باستخدام تقنية «البلوك تشين»، حيث يهدف النظام إلى تحقيق أربعة أهداف استراتيجية ومن أبرزها المحافظة على التنوع البيولوجي لتعزيز الاستفادة من خدمات النظم الأيكولوجية في التنمية المستدامة، من خلال تغطية مجالات تحسين جودة الهواء والتنوع البيولوجي وحماية البيئة، ومتابعة التغيرات بالموائل الطبيعية وتهديداتها، والحفاظ على المحميات الطبيعية.
49 محمية
تحتضن دولة الإمارات 49 محمية طبيعية، تمثل نحو 15.53% من إجمالي مساحة الدولة وتنقسم هذه المحميات الطبيعية إلى 16 محمية بحرية تمثل نحو%12.01 من المناطق البحرية والساحلية و33 محمية برية تمثل 18.4% من المناطق البرية في الدولة.
مؤتمر المناخ
تستضيف الإمارات في الفترة من 30 نوفمبر إلى 12 ديسمبر المقبليّن في مدينة إكسبو بدبي، الدورة الثامنة والعشرين من مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ «COP28»، والذي يشكل منصة عالمية لمناقشة التحديات المناخية ووضع حلول وخطط توازن بين التنمية الاقتصادية المستدامة وحماية البيئة وموائلها الطبيعية.
إئتلافات عالمية
أرست دولة الإمارات اهتمامها باستدامة المحميات الطبيعية بالانضمام إلى إئتلافات وتحالفات عالمية ومنها تحالف الطموح العالي، حيث تعمل الدولة مع المجموعات الحكومية الدولية على تقديم المزيد من الحماية والاستخدام المستدام للمناطق البحرية، كما عملت دولة الإمارات بالشراكة مع إندونيسيا على تطوير مبادرة تحالف القرم من أجل المناخ والتي تستهدف دعم وتعزيز وتوسيع مساحات غابات القرم عالمياً كأحد الحلول القائمة على الطبيعة لمواجهة تحدي تغير المناخ، وجهود امتصاص وعزل انبعاثات غازات الدفيئة عالمياً.
المصدر، شبكة ابوظبي للاعلام شروق عوض (دبي) 5 نوفمبر 2023 01:28