قدمتها “إنتربرايز إستونيا” (استونيا) خلال مؤتمر الأطراف (COP28)
شبكة بيئة ابوظبي، دبي، الامارات العربية المتحدة، 14 ديسمبر 2023
قدمت سعادة “كريستي كلاس”، نائب الأمين العام لوزارة المناخ في إستونيا، في كلمتها الرئيسية في مؤتمر الأطراف كوب 28، وجهة نظر مختلفة حول المناقشات المناخية الجارية، وشددت على ضرورة تجاوز المناقشات التقليدية، وحثت على التركيز في اتخاذ تدابير لمعالجة تغير المناخ. وبدلاً من التركيز فقط على الجوانب البيئية، شجعت المندوبين على التفكير في الآثار الأوسع لتغير المناخ على القطاعات الحيوية مثل التعليم والرعاية الصحية وإدارة التربة.
خلال كلمتها، أكدت سعادة “كلاس” على الأهمية التي يتم التغاضي عنها في كثير من الأحيان للحفاظ على التربة الصحية في الحفاظ على النظم البيئية. لا تساهم التربة الصحية في توفير الغذاء المغذي فحسب، بل تلعب أيضاً دوراً حيوياً في معالجة تغير المناخ. وأعربت عن رضاها على التركيز المتزايد في هذه القضية الحاسمة في مؤتمر الأطراف (كوب 28)، وشددت على أهمية البيانات الدقيقة لفهم حالة التربة عبر الأراضي واستخدامات الأراضي المتنوعة.
خلال مناقشات “يوم الغذاء والزراعة والمياه” التي عقدت في جناح إستونيا، تضمنت جلسة بعنوان “عزل الكربون في سياق التربة الزراعية: الإمكانات والحدود”، حيث شاركت فيها كل من “ليفا ليسيت”، مساعدة باحث في معهد لاتفيا الحكومي لبحوث الغابات، و”إلسا بوتكو”، خبيرة علوم التربة من مركز البحوث والمعلومات الريفية الإستونية. وتناولت المناقشة العلاقة المعقدة بين التربة وعزل الكربون، وسلّطن الضوء على أهمية الاستراتيجيات الخاصة بكل منطقة لتحقيق زراعة محايدة للكربون وقادرة على التكيف مع المناخ.
وشملت النقاط اللرئيسية من الجلسة التأثير المعقد للممارسات الزراعية المستدامة على عزل الكربون، والتفاعلات المتنوعة للتربة في ظروف مختلفة، والأهمية الأساسية لإدارة التربة بكفاءة في تعزيز جودة التربة عبر بيئات متنوعة.
وفي جلسة “الغذاء والخشب: السعي من أجل الحد من نفايات” شارك فيها الخبراء “تيمو كيكاس”، أستاذ هندسة النظم الحيوية في الجامعة الإستونية لعلوم الحياة، “ريليكا راتسيب”، باحثة في الإنتاج الغذائي المستدام في الجامعة الإستونية لعلوم الحياة، و”ليساندرا روشا مينيسيس”، باحثة في التكرير الحيوي في الجامعة الإستونية لعلوم الحياة، في مناقشة شاملة. وكان التركيز على استكشاف حلول مستدامة للمسارات الجانبية في إنتاج الغذاء والأخشاب، مع تسليط الضوء على الأهمية الملحة لمعالجة التحديات المرتبطة بهدر الطعام.
وفي إستونيا، حيث تعود أصول هدر الطعام إلى قطاعي الضيافة والمنزلي، قدم المشاركون في اللجنة فحصاً واقعياً، وكشفوا عن إمكانية إعادة تصور هدر الطعام الصناعي باعتباره عنصر غذائي أساسي ومكون وظيفي. وقد تم تحدي السرد التقليدي الذي يرفض جزءاً كبيراً من هدر الطعام باعتباره غير قابل للإصلاح، مع التركيز القوي على الإمكانات التحويلية للنهج المبتكرة القادرة على تحويل هدر الغذاء الصناعي إلى موارد قيمة.
علاوة على ذلك، لفت المشاركون الانتباه إلى مخاوف في إحصائية عالمية تشير إلى أن ما يقرب من ثلث الغذاء المنتج على مستوى العالم ينتهي به الأمر في مكبات النفايات، مما يخلق كارثة بيئية. ولم تقتصر الجلسة على مجرد تسليط الضوء على هذه القضية؛ لقد حثت المستهلكين وتجار التجزئة والمصنعين بشدة ليس فقط على تقليل إنتاج الغذاء ولكن أيضاً على الانخراط بنشاط في معركة شاملة ضد الهدر.
وفي دراسة مقارنة بين إستونيا ودولة الإمارات، تم استعراض عدد سكان إستونيا التي يبلغ عدد سكانها 1.3 مليون نسمة، والإمارات العربية المتحدة الضخمة التي يبلغ عدد سكانها 9.6 مليون نسمة. وكشف نصيب الفرد من إنتاج النفايات عن اختلاف ملحوظ: أنتجت إستونيا 395 كيلوغراماً من النفايات، في حين كان نصيب الفرد في الإمارات العربية المتحدة أعلى بكثير حيث بلغ 640 كيلوغراماً. وتسلط هذه النتائج الضوء على أزمة هدر الغذاء العالمية وتؤكد على ضرورة التعاون الدولي لمعالجة هذه القضية الملحة.
أما الجلسة التالية، التي حملت عنوان “الزراعة القادرة على الصمود في وجه تغير المناخ – هل هي مستقبل الأغذية العضوية؟”، فقد شارك فيها المتحدثون “أنتس هانيس فييرا”، رئيس البحوث الزراعية في مركز البحوث والمعلومات الريفية الإستونية، و”ماركو كاس”، مدير الأبحاث في مركز البحوث والمعلومات الريفية الإستونية. وتناولت الجلسة التحديات المرتبطة بضمان الأمن الغذائي المستدام، وسلطت المحادثة الضوء على الإنجاز الرائع الذي حققته إستونيا المتمثل في إدارة 23 بالمائة من أراضيها الزراعية عضوياً، مما يضمن المركز الرابع عالمياً في هذا الجانب. وأرجع المشاركون نجاح إستونيا في الزراعة العضوية إلى توازنها الطبيعي وشددوا على أهمية العناصر الغذائية المشتقة من العشب في إنتاج الماشية.
في جناح إستونيا في مؤتمر الأطراف (كوب 28)، شارك الحاضرون في مزيد من الحوارات المتعلقة بتحسين صحة التربة، وتطور الزراعة من خلال الهندسة الوراثية، والابتكارات الدائرية التي تهدف إلى الإنتاج المستدام للأغذية والأسمدة. تلعب هذه المناقشات دوراً في بناء مستقبل مستدام ومرن.