انطلاق فعاليات المنتدى العربي المتعدد الأطراف حول جهود الأمن الغذائي 2023

بتنظيم من الإتحاد الدولي للمسؤولية المجتمعية بالتعاون مع ” تحالف دعم مبادرة الشرق الأوسط الأخضر” بمشاركة مقرري الأمن الغذائي

شبكة بيئة ابوظبي، المنامة، مملكة البحرين، 24 ديسمبر 2023
بتنظيم من “الإتحاد الدولي للمسؤولية المجتمعية” وبالشراكة مع “تحالف منظمات المجتمع المدني لدعم مبادرة الشرق الأوسط الأخضر” و” برنامج مقرر دولي لشؤون الأمن الغذائي” انطلقت فعاليات ” المنتدى العربي المتعدد الأطراف حول جهود الأمن الغذائي” بتاريخ 23 ديسمبر 2023م، برعاية فخرية من قبل سعادة الدكتور سيف بن علي الحجري السفير الدولي للمسؤولية المجتمعية وبمشاركة عربية من الخبراء والمتحدثين. وقد افتتح سعادة الدكتور سيف بن علي الحجري المنتدى بكلمة قال فيها” أتشرّف أن أكون معكم اليوم، نُطلق معًا هذا المنتدى الدولي الهام، والذي يناقش موضوع آليات واستراتيجيات التوصل إلى تعزيز “الأمن الغذائي العربي”. وأشيدُ بمبادرة منظمي هذا المنتدى والشركاء والداعمين لاختيار هذه القضية الهامة، خاصة أنها متزامنة مع أحداث وفعاليات” أكسبو الدوحة للبستنة “.

الدكتور الحجري يستعرض أسباب إنعدام الأمن الغذائي
وأضاف سعادة الراعي الفخري الدكتور سيف الحجري كذلك قائلاً “مع توقّع أن تتضاعف أعداد الأشخاص الذين يواجهون الجوع الذي يهدد حياتهم. فإن تحقيق الأمن الغذائي بات أمرًا ضروريًا لما له من دور في الحفاظ على سيادة الدول. وحسب منظمة الأغذية والزراعة الدولية (الفاو) فإن الأمن الغذائي: هو توفير الغذاء لجميع أفراد المجتمع بالكمية والنوعية اللازمتين للوفاء باحتياجاتهم بصورة مستمرة من أجل حياة صحية ونشطة. وتكمن أهمية الأمن الغذائي لدول العالم، في كون الغذاء هو حق أساسي من حقوق الإنسان، ومع ذلك يعاني واحد من كل تسعة أشخاص حول العالم من الجوع، إنّ انعدام الأمن الغذائي هو أحد أعراض سوء معالجة قضية (الوصول والتوافر والاستخدام وتوفير بيئة آمنة) تلك التي غالبًا ما تواكب الفقر وعدم المساواة. إن اعتماد الدول على مواردها وإمكانياتها في إنتاج احتياجاتها الغذائية غير كافٍ، فمن الحكمة توسيع ذلك ليشمل المستويين الإقليمي والدولي، بما ينسجم مع التحولات الاقتصادية العالمية وتحرير التجارة الدولية في السلع الغذائية. ومن أهم أسباب انعدام الأمن الغذائي في الوطن العربي:
• صغر مساحة الأرض القابلة للزراعة البالغة 2 مليون كلم² فقط، مقارنة بمساحة العالم العربي التي تبلغ 14 مليون كلم².
• التغيرات المُناخية، ذات الصلة بالمنظومة الزراعية.
• مشكلات الأمن المائي، حيث أن مصادر المياه تنبع خارج الوطن العربي.
• الصراعات الإقليمية المتفاقمة – وخير مثال الجوع في غزة الصامدة ونكران العالم لأدنى حقوقهم الإنسانية.
• ضعف شبكات الطرق والنقل بأنواعها.
• قصور التشريعات المعززة والداعمة للأمن الغذائي.
• الفقر في توظيف التكنولوجيا في الزراعات الحديثة، والصناعات الغذائية.
• هجرة المزارعين من الريف إلى المدن الحضرية.
• العادات والسلوكيات المؤدية لهدر الطعام.

حلول لتجاوز تحديات انعدام الأمن الغذائي
كما قدم سعادة الدكتور سيف بن علي الحجري في كلمته الإفتتاحية بعض الحلول لمشكلة الأمن الغذائي، والتي من أبرزها:
• التغلب على قلة مساحة الأرض القابلة للزراعة، باعتماد تقنيات تحسين التربة والزراعات غير التقليدية.
• مواجهة التغيرات المُناخية بحزم على المستوى التشريعي، وتخفيف الآثار السلبية للتغيرات المناخية.
• تحقيق الأمن المائي باعتماد تقنيات مبتكرة في الترشيد والتحلية والاستفادة من المياه المعالجة.
• الحوكمة الرشيدة في مواجهة الصراعات الإقليمية، وتغليب سياسات سلمية.
• توسيع شبكات الطرق والنقل بأنواعها (برًا – جوًا – بحرًا) وتأمينها بعقد المعاهدات الإقليمية والدولية.
• اعتماد تشريعات معززة قادرة على توخي الحكمة، متوازنة وملزمة للجميع.
• توظيف التكنولوجيا في الزراعات، واعتماد الابتكار الذي هو طريق للحلول المستدامة.
• التصدي لهجرة المزارعين من الريف إلى المدن الحضرية، وذلك باعتماد سلسلة من السياسات الداعمة لما يمكن تسميته (تحضير الريف) بتوفير كل المميزات الحضرية في الريف، من طرق ومراكز إدارية وتوفير كافة الخدمات، وتفعيل الهدف الحادي عشر من أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة (مدن ومجتمعات محلية مستدامة).
• مواجهة هدر الطعام على الصعيد الديني والأخلاقي، وباعتماد تشريعات حاسمة، فضلا عن العمل على إعادة التدوير، بما يحد من الآثار المدمرة لهذا السلوك.

واختتم سعادة الدكتور الحجري كلمته قائلاً “أتمنى للمشاركين والمتابعين لهذا المنتدى كل التوفيق، ونتطلع أن تكونوا في ختام هذا المنتدى ضمن فريق يحمل لواء الترويج للممارسات الإيجابية، والتي عليها أن تساعد الدول والمؤسسات في بناء استراتيجياتها ذات الصلة بالأمن الغذائي، لمواجهة هذه المخاطر الجسيمة التي يعاني منها الكثير من دول العالم”.

تحقيق الأمن الغذائي دعم للتنمية المستدامة
ثم قدم الأستاذ الدكتور علي آل إبراهيم نائب عضو الهيئة الاستشارية للاتحاد الدولي للمسؤولية المجتمعية كلمة اللجنة المنظمة العليا للمنتدى قال فيها” أتشرف بأن أكون معكم اليوم، وفي هذه الفعالية العربية، والتي أردنا من خلالها إبراز أهمية الأمن الغذائي والجهود الفاعلة والمؤثرة في الساحات الدولية والعربية في دعم تحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030، حيث باتت هذه الأهداف الأممية تشكل بوصلة العالم لتحقيق التنمية المتواصلة سواء على المستوى الوطني أو الدولي.

لا يخفى عليكم بأن الإجماع العالمي الذي حدث في عام 2015 حول اعتماد “الأجندة العالمية للتنمية المستدامة 2030″، كان إجماعا عالمياً. فقادة (193) دولة أقرت هذه الأهداف في مشهد إحتفالي يبشر بغد أفضل للعالم، وهو تطور كبير لتطبيقات التنمية المستدامة، حيث أن المستهدف منها كل دول العالم، والمشارك فيها جميع دول العالم. واليوم وبعد ثمان سنوات من إقرار هذه الأهداف الأممية، نجد دول العالم أكثر قناعة بها، وأكثر حرصا على العمل لتحقيقها بالرغم مما اعتراها من تحديات والتي منها على سبيل المثال لا الحصر: جائحة كوفيد 19، وكذلك أزمات الطاقة والغذاء العالمي من جراء الغزو الروسي على أوكرانيا، وأزمة تغير المناخ، إضافة إلى النزاعات العسكرية والسياسية في مناطق عديدة من العالم، وغيرها من الأزمات العالمية والعديدة. وأضاف الأستاذ الدكتور علي آل إبراهيم كذلك قائلا” لقد تشرف العالم، بمشاركة قيادات عربية وإسلامية فاعلة في إدارة ودعم الجهد العالمي لتحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030 عبر مشاركتهم في العمل في منظمات دولية معتبرة.

واليوم في هذا المحفل العلمي أردنا أن تكون فرصة لإبراز جهود كوادر عربية متخصصة في مجال الأمن الغذائي، وكذلك مؤسساتهم وفق مرجعيات ومعايير مهنية عالمية، تساهم في دعم جهود دولها والمنظمات الدولية والوطنية ذات الصلة بالأمن الغذائي.كما أننا في الإتحاد الدولي للمسؤولية المجتمعية، حرصنا أن نكون عنصرا فاعلا في هذا الحراك الدولي المعزز لتطبيقات التنمية المستدامة، حيث أطلقنا أعمال” تحالف منظمات المجتمع المدني لدعم مبادرة الشرق الأوسط الأخضر” لتغيير واقعنا في الشرق الأوسط إلى واقع يراعي الممارسات المسؤولة المعززة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية والبيئية .ويأتي «تحالف منظمات المجتمع المدني لدعم مبادرة الشرق الأوسط الأخضر» ليدشن مرحلة جديدة نسعى من خلالها إلى الترويج للتطبيقات الخضراء، من خلال مشروع لو تحققت مقاصده، سيجعل منطقة الشرق الأوسط بإذن الله مثالا يحتذى به من العالم أجمع. ونحن واثقون من قدرات المملكة العربية السعودية وشركائها من دول الشرق الأوسط، بأنهم سيعملون جاهدين لتحويل هذا الحلم، من رؤية إلى واقع، ينعكس إيجابا على جيلنا، وكذلك ستمتد آثار منافعه للجيل القادم. كذلك جاءت مبادرة إطلاق” برنامج مقرر دولي لشؤون الأمن الغذائي” من قبل الشبكة الإقليمية للمسؤولية الاجتماعية وشركائها لتعزيز ودعم الدور الذي تقوم به الجهات الحكومية في الوصول إلى خارطة طريق عربية تعزز من الأمن الغذائي. وربما يكون لهذا المنتدى فرصة لبحث أفق هذا البرنامج والبناء عليه لتحقيق الأهداف المرجوة منه. لقد عملت الشبكة الإقليمية للمسؤولية الاجتماعية وشريكها الإستراتيجي والمتمثل في الاتحاد الدولي للمسؤولية المجتمعية ومنذ إنطلاقتهما على تبني العديد من المبادرات ذات الصلة ببناء القدرات البشرية والمؤسسية في مجالات التنمية المستدامة.

بل، ومنذ وجودهما كانت الأجندة العالمية للتنمية المستدامة 2030، هي البوصلة التي يبنيان عليها أنشطتهما وخدماتهما وبرامجهما ومنتجاتهما. حيث يأتي دعمهما ومشاركتهما في تنفيذ هذا المنتدى المعني بالأمن الغذائي في إطار دعم أهداف التنمية الستدامة 2030، وخاصة الهدف الثاني منه والمعني بالجوع.وختاما، سيكون بإذن الله هذا المنتدى المعني بتسليط الضوء على الجهود المبذولة لتحقيق الأمن الغذائي هو خطوة للعمل نحو إيجاد إطار مؤسسي، والذي سنتابع من خلاله مستجدات مخرجاته عبر « مرصد تحالف منظمات المجتمع المدني لدعم مبادرة الشرق الأوسط الأخضر» ، وغيره من مؤسساتنا الأخرى المتخصصة بالتنمية المستدامة ،ونساهم معا في دعمها.

ضرورة أن يكون للدول والمؤسسات خارطة طريق للأمن الغذائي
ثم قدمت المستشارة مريم العتيق الدوسري المقرر الدولي لشؤون الأمن الغذائي – رئيسة المنتدى- كلمة قالت فيها “أتشرف اليوم أن أكون معكم في هذا المنتدى العربي، والذي يشارك فيه نخبة عربية متخصصة في شؤون الأمن الغذائي، حيث حملت على عاتقها بعد اتمامها البرنامج التدريبي الدولي ” مقرر دولي لشؤون الأمن الغذائي” والذي استضافته دولة قطر خلال شهر أكتوبر من عام 2023م ، أن تكون لها مساهمات مؤثرة في مجال بناء القدرات والترويج للمارسات المستدامة في مجال الأمن الغذائي.وفي الحقيقة، أن موضوع هذا المنتدى هو موضوع في غاية الأهمية ، حيث يوجه بضرورة أن يكون للدول والمؤسسات خارطة طريق واضحة لتعزيز جهود الأمن الغذائي.

واسمحو لي أن أقف عند محطات مهمة في هذه الكلمة الإفتتاحية حول أهمية تحقيق الأمن الغذائي العربي. حيث يشكّل تحقيق الأمن الغذائي للجميع أحد الأولويات الرئيسية لبلدان المنطقة العربيةوالشرق الأوسط. ويكمن التحدي في توفير الكمية المطلوبة من الغذاء العالي الجودة لسكان المنطقة الذين تجاوزوا الـ 360 مليون نسمة، وسيتضاعف عددهم بحلول عام 2050 إذا ما استمرت معدلات النمو ذاتها.

ويكبر التحدّي في ظلّ المعوقات الطبيعية والاقتصادية والاجتماعية التي تواجه المنطقة، وأبرزها ندرة المياه التي يتوقّع أن تتفاقم بفعل تغير المناخ والأحداث المناخية المتطرفة، وتناقص الأراضي الصالحة للزراعة، وأنماط الإنتاج والاستهلاك غير المستدامة، وتغيّر أنماط العيش، وتدهور البيئة، والاضطرابات الجيوسياسية. وإذا اعتبرنا أن سكان المنطقة العربية والشرق الاوسط يمثلون ما نسبته 5% من سكان العالم فإن ما ينتجونه يشكل 1% من إنتاج العالم من السلع الغذائية.. فهذا يعني أننا نحتاج إلى كثير من الجهود المتكاملة لوضع التطبيقات والآليات والمنهجيات المستدامة لتحقيق الأمن الغذائي.. ولعل لقاء اليوم المنتدى العربي المتعدد الأطراف حول جهود الأمن الغذائي 2023 أحدها.

خبراء ومقررون دوليون في مجال الأمن الغذائي يقدمون أوراق عمل
ثم قدم عدد من الخبراء الدوليين، إضافة إلى مقررين دوليين في مجال الأمن الغذائي من العديد من الدول العربية أوراق عمل علمية استعرضت أبعاد مفاهيمية في مجال الأمن الغذائي، إضافة إلى تحديات تحقيق الأمن الغذائي. كما تم استعرض الخبراء في أوراق عملهم قصص نجاح للعديد من الدول العربية والعالمية في مجال تحقيقها للأمن الغذائي. إضافة إلى ذلك، استعرض الخبراء والمتحدثون دور المنظمات الوطنية والإقليمية والدولية في تحقيق الأمن الغذائي. كما تم تناول أهم مخرجات )مؤتمر قمة الأمم المتحدة المتعدد الأطراف المعني بتغير المناخ (COP-28 وتأثيراته على استراتيجيات الدول في تحقيق الأمن الغذائي. وخلال المنتدى كذلك، تم استعراض عبر ورقة عمل علمية رؤى وتطلعات المشاركين لتطوير “برنامج مقرر دولي لشؤون الأمن الغذائي” لتحقيق الغاية منه والمتمثل في إعداد كوادر عربية ذات كفاءة عالية في مجال الأمن الغذائي.

إشادة كبيرة من المشاركين بالمنتدى ومخرجاته
وفي ختام المنتدى أشاد المشاركون بالمنتدى وأوراق عمله ومخرجاته، حيث أكدوا أهمية موضوعه في وقت يواجه العالم العديد من التحديات في تحقيق الهدف الثاني من أهداف التنمية المستدامة والمعني بالقضاء على الجوع.

عن هيئة التحرير

شاهد أيضاً

نمط العيش وتأثيره على التغير المناخي: أية مسؤولية مجتمعية لحماية البيئية؟

كرسي الألكسو للتربية على التنمية المستدامة بكلية علوم التربية التابعة لجامعة محمد الخامس بالرباط يستضيف …