التعليم الأخضر آلية لتنزيل التعليم المستدام

شبكة بيئة ابوظبي، بقلم أمين سامي خبير الاستراتيجية وقيادة التغيير للشركات والمؤسسات والاستراتيجيات التنموية، المملكة المغربية، 17 يناير 2024

يعتبر التعليم الأخضر مفهوم جديد يدخل ضمن نطاق الاقتصاد الأخضر والمستدام، فمفاهيم التعليم الأخضر ظهرت بشكل أوسع في أواخر السبعينيات وأوائل الثمانينيات من القرن العشرين، ويلعب التعليم الأخضر حسب رأي الدكتور أنيس رزوق الخبير في مجال الاستراتيجية والجودة والتميز المؤسسي بدولة الإمارات العربية المتحدة، دورًا حيويًا في تحقيق الاستدامة على مستوى الفرد والمجتمع، فهو يساعد على تعزيز الفهم الشامل للطالب حول البيئة والتأثيرات البيئية للانشطة البشرية، كما يشجع على تبني الاستدامة الفكرية وتنمية المهارات البيئية ويعزز الوعي في التنوع البيولوجي، والابتكار في مجال الحلول البيئية والتكنولوجيا النظيفة، فحسب راي الدكتور أنيس تعتبر دولة الامارات من الدول الرائدة عالمياً في تعزيز الوعي البيئي وتحقيق التنمية المستدامة من خلال تبني برامج متطورة لاستدامة الموارد الطبيعية والبيئية للأجيال القادمة.

فالتعليم الأخضر يركز على تضمين مفاهيم الاستدامة والحفاظ على البيئة في مناهج التعليم. كما يهدف إلى تحفيز الوعي بقضايا البيئة وتشجيع الممارسات المستدامة بين الطلاب،

أما التعليم المستدام فهو يشجع على تطوير مهارات وقيم التي تساهم في بناء مجتمعات قوية ومستدامة على الأصعدة الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، كما يتناول أيضا قضايا العدالة الاجتماعية والاقتصاد العادل. Le commerce équitable.

فالتعليم المستدام يتضمن التعليم الأخضر، حيث يشمل هذا الأخير جانباً من جوانبه. فالأول يركز بشكل أساسي على القضايا البيئية والتوجيه نحو التصرفات الصديقة للبيئة. بينما التعليم المستدام يتجاوز ذلك ليشمل الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية أيضاً، ويسعى إلى تحقيق التوازن بين هذه الأبعاد لتحقيق استدامة المجتمعات.

كما يُعتبر التعليم الأخضر آلية فعّالة لتنزيل التعليم المستدام للعديد من الأسباب:
تكامل الأبعاد البيئية في المناهج: حيث يتيح التعليم الأخضر تكامل قضايا البيئة والاستدامة في المناهج الدراسية، مما يجعل الطلاب يفهمون ويتعاملون مع التحديات البيئية بشكل أكثر شمولاً.

تشجيع التفكير النقدي: يعزز التعليم الأخضر التفكير النقدي حول التأثيرات البيئية للأفعال اليومية ويشجع على البحث عن حلول مستدامة.

تحفيز المشاركة الطلابية: يشجع التعليم الأخضر على المشاركة الفعّالة للطلاب في مشاريع بيئية وأنشطة تعلم عملية.

تعزيز الوعي البيئي: يُعزز التعليم الأخضر الوعي بقضايا البيئة ويشجع على تبني سلوكيات حياتية صديقة للبيئة.

تفعيل المسؤولية الاجتماعية: يدفع التعليم الأخضر الطلاب إلى التفكير في دورهم كأفراد وأعضاء في المجتمع، وكيف يمكنهم المساهمة في تحقيق التنمية المستدامة.

تكامل التكنولوجيا والابتكار: يشجع التعليم الأخضر على استخدام التكنولوجيا والابتكار في تحقيق أهداف الاستدامة وفهم كيفية تطبيقها في حياتهم اليومية.

توظيف أساليب تدريس تشاركية : يستخدم التعليم الأخضر أساليب تدريس تشجع على التفاعل والتعاون، مما يعزز التعلم الشامل والمستدام.

باختصار، يعتبر التعليم الأخضر أداة فعّالة لتحقيق التعليم المستدام من خلال تضمين قضايا البيئة والاستدامة في عملية التعلم بشكل شامل ومستمر.

وبالتالي فتكامل هذين التهجين يمكن أن يسهم في تحضير الأجيال القادمة لفهم التحديات البيئية والاقتصادية والاجتماعية، واتخاذ الإجراءات المناسبة للحفاظ على البيئة وتحسين الحياة المجتمعية.

وهناك العديد من التجارب الدولية العربية في مجال التعليم الأخضر نذكر منها:
مدرسة الأمل في الأردن : تعتمد هذه المدرسة على الطاقة الشمسية وتطبق ممارسات صديقة للبيئة في إدارتها وأنشطتها التعليمية.

مبادرة “مدارسنا أخضر” في الإمارات: تهدف إلى تعزيز الوعي البيئي وتوجيه المدارس نحو التحول إلى مؤسسات تعليمية مستدامة.

جامعة الملك عبدالله للعلوم والتكنولوجيا (KAUST) في السعودية: تتخذ تدابير فعّالة للحد من أثرها البيئي وتشجع على البحث العلمي في مجالات الطاقة المتجددة.

مدرسة البيئة في تونس: تقدم برامج تعليمية تركز على فهم العلاقة بين الإنسان والبيئة وتشجع على العمل البيئي.

كل هذه التجارب تعكس التزام العديد من الدول العربية بتطوير نماذج تعليمية تعزز الاستدامة والوعي البيئي في المجتمع.

عن هيئة التحرير

شاهد أيضاً

بينما تنمو الشركات، لا بد أن ينمو التزامها تجاه بيئتنا

شبكة بيئة ابوظبي، بقلم: جيرمي سيل، المدير التنفيذي للاستراتيجية للمجموعة، “بيوند ون” 22 يوليو 2024 …