انطلاق الحوار العالمي حول أهمية التربية البيئية في التنمية المستدامة

في اليوم الأول من المؤتمر العالمي الثاني عشر للتربية البيئية 2024

شبكة بيئة أبوظبي، الإمارات العربية المتحدة، 30 يناير 2024

انطلقت فعاليات اليوم الأول من المؤتمر العالمي الثاني عشر للتربية البيئية 2024 بجلسات حوارية مهمة حول التحديات الملحة التي تواجه التعليم البيئي والتنمية المستدامة على مستوى العالم، ووضعت الأساس للمناقشات الشاملة خلال أيام المؤتمر الخمسة.

وخلال حضورها المؤتمر، قالت سمو الشيخة د. شما بنت محمد بن خالد آل نهيان، رئيس مجلس إدارة مؤسسات الشيخ محمد بن خالد آل نهيان الثقافية والتعليمية: “بعد نجاح تنظيم دولة الإمارات العربية المتحدة لمؤتمر الأطراف COP28، نعود مع تنظيم واحد من أهم المؤتمرات في مجال التعليم البيئي وهو المؤتمر العالمي الثاني عشر للتربية البيئية 2024 – أبوظبي، والذي يؤكد على أهمية الدور الذي تلعبه الدولة في مجال العمل البيئي العالمي من أجل تحقيق مستقبل أفضل للأجيال القادمة، وحمايتهم من التغيرات البيئية منطلقين من قناعة أن الأرض ليست مجرد مكان نعيش عليه، بل هي بيتنا الذي نتشارك في نحن كبشر مع ملايين الكائنات والأنواع الحية الأخرى” .

وأكدت سموها أن تركيز المؤتمر على التربية البيئية على الأجيال الناشئة يأتي كونها الأمل الحقيقي في منح الأجيال القادمة الفرصة لإدراك قيمة العمل البيئي والحفاظ على الاستدامة والتنوع البيولوجي من أجل مستقبل البشرية. وأضافت سموها: “سعدت بمشاركتي في المؤتمر وإظهار دور جمعيات النفع العام في بناء الوعي البيئي من خلال استعراض دور مؤسسات الشيخ محمد بن خالد آل نهيان الثقافية والتعليمية في العمل البيئي التربوي والتوعوي. وتبقى التحديات البيئية كبيرة والرهان على الوعي الذاتي للأفراد رهان ناجح طالما حرصنا على دعمه بالتوعية والتربية البيئية والقوانين والتشريعات البيئية الداعمة، حيث تقدم دولة الإمارات في ظل قيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، نموذجاً للعمل البيئي المستدام من أجل المستقبل.”

بدأ اليوم بالجلسة العامة الأولى صباحاً، والتي تضمنت كلمات رئيسية لمتحدثين بارزين، حيث حثت سعادة رزان خليفة المبارك، رئيسة الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة، الحكومات وأنظمة التعليم والمتعلمين على الاستجابة ومواجهة أزمات الكوكب، وقالت: “ليتمكن العالم من النجاح في التخفيف من آثار الأزمة الكوكب الثلاثية، يتعين علينا أن نضاعف جهودنا في مجالي التعليم البيئي والتعليم من أجل التنمية المستدامة. ويعد المؤتمر العالمي للتربية البيئية وأعضاؤه ضروريين في هذا الصدد، حيث يوفرون الإلهام والمعرفة والحلول العملية اللازمة للتأثير على استجابات الحكومات والأنظمة التعليمية والمعلمين الطلاب على جميع المستويات. وتعد الخبرة والحلول الواقعية ركائز مهمة في استجابتنا الجماعية لهذه الأزمات.”

وسلط جاك دانجرموند، رئيس معهد أبحاث النظم البيئية (ESRI)، وهو أيضاً أحد المشاركين في الجلسة العامة، الضوء على دور العلم والتكنولوجيا في تشكيل أنظمة التعليم والتعلم، وقال في كلمته الرئيسية: “في رحلتنا الحيوية نحو الاستدامة، تؤدي العلوم والتكنولوجيا، وخاصة أنظمة المعلومات الجغرافية، دوراً محورياً في بناء قاعدة من الأدلة التي تساعد في اتخاذ الإجراءات. ولا يمكن إنكار أهمية الجغرافيا وبيان إمكاناتها التحولية في التعامل مع التحديات المعقدة المتعلقة بالاستدامة والقدرة على التكيف مع المناخ”.

وبعد الكلمات الرئيسية المؤثرة، تحولت الجلسة العامة إلى جلسة نقاشية ضمت قادة رفيعي المستوى، وواصل الخبراء النقاشات حول القضايا البيئية المهمة. وضمت الجلسة معالي الدكتورة آمنة بنت عبد الله الضحاك الشامسي وزيرة التغير المناخي والبيئة، ولورينزو فيورامونتي وزير التعليم السابق في إيطاليا، وسعادة مامو بورو مامو المدير العام للهيئة الوطنية لإدارة البيئة في أفريقيا وجينجر بوتر أخصائي تعليم أول في وكالة حماية البيئة الأمريكية. وسلطت اللجنة الضوء على الرؤى القيّمة للمجتمعات التقليدية بشأن العيش على الكوكب مع الحد من الأثر البيئي والروايات الملهمة للمجتمعات الحديثة التي توضح الإجراءات الملموسة لتحقيق الاستدامة في أماكن التعلم.

وشددت المناقشة كذلك على الدور المحوري للقادة والتدخلات المنهجية في توجيه نظام التعليم نحو نموذج أكثر مراعاة للبيئة. وبهدف التشديد على التحول نحو تطوير المهارات الخضراء، سلطت الجلسة الضوء على التأثير الحاسم لهذا التحول على التحرك نحو الوظائف الخضراء.

وبالتوازي مع الجلسات العامة، تضمن اليوم الأول ورش عمل تعمقت في معالجة التحديات والأهداف والأبعاد والوسائل في سياق التعليم البيئي، وهو ما أدى إلى تعزيز مناقشات أكثر ودية وتفاعلية، فتضمنت بعض ورش العمل البارزة جلسات حول معالجة المسألة الملحة المتمثلة في الحد من النفايات البلاستيكية في البحر الأحمر وبناء أرضيات المدارس الخضراء وتشجيع مبادرات التعلم في الهواء الطلق والحفاظ على المياه.

وفي الوقت ذاته، خاض الخبراء مناقشات حول الفهم البيئي الشامل وممارسات المعلمين بشأن التوعية البيئية، وهو ما لفت الانتباه إلى الجوانب المتنوعة للتعليم البيئي.

ورحب مؤتمر التعليم البيئي للشباب، الذي انعقد ضمن فعاليات المؤتمر العالمي للتربية البيئية، بالحضور بأربع لغات، وهو ما مهد الطريق لتجربة متنوعة وشاملة. واتخذت جلسة “آمال وتوقعات بشأن مؤتمر الشباب للتربية البيئية” شكل حلقة نقاش، مما أدى إلى تعزيز المشاركة النشطة والحوار بين المشاركين بشأن توقعاتهم للمؤتمر. وكان الهدف من جلسة GPT المستمرة للشباب التخلص من بعض الخرافات المرتبطة بالاستدامة وتعزيز المعرفة المستدامة. وتضمن اليوم أيضاً مسابقة حية عبر تطبيق الماراثون البيئي، أوضحت مدى معرفة الطلاب بتغير المناخ وساهمت في توفير تجارب تعليمية تفاعلية وجذابة.

وفي حين أتاح اليوم الأول منصةً لمناقشة التغييرات الضرورية، سيُحدد اليوم (اليوم الثاني) الأهداف الحاسمة لصياغة تغيير عالمي تحولي. فيما يبحث اليوم الثالث “الأبعاد والوسائل” التي يمكن من خلالها تنفيذ التعليم البيئي، مع تسليط الضوء على التعاون والقيم والتنوع الثقافي. أما اليوم الرابع فيعمل على تلخيص مناقشات الأيام الثلاثة الأولى وتحديد الدروس الأساسية المستفادة وترجمتها إلى إجراءات متفق عليها لتُنَفَّذ بعد انتهاء المؤتمر بحيث تتماشى مع الأهداف المحددة. ويتضمن اليوم الخامس والأخير من المؤتمر خمس رحلات ميدانية، تدعو المشاركين لاستكشاف المواقع البيئية والتعليمية في أبوظبي، والانتقال من الناحية النظرية إلى التجارب العملية.

يمكن للمهتمين بالمشاركة في المؤتمر العالمي الثاني عشر للتربية البيئية التسجيل في مكان انعقاد المؤتمر في أبوظبي أو عبر الإنترنت حتى 1 فبراير 2024: المؤتمر العالمي للتربية البيئية الثاني عشر | التسجيل (weec2024.org)

عن هيئة التحرير

شاهد أيضاً

هيئة البيئة – أبوظبي تتيح الفرصة للتطوع في حماية البيئة ضمن أربعة برامج مجتمعية

لتعزيز الوعي البيئي والمشاركة المجتمعية في حماية البيئة شبكة بيئة أبوظبي، الإمارات العربية المتحدة، 4 …