“وجبة ….. إبداع وابتكار (102) “استراتيجيات التغيير (15)”

شبكة بيئة ابوظبي: بقلم د. أنيس رزوق، مستشار تخطيط استراتيجية الجودة والتميز، مقيم معتمد في التميز المؤسسي (EFQM)، خبير استراتيجيات القوة الناعمة، خبير ادارة مركز اسعاد المتعاملين، (7 STAR)، خبير حوكمة معتمد، خبير صناعة سيناريوهات المستقبل، 3 فبراير 2024

تسعى المنظمات لمواكبة الركب العالمي المتسارع والمتغير باستمرار والسعي لاستحواذ حصة سوقية كبيرة تحقق الميزة التنافسية فيها، لذا يجب على المنظمات اختيار الاستراتيجية المناسبة لتطبيقها لمواكبة التغييرات بالاستجابة السريعة والعمل على تطوير تلك الاستراتيجيات حسب التغييرات المحيطة، وكما ذكرنا في المقالة السابقة بأنه لا يوجد استراتيجية محددة وواضحة للعمل على تطبيقها، فطبيعة الموقف يفرض نفسه، والظروف التي تحكمه، وقد تتناول الاستراتيجية اكثر من عنصر من عناصر المنظمة وقد تنصب على عنصر واحد مثل التكنولوجيا أو القوى البشرية أو الهياكل التنظيمية، وأحياناً الوضع يستدعي تطبيق أكثر من استراتيجية في وقت واحد، وتتمة للمقالة السابقة سنورد بعض استراتيجيات احداث التغيير كمايلي:

• استراتيجية المشاركة:
تعتبر من الاستراتيجيات المهمة التي تهدف لزيادة تفاعل الموظفين والمعنيين في المنظمة مع عملية التغيير وتحقيق نتائج ايجابية، ومن أهم ما تتضمن، تشجيع الموظفين على المشاركة الفعالة في عملية التغيير والاستفادة من ملاحظاتهم ومقترحاتهم في اعداد الخطط الاستراتيجية، ومناقشة عمليات التغيير معهم، والحفاظ على التواصل المستمر مع الموظفين، وانشاء فرق عمل متخصصة للتحقق من تنفيذ خطط التغيير وتحليل النتائج وتقديم التوصيات والتعديلات اللازمة (صالح، 2017).

• استراتيجية ربط المكافآت بالتغيير:
تهدف هذه الاستراتيجية لتحفيز العاملين في المنظمة لتبني التغيير وتطبيقه بفاعلية من خلال ربط المكافآت والحوافز بالاداء المرتبط بالتغيير، من خلال تحديد وقياس مؤشرات الاداء الرئيسية المرتبطة بالتغيير بشكل دوري، ومنح الموظفين المشاركين في عملية التغيير مكافآت وحوافز معينة بناء على النتائج، مما يساعد على تحفيز العاملين للمشاركة الفعالة وتعزيز رغبتهم في تبني التغيير وتحقيق الاهداف، وتسريع عملية التحول وتحسين الاداء والانتاجية وتحقيق المزيد من النجاح في السوق والتنافسية، على أن يكون نظام المكافآت المتبع متوازن ومتوافق مع أهداف المنظمة وقيمها وأخلاقياتها (العطوي، 2018).

• استراتيجية التحليل الميداني للتعرف على اسباب مقاومة التغيير:
تستند هذه الاستراتيجية على المحافظة على الوضع الراهن مع الضغط باتجاه مقاومة التغيير بهدف إبطال مفعولها، من خلال تحليلها للوضع الراهن ومعرفة أسباب مقاومة التغيير والعمل بشكل معاكس لها (الصيرفي،2007).

• استراتيجية التقريب المتتابع:
تطبق هذه الاستراتيجية لتحقيق التحول المستمر في المنظمة على أن يتم تطبيق التغييرات بشكل تدريجي ومتتابع في العمليات والانشطة اليومية لتحسين الأداء والكفاءة، ويتم تطبيقها في مجالات متعددة مثل الجودة الشاملة وتحسين العمليات وتطوير المنتجات والخدمات وتطوير المهارات والكفاءات للعاملين في المنظمة، وتتطلب هذه الاستراتيجية الصبر والتركيز والالتزام بتحقيق التحول المستمر في المنظمة، تتضمن هذه الاستراتيجية الخطوات التالية (أبوشعر،2016):

تحديد الهدف المرجو من التغيير وتحديد الأداء الحالي الذي يحتاج إلى التحسين.
تحليل البيانات وجمع المعلومات حول العمليات المختلفة وتقييمها.
تطبيق التغييرات اللازمة في العمليات والاجراءات اليومية بطريقة تدريجية.
تقييم نتائج التغيير وتحديد مدى نجاحها في تحقيق الأهداف المرجوة.
استمرار تطبيق التغييرات وتحسين العمليات والأداء بشكل متواصل.

• استراتيجيات المناورة والاقناع:
تعتمد هذه الاستراتيجية على عدم اقتناع المعنيين بالتغيير بأهميته وضرورته لاسباب متعددة ومتنوعة مثل الخوف من التغيير ونتائجه غير المضمونة، وعدم الرغبة في الخوض في مجالات غير واضحة ومبهمة، (العتيبي، 2009)

استراتيجية التفويض:
تركز هذه الاستراتيجية على اعطاء المسؤولية والصلاحيات للموظفين والفرق العاملة في المنظمة لاتخاذ القرارات المناسبة اللازمة وتنفيذ الاجراءات المطلوبة لتحقيق التغييرات المطلوبة، والتي تساعد على تحسين الثقة بين المنظمة والموظفين وتحفيزهم على تحمل المسؤولية واتخاذ القرارات المناسبة، وتزيد من مرونة العمل وتحقيق الاهداف والتحولات المطلوبة بشكل أسرع، وأيضا تنمية مهارات القيادة التوجيه والعمل التعاوني، وتتضمن هذه الاستراتيجية (العديل، 2018):

تحديد المسؤوليات، بأن يتم تحديد المسؤوليات لكل فرد وفريق عمل والتأكد من فهمهم بشكل جيد.
تحديد المهام، بأن يتم توزيع المهام والأنشطة المطلوبة وتوزيعها على الموظفين والفرق العاملة بشكل مناسب.
توفير الدعم، توفير الدعم والموارد اللازمة للموظفين والفرق العاملة لتنفيذ المهام المطلوبة بكفاءة وفعالية.

إن اختيار استراتيجية التغيير في المنظمة يعود لعدة اعتبارات مثل أهداف التغيير والجهة المستهدفة والموارد المتاحة والفرص المواتية والقيود ووسيط التغيير.

المراجع:
1. مجلة التنمية الادارية، العدد الثالث، أثر دعم الادارة العليا على نجاح التغيير المؤسسي، 2018.
2. بن صالح، سميرة، أثر المشاركة في ادارة التغيير على تحسين أداء المؤسسات، محلة التنمية الادارية، 2017.
3. العطوي، محمد، أهمية ربط المكافآت بالتغيير في الشركات الحديثة، محلة الادارة والاقتصاد، 2018.
4. الصيرفي، محمد، ادارة التلغيير، دار الفكر الجامعي، الاسكندرية، 2007.
5. أبو شعر، عزيز، استراتيجيات التقارب المتتابع وعلاقتها بالتمكين النفسي لدى الطلبة، مجلة الدراسات التربوية والنفسية، 2016
6. العتيبي، تركي بن كديميس، قيادة التغيير في الجامعات السعودية، ندوة القيادة ومسؤولية الخدمة، السعودية، جامعة الطائف، 2009، ص16.
7. العديل وآخرون، أثر التفويض على التغيير المؤسسة، دراسة حالة الشركات الاردنية، مجلة الاعمال والتنمية الادارية، 2018.

عن هيئة التحرير

شاهد أيضاً

“وجبة ….. إبداع وابتكار (98) “مقومات إدارة التغيير (11)”

شبكة بيئة ابوظبي: بقلم د. أنيس رزوق، مستشار تخطيط استراتيجية الجودة والتميز، مقيم معتمد في …