– تعزيز الغطاء النباتي وإعادة تأهيل الموائل الطبيعية المتدهورة
– حمدان بن زايد: تعزيز مكانة إمارة ابوظبي ودورها الرائد في مجال حماية البيئة وتحقيق التنمية المستدامة
– بناء قدرات الكوادر المحلية المختصة في المجالات الفنية والعلمية والإدارية لبنوك المصادر الوراثية النباتية
– شيخة الظاهري: الحفاظ على بذور الأحياء النباتية لضمان مستقبل مستدام للأجيال القادمة
شبكة بيئة ابوظبي، العين، الامارات العربية المتحدة، في 7 مارس 2024 /وام/
دشن سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في منطقة الظفرة رئيس مجلس إدارة هيئة البيئة – أبوظبي ..مركز المصادر الوراثية النباتية الذي أنشأته الهيئة في مدينة العين.
ويعد المركز الأول من نوعه في المنطقة ويهدف إلى ضمان صون بذور وأنسجة كافة أنواع النباتات البرية والأنواع الزراعية المحلية ذات الأهمية في دولة الإمارات.
وحضر التدشين الشيخ ياس بن حمدان بن زايد آل نهيان ومعالي محمد أحمد البواردي نائب رئيس مجلس الإدارة بهيئة البيئة- أبوظبي ومعالي زكي أنور نسيبة المستشار الثقافي لصاحب السمو رئيس الدولة الرئيس الأعلى لجامعة الإمارات وسعادة أحمد مطر الظاهري رئيس مكتب سمو ممثل الحاكم في منطقة الظفرة وسعادة المهندس علي خليفة القمزي المدير العام لبلدية مدينة العين وسعادة الدكتورة شيخة سالم الظاهري الأمين العام لهيئة البيئة – أبوظبي وعدد من المسؤولين.
واستهل سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان زيارته للمركز بتفقد منطقة العرض والتعليم والتي تهدف إلى توعية الفئات العمرية المختلفة من الجمهور والباحثين بأهمية الأنواع النباتية المحلية في الدولة والطرق المستخدمة ضمن المركز لحفظ هذه الأنواع. وتحتوي منطقة العرض على 10 تجارب تفاعلية مختلفة تم تطويرها مع أفضل الشركات العالمية والتي تعرض لأول مرة في العالم وبطرق مبتكرة.
وزار سموه مختبر تجهيز وفحص البذور الذي يعتبر المحطة الأولى لوصول العينات المختلفة من النباتات البرية والبذور من خارج المركز والتي تتم من خلاله إجراء عدد من الفحوصات المختلفة للبذور للتأكد من حيويتها وصلاحيتها للتخزين والاستخدام في عمليات الإكثار والزراعة وتم تجهيز المختبر بعدد 8 أجهزة مختلفة وهي الأحدث في العالم لإتمام العمليات المطلوبة.
كما زار سموه مختبر التصنيف والمسح الضوئي لعينات النباتات البرية والذي يهدف إلى ضمان التصنيف العلمي الدقيق لكافة النباتات وتوثيقها بشكل عينات مجففة وكذلك كعينات رقمية الكترونية وتضمينها ضمن قاعدة البيانات الخاصة بالهيئة والتي ستعمل على تمكين الباحثين محلياً وعالمياً على الاطلاع على تلك العينات واستخدامها ضمن أبحاثهم المختلفة حيث تضم المعشبة حاليا أكثر من 4000 عينة جافة و2666 عينة رقمية.
واطلع سموه كذلك على طرق الحفظ المختلفة حيث يحتوي المركز على غرف تبريد بالإضافة لطريقة الحفظ بالسائل النيتروجيني لدرجات تصل إلى – 196 مئوية حيث تضمن تلك الوسائل حفظ العينات لفترات طويل الأمد للعينات تصل إلى أكثر من 100عام
وشملت جولة سموه تفقد مختبر التوصيف الجيني للنباتات البرية والمجهز بأحدث الأجهزة على مستوى العالم حيث يهدف إلى دراسة وتوصيف الجينوم للنباتات البرية المحلية بهدف ضمان صونها ودراسة خصائها واستخدام تلك النباتات والخصائص ضمن عمليات الصون وإعادة تأهيل الموائل ورفع إنتاجية الغطاء النباتي ومكافحة آثار تغير المناخ وتحديد الأشكال المختلفة لنفس النوع.
كما زار سموه البيت الزجاجي والذي يمثل 5 موائل طبيعية أساسية في دولة الإمارات مثل (الموائل الساحلية- الصفائح الرملية- الكثبان الرملية- الأودية- الجبال) حيث تمت فيها زراعة أكثر من 50 نوعا نباتيا محليا مميزا لهذه البيئات وتوفر للزائر تجربة تعليمية وتثقيفية غنية كما سيتم استخدام البيت الزجاجي في إكثار بعض الأنواع النباتية خارج المواسم الزراعية كونه يوفر ظروف مناسبة للإنبات والنمو حيث يتم التحكم بدرجات الحرارة والرطوبة والإضاءة وكذلك وضع أنواع مختلفة من التربة لخلق الأجواء المثالية لنمو النباتات ضمنه ولفترات طويلة.
وأكد سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان “ان إنشاء المركز جاء متزامناً مع عام الاستدامة وفي إطار الجهود التي تبذلها هيئة البيئة- أبوظبي لحماية الأنواع النباتية البرية المحلية في إمارة أبوظبي وباقي امارات الدولة.
وأشار سموه إلى أن الهيئة ومنذ إنشائها حرصت على صون النباتات المحلية ضمن بيئاتها الطبيعية عن طريق إنشاء شبكة من المحميات الطبيعية ومن خلال إصدار مجموعة من القوانين والتشريعات التي تعمل على حماية الأنواع البرية المختلفة ومنها الأنواع النباتية بما يتماشى مع الرؤية الطموحة لإمارة أبوظبي المرتبطة بتطبيق الاستراتيجية الوطنية للتنوع البيولوجي وخطة عمل الدولة لضمان صون واستدامة التنوع البيولوجي.
وأكد سموه أن هيئة البيئة – أبوظبي تواصل جهودها للمحافظة على إرث المغفور له الشيخ زايد “طيب الله ثراه” في حماية البيئة وتجسيد قيَمه في حماية الطبيعة من خلال دورها كجهة تنظيمية وبحثية رائدة محلياً وإقليمياً وعالمياً مشيراً إلى أهمية الدور الذي سيلعبه المركز في توثيق المصادر الوراثية للنباتات المحلية وتنوعها وحفظ الأنواع النباتية الهامة وصفاتها الوراثية من خلال استخدام نهج متكامل يتضمن طرق الحفظ الداخلية والخارجية لهذه الأنواع من النباتات للمحافظة على التنوع البيولوجي النباتي في دولة الإمارات والمنطقة وإعادة استزراعها وإكثارها في الطبيعة وحماية الأنواع المهددة بالانقراض”.
وأشار سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان إلى دور المركز المهم في تعزيز الغطاء النباتي وإعادة تأهيل الموائل الطبيعية المتدهورة وتعزيز مكانة إمارة أبوظبي العالمية ودورها الرائد في مجال حماية البيئة وتحقيق التنمية المستدامة وبناء قدرات الكوادر المحلية المختصة في المجالات الفنية والعلمية والإدارية لبنوك المصادر الوراثية النباتية بالإضافة إلى دوره كمركز للأبحاث والتعليم لكافة طلاب الجامعات في الدولة باعتباره الأول من نوعه على مستوى المنطقة لعمل الأبحاث المختصة بصون واستدامة التنوع البيولوجي النباتي.
من جانبها قالت سعادة الدكتورة شيخة سالم الظاهري الأمين العام لهيئة البيئة – أبوظبي ” سيلعب مركز المصادر الوراثية النباتية دوراً أساسياً في صون النباتات الطبيعية مما يضمن الحفاظ على بذور الأحياء النباتية من أجل ضمان مستقبل مستدام للأجيال القادمة”.
واشارت إلى أن المركز يضم موقعاً متخصصاً في عمليات الجمع والصون طويل الأمد لفترات تصل إلى 100 عام لبذور النباتات المحلية البرية المجموعة من جميع أنحاء الدولة ضمن غرف مبردة بدرجات حرارة -20 درجة مئوية بالإضافة إلى مختبرات متخصصة بعمليات زراعة الأنسجة النباتية والحفظ العميق للأجزاء الخضرية والأنسجة بدرجات -196 درجة مئوية ومختبر متخصص لإجراء عمليات التسلسل الجينومي للنباتات البرية والذي سيلعب دورًا مهمًا في جهود المحافظة على النباتات من خلال مساعدة المختصين على فهم أنواع النباتات وتنوعها الوراثي وقدرتها على التكيف مع الظروف البيئية.
وذكرت الدكتورة شيخة الظاهري أن المركز يضم معشبة للعينات النباتية المختلفة التي يتم جمعها وتجفيفها من مختلف مناطق الدولة والتي سيتم تصنيفها وأرشفتها بشكل عينات فعلية وكذلك عينات رقمية ضمن قاعدة بيانات متخصصة تم تطويرها ضمن الهيئة والتي ستساعد الباحثين المحليين والدوليين على الاطلاع على تلك العينات ومساعدتهم في تصنيف النباتات.
ونوهت إلى أن المركز يضم أيضا معرضاً متخصصاً يهدف إلى إثراء تجربة الزائرين بمختلف الفئات ورفع مستويات المعرفة لديهم بأهمية النباتات المحلية والذي سيتم فيه عرض أكثر من 10 تجارب مختلفة يتم خلالها استخدام أحدث طرق العرض. فضلاً عن البيت الزجاجي الذي سيمثل الموائل الطبيعية المختلفة وما تحويه من نباتات طبيعية مميزة تسمح للزائرين بالاطلاع عليها ومعرفة المزيد حول تلك النباتات والموائل الطبيعية إضافة إلى تنسيق حدائقي خارجي حول المبنى يمثل حديقة نباتية مصغرة يتم فيها عرض أهم النباتات المحلية واستخداماتها المختلفة والتي ستلعب أيضاً دوراً رئيسياً في نقل المعرفة للزائرين.
يشار إلى أن الهيئة خلال مراحل التصميم المختلفة والدراسات الخاصة بالمشروع تعاونت مع العديد من الجهات والمؤسسات المحلية والدولية بما فيها جامعة الإمارات العربية المتحدة ووزارة التغير المناخي والبيئة وهيئة البيئة والمحميات الطبيعية- الشارقة وبلدية منطقة الظفرة وبلدية مدينة العين وهيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية والمركز الدولي للزراعات الملحية والحدائق النباتية الملكية وبنك بذور الألفية – المملكة المتحدة.
وستستمر الهيئة بالعمل على بناء شراكات فعّالة تسهّل تبادل المعرفة والأفكار والموارد لدعم الاكتشافات العلمية والحلول المبتكرة.
وتقوم الهيئة بمحاولات حثيثة ومستمرة لإعادة تأهيل الغطاء النباتي عبر إنشاء شبكة زايد للمحميات الطبيعية والتي تضم 13 محمية برية تغطي مساحات مختلفة من الموائل الطبيعية والتي تم رصد تحسن الغطاء الطبيعي فيها بسبب توفر الحماية لها وغياب المخاطر التي تهددها كالرعي الجائر. كما تعمل الهيئة بشكل مستمر على زيادة مساحة المحميات البرية القائمة أو إنشاء محميات جديدة تلعب دوراً أساسياً في حماية أشكال مختلفة من الغطاء النباتي الطبيعي وتضمن تطوره وهو ما يساهم في تدرج الاستفادة منه لمجموعات مختلفة من الأحياء البرية الصغيرة والمتوسطة كمصدر غذاء أو مأوى طبيعي.
وفي عام 2010 أنشأت الهيئة مشتلا خاصا في منطقة الظفرة وصلت طاقته الإنتاجية إلى حوالي 500,000 شتلة سنوياً (تنتمي إلى ما يقرب من 68 نوعاً من النباتات المحلية ويتم استخدام الشتلات المنتجة في مشاريع إعادة تأهيل بعض الموائل البرية التي تنفذها الهيئة وشركائها. كما أنشأت الهيئة مجموعة لحفظ واستدامة استخدام بذور النباتات البرية في العديد من المشاريع التي تقوم بها والتي أصبحت تضم ما يزيد عن 70 نوعاً بذري تم جمعها من مختلف الموائل الطبيعية في الإمارة.
وقامت الهيئة بعدة محاولات لإعادة تأهيل عدد من الموائل البرية حيث قامت بنجاح بزراعة وإعادة تأهيل بعض الموائل الطبيعية بنباتاتها المميزة كزراعة شجيرات الغضا والسمر في كل من محميتي الغضا الطبيعية ومتنزه جبل حفيت الوطني. وتوجد خطة سنوية متكررة للاستمرار في عمليات نثر البذور للنباتات المحلية وزراعتها ضمن الموائل الطبيعية وكذلك استخدام التكنولوجيا الحديثة كعمليات نثر البذور باستخدام الطائرات دون طيار واستخدام أنظمة الري تحت السطحية المقننة لاستخدام المياه حيث سيتم وبشكل سنوي نثر ما لا يقل عن مليون بذرة من نباتات برية مختلفة في كافة المحميات بهدف إثراء محتوى التربة الطبيعي من البذور وزيادة الغطاء النباتي الطبيعي.
ويعد مركز المصادر الوراثية النباتية هو أحد المباني المستدامة والحاصل على درجة “لؤلؤ 2” ضمن النظام المحلي لاستدامة المباني في أبوظبي.
وتمت تغطية كافة مظلات السيارات ضمن المركز بالخلايا الشمسية والتي تنتج طاقة كهربائية تغطي ما يزيد عن 30% من احتياجات المركز كما تم الإكساء الخارجي للمبنى باستخدام مادة التيراكوتا المصنعة من مواد طبيعية والتي تعمل على تفعيل العزل الحراري للمبني مما يخفض من استهلاك الكهرباء.
وتم استخدام الإضاءة الطبيعية ضمن بعض المكاتب والمختبرات بالاعتماد على النوافذ السقفية المدخلة للضوء مما يوفر من استهلاك الكهرباء كما تم استخدام النباتات المحلية ضمن الزراعات التنسيقية حول المركز الأمر الذي يؤدي إلى خفض استهلاك مياه الري وكذلك المحافظة على أشجار الغاف الموجودة في الموقع قبل البناء وادخالها ضمن تصميمات تنسيق الحدائق.
وتم استخدام ألوان وأصباغ غير عاكسة لضمان عدم التأثير البصري على الطيور المهاجرة أثناء موسمي هجرة الطيور.