صندوق «محمد بن زايد للمحافظة على الكائنات الحية» يوفر 390 منحة لحماية على الطيور

بقيمة 3.9 مليون دولار

الصندوق يحتفي بمن يكرسون جهودهم لحماية الأنواع المهددة بالانقراض

منحة الصندوق تحمي الببغاء ذا الواجهة الحمراء من الانقراض

قدم صندوق محمد بن زايد للمحافظة على الكائنات الحية على مدى السنوات الـ15 الماضية، 390 منحة بقيمة 3.9 مليون دولار تقريباً، استهدف من خلالها الطيور، إدراكاً منه للدور المحوري الذي تمثّله في التوازن الإيكولوجي وسلامة النظم الإيكولوجية بشكل عام. وأوضح الصندوق أن الطيور تعتبر من مؤشرات الصحة البيئية، ومن الملقحات الحيوية، فهي كائنات تعمل على تدوير المغذيات، والتحكم في الآفات الطبيعية، مما يساهم في تحقيق كوكب مستدام ومزدهر.
وأشار الصندوق إلى أن حماية العديد من أنواع الطيور كالعصافير والصقور والنعام والبطريق تحقق من خلال توزيع البذور في الغابات، وتنظيف جميع الموائل حول العالم، لا سيما وأن العديد من الطيور مهددة بالانقراض، خاصة تلك التي تعيش في الجزر، أو فقدت القدرة على الطيران، وكذلك الطيور الجارحة، مثل النسور والعُقاب. مؤكداً الصندوق أهمية العمل معاً للحفاظ على هذه المخلوقات الرائعة، من خلال حمايتها من التهديدات العديدة التي تُواجهها.
وأوضح الصندوق أن التزامه بحماية الطيور، يعود إلى رؤية مؤسس ورئيس الصندوق، صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، الذي دفعه شغفه بالطيور إلى بذل جهود كبيرة للحفاظ على الصقور والحبارى داخل دولة الإمارات العربية المتحدة وعلى الساحة الدولية.

ومن قصص نجاح الصندوق في حماية الطيور المهددة بالانقراض، مشروع الحفاظ على الببغاء ذي الواجهة الحمراء الذي تقوده جمعية أرمونيا في بوليفيا. ويبلغ عدد طيور المكاو ذي الواجهة الحمراء حوالي 1200 طائر ويواجهون تهديدات من تدمير الموائل والصيد غير المشروع وتجارة الطيور غير المشروعة، مما يجعل المكاو ذي الواجهة الحمراء معرضاً بشدة لخطر الانقراض. ويمكّن الدعم الذي يقدمه صندوق محمد بن زايد لجمعية أرمونيا من حماية الببغاوات في أربع مناطق، من خلال التركيز على الحفاظ على الموائل وإشراك المجتمع المحلي.

وتضم محمية جماعات الببغاء ذي الواجهة الحمراء، وهي موقع تكاثر رئيسي، ما لا يقل عن 20 زوجاً من الطيور المتكاثرة سنوياً. ويتضمن نهج أرمونيا المبتكر إنشاء صناديق أعشاش خشبية، وجهود ترميم الموائل، ونظام الزراعة الغابوية، مما يوفر مخططاً للحفظ الناجح مع جانب سياحي يعود بالنفع على المجتمعات المحلية.

إلى جانب الحفاظ على الأنواع، يكرّم الصندوق ويحتفي بالأفراد الذين يكرسون جهودهم بشغف لقضية حماية هذه الأنواع الثمينة.

وعلى المستوى المحلي، يدعم صندوق محمد بن زايد سميع الله مجيد وجهوده لحماية البومة العُمانية المهددة بالانقراض. حيث يجري قائد المشروع سميع الله وفريقه مسوحات ليلية تصل لـ200 كيلومتر في الليلة، داخل منتزه وادي الوريعة الوطني بالفجيرة، باستخدام المسوحات الصوتية والكاميرات للكشف عن هذه الأنواع المراوغة.

وبدأت رحلة سميع الله للحفاظ على الأنواع في عام 2014. بصفته حارساً للمنتزه، أمضى الكثير من الوقت في الميدان ورافق الباحثين ذوي الخبرة، وتعلم أسرار المهنة، واكتسب العديد من المعارف. ومع مرور الوقت، طور شغفاً عميقاً بالبوم وبدأ يساهم في حمايتها. وفي عام 2020، حصل على أول تسجيل نهاري للبومة العربية المرقطة في الإمارات العربية المتحدة، وفي عام 2021 تمكن من الحصول على التسجيلات المرئية الوحيدة للبومة العُمانية في الإمارات العربية المتحدة.

وفي هذا الإطار، قال سميع الله مجيد «إن منحة صندوق محمد بن زايد للمحافظة على الكائنات الحية لا تتوقف عند تقديم المعدات، وإنما ساهمت في إحياء علاقتي بهذه المخلوقات المذهلة وأؤكّد من جديد التزامي بسلامتها».
ومن قصص النجاح لمنح الصندوق، المساهمة في مساعدة فريق متخصص في جزر ماركيساس لمنع انقراض طائر فاتو هيفا الملكي (بوماريا ويتنيي)، المعروف بأنه صائد ذباب مهدد بالانقراض وموطنه الأصلي في المنطقة ذاتها.
ومع تبقي أقل من 20 فرداً و5 أزواج فقط للتكاثر، واجهت هذه الأنواع انخفاضاً كارثياً منذ التسعينيات وتم إدراجها على أنها مهددة بالانقراض بشدة من قبل القائمة الحمراء للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة.

وتقود جمعية علم الطيور في بولينيزيا، بدعم من صندوق محمد بن زايد للحفاظ على الكائنات الحية، مبادرة طموحة لمكافحة هذه التهديدات من خلال إدارة مكافحة الملاريا وبرامج التغذية التكميلية.
يتم إعادة ملء وحدات التغذية الموضوعة بشكل استراتيجي حول الأعشاش ثلاث مرات على الأقل في الأسبوع لتعزيز لياقة الوليد. ويهدف هذا النهج المبتكر إلى تقليل ذروة التوتر خلال فترة التحرر، وهو أمر حيوي بالنسبة للصغار لتعلم البحث عن الطعام بشكل مستقل. وقد سجلت مصائد الكاميرا مولوداً جديداً في عام 2022 خلال استخدامه وحدات التغذية، مما يؤكد نجاح هذه الاستراتيجية.

مصائد
سهلت المنحة شراء مصائد البعوض حول الأعشاش النشطة أثناء الحضانة لأن الصغار حديثي الولادة أكثر عرضة للإصابة بالملاريا. ويُبدي البالغون مقاومة أعلى للملاريا، مما يضمن معدل بقاء أفضل مقارنة بالفراخ التي تصاب بالمرض. وفي الوقت الحالي، هناك خمسة مصائد بعوض قيد التشغيل، مما يقلل من كثافة البعوض.

وقف خيري
يعد صندوق محمد بن زايد للحفاظ على الكائنات الحية بمثابة وقف خيري كبير لتقديم المنح المستهدفة لمبادرات الحفاظ على الأنواع الفردية، وتقدير القادة في مجال الحفاظ على الكائنات الحية، وزيادة الوعي بأهميتها في النقاش الأوسع حول الحفاظ على الأنواع. ومنذ تأسيسه قدم الدعم لأكثر من 2700 مشروع في 160 دولة، خلالها تم اكتشاف وإعادة إطلاق وحماية أكثر من 1700 نوع من الأنواع المهددة بالانقراض.
المصدر، شبكة ابوظبي للاعلام، هالة الخياط (أبوظبي) 1 ابريل 2024 02:09

عن هيئة التحرير

شاهد أيضاً

فعاليات المؤتمر الدولي لصون أشجار القرم وتنميتها تنطلق بأبوظبي في 10 ديسمبر

ضمن إطار مبادرة القرم أبوظبي وبمشاركة أكثر من 460 باحث من 82 دولة شبكة بيئة …