بقلم الدكتور أحمد الطلحي
تنفرد شبكة بيئة أبوظبي بنشر محتوى كتاب “السلوقية أولاً” لخبير البيئة والتنمية والعمارة الدكتور أحمد الطلحي، بشكل أسبوعي 27 ابريل 2024
9- إعلان الولاية وقف مراجعة تصميم التهيئة يوم 14 مارس 2012:
استجابت الولاية لطلب منتخبي المدينة بعقد لقاء عاجل معها، حيث عقد هذا اللقاء يوم 14 مارس 2012 وأسفر عن تراجع مصالح الولاية عن مراجعة تصميم التهيئة والاكتفاء بإعداد تصميم جديد سنة 2013. وجاء في قصاصة لوكالة المغرب العربي للأنباء بنفس التاريخ تصريحات للمصالح الولائية ما يلي: “تم وقف عملية المراجعة العادية لتصميم التهيئة القطاعي لمنطقة الجبل الكبير، المتميز بغطائه الغابوي الكثيف ووجوده على ضفاف مضيق جبل طارق، في انتظار الإعلان عن المراجعة الشمولية لتصميم التهيئة لمدينة طنجة المرتقب خلال الأشهر المقبلة”(1).
وإذا كان قرار الولاية طمأن الرأي العام المحلي فإنه في نفس الوقت أثار الخوف والريبة عند عدد من المراقبين “من أن يستغل مجموعة من أصحاب الأراضي بالمنطقة وقف عملية المراجعة لتقديم ملفات الحصول على تراخيص البناء، خصوصا وأن تصميم التهيئة الحالي لا يمنع البناء في المنطقة المعنية بعملية المراجعة، داعين إلى إعلان الجبل الكبير محمية طبيعية لمنع أي بناء أو زحف عمراني مستقبلا”(2).
10- الوقفة الاحتجاجية بساحة الأمم يوم 14 مارس 2012:
دعت التنسيقية من خلال منشور بتاريخ 12 مارس 2012 في مجموعتها الفسبوكية سكان مدينة طنجة للمشاركة في الوقفة الاحتجاجية يوم 14 مارس 2012 بساحة الأمم، وكذلك التعبئة لوقفة يوم الجمعة 16 مارس أمام الولاية بالتزامن مع انعقاد اجتماع اللجنة التقنية المحلية التي ستتدارس مشروع مراجعة تصميم التهيئة. وهذا نص المنشور:
“السلام عليكم، علمنا من مصادر موثوقة أن اللجنة التقنية المكلفة بتغيير تصميم تهيئة غابة السلوقية وما جاورها، ستعقد اجتماعها يوم الجمعة المقبل 16/03/2012 وإذا مر المشروع في هذا الاجتماع …سيصبح البناء في غابة السلوقية مباحا.. وعليه فإننا نحمل المسؤولية المباشرة لوالي ولاية طنجة…ولأعضاء هذه اللجنة وعلى رأسهم عمدة المدينة.. الذي تعهد على الملأ.. وفي لقاء مع التنسيقية بأنه لن يسمح بتمرير هذا المشروع.. خصوصا وأنه هو من سيوقع رخص البناء في المنطقة.. كما نحمل المسؤولية لرئيس مجلس العمالة لرفض هذا المشروع المدمر..
والمجتمع المدني مدعو للاشتغال بكثافة خلال هذه الأيام القليلة الفاصلة عن يوم الجمعة.. بالتنديد والاحتجاج… فعلى أهل طنجة جميعا.. المبادرة إلى رفع أصواتهم.. في المنابر الإعلامية.. والمجالس الخاصة.. ومقرات عملهم.. علينا أن نجعل من هذا الموضوع.. حاسماً وفاصلاً في تاريخ هذه المدينة.. وهنا نؤكد على حضور الجميع في الوقفة الاحتجاجية التي ستشهدها ساحة الأمم يوم الأربعاء 14 مارس 2012 على الساعة السادسة مساء.. والتعبئة لوقفة يوم الجمعة 16 مارس 2012 أمام الولاية… والأمانة في عنق الجميع”(3).
وبالرغم من أن المصالح الولائية تراجعت عن قرارها القاضي بمراجعة تصميم التهيئة الذي كان الهدف منها هو فتح غابة السلوقية للتعمير، إلا أن الوقفة الاحتجاجية التي كانت مبرمجة في ساحة الأمم تم تنظيمها فعلا، وكانت في الواقع احتفالا أكثر من احتجاج. وخلال الوقفة التي كانت وقفة حاشدة رفعت لافتات تدعو لحماية غابة السلوقية و”ردد خلالها المشاركون، شعارات، تدعو الجهات الرسمية، وعلى رأسها الولاية، إلى رفع يدها نهائياً عن المناطق الخضراء، وبدون استثناء، ومتابعة كل المتورطين في «جرائم» البيئة والمجال الأخضر”(4). كما قام المنسق السيد علال القندوسي بتلاوة بيان التنسيقية (5).
وفي هذا البيان ذكرت التنسيقية بأهم الخطوات النضالية التي خاضتها في هذه المعركة التي أسفرت في بداية الأمر إلى تأجيل اجتماع اللجنة التقنية الذي كان مبرمجا يوم 29 فبراير 2012، ثم أخيرا إلى التراجع وبصفة نهائية عن قرار فتح السلوقية للتعمير يوم 14 مارس 2012. وتم الإعلان في هذا البيان على ما يلي:
“1- مطالبة الولاية بإصدار بيان رسمي يتبنى فحوى الاتفاق مع السادة البرلمانيين والمستشارين ورؤساء المؤسسات المنتخبة، والقاضي بالامتناع عن أي مس بمحمية غابة السلوقية.
2- مطالبة الولاية بتقديم كل الضمانات لعدم المس مجددا بالمجال البيئي المتبقي داخل النفوذ الترابي لولاية طنجة
3- تثمين المواقف الشجاعة والمشرفة للسادة البرلمانيين والمستشارين ورؤساء المؤسسات المنتخبة الذين استجابوا لمبادرة التنسيقية وعبروا عن موقف صريح وقوي أمام السلطات الولائية.
4- الإشادة بموقف كل الهيئات والمنظمات والفعاليات التي هبت للدفاع عن المجال الغابوي بطنجة وعلى رأسه محمية غابة السلوقية.
5- تهنئة ساكنة طنجة على ربح هذه الجولة أمام الهجمة الشرسة التي تشن منذ سنوات على كل ما هو أخضر بالمدينة
6- إعلان التنسيقية هذا اليوم 14 مارس من كل سنة موعدا سنويا لتخليد ذكرى انطلاق تحرير المناطق الخضراء والمحافظة على البيئة بالمدينة.
7- تعليق الوقفة الاحتجاجية التي كان مزمع تنظيمها أمام مقر الولاية يوم الجمعة 16 مارس 2012، وتدعو بالمقابل عموم الساكنة إلى المزيد من اليقظة والتعبئة والحذر إلى حين إعلان المجال الغابوي بالولاية كمنتزه طبيعي وطني محمي بقوة القانون
8- استمرار التنسيقية في عملها بشكل مسؤول ودائم لمواكبة جميع الملفات المتعلقة بالبيئة والمجال بالمدينة”(6).
11- نماذج من التصريحات بعد تراجع الولاية عن قرارها:
خلف تراجع الولاية عن قرارها بخصوص غابة السلوقية ارتياحا كبيرا لدى عدد من المناضلين المحليين كما تركت الوقفة الاحتجاجية الحاشدة في ساحة الأمم مساء يوم 14 مارس 2012 انطباعا جميلا، وأحببت أن أعيد نشر نماذج من تصريحات بعض قادة السلوقية تعميما للفائدة.
– تدوينة ربيع الخمليشي عضو مستشار بمكتب التنسيقية:
التدوينة نشرت في المجموعة الفيسبوكية للتنسيقية يوم 15 مارس 2012، هذا نصها:
“تحية عالية لجميع الفاعلين بطنجة وخاصة الذين شاركوا في وقفة اليوم
لقد ربحنا الجولة الأولى.. والمطلوب الان الاستمرار في العمل داخل عبر التنسيقية الى غاية إخراج قانون ينص على تحويل غابة السلوقية الى منتزه طبيعي وطني محمي بقوة القانون”(7).
– تدوينة محمد بوزيدان اليدري مقرر التنسيقية:
التدوينة نشرت أيضا في المجموعة الفيسبوكية للتنسيقية يوم 15 مارس 2012، هذا نصها:
“لا شك أن يوم أمس.. كان يوما مشهودا وتاريخيا.. سجلت فيه مدينة طنجة.. خطوة إلى الأمام في سبيل التضييق على المتربصين بالمناطق الخضراء.. ولكنها ليست إلا جولة في معركة طويلة الأمد.. كل الشكر لتنسيقية حماية البيئة والمناطق الخضراء بطنجة، السلوقية أولا التي كانت مبادرة إلى إثارة الملف.. عبر إصدار البيانات والبلاغات.. والاجتماع بكافة الأطراف المساهمة في المشروع وتحسيسها بخطورته.. وبالخرجات التي كانت إلى غابة السلوقية.. والوقفات أمام باب الولاية وساحة الأمم.. ثم الاجتماع الحاسم التي تم عقده مع منتخبي المؤسسة التشريعية بمجلسيها.. والذي تم على إثره استدعاء المنتخبين للقاء الوالي.. الذي أعقبه تأجيل النظر في الموضوع”(8).
– تدوينة عبد المجيد الدبون عضو مستشار بمكتب التنسيقية:
التدوينة نشرت كذلك في المجموعة الفيسبوكية للتنسيقية يوم 16 مارس 2012، هذا نصها:
“الشكر والتقدير لكل من ساهم وناضل، إلى جانب أعضاء تنسيقية حماية البيئة والمناطق الخضراء بطنجة، لتوقيف أشغال اللجنة التقنية المعلومة، التي كانت ستغتال غابة السلوقية ومناطق أشقار والجبل الكبير، صباح الجمعة 16-03-2012″(9).
– تصريح محمد خيي، نائب برلماني، وأحد مؤسسي التنسيقية، والكاتب الإقليمي لحزب العدالة والتنمية آنذاك:
هذا المشروع تم إلغاؤه ولم يعد مطروحا نتيجة استجابة الولاية لمطالب الساكنة وهيئات المجتمع المدني وممثلي الساكنة من مستشارين وبرلمانيين.. لا يعقل أن يتم استهداف غابة تعتبر إرثا للأجيال المقبلة ومتنفسا طبيعيا للساكنة ومحمية طبيعية.. لا معنى أن يشمل غابة السلوقية التعمير بتلك الطريقة ضد إجماع مكونات المدينة على رفض هذه الخطوة.. الولاية كانت منسجمة مع ذاتها بهذا القرار، لأنه لا يمكن أن تقف ضد إرادة مدينة بأكملها”(10).
هوامش:
(1) وكالة المغرب العربي للأنباء بتاريخ 14 مارس 2012
(2) موقع هسبريس بتاريخ 14 مارس 2012
(3) https://www.facebook.com/groups/Tangerverte/permalink/165582940225640/?mibextid=Nif5oz
(4) موقع أخبارنا بتاريخ 16 مارس 2012
(5) يمكن مشاهدة فيديو قراءة البيان فهو منشور في اليوتيوب تحت عنوان: قراءة البيان في الوقفة الاحتجاجية من اجل السلوقية
(6) انظر الملحق 11
(7) https://www.facebook.com/groups/Tangerverte/permalink/175119205938680/?mibextid=Nif5oz
(8) https://www.facebook.com/groups/Tangerverte/permalink/175452642572003/?mibextid=Nif5oz
(9) https://www.facebook.com/groups/Tangerverte/permalink/175960772521190/?mibextid=Nif5oz
(10) تصريح لموقع حزب العدالة والتنمية بتاريخ 16 مارس 2012