شبكة بيئة ابوظبي، بنرامل مصطفى، خبير بيئي، القنيطرة، المملكة المغربية، 5 مايو 2024
اختتمت يوم الأحد 5 ماي 2024 الأيام الربيعية للتحسيس والنظافة بالغابة الخضرية الساكنية التي نظمت أيام 6 و 20 أبريل و5 ماي 2024، في أجواء حماسية طبعها روح المسؤولية وترسيخ مبادئ المواطنة الحقة اتجاه المحيط الإيكولوجي الطبيعي، المنظمة من طرف جمعية المنارات الإيكولوجية من اجل التنمية والمناخ وجمعية ملتقى النجاة للثقافة والتربية والتطوع بالقنيطرة ومجموعةBBC ENCG Kenitra ، وبتنسيق مع المديرية الإقليمية للوكالة الوطنية للمياه والغابات، وذلك بتنظيم اليوم الثالث الختامي، والذي شمل ورشات تكوينية للتنشيط الجماعي وفق مقاربة التربية على البيئة والتربية على النزهة البيئية.
وأكد الخبير البيئي مصطفى بنرامل رئيس جمعية المنارات الإيكولوجية من أجل التنمية والمناخ، أن مقاربة التربية على النزهة البيئية تعتبر مسؤولية مشتركة بين العائلة والمؤسسات التربوية والتعليمية والتكوينية وهيآت المجتمع المدني والمجتمع. من خلال العمل معًا، يمكننا من غرس حبّ الطبيعة في نفوس الأجيال القادمة، وخلق مستقبل مستدام لكوكب الأرض. هي نهج تربوي يهدف إلى غرس حبّ الطبيعة وحمايتها في نفوس الأطفال منذ الصغر من خلال النشاطات الخارجية في الهواء الطلق للفضاءات الإيكولوجية أو الخضراء. وتشمل:
• الرحلات الميدانية الطبيعية: إلى الحدائق والغابات والشواطئ، لاكتشاف تنوع الحياة النباتية والحيوانية، وتعزيز التواصل مع البيئة.
• المخيمات الصيفية: في أحضان الطبيعة، لتعلم مهارات البقاء على قيد الحياة، وتنمية روح الاعتماد على النفس، وتعزيز العمل الجماعي.
• برامج التطوع البيئي: للمشاركة في تنظيف البيئة، وغرس الأشجار، وحماية الحيوانات المهددة بالانقراض.
وخلال هذا اليوم التكويني للتنشيط الجماعي والبيئي في الفضاء الإيكولوجي العمومي للغابة الحضرية الساكنية بالقنيطرة، التقت مجموعة متنوعة الكفاءات الشبابية الطموحة والجمعوية وناشطات وناشطين مدنيين مهتمين بالشأن البيئي في مدينة القنيطرة، بغية تخليد اليوم العالمي للمياه والذي يصادف 22 مارس تحت شعار “المياه من أجل السلام”، واليوم الدولي للغابات والذي يصادف 21 مارس تحت شعار: الغابات والابتكار حلول جديدة لعالم أفضل”، واليوم العالمي للأمنا الأرض والذي يصادف 21 أبريل تحت شعار: الكوكب مقابل البلاستيك.
في حين أوضحت الأستاذة والناشطة البيئية نجات الماجي رئيسة جمعية ملتقى النجاة للثقافة والتربية والتطوع، أن هذا اليوم البيئي التنشيطي التوعوي، عرف مشاركة المنظمة الأفريقية للمسعفين، وتعاونية الفضاء الازرق ومجموعة نبض الخير للشباب الجامعي وجمعية الأخوة للأشخاص في وضعية إعاقة وجمعية نعمة. وذلك من أجل تعزيز الوعي الثقافي من أجل المحافظة على الغابات والحد من تدهورها وتلويثها وخصوصا من النفايات البلاستيكية التي تعد الكابوس الأسود الذي يؤرقها على الدوام بالمدار الحضري نتيجة سلوكيات الزوار غير المسؤولة. ويأتي الاهتمام بالغابات والأشجار نظرا للدور التي تلعبه في الحفاظ على الفرشة المائية والحد من تلوث الهواء والتخفيف من آثار تغير المناخ. ومن هنا يبرز دور وأهمية التربية على النزهة البيئية، لأنها:
• تُعزّز الوعي البيئي: وتُساهم في فهم أهمية الحفاظ على كوكب الأرض وموارده الطبيعية.
• تُنمّي مهارات الحياة: مثل: الملاحظة، والتفكير النقدي، وحلّ المشكلات، والعمل الجماعي.
• تُحسّن الصحة النفسية: وتُقلّل من التوتر والقلق، وتُعزّز الشعور بالسعادة.
• تُنشئ جيلًا واعيًا: مسؤولًا عن حماية البيئة، قادرًا على اتّخاذ قرارات مستدامة.
وعرفت الورشات التنشيطية الجماعية التي تهدف لتعزيز الفعالية وتحقيق الأهداف المشتركة، فقرات لإذابة الجليد، وتخللتها ورشات للإسعافات الأولية وبلورة رسائل توعوية تدمج البعد البيئي وعلاته بالجانب الصحي والرياضي، وهي مجموعة من الأساليب والتقنيات التي تُستخدم لتحفيز وتحريك الأفراد في مجموعات لزيادة مشاركتهم وتفاعلهم، بهدف تحقيق أهداف محددة. مثل:
• تعزيز التواصل: الذي يُساعد على كسر الحواجز بين الأفراد، وخلق بيئة آمنة للتعبير عن الأفكار والمشاعر، وتحسين مهارات التواصل الفعال.
• تحفيز المشاركة: الذي يُشجع الأفراد على المشاركة الفعالة في الأنشطة، والتعبير عن آرائهم، وتقديم أفكارهم، وتحمل مسؤولية مشاركة في تحقيق الأهداف المشتركة.
• تنمية المهارات: التي تساعد على تنمية مهارات الأفراد، مثل: حلّ المشكلات، والتفكير الإبداعي، واتخاذ القرارات، والعمل الجماعي.
• زيادة الإنتاجية: التي تؤدي إلى زيادة تركيز الأفراد وتحفيزهم، مما يُساهم في زيادة الإنتاجية وتحقيق الأهداف بكفاءة.
• خلق بيئة إيجابية: الذي يُساعد على خلق بيئة إيجابية ممتعة ومحفزة، مما يُعزز روح الفريق والانتماء، ويُقلّل من التوتر والضغوطات.
وقبل ختام هذه الأيام التحسيسية والتوعوية، تم رفع توصيات من أجل تحفيز نهج التربية على النزهة البيئية، وذلك لأهميتها في تنمية المهارات الحياتية، والمتمثلة فيما يلي:
• ابدأ من الصغر: اصطحب أطفالك معك في رحلاتك وخرجاتك ونزهاتك إلى الطبيعة منذ صغرهم.
• اجعلها ممتعة: خطط لأنشطة بيئية تنشيطية تناسب وأعمارهم واهتماماتهم.
• كن قدوة حسنة: اتّبع السلوكيات الصديقة للبيئة، مثل: إعادة التدوير، والحفاظ على الماء، وتوفير وتعزيز الطاقة المتجددة.
• شجّعهم على المشاركة: اطلب منهم مساعدتك في التخطيط للرحلات والخرجات والنزهات، وتنظيف البيئة، وغرس الأشجار.
• استخدم التكنولوجيا: هناك العديد من التطبيقات والألعاب التعليمية التي تُساعد على تعليم وتعزيز التربية البيئية للأطفال.
في حين اختتمت الفعاليات، بتوزيع الشهادات التقديرية على المشاركات والمشاركين النشطاء الذين ساهموا في إنجاح هذه المبادرة البيئية والمناخية الرائدة. ولقد أثنى الجميع على جهودهم المبذولة في تحقيق أهداف الحملة التحسيسية والتوعوية ونظافة الغابة الحضرية الساكنية، وتعهدوا على الاستمرار في دعم الجهود البيئية وتعزيز الوعي الثقافي البيئي لدى كل فئات المجتمع وفي كل الفضاءات الإيكولوجية الطبيعية والمستحدثة.