شبكة بيئة ابوظبي، مصطفى بنرامل، رئيس جمعية المنارة الإيكولوجية من أجل التنمية والمناخ، القنيطرة، المملكة المغربية، 19 ماي 2024.
مع اقتراب فصل وبداية ارتفاع درجة الحرارة مع اقتراب نهاية فصل الربيع وبداية فصل الصيف بالمغب، ترتفع أخطار حدوث حرائق بالغابات بالمغرب، نظرا للأنشطة البشرية الكثيفة التي أصبحت تعرفها نتيجة حركية الساكنة المحلية القروية أو السياحة الإيكولوجية بالمنتزهات الغابوية. وتعتبر حرائق غير منضبطة تلتهم مساحات واسعة من الغابات والأراضي العشبية، وتُعدّ من الكوارث الطبيعية المدمرة التي تُهدد البيئة والحياة البشرية على حدٍّ سواء.
وفي هذا الإطار دأبت جمعية المنارات الإيكولوجية من أجل التنمية والمناخ كعادتها، تسارع كل سنة من أجل القيام بأنشطة تحسيسية وتوعوية بأهمية الغابات منذ اليوم الدولي للغابات الذي يصادف كل سنة: 21 مارس والذي اتخذ له عام 2024 شعار: ❞الغابات والابتكار: حلول جديدة لعالم أفضل❝.
واليوم، المديرية الإقليمية الوكالة الوطنية للمياه والغابات بالقنيطرة بتنسيق مع جمعية المنارات الإيكولوجية من أجل التنمية والمناخ، يخلدان اليوم الوطني للتحسيس بحريق الغابات بالمغرب والذي يصادف 21 من ماي من كل سنة، والذي اتخذ له شعار: ” معا لنحمي الغابات”. ستنظمان أسبوعا تحسيسيا للحد من حريق الغابات من 21 وإلى غاية 26 ماي 2024 بفضاءات عمومية وإيكولوجية بمدينة القنيطرة لفائدة الأطفال واليافعين والشباب وعموم الساكنة، وستضم ورشات تحسيسية وعرض فيديوهات وثائقية توثق خطورة حرائق الغابات بالمغرب وكذا مناورة محاكاتية لحريق بالغابة بحضور الوقاية المدنية والقطاعات التي تتدخل عند حدوث حريق بإحدى الغابات بالمغرب.
ويأتي تنظيمه وفق البرنامج الوطني للجنة المديرية للوقاية ومكافحة الحرائق الغابوية التي اجتمعت يوم الخميس 16 ماي 2024 بمقر الوكالة الوطنية للمياه والغابات، تحت رئاسة المدير العام للوكالة الوطنية للمياه والغابات، وبحضور كافة الشركاء المعنيين.
حيث شكل هذا الاجتماع فرصة مهمة لتقييم وعرض النتائج والدروس المستقاة من حرائق الغابات لموسم 2023، فضلا عن استعراض الوسائل والتدابير التي ستتم تعبئتها للموسم الجديد 2024 .
وتجدر الإشارة أن أسباب حرائق الغابات تتمثل في عاملين رئيسين، السبب الأول يرجع لعوامل طبيعية مثل: البرق، جفاف شديد ورياح الشرقي. والثاني للأنشطة البشرية مثل: إهمال إطفاء النيران، إلقاء أعقاب السجائر، الحرق المتعمد.
يعتبر المجال الغابوي بالمغرب مجالا طبيعيا مفتوحا، ويتعرض لعدة ضغوطات تأثر سلبا على أدواره الاجتماعية والاقتصادية والبيئية، حيث ينتج عن هذه الأنشطة البشرية ارتفاع خطر حدوث ونشوب حرائق بالمجال الغابوي، خاصة وأن الغابات المغربية، مثل نظيراتها في البحر الأبيض المتوسط، تتوفر على أصناف غابوية تتميز بقابلية اشتعال مرتفعة خلال فصل الصيف بسبب ارتفاع درجات الحرارة وانخفاض رطوبة الهواء وشدة الرياح الجافة من نوع “شرقي”.
تم تقسيم أنواع حرائق الغابات من طرف الخبراء، إلى:
• حرائق سطحية: تُلتهم الأعشاب والنباتات القصيرة على سطح الأرض.
• حرائق متوسطة: تُصيب الأشجار والشجيرات المتوسطة الارتفاع.
• حرائق تاجية: تُلتهم أطراف الأشجار العليا، وتُعدّ الأكثر خطورة.
في حين تبقى آثار حرائق الغابات:
• بيئية: تدمير الموائل الطبيعية، موت الحيوانات والنباتات، انبعاث غازات الدفيئة، تلوث الهواء والماء، انجراف التربة.
• إنسانية: تهديد سلامة السكان، إجلاء السكان، خسائر اقتصادية فادحة، أضرار في الممتلكات والبنية التحتية، مشاكل صحية ناتجة عن التلوث.
وللحد من حرائق الغابات، يجب القيام:
• التوعية: نشر الوعي بأهمية حماية الغابات ومخاطر الحرائق والقيام بمناورات محاكاتية لحريق الغابة بمشاركة كل المتدخلين المحلين والمجتمع المدني والساكنة.
• الوقاية: التشديد على تطبيق القوانين المعمول لجرائم حريق الغابات بصرامة للحد ومن منع الحرائق، مراقبة الغابات، إزالة المواد القابلة للاشتعال، إنشاء ممرات حرائق وتجهيزات للتنبؤ بالحرائق.
• مكافحة الحرائق: توفير فرق مُدربة لمكافحة الحرائق، تجهيزها بالمعدات اللازمة، استخدام تقنيات حديثة لإخماد النيران.
عند حدوث حريق بالغابة، نتعامل معه على الشكل التالي:
• في حال نشوب حريق: حافظ على هدوئك، غادر المكان المُهدد، اتصل بخدمات الطوارئ، اتبع تعليمات رجال الإطفاء.
• بعد إخماد الحريق: ساعد في إعادة تأهيل المنطقة المُتضررة، ادعم المنظمات العاملة في مجال حماية الغابات.
حرائق الغابات مسؤولية الجميع، وتضافر الجهود لمنعها ضرورة لحماية بيئتنا والحفاظ على مستقبلنا وحماية غاباتنا من الاندثار.