شبكة بيئة ابوظبي، الدوحة، قطر، 21 مايو 2024
صدر عن دار جامعة حمد بن خليفة للطباعة والنشر والتوزيع بالدوحة (قطر) كتاب “تحقيب تاريخ قطر” للباحثين خالد بن غانم العلي وعلي عفيفي علي غازي. ويقع الكتاب في 70 صفحة من القطع الصغير، حيث يقدم، ولأول مرة، تحقيبًا لتاريخ قطر منذ عصور ما قبل التاريخ، وحتى الزمن الراهن، وذلك من خلال الدراسة المفاهيمية للأحداث التاريخية، بالوقوف على لحظات التاريخ الحاسمة، ومراحله الانتقالية، والأطوار والحقب والعصور والعهود، مستفيدًا من المنهج المفاهيمي، والمنهج الكرونولجي في وضع معايير تساعد في صياغة تحقيب لتاريخ قطر، يقوم على تحولات ذات أثر ممتد سياسي واقتصادي واجتماعي بشكل كلي أو جزئي، ومستفيدًا أيضًا من المنهج التطبيقي في توظيف المفاهيم التحقيبية على تاريخ قطر، حيث يطرح عددًا من المعايير، التي تساعد في وضع تحقيب موضوعي لتاريخ قطر، يقوم على تحولات كبرى ذات أثر ممتد، سياسي واقتصادي واجتماعي، مع الأخذ في الاعتبار إشكاليات الاتصال والانفصال في التاريخ، ويجيب على الأسئلة التالية: هل التاريخ متصل أم مقسم إلى حقب وعصور؟ وكيف يتموضع تاريخ قطر ضمن المسارات الزمنية التاريخية؟ وهل يندمج في تحقيب التاريخ العالمي القائم أن له خصوصيته؟
ينطلق الكتاب من استعراض تطور التحقيب بداية من تحقيب المؤرخ المصري القديم مانيتون السمنودي، مرورًا بتحقيبات مختلفة تقوم على نمط ديني، الأسر، الأجيال، الحضارات، الأزمنة الجغرافية، ثم يوضح ماهية التحقيب، ليخلص الكتاب إلى تحقيب تاريخ قطر إلى حقبتين متباينتين تمامًا هما حقبة الغوص على اللؤلؤ، وحقبة النفط، حيث تتضمن الحقبة الأولى عصور ما قبل الكتابة، ثم التاريخ القديم، فالتاريخ الإسلامي الوسيط، والتاريخ الحديث، وتتضمن الحقبة الثانية التاريخ المعاصر، وتاريخ الزمن الراهن، ويداخلها وفق الطرح النظري عن التحولات الكبرى أربعة أطوار: طور التكوين، طور التأسيس، طور التشكل، طور الدولة الحديثة، وتتضمن عهود حكام قطر منذ عهد الشيخ محمد بن ثاني، وحتى الأمير الحالي الشيخ تميم بن حمد.
ويذكر المؤلفان في الخاتمة أنهما يقدمان هذا التحقيب بوصفه سبقًا إلى صياغة تحقيب مقترح لتاريخ قطر، ومحاولة أولى بحاجة إلى المزيد من التحليل والنقد، ولا يدعيان أنهما قالا القول الفصل في هذا الموضوع، فالإشكالية التحقيبية لا تزال قائمة، وبحاجة للمزيد من النقاشات، وإنما يتمثل هدفهما الرئيس في تحريك المياه الراكدة بشأن هذا الموضوع، والتنبيه إلى أنه بحاجة للمزيد من الدراسة والبحث، لأن عملية التحقيب تسهل على الباحثين، وتخرجهم عن المنهج السردي إلى النقد والتحليل، وتظهر مراحل ومنعطفات وأطوار التحول الكلية والجزئية، وتبين السيرورة التاريخية، وكيف تسير، وتقدم إجابة على سؤال: لماذا وكيف وصلت قطر لما وصلت إليه؟