“أرضنا مستقبلنا. معا نستعيد كوكبنا”.. تحت هذا الشعار يحتفل العالم في الخامس من يونيو باليوم العالمي للبيئة 2024، والذي يصادف هذا العام الذكرى الثلاثين لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، وهي فرصة لإذكاء الوعي بضرورة تعزيز سبل وآليات حماية البيئة، وتشجيع الجهود التي تهدف إلى الحفاظ على الموارد الطبيعية وترشيد استهلاكها.
وتغتنم منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، هذه المناسبة في الدعوة إلى إدماج قدرات الشباب، والاعتماد عليهم للمساهمة في إيجاد حلول مبتكرة للتحديات التي يواجهها العالم بمجال البيئة، وتوظيف التكنولوجيا الحديثة للحد من تداعيات التغيرات المناخية، والاستثمار في البحث العلمي لتطوير استراتيجيات وممارسات ذكية ومستدامة تعزز قدرة النظم البيئية على الصمود.
ونظرا لما يشكله التصحر من تهديد على الأمن الغذائي وسلام المجتمعات، تؤكد الإيسيسكو أهمية حشد جهود المجتمع الدولي للحفاظ على البيئة والتنوع البيولوجي، خاصة أن 40% من الأراضي الصالحة للزراعة حول العالم تعاني من التدهور، ويخسر كوكب الأرض نحو 12 مليون هكتار من الأراضي سنويا، نتيجة لتآكل السواحل وقطع أشجار الغابات والتعدين، ما يستوجب مكافحة التصحر عبر إيجاد نماذج زراعية بديلة ومستدامة، حيث إن 70% من مخزون المياه حول العالم يستخدم في تلبية الاحتياجات الزراعية.
وفي هذا السياق تسعى الإيسيسكو إلى ترسيخ ثقافة الزراعة الذكية والمستدامة، ودعم دولها الأعضاء في تطوير مبادرات إعادة التشجير، وتوظيف التقنيات المبتكرة في مجالات حماية البيئة ومكافحة التصحر، وفي مقدمتها تطوير برامج الإيسيسكو لإنتاج وزراعة شتلات الأشجار في عدد من الدول، وتنظيم دورات تدريبية وورش عمل لبناء قدرات الشباب من دول العالم الإسلامي في مجال الاقتصاد الدائري والأخضر والأزرق، بهدف تعزيز ريادة الأعمال في هذه المجالات، بالإضافة إلى دورات تدريبية لإذكاء الوعي بحوكمة الاستفادة من الموارد الطبيعية وإعادة تأهيل الأراضي المتدهورة، للمساهمة في تحقيق تنمية مستدامة للأجيال القادمة.