هيئة البيئة – أبوظبي تستعرض جهودها في مجال الإدارة المستدامة للموائل البرية في إمارة أبوظبي

احتفالاً بيوم البيئة العالمي 2024

شبكة بيئة ابوظبي، الإمارات العربية المتحدة، 5 يونيو 2024

احتفالاً بيوم البيئة العالمي 2024، الذي يأتي هذا العام تحت شعار: “مكافحة التصحر، وإصلاح الأراضي، وبناء القدرة على التكيّف مع الجفاف”، استعرضت هيئة البيئة – أبوظبي حزمة من جهودها الرامية لتعزيز مرونة الإمارة في مواجهة مخاطر التغيّر المناخي وتحقيق الاستدامة وحماية الغطاء النباتي في إمارة أبوظبي. وتتضمن هذه الجهود مشاريع تأهيل الغطاء النباتي ضمن شبكة زايد للمحميات الطبيعية، وبرنامج ترقيم الأشجار المحلية بالإضافة إلى إدارة المراعي الطبيعية وفق نهج متكامل يضمن تبنى الممارسات التقليدية المستدامة، وتعزيز التجدد الطبيعي وإعادة تأهيل الموائل الطبيعية، وتعزيز قدرة الإمارة على التكيف مع الجفاف.

وتتولى الهيئة مسؤولية تنفيذ القانون رقم (11) لسنة 2020، بشأن تنظيم الرعي في إمارة أبوظبي ولائحته التنفيذية ، حيث تقوم بإصدار تصاريح موسمية لمُلاك ومُربى الثروة الحيوانية لإدارة أنشطة الرعي بشكل فعال. ويتم تنفيذ هذا الإطار التنظيمي لحماية المناطق المحمية والموائل الطبيعية الحرجة والحساسة، وذلك وِفق أسس موزونة تضمن حماية البيئة من الضغوط التي يسببها الرعي ‏الجائر كتدهور الغطاء النباتي الصحراوي والنباتات المحلية النافعة وتعرية التربة وانجرافها، والذي يؤدى إلى تراجع أعداد الثروة الحيوانية المعتمدة كلياً على المراعي الطبيعية وظهور علامات التصحر.

وبهذه المناسبة قالت سعادة د. شيخة سالم الظاهري، الأمين العام لهيئة البيئة – أبوظبي: “في يوم البيئة العالمي، ندرك أهمية “استعادة الأراضي ومكافحة التصحر والقدرة على التكيف مع الجفاف”. لقد كانت أبوظبي في طليعة جهود استعادة النظم البيئية منذ أوائل السبعينيات من خلال التوسع في زراعة الغابات وزيادة الرقعة الخضراء. ومن خلال الإدارة المستدامة للمراعي، تقوم الهيئة بحماية وتنظيم ممارسات الرعي باعتباره نشاط تراثي مهم، كما وتقوم باتخاذ خطوات استباقية لاستعادة الأراضي المتدهورة، حيث يساهم زيادة الغطاء النباتي في تحسين إنتاجية المراعي، ودعم الحياة البرية، وتعزيز صحة النظام البيئي وقدرته على الصمود بشكل عام، مشيرة إلى أن جهود الهيئة الرامية إلى إعادة تأهيل الموائل تتماشى مع أهداف “عقد الأمم المتحدة لاستعادة النظم البيئية”، والذي حصلت هيئة البيئة -أبوظبي على جائزته كأحد أفضل 10 برامج على مستوى العالم في مجال إدارة النظم البيئية وإعادة تأهيل الموائل.

ولتحقيق أهدافها في هذا المجال عملت الهيئة مع مختلف فئات المجتمع وشركائها من الجهات المعنية لتعزيز نهج متوازن يدمج ممارسات الاستخدام المستدام للأراضي مع أولويات تأهيل النظم البيئية. ويسهم هذا النهج بدعم تنفيذ مبادرات إدارة تنظيم نشاطات الرعي كأداة مهمة في الحفاظ على أنواع النباتات البرية كونها أحد أهم مكونات التنوع البيولوجي البري في إمارة أبوظبي.

وفي هذا السياق، عقدت الهيئة 13 جلسة توعوية استهدفت مُلاك ومُربي الثروة الحيوانية للتعريف بالقانون ولائحته التنفيذية ودور الهيئة في تنفيذه، بالإضافة إلى استعراض دور مُلاك ومربي الثروة الحيوانية في ضمان استدامة المراعي من خلال إتاحة الفرصة للغطاء النباتي أن يتعافى، والالتزام بالقرارات الصادرة لتنظيم الرعي.

وضمن أهداف الهيئة الرامية لتعزيز الابتكار واستخدام التكنولوجيا الحديثة في مجالات البحوث البيئية وبرامج تأهيل الموائل قامت الهيئة بتنفيذ برامج تقييم ومراقبة المراعي اعتماداً على تقنيات ووسائل ذات أثر بيئي إيجابي مثل الطائرات بدون طيار، وأسهمت هذه الدراسات بزيادة قدرة الهيئة على رصد وتقييم الغطاء النباتي وتحديد المناطق التي تحتاج إلى إعادة التأهيل.

ودشنت الهيئة مؤخراً مركز المصادر الوراثية النباتية الذي يعد المركز الأول من نوعه في المنطقة، ويهدف إلى ضمان صون بذور وأنسجة كافة أنواع النباتات البرية والأنواع الزراعية المحلية ذات الأهمية في دولة الإمارات، ويلعب دوراً أساسياً في صون النباتات الطبيعية، مما يضمن الحفاظ على بذور الأحياء النباتية من أجل ضمان مستقبل مستدام للأجيال القادمة.

ومن البرامج الأخرى الرائدة المنفذة حالياً بواسطة الهيئة والهادفة إلى تعزيز إجراءات حماية الغطاء النباتي، مشروع ترقيم الأشجار المحلية في إمارة أبوظبي، والذي تسعى الهيئة من خلاله الى ترقيم قرابة 100 ألف شجرة محلية معمرة من أنواع الغاف والسمر والسدر تنتشر في الموائل الطبيعية الممتدة على كامل مساحة الإمارة، باستخدام لوحات ترقيم تحتوي على ترميز خاص بالشجرة، بالإضافة الى رسائل توعوية وتحذيرية حول العقوبات المترتبة على التعدي على الموروث الطبيعي الشجري في إمارة أبوظبي.

ونفّذت الهيئة مشروعاً لإعادة تأهيل 1500 هكتار من الغطاء النباتي الهام في المحميات الطبيعية، حيث أدخلت الهيئة في هذا المشروع تقنيات الحافظات المائية المستدامة التي تتطلب الحد الأدنى من إمدادات المياه لفترات مؤقتة في مراحل النمو المبكرة للغطاء النباتي، وتتيح للنبات تطوير مجموع جذري مناسب يتيح له البقاء والنمو بعد إيقاف الري عنها.

كما نفذت الهيئة العديد من المشاريع الهادفة الى تأهيل الغطاء النباتي في المحميات الطبيعية أهمها تأهيل موائل أشجار السمر في محمية متنزه جبل حفيت الوطني والذي نجحت الهيئة من خلال تنفيذه بزيادة مساحة موائل السمر في الإمارة بنسبة 25% باستخدام برنامج للتأهيل الطبيعي دون الحاجة الى الري، بالإضافة الى تأهيل مناطق زراعة الغاف في محمية المها العربي ومحمية الياسات في منطقة الظفرة.

وفي إطار سعيها لتعزيز القدرة على مقاومة الجفاف، قامت هيئة البيئة – أبوظبي بزيادة الغطاء النباتي من خلال ضمان التجدد الطبيعي ونثر البذور، الأمر الذي ساعد على استقرار التربة وقدرتها على الاحتفاظ بالرطوبة، ويساهم اختيار الأنواع المحلية المناسبة لكل منطقة محددة، في ضمان تكيف النباتات المدخلة بشكل جيد مع الظروف المحلية. حيث يتم إكثار أنواع النباتات المحلية في مشتل متخصص بالنباتات المحلية تديره الهيئة في منطقة الظفرة، وينتج أكثر من 500,000 نبات تتبع لقرابة 67 نوعاً محلياً تستخدم بحسب الموسم المناسب في دعم برامج إعادة التأهيل.

عن هيئة التحرير

شاهد أيضاً

عيد الزيتون 2024- الكورة والزيتون توأمان

شبكة بيئة ابوظبي، كتب: د. أحمد محمود جبر الشّريدة. باحث في التراث الزراعي، الاردن 16 …