إنها تحافظ على اقتصاداتنا وحياتنا وسبل عيشنا.
شبكة بيئة ابوظبي، الإمارات العربية المتحدة، 19 يونيو 2024
اليوم، أصبح مستقبل أرضنا على المحك. نحن نخسر قرابة 100 مليون هكتار من الأراضي الصحية والخصبة كل عام. إن التربة – التي تستغرق مئات السنين لتتكون – يتم استنفادها في غضون دقائق. لقد تصاعدت وتيرة وقوة حالات الجفاف خلال السنوات الماضية، والتي غالباًً ما تكون النساء والفتيات أول وأكثر المتضررين منها. ومن المتوقع أن يواجه ثلاثة من كل أربعة أشخاص في العالم ندرة وشاًحً في المياه بحلول عام 2050 حتّى إنّ البئر الذي يُضرب به المثل قد يجف يوماً ما.
ولكن نحن قادرون على إعادة إحياء الأراضي. يمكننا تحويل التدهور إلى إعادة إصلاح، والانتقال من موجات الجفاف المتكررة والفيضانات المدمرة إلى اقتصادات قوية ومجتمعات قادرة على الصمود. ويمكننا أن نضمن أن أولئك الذين يعتمدون بشكل مباشر على الأرض سيكون لهم دور في عملية صنع القرار.
ولتحقيق هذا الهدف، نحن بحاجة إلى زيادة الطموح والاستثمار، لنصل للحظة حاسمة بالنسبة للأرض. وذلك من خلال إعادة إصلاح 1.5 مليار هكتار من الأراضي المتدهورة بحلول عام 2030 ومنع فقدان الطبيعة ووقفه وعكس مساره، وتحقيق أهداف عقد الأمم المتحدة لاستعادة النظم الإيكولوجية، والتوصل إلى اتفاق جماعي حول كيفية معالجة حالات الجفاف المتفاقمة، وتوفير الطعام للأعداد المتزايدة من السكان دون استغلال المزيد من الأراضي أو استنزاف تربتنا، بالإضافة إلى تأمين حقوق ملكية الأراضي للجميع في كافة أنحاء العالم.
وباعتبارها تمثل صوت الأرض حول العالم، تعد اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحُّر المنبر الأول في العالم الذي تجتمع فيه الحكومات والشركات ومنظمات المجتمع المدني لمناقشة التحديات الحالية ورسم مستقبل مستدام للأرض.
تعد اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر إحدى المعاهدات الثلاث الرئيسية المعروفة باسم (اتفاقيات ريو) والتي تضم أيضاً اتفاقية تغير المناخ واتفاقية التنوع البيولوجي. لن نتمكن من وضع حد لأزمة المناخ اليوم، ولفقدان التنوع البيولوجي غداً، ولتدهور الأراضي في اليوم التالي. نحن بحاجة إلى معالجة كل هذه المسائل بوقتٍ واحد – الأراضي الصحية هي في صميم الوصول إلى أهداف المناخ العالمي والطبيعة والتنمية المستدامة.
سيتناول مؤتمر الأطراف السادس عشر الذي سينعقد في الرياض بالمملكة العربية السعودية في كانون الأول / ديسمبر 2024 هذه المسائل المصيرية، بالتزامن مع الذكرى الثلاثين لإنشاء اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحُّر. وسيكون هذا المؤتمر حدثاً تاريخياً ونقطة تحول بارزة في جهود مكافحة الجفاف وتدهور الأراضي، ومبادرات التحول الأخضر بالمملكة العربية السعودية والمنطقة، والعالم ككل.