أكثر سخونة ….

شبكة بيئة أبوظبي، بقلم، إخلاص نمر، السودان، 18 يوليو 2024

كشفت وكالة مراقبة تغير المناخ بالاتحاد الأوروبي إن الشهر الماضي (يونيو) كان الأكثر سخونة على الإطلاق، وذكر بعض العلماء أن الحرارة الاستثنائية الآن تصنف عام 2024، على أنه العام الأكثر سخونة.

ما زال الكوكب يرزح تحت الحرارة العالية التي أوضحت المقارنة فيها، أن عام 2024 يتفوق على العام 2023، الذي وصف بأنه الأكثر سخونة سابقا مع ازدياد النشاط البشري وظاهرة النينيو المناخية، ومن المحزن جداً، أننا فقدنا أثناء فريضة الحج هذا العام أكثر من ألف شخص نتيجة ارتفاع درجة الحرارة كذلك ما حدث في بعض أجزاء من قارة آسيا، أما في السودان، فقد أودى ارتفاع درجات الحرارة إلى موارة العديد من الجثث في الصحراء وهم في طريق النزوح واللجوء.

في بيان لخدمة كوبرنيكوس لتغير المناخ، كشف المركز تجاوز متوسط درجات حرارة شهر يونيو الماضي المعدل المقرر لفترة ما قبل الصناعة (1850-1900) بمقدار 1.5 درجة مئوية، وأضاف المركز (يمثل هذا الشهر الثاني عشر، على التوالي الذي يصل فيه المتوسط العالمي لدرجة الحرارة الى 1.5درجة مئوية أو يتجاوزها، أما شهر يوليو 2023 – يونيو 2024، فقد سجل متوسط درجة الحرارة العالمية 1.64درجة مئوية فوق متوسط فترة ما قبل الصناعة (1850-1900).

من المعلوم أن الدول التي مهرت توقيعها على اتفاقية باريس، قد وافقت على إبقاء متوسط درجة الحرارة العالمية إلى أقل من درجتين مئويتين، مع بذل الجهد الحثيث للحد منها الى 1.5 درجة مئوية.

ارتفاع درجات الحرارة ترك أثره البالغ على اليابسة والبحر ولم تسلم النظم البيئية البحرية الحيوية، من ارتفاع درجات الحرارة نتيجة لارتفاع درجة حرارة سطح البحر، ليس ذلك فحسب، فكثير من الآثار المناخية تتضح الآن بجانب موجات الحر، فهطول الأمطار، والفيضانات والجفاف، وانخفاض الصفائح الجليدية، والجليد البحري، والأنهار الجليدية، كل ذلك يدعو للخوف والقلق، ويؤكد اهمية وضرورة التوقف، عن تصاعد المزيد من غازات الدفيئة إلى الغلاف الجوي.
في السودان، أطلقت وحدة الانذار المبكر بهيئة الأرصاد الجوية تحذيراً ضافيا، لمستخدمي طريق المرور السريع من القيادة نهاراً، كما حثت في تحذيرها ونبهت إلى عدم التعرض المباشر لأشعة الشمس، وقالت الاستاذة ايمان سلطان أخصائي أرصاد جوية (ارتفاع درجة الحرارة، مرده التغير المناخي الذي يجتاح العالم برمته، فعام 2024 كشف أنه العام الأسخن على الإطلاق، فالأرصاد الجوية، نشرت كافة التوقعات لموسم يونيو ويوليو وسبتمبر، حيث أن شهر يونيو سجل أعلى درجة للحرارة في كل من الولاية الشمالية، ونهر النيل والبحر الأحمر، ففي دنقلا بلغت 49 درجة مئوية أكثر من مرة خلال شهر يونيو، كذلك مدينة بورتسودان، التي شهدت 46.7 درجة مئوية أمس الأول 17 يوليو2024، ومن المتوقع كذلك هطول أمطار أعلى من المعدل الطبيعي في السودان في يوليو -أغسطس – سبتمبر، ما ينذر بانتشار الأمراض مع تردي البنية التحتية خاصة في العاصمة الخرطوم وربما يواجه السودان فيضانات شرسة.

اصابات كثيرة أصابت سكان الكوكب هذا العام 2024، نتيجة ارتفاع درجات الحرارة، ففي الولايات المتحدة الأمريكية حذرت السلطات من هذا الارتفاع خاصة في المدن الساحلية، أما في العربية السعودية فلقد بلغت درجات الحرارة في موسم حج هذا العام 51.8، ولم تسلم كذلك قارة اسيا وأوروبا التي تسبب ارتفاع درجات الحرارة فيها إلى وفاة المئات من البشر في كثير من مدنها.

كان الاتفاق التاريخي، الذي شهده كوب28 في مدينة دبي، يدعو الى التخلي التدريجي عن الوقود الأحفوري وتقليص استخدام الفحم والنفط والغاز، ولكن يبدو كما كل الخواتيم في كل مؤتمرات الأطراف بشأن تغير المناخ، فإن الاتفاق لا يتجاوز الحبر الذي يكتب به، إذ تنفض الجلسات وتعود الطائرات، إلى عواصم الدول يتأبط كل رئيس وممثل للدولة ملفه كاملاً، ولكن يبقى (جانباً) في أجندة التنفيذ.

نفتقد الارادة السياسية الحقيقية والشفافية في تنفيذ التخلي عن حرق الوقود الأحفوري والتصدي لانبعاثات غازات الاحتباس الحراري في النشاط البشري، فلقد اتجه الإنسان إلى بناء (الغابات) الاسمنتية بإزالة الغابات الخضراء والتي نعتمد عليها في امتصاص ثلث انبعاث غاز ثاني اكسيد الكربون الناتج عن حرق الوقود سنوياً، تنطلق غازات الدفيئة في الغلاف الجوي، أن الغابات مهمة جدا لأنها مأوى وغذاء وطاقة كما أن الشعوب الاصيلة تعتمد عليها تماماً، فهي تتضمن أراضي السكان الأصليين، فلذلك لابد من الاجتهاد والإصرار والحماس من أجل حماية الغابات من التدهور والإزالة، لحفظ الحياة البرية والدفاع عن الشعوب الأصلية والمجتمعات التقليدية التي تعتمد عليها ومعالجة حالة الطوارئ المناخية، واستحضر هنا، عنوان مقالي في عمودي الراتب (نمريات) بعد مؤتمر الأطراف بشأن تغير المناخ في ألمانيا، حيث سردت أثر النشاط البشري على الكوكب، تحت عنوان(النشاط البشري، العبث بمكتسبات الطبيعة). وفي العام 2021 سلط التقرير الذي صدر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، والذي أعده 234 عالما من 66 دولة، الضوء على أن التأثير البشري أدى لتدفئة المناخ بمعدل غير مسبوق.

عن هيئة التحرير

شاهد أيضاً

التغيرات المناخية وتداعياتها على حركة الكتل الصخرية في المنحدرات الجبلية باليمن وادي حضرموت انموذجاً

شبكة بيئة ابوظبي، إعداد المهندس صالح احمد مجوحان، ماجستير مخاطر طبيعية، اليمن 22 يوليو 2024 …