شبكة بيئة ابوظبي، بقلم: جيرمي سيل، المدير التنفيذي للاستراتيجية للمجموعة، “بيوند ون” 22 يوليو 2024
الغابات المطيرة تحترق، والمحيطات تختنق بالبلاستيك، وأزمة المناخ تتفاقم! ومع ذلك، تواصل العديد من الشركات إعطاء الأولوية للنتائج قصيرة المدى، على حساب الصحة البيئية على المدى الطويل. وقد يحقق هذا النموذج غير المستدام مكاسب فورية، لكنه يهدد في نهاية المطاف البيئة ذاتها التي تحافظ على بقائنا جميعاً.
غالباً ما تكون الاستدامة في عالم الأعمال مسألة جدلية، حيث يتم فهمها بطرق مختلفة. وبرأينا، فإن الأعمال المستدامة هي تلك التي لديها ركائز الأمان المالي، والحوكمة القوية، والمسؤولة الاجتماعية، والبيئية. وعادة، تُعطى الأولوية للركيزة الأولى على حساب الأخيرة. وفي حين أن هناك نقاشات تشير إلى أن الاهتمامات الاجتماعية والبيئية يجب أن تأتي في المقام الأول، فإنه ينبغي على الأقل أن يُتوقع من الشركات أن تزيد من التزامها تجاه الكوكب مع نموها المالي.
ولحماية بيئتنا، تحتاج الحكومات والشركات والأفراد لأن يكونوا حماةً اجتماعيين وبيئيين. كما أن السياسات والأطر الطموحة، والممارسات المسؤولة للأعمال، والنزعة الاستهلاكية الواعية هي السبيل الوحيد نحو بيئة عادلة وصحية ومستقرة.
إن الشركات بحاجة كذلك لأن تكون مستدامة بالكامل. وهذا يتطلب أكثر من مجرد ابتكار منتجات صديقة للبيئة. يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار سلسلة التوريد والتوصيل بأكملها. وليس من السهل دائماً معرفة الشركات التي ترغب في القيام بهذا العمل، لكنها تبدأ دائماً بعملية بحث شاملة عن تأثير الشركات على البيئة، سواء بشكل مباشر من خلال عملياتها الخاصة أو بشكل غير مباشر من خلال تفاعلاتها مع الموردين والشركاء.
ومع ازدياد وعي العالم بالاستدامة، تشعر الشركات بالضغط لتحمل مسؤولياتها. وبالنسبة للبعض، يمثل هذا تحدياً – إما بسبب الصناعة ذاتها التي يعملون فيها، أو ثقافتهم، أو معايير الشفافية والحوكمة في مناطق عملهم. وعلى الرغم من أن المسؤولية والممارسات البيئية مطلوبة من الشركات بشكل فوري، إلا أنها في الوقت نفسه، ستتطلب أنظمة دعم وإجراءات للقيام بذلك بفعالية.
وتلتزم شركة “بيوند ون” بالفعل بتحقيق الحياد الكربوني، وجعل سلسلة القيمة بأكملها منخفضة التأثير على البيئة بقدر الإمكان، وضمان بناء جميع مكاتبنا ومنشآتنا وتشغيلها بشكل مستدام بقدر ما نستطيع. بالإضافة إلى ذلك، نحن ندعم بنشاط القضايا التي تحمي نظامنا البيئي سريع التأثر. ولعل إحدى هذه المبادرات هي منظمة “رينفورست كونسيرن” (Rainforest Concern) التي تكرّس جهودها لحماية أراضي الغابات المطيرة المهددة، وصون التنوع البيولوجي الهائل فيها. ونقوم نحن وآخرون بتمويل مبادرة “رينفورست كونسيرن” التي تستحوذ على الغابات المطيرة السحابية القديمة وتحميها في وادي “إنتاغ” في الإكوادور. وبالنسبة لـ “بيوند ون”، يساعد هذا على تعويض نفقات الكربون لأعمالنا، وبشكل أساسي فيرجن موبايل الشرق الأوسط (VMME) وفيرجن موبايل أميركا اللاتينية (VMLA)، كما يمكّننا من المساعدة في حماية واحدة من أكثر النظم البيئية تنوعاً في العالم من الناحية البيولوجية. ومع كل عملية استحواذ، يزداد استثمارنا النشط في الغابات المطيرة – ففي أول عامين من عملياتنا التشغيلية، قمنا بزيادة هذا الاستثمار بنسبة 83% – وهذه مجرد البداية.
هناك عدد لا يحصى من المبادرات التي تمكّن الشركات من إحداث فرق ملموس. إن تحقيق التوازن بين النمو الاقتصادي والمبادرات البيئية سيساعدنا جميعا على ضمان بقائنا مستدامين بكل معنى الكلمة. إن العالم الذي يتم فيه إعادة كل ما تم أخذه هو عالم عادل وصحي.