بناء مؤسسات فعالة وخاضعة للمساءلة وشاملة للجميع
في كلمة باسم الرعيل الأول للعاملين في قطاع المسؤولية المجتمعية بالمنطقة العربية
عماد سعد: بناء مؤسسات فعالة وخاضعة للمساءلة وشاملة للجميع، يُعد إشارة واضحة إلى ضرورة التحول من النوايا إلى الأفعال
شبكة بيئة ابوظبي، مملكة البحرين، 22 سبتمبر 2024
تعتبر المسؤولية المجتمعية إحدى الركائز الأساسية التي تدفع المؤسسات إلى الالتزام بالمعايير الأخلاقية والقيمية، وتسعى لتفعيل دورها ليس فقط في تحقيق الأرباح، ولكن أيضًا في تعزيز رفاهية المجتمع، وتحسين البيئة المحيطة. إنها التزام المؤسسات تجاه مجتمعاتها ومحيطها الحيوي، يُعبّر عن وعي عميق بأهمية التكامل بين النمو الاقتصادي والتنمية الاجتماعية، بما يحقق الأثر الإيجابي العميق والمستدام.
جاء ذلك في كلمة ألقها المهندس عماد سعد، خبير الاستدامة والمسؤولية المجتمعية، رئيس شبكة بيئة ابوظبي، باسم الرعيل الأول للعاملين في قطاع المسؤولية المجتمعية بالمنطقة العربية، وذلك في الاحتفال الرسمي باليوم العالمي للمسؤولية المجتمعية في دورته التاسعة، الذي نظمته الشبكة الإقليمية للمسؤولية الاجتماعية يوم الاثنين 16 سبتمبر 2024 عبر المنصة الافتراضية زووم. وذلك بحضور معالي الدكتور صلاح بن علي وزير وبرلماني سابق في مملكة البحرين، والسفير الدولي للمسؤولية المجتمعية، وسعادة الأستاذ الدكتور علي ال إبراهيم نائب رئيس مجلس إدارة الشبكة الإقليمية للمسؤولية الاجتماعية، وسعادة الدكتور سامي العدواني مدير الشبكة التطوعية لقادة اهداف التنمية المستدامة، دولة الكويت.
وأضاف المهندس سعد بأننا نحتفل اليوم باليوم العالمي للمسؤولية المجتمعية تحت شعار “بناء مؤسسات فعالة وخاضعة للمساءلة وشاملة للجميع”. إن هذا اليوم يمثل فرصة لنا للتأمل في أهمية المسؤولية المجتمعية ودورها الحاسم في تحقيق التنمية المستدامة، وتعزيز القيم الإنسانية، وبناء مجتمعات أكثر تماسكاً وشمولية.
كما أن الشعار الذي نحتفل به هذا العام، “بناء مؤسسات فعالة وخاضعة للمساءلة وشاملة للجميع”، يُعد إشارة واضحة إلى ضرورة التحول من النوايا إلى الأفعال، ومن الالتزام النظري إلى الممارسات الفعلية. المؤسسات الفعالة ليست تلك التي تعمل فقط على تحقيق أهدافها الربحية، بل تلك التي تكون قادرة على بناء بيئة قائمة على الشفافية والمساءلة، وتحرص على إشراك جميع الأطراف، بما يضمن تفعيل الأدوار والمسؤوليات للجميع.
في هذا السياق، أضاف خبير الاستدامة والمسؤولية المجتمعية عماد سعد، لا يمكننا إلا أن نسلط الضوء على دور الشبكة الإقليمية للمسؤولية الاجتماعية، التي كانت ولا تزال منبرًا رائدًا في تعزيز مفاهيم المسؤولية الاجتماعية في المنطقة العربية. هذه الشبكة أسهمت بشكل كبير في تبادل الخبرات وتأصيل المعرفة المسؤولة للراغبين خوض غمار العمل في قطاع المسؤولية المجتمعية، وتقديم الحلول المبتكرة للتحديات الاجتماعية والبيئية التي تواجه المجتمعات، مع التركيز على تحقيق الأهداف التنموية بما يتماشى مع الأطر العالمية مثل أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة.
حيث أخذت الشبكة الإقليمية للمسؤولية المجتمعية على عاتقها إطلاق وتكريس هذا اليوم من كل عام ليكون يومأً عالمياً للمسؤولية المجتمعية بدأته عام 2016 وبعد تسع سنوات بات هذا اليوم علماً على رأسه نار تحتفي به أغلب المنظمات الاقليمية والدولية (الحكومية منها والخاصة) وأغلبها لا يعرف من كان وراء هذا الحلم الجميل الذي بات اليوم حقيقة إنه الدكتور علي آل إبراهيم نائب رئيس مجلس إدارة الشبكة، بل هو الاب الروحي للعاملين في هذا القطاع.
لقد كانت الشبكة الإقليمية للمسؤولية الاجتماعية وشبكة بيئة ابوظبي، نموذجًا يحتذى به في تمكين المؤسسات من تطوير استراتيجيات قائمة على المسؤولية الاجتماعية، وتطبيق أفضل الممارسات لتحقيق الأثر الإيجابي. من خلال التعاون والشراكة بين القطاعين العام والخاص، استطاعت الشبكة أن تكون جسرًا يربط بين المبادرات المحلية والإقليمية، وأن تلهم جيلًا جديدًا من المؤسسات في تبني ممارسات مسؤولة تُعزز من فرص التغيير الإيجابي.
ولا يسعنا في هذا المقام إلا أن نتوجه بالتحية والتقدير إلى الرعيل الأول في المنطقة العربية، الذي أدرك منذ البدايات أن المسؤولية المجتمعية ليست مجرد اختيار، بل واجب وطني وإنساني. هؤلاء القادة، بمبادراتهم الرائدة ورؤيتهم المستقبلية، مهدوا الطريق لجيل جديد من المؤسسات التي تتبنى المسؤولية المجتمعية كجزء لا يتجزأ من استراتيجياتها. إن إسهاماتهم كانت ولا تزال حجر الأساس في بناء ثقافة المسؤولية الاجتماعية في منطقتنا.
واختتم الكلمة بالتأكيد على أن المسؤولية المجتمعية ليست مجرد توجه عابر، بل هي ركيزة أساسية نحو بناء مستقبل أفضل. علينا جميعًا، أفرادًا ومؤسسات، أن نتحمل مسؤولياتنا تجاه المجتمع، ونعمل سويًا لتحقيق تنمية مستدامة تشمل الجميع وتضمن حقوق الأجيال القادمة التي لم تولد بعد.