البذور المتأقلمة مع تغير المناخ هل هي الحل للأمن الغذائي

شبكة بيئة ابوظبي، حميد رشيل، خبير بيئي، عضو جمعية المنارات الإيكولوجية من أجل التنمية والمناخ القنيطرة، 29 سبتمبر 2024

بسبب تقلبات التغيرات المناخية المتنامية واستمرار الحرارة المفرطة وموجات الجفاف المتكررة والإجهاد المائي الحاد ولا ننسى كذلك الطلب المتزايد على الغذاء، أصبحت إشكالية ضمان الأمن الغذائي مهددة في شموليتها من جراء تراجع المحاصيل الزراعية.

هذا ما زاد من دور البحث العلمي الزراعي من تكثيف أبحاثه وتجاربه ليلعب دور رافعة لصمود الزراعة اتجاه الاحترار من خلال اعتماد تقنيات التحسين الوراثي والزراعي قصد الحصول على العديد من الأصناف النباتية والسلالات الحيوانية للمحافظة على استدامة الموروث الجيني النباتي والحيواني لمواجهة تحديات التغيرات المناخية.

ولقد تمكن المركز الدولي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة والمعهد الوطني للبحوث من تطوير العديد من الأصناف الجديدة للقمح الصلب والشعير أكثر مقاومة للجفاف والأمراض الطفيلية وبمردودية غذائية مهمة.

إن البذور التي تم استنباطها على الرغم من أنها لا تحتاج إلى كميات كبيرة من المياه، فإن عملية تسويقها تعترضها صعوبة الإقبال عليها على نطاق واسع، كما أن اعتماد هذه الحبوب المقاومة للجفاف والأمراض بمفردها يعد أمرا غير كافيا في اقتصاد الماء، لذا وجب:
1- تحفيز وتشجيع اعتماد الأصناف الجديدة المتأقلمة مع الظروف المناخية القاسية السائدة من لدن فئة واسعة من الفلاحين.

2- اعتماد التكيف مع التغيرات المناخية والتخفيف من آثار الاحترار من خلال تدبير محكم وعقلنة رشيدة لاستعمال مياه السقي.

3- اعتماد التخفيف من آثار التغيرات المناخية من خلال توسيع المساحات المغروسة بالأشجار المثمرة للرفع من القدرة على امتصاص الكربون والتقليص من انبعاث الغازات الدفيئة.

4- التأكيد على المزيد من الدعم الكبير للبحث العلمي في مجال التكيف مع تحديات تغير المناخ وتعزيز التعاون المجتمعي وتشجيع الابتكار؛

5- تطوير إنتاج أعلاف جديدة صحية وبجودة غذائية كبيرة وسريعة النضج ولا تتطلب مياه كثيرة لضمان استمرار كفاية المواطنين من الألبان واللحوم الحمراء والدواجن؛

6- توسيع اعتماد نظام رصد الجفاف والتنبؤ بالمحاصيل من خلال توظيف الذكاء الاصطناعي من زراعة مرنة في مواجهة الجفاف؛

7- اعتماد نظم زراعية بديلة لتعزيز فلاحة مستدامة في المناطق الجافة وشبه الجافة في المغرب؛

8- تقليص وتقنين المساحات المخصصة لزراعة المنتجات المستنزفة للمياه؛

9- تحفيز وتشجيع الري بالتنقيط اعتمادا على المياه السطحية والمياه غير التقليدية بتكلفة معقولة ومدعمة للحصول على منتوجات وفواكه في متناول المستهلك؛

10- التفكير بشكل جدي في الاختيارات الأساسية للفلاحة لا على مستوى المناطق الفلاحية ولا على مستوى المنتوجات التي أصبحت لا تتناسب مع المخزون المائي لهذه المناطق، والعمل على نقلها إلى مناطق أخرى أكثر وفرة للمياه أو تقليص المساحة المخصصة لهذه المنتوجات أو القطع مع زراعتها.

في الختام وجب التنبيه إلى أن مناخ المغرب سيصبح قاحلا أكثر بسبب الظواهر الطبيعية الحادة والمتكررة مما سيؤثر سلبا على موارده المائية وتنوعه البيولوجي وكذا على مشهده الفلاحي مما سيجعل أمنه الغذائي أكثر تهديدا.

عن هيئة التحرير

شاهد أيضاً

هيئة البيئة – أبوظبي تطلق مبادرة زراعة شجرة قرم مقابل كل زائر في مؤتمر التربية البيئية 2024

في إطار عام الاستدامة لتعزيز المشاركة المجتمعية في البحوث العلمية الخاصة بالبيئة شبكة بيئة أبوظبي، …