شباب وشابات الشرق الأوسط وشمال إفريقيا يقودون التحول المناخي في تنزانيا قبيل مؤتمر الأطراف COP29

شبكة بيئة ابوظبي، غرينبيس، بيروت، لبنان 12 أكتوبر/تشرين الأول 2024
اجتمع أكثر من 300 قائد مناخي من بلدان الجنوب العالمي، يمثلون أكثر من 100 دولة، في النسخة الثالثة من مخيم العدالة المناخية في تنزانيا، للمشاركة في وضع استراتيجيات ومطالب وحلول مبتكرة للعمل المناخي قبيل مؤتمر الأطراف 29.

على مدار أسبوع كامل بين 8 و12 أكتوبر/تشرين الأول، شارك قادة المجتمعات المحلية من الشرق الأوسط،وأفريقيا، وأمريكا اللاتينية، ومنطقة البحر الكاريبي، وجنوب شرق آسيا، وجنوب آسيا، والمحيط الهادئ في ورش عمل، وجلسات استراتيجية، وتحركات مباشرة لتعزيز التضامن وممارسة الضغط على الحكومات والشركات لاتخاذ إجراءات مناخية أكثر جرأة، ولوضع استراتيجيات للتغيير التحويلي، والمطالبة بالاستماع إلى أصوات ومطالب هؤلاء الأكثر تأثرا وتضررا بتغير المناخ في الدوائر العالمية لوضع السياسات وصناعة القرارات. وقد شارك شباب وشابات من منطقتنا من دول مثل تونس، والمغرب، ومصر قصصهم وتجاربهم وخطط عملهم الملهمه مع نظرائهم في تنزانيا.

وأقيم المخيم بينما يستعد قادة العالم للاجتماع في أذربيجان لمؤتمر الأمم المتحدة السنوي التاسع والعشرين لتغير المناخ ( مؤتمر الأطراف 29)COP29. وقد حذّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش مؤخرًا من أن البشرية «فتحت أبواب الجحيم» من خلال السماح لأزمة المناخ بالتفاقم، ما يعزز أهمية الموضوعات التي ناقشها القادة الشباب في المخيم، بما في ذلك النزاعات ونزع السلاح، والتحول في مجال الطاقة، والتكيف مع آثار التغير المناخي، إلى جانب التصدي لتلوث البلاستيك، وحلول لقضايا أخرى يمكن أن تدفع باتجاه إحداث تغيير سياسي طويل الأجل.

ولم يغفل المخيم عن إحياء ذكرى كل من لبنان، الذي غُيّب قسرًا بسبب العدوان الإسرائيلي، وإلإبادة الجماعية التي تتكشف في فلسطين. شهد المخيم فعّاليات ووقفات تضامنية مؤثرة وكلمات دعم موجهة لكلا البلدين، تأكيدًا على أن غياب ممثلين منهما لم يمنع الحاضرين من إيصال صوتهم ومساندتهم في هذه اللحظات الحرجة.

أبرزت كنزي عزمي، مسؤولة الحملات في غرينبيس الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، أهمية مشاركة شباب الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في هذا الحدث. وأشارت إلى أن المخيم قد أتاح لهؤلاء الشباب فرصة فريدة للتفاعل مع نظرائهم من جميع أنحاء العالم، مما أضاف قوة ودعماً لصوتهم في القضايا المناخية العالمية. كما وفّر المخيم منصة لتبادل الخبرات وأفضل الممارسات، مما ساعد في تعزيز قدراتهم القيادية وتعميق فهمهم لتحديات المناخ.

وشدّدت عزمي: “لن نقف مكتوفي الأيدي بينما ينهار المناخ من حولنا. لقد خذلتنا حكوماتنا، لذلك نحن نتولى زمام المبادرة بأنفسنا. أزمة المناخ هي قضية عدالة، ونحن نمكّن الشباب للنضال من أجل حقوقهم والمطالبة بمستقبل قابل للعيش. ندعو إلى إعلان حالة طوارئ مناخية واتخاذ إجراءات سريعة للحد من الاحترار إلى 1.5 درجة مئوية؛ ووقف جميع المشاريع الجديدة لاستخراج الوقود الأحفوري على الفور؛ وتأمين التمويل المناخي للمجتمعات في الجنوب العالمي التي تواجه أسوأ آثار أزمة المناخ.”

أما عزيزة فاخر، مشاركة في مخيم العدالة المناخية وناشطة في مجال المناخ والعدالة الاجتماعية من تونس، فقد أكدت على الأثر الإيجابي للمخيم على الشباب في منطقة الشرق الاوسط و شمال افريقيا ، مشيرة إلى أنهم لم يكتسبوا فقط المعرفة اللازمة للتعامل مع القضايا المناخية، بل أصبحوا/أصبحن أيضاً جزءاً من حركة عالمية مناهضة للنموذج الاقتصادي الاستخراجي المدمر تهدف إلى تحقيق التغيير الإيجابي العادل. ومن خلال تعزيز التعاون بين الشباب من الجنوب العالمي، تمكّن المشاركون/ات من صياغة استراتيجيات شاملة تهدف إلى مواجهة آثار تغير المناخ، مما يؤكد على دورهم الحيوي كقادة في هذا المجال.

وأضافت فاخر، “أصبحت أزمة المناخ جزءًا لا يتجزأ من نضالاتنا في المنطقة، حيث تتأثر حياتنا ومعيشة مجتمعاتنا المحلية بشكل عميق بشح المياه، والجفاف، والسياسات المناخية و البيئية غير الفعالة المتجذرة في النظام الرأسمالي. تسهم مساحات مثل مخيم العدالة المناخية بشكل كبير في تبادل المعرفة والخبرات بين مجتمعات الجنوب العالمي، لتعزيز التضامن وتثمين سردياتنا بهدف دفع جهود العمل المناخي والمساهمة في بناء مستقبل عادل”.

في الختام، يعد هذا المخيم محطة مهمة في مسيرة الشباب نحو تحقيق العدالة المناخية، حيث أثبتوا أنهم قادرون على إحداث فرق حقيقي ومؤثر على المستوى العالمي.

عن هيئة التحرير

شاهد أيضاً

المستثمرون يكثفون جهودهم في مجال الدعوة إلى المناخ،

مع تركيز كل الأنظار على مؤتمر المناخ الدولي التاسع والعشرين شبكة بيئة ابوظبي، بقلم كيرستن …