انطلاق فعاليات الاجتماع الخامس للجنة بقاء الأنواع التابعة للاتحاد الدولي لحماية الطبيعة اليوم بأبوظبي

تكريم هيئة البيئة – أبوظبي لدورها الريادي في إعادة توطين المها الأفريقي (أبو حراب) لأول مرة على مستوى العالم

شبكة بيئة أبوظبي، الإمارات العربية المتحدة، 25 أكتوبر 2024

انطلقت اليوم في أبوظبي فعاليات الاجتماع الخامس لرؤساء مجموعات لجنة بقاء الأنواع التابعة للاتحاد الدولي لحماية الطبيعة الاجتماع والذي تستضيفه هيئة البيئة – أبوظبي بحضور أكثر من 300 مشارك من القادة والخبراء في مجال الحفاظ على الأنواع من أكبر شبكة علمية تطوعية للحفاظ على الأنواع في العالم والذي يستمر حتى 28 أكتوبر. ويهدف الاجتماع، الذي يُعقد كل أربع سنوات، إلى الاستفادة من خبرة وتجربة مجموعات لجنة بقاء الأنواع لتسهيل تبادل المعرفة والعمل الجماعي، وتعزيز مهمة الحفاظ على الأنواع.

وخلال حفل الافتتاح تحدثت سعادة رزان خليفة المبارك، رئيسة الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة ضمن كلمة عبر تقنية الفيديو، وسعادة د. شيخة سالم الظاهري، الأمين العام لهيئة البيئة – أبوظبي، الدكتورة جريثيل أغيلار، المدير العام للاتحاد الدولي لحماية الطبيعة، ضمن كلمة عبر تقنية الفيديو، والبروفيسور جون بول رودريغيز، رئيس لجنة بقاء الأنواع. حضر الحفل سعادة غانم مبارك الهاجري، المدير العام لحديقة الحيوانات بالعين، سعادة عبدالله أحمد خلف القبيسي، العضو المنتدب للصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى، وسعادة عبدالله غرير القبيسي المدير العام للصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى،

خلال الحفل الافتتاحي، كرمت لجنة بقاء الأنواع هيئة البيئة – أبوظبي لدورها الريادي في إعادة توطين المها الأفريقي (أبو حراب) لأول مرة على مستوى العالم في تشاد بعد تعرضه للانقراض من البرية منذ أكثر من 20 عام، وتحسين تصنيف المها أبو حراب في القائمة الحمراء للاتحاد الدولي لحماية الطبيعة، وتمكنت الهيئة من خلال جهودها بالتعاون مع وزارة البيئة في تشاد وصندوق صحارى والشركاء الدوليين في انتشار المها في البرية بتشاد حاليا بأعداد تجاوزت أكثر من 650 رأس.

وعبرت سعادة رزان خليفة المبارك عن أهمية الاجتماع قائلة: “يحمل هذه الاجتماع مكانة خاصة في قلوبنا، إذ يجمعنا مجدداً على خطى اجتماعنا الأول في مدينة العين في عام 2008. مشيرة إلى أن دولة الإمارات العربية المتحدة، مسترشدة بإرث المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة وحاكم أبوظبي، تواصل إعطاء الأولوية لحماية الأنواع على المستويين الوطني والعالمي”.

وأضافت: “في الوقت الذي نجتمع فيه اليوم، يُعقد أيضاً مؤتمر الأمم المتحدة للتنوع البيولوجي لعام 2024 في كولومبيا. وتزامن اجتماعنا مع هذا المؤتمر يعكس الزخم العالمي للحفاظ على التنوع البيولوجي. كما يذكرنا بالإنجازات الكبيرة التي تحققت خلال مؤتمر الأطراف (COP28) الذي استضافته دولة الإمارات، حيث وضعنا الطبيعة في صميم الحوار المناخي. هذا الحدث المحوري أكد على أهمية العلاقة بين التنوع البيولوجي والعمل المناخي، مما يؤكد دور الطبيعة كحليف أساسي في جهودنا للتصدي لتغير المناخ، وتعزيز المرونة، ودعم التنمية المستدامة”.

وأوضحت: “إن عمل لجنة بقاء الأنواع، بدعم من البيانات الهامة الواردة في القائمة الحمراء للأنواع المهددة بالانقراض، ذو أهمية محورية في هذا السياق. هذه المعلومات أساسية لتحقيق أهداف الإطار العالمي للتنوع البيولوجي (كونمينغ – مونتريال)، مما يمكّن صناع السياسات، والمهتمين بالحفاظ على الطبيعة، والمجتمعات من اتخاذ قرارات مستنيرة واتخاذ إجراءات فعّالة تستند إلى الأدلة العلمية”.

وأكدت المبارك: “نحن ممتنون لدعم أبوظبي لهذه الجهود الحيوية. فقد دعمت هيئة البيئة – أبوظبي وصندوق محمد بن زايد للمحافظة على الكائنات الحية، الذي يحتفل بمرور 15 عاماً من المساهمات الهامة، ما يقرب من 3,000 مشروع أثرت في 1,800 نوع حول العالم. وقد ساهم العديد من هذه المنح بشكل مباشر في تقييمات القائمة الحمراء، مما يجسد إيماننا بأن الحفاظ على الأنواع هو مسؤولية مشتركة تتجاوز الحدود”.

من جهتها، قالت سعادة د. شيخة سالم الظاهري في كلمتها الافتتاحية: “اليوم، يتطلب الحفاظ على الأنواع أكثر من مجرد الدعم الحكومي. ومع وجود 300 خبير مجتمعين هنا، مدعومين بشبكة لجنة بقاء الأنواع الشاملة التي تضم أكثر من 10,000 عضو وقرابة 200 مجموعة متخصصة، يمثلون المجموعة الاساسية للحفاظ على الأنواع على مستوى العالم”.

وأضافت: “يحظى الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة باعتراف عالمي بفضل منتجاته المعرفية مثل القوائم الحمراء، وكخبراء في الأنواع، تتحملون مسؤولية مهمة لدفع جهود الحفاظ على الأنواع، خاصة في المناطق التي تفتقر إلى القدرات والموارد. إن إنشاء مراكز لبقاء الأنواع هو خطوة إيجابية إلى الأمام، ويسرني معرفة أنه قد تم إنشاء 20 مركزًا منها”.

وشددت الظاهري: “رغم أننا نواجه انقراض الأنواع على نطاق واسع، يمكن لجهودنا الجماعية أن تغيّر هذا المسار. معًا، يمكننا حماية وإعادة تأهيل وتحسين حالة العديد من الأنواع. هنا في أبوظبي، نولي هذا الموضوع أهمية كبيرة وقد اتخذنا خطوات جريئة لحماية واستعادة التنوع البيولوجي. يُعد إعادة تأهيل المها العربي والحبارى، المرتبطين ارتباطًا وثيقًا ببيئتنا وثقافتنا، من أبرز إنجازاتنا في مجال المحافظة على الأنواع. كما أن إعادة توطين المها الأفريقي (أبو حراب) في تشاد هو مثال بارز في هذا المجال. لقد بدأنا بهذا البرنامج لإعادة توطين الأنواع مع شركائنا قبل عشر سنوات، وقد حقق نجاحاً كبيراً مع أكثر من 650 رأساً يعيشون الآن في البرية في تشاد، مما أدى إلى تحسين حالة هذا النوع”.

وعلق الدكتور جون بول رودريغيز على أهمية هذا الاجتماع قائلاً: “يتميز الاجتماع الخامس لرؤساء مجموعات لجنة بقاء الأنواع بتركيزه على الأزمات المتداخلة لفقدان التنوع البيولوجي وتغير المناخ ورفاهية الإنسان. سيُبرز هذا التجمع بشكل خاص كيف يمكن للقوة التجديدية للطبيعة، والدور الفاعل للحيوانات والفطريات والنباتات افي النظم البيئية، أن يقدموا حلولًا لهذه التحديات العالمية، مع التركيز على سُبُل الحفاظ على الأنواع واستعادة النظم البيئية والتعاون في حل كافة الأزمات البيئية المطروحة، حيث سيتيح الاجتماع منصة قيمة لاستكشاف استراتيجيات مستدامة لضمان مستقبل كوكبنا”.

تأسس الاتحاد في عام 1948، وهو الآن أكبر شبكة بيئية في العالم وأكثرها تنوعًا، حيث يعتمد على معرفة وموارد وقدرات أكثر من 1,400 منظمة من الأعضاء وحوالي 16,000 خبير. وهو مزود رائد للبيانات والتقييمات والتحليلات المتعلقة بالحفاظ على البيئة. وتُمكن العضوية الواسعة الاتحاد من أن يكون بمثابة حاضنة ومرجع موثوق لأفضل الممارسات والأدوات والمعايير الدولية.

وتعد لجنة بقاء الأنواع التابعة للاتحاد الدولي لحماية الطبيعة (SSC) شبكة علمية تضم أكثر من 10,000 عضو في 186 منطقة. وباعتبارها الأكبر من بين اللجان السبعة للخبراء في الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة، يعمل أعضاء اللجنة بشكل مستقل وبالتعاون مع مختلف وحدات الاتحاد لبناء المعرفة حول حالة الأنواع والتهديدات التي تواجهها، بالإضافة إلى تقديم المشورة، وتطوير السياسات والمبادئ التوجيهية، وتيسير تخطيط إجراءات الحفاظ على الأنواع. ومن خلال هذا العمل، تعمل لجنة بقاء الأنواع على تحفيز إجراءات الحفاظ على الأنواع وتمكين الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة من التأثير على السياسات ومساعدة المجتمعات في جهود الحفاظ على التنوع البيولوجي.

ويتضمن برنامج الاجتماع أكثر من 120 جلسة صُممت لتعكس دورة حفظ الأنواع (تقييم – تخطيط – عمل)، وهو الإطار الأساسي لأنشطة لجنة حفظ الأنواع، مع تخصيص يوم كامل لكل من هذه المكونات. ويتضمن جدول الأعمال أكثر من 20 جلسة عامة والعديد من ورش العمل والمناقشات الجماعية والندوات وفرص التدريب، من بين جلسات متنوعة أخرى لتبادل الخبرات والدروس المستفادة من رؤساء مجموعات لجنة بقاء الأنواع خلال السنوات الأربع الماضية، وطوال العقود الثمانية منذ تأسيس اللجنة.

وتتولى هيئة البيئة – أبوظبي ولجنة بقاء الأنواع تنظيم الاجتماع، بينما يمثل أعضاء لجنة بقاء الأنواع المشاركين الأساسيين. تجتمع اللجنة في أبوظبي للمرة الخامسة لتعزيز مهمة الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة، والتي تتمثل في: التأثير على المجتمعات في جميع أنحاء العالم وتشجيعها ومساعدتها على الحفاظ على سلامة وتنوع الطبيعة، وضمان أن يكون أي استخدام للموارد الطبيعية عادلاً ومستدامًا بيئيًا. وقد استضافت هيئة البيئة – أبوظبي جميع اجتماعات رؤساء المجموعات السابقة منذ عام 2008.

عن هيئة التحرير

شاهد أيضاً

فعاليات المؤتمر الدولي لصون أشجار القرم وتنميتها تنطلق بأبوظبي في 10 ديسمبر

ضمن إطار مبادرة القرم أبوظبي وبمشاركة أكثر من 460 باحث من 82 دولة شبكة بيئة …