ندوة العلا العالمية للآثار تختتم أعمالها وتوصي بالمشاركة المجتمعية والتكيف مع التغير المناخي

شبكة بيئة ابوظبي، العلا، المملكة العربية السعودية، 05 نوفمبر 2024

اختتمت فعاليات اليوم الثاني والأخير من ندوة العلا العالمية للآثار، التي أقيمت في قاعة مرايا بالعلا، وشهدت مشاركة نخبة من المتخصصين والخبراء في مجال علم الآثار والتراث من مختلف أنحاء العالم. تضمنت الندوة عدداً من ورش العمل والجلسات الحوارية التي أثمرت عن مجموعة شاملة من التوصيات لتحسين دراسة وحماية الإرث الثقافي للمجتمعات المتنقلة في مواجهة تحديات العصر مثل النزاعات وتغير المناخ.

وبرزت خلال الجلسات قضيتان محوريتان، هما تعزيز مشاركة المجتمعات المحلية، ولعب دور استباقي في مواجهة آثار التغير المناخي.

وقال الدكتور عبد الرحمن السحيباني، نائب الرئيس للثقافة في الهيئة الملكية لمحافظة العلا، الجهة المنظمة للندوة، قائلاً: “تشكل المقاربات الجديدة التي قدمها الخبراء إنجازاً نوعياً لندوة العلا العالمية للآثار 2024 كمِنصة ريادية للحوار والتعاون. وتلتزم الهيئة الملكية لمحافظة العلا بتوظيف هذه الرؤى لضمان استمرارية النقاش والتعاون، فيما نستعد للاجتماع مجدداً في قمة العلا العالمية للآثار لعام 2025.”

تضمنت توصيات الخبراء ضرورة أن تكون المشاريع الأثرية طويلة الأمد لبناء وتعزيز علاقات قوية ومستدامة مع المجتمع المحلي. وأكدت التوصيات على تكييف البحوث الأثرية لتلبية احتياجات المجتمع وإشراكه عبر محاضرات عامة وفعاليات مفتوحة، مما يسهم في تعزيز الفخر المحلي بالموروث الثقافي من خلال التعرّف على التسميات المحلية للأماكن والتقاليد. كما شجعت على التواصل مع السكان لردع بيع القطع الأثرية بشكل غير قانوني.

وفيما يخص التغير المناخي، أشار الخبراء إلى أهمية حماية المواقع الأثرية باستخدام حلول طبيعية مثل زراعة الأشجار وأشجار المانغروف، ودعوا إلى تعزيز حماية الدول للمواقع الثقافية من التدهور البيئي. وقد أشار الدكتور هانز جورج جيبل إلى أهمية توثيق الحكمة والمعرفة التراثية القديمة كطرق البدو في جمع المياه في الصحراء، لدمجها مع حلول معاصرة لتلبية احتياجات الحاضر، مما يساعد على إيجاد توازن بين المعرفة التقليدية والمتطلبات الحديثة.

كما تضمنت توصيات الخبراء عدة نقاط تناولها بيتر ديبرين، مسؤول في برنامج التراث والسياحة المستدامة بمركز التراث العالمي التابع لليونسكو، خلال كلمته الرئيسية. أشار ديبرين إلى أن السياحة قد تكون مصدر فائدة أو خطر على المواقع التراثية، موضحًا أن نجاحها يعتمد على إشراك الأطراف المعنية، وترويج رؤية مشتركة للتغيير، وتطوير نماذج فعّالة للإدارة. كما أكد على أن “الأماكن الجيدة للعيش هي أماكن جيدة للزيارة”، داعيًا إلى استبدال الهدايا التذكارية الرديئة بمنتجات محلية الصنع وتشجيع المواقع على ابتكار أساليب سردية ملهمة. وأشاد بالعلا، معتبرًا أنها تسير على مسار مستدام نحو تطويرها كوجهة ثقافية وطبيعية.

وبعيدًا عن موقع الندوة في قاعة مرايا، زار المشاركون مواقع تراثية شملت بلدة العلا القديمة، وحفريات أثرية في مدينة قُرح الإسلامية المبكرة، والنقوش الصخرية في جبل عكمة، وموقع الحجر المدرج ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو، بالإضافة إلى دادان، العاصمة القديمة لمملكة دادان. كما استمتع المشاركون بمعاينة حصرية لأول عرض في الشرق الأوسط لروائع من متحف نابولي الوطني للآثار، والذي يُقام في مرايا من 7 نوفمبر إلى 14 ديسمبر.

وفي خطوة لاستشراف المستقبل، أعلنت الهيئة الملكية لمحافظة العلا عن فتح باب الترشيح لجائزة التميز الشبابي من قمة العلا العالمية للآثار، والتي تهدف إلى تكريم جهود الشباب المبدعين، الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و35 عامًا، من الباحثين والعاملين في مجالات علم الآثار والتراث الثقافي، ممن يساهمون في تطوير هذا المجال من خلال عملهم الريادي أو أبحاثهم أو الخدمات التي يقدمونها.

يمكن إرسال الطلبات والاستفسارات عبر البريد الإلكتروني إلى awasprogramme@rcu.gov.sa. الموعد النهائي للتقديم هو 15 مارس 2025، وسيحصل الفائزون على جائزة بقيمة 5000 دولار أمريكي، ودعوة لحضور قمّة العلا العالمية للآثار مع تغطية تكاليف السفر والإقامة.

عن هيئة التحرير

شاهد أيضاً

الهدف الجماعي الجديد (NCQG) في مفاوضات المناخ (COP29)

قمة المناخ وكيفية الاستفادة من التمويل الدولي لدعم استراتيجيات التكيف والتخفيف – ميسون الزعبي: تحفيز …