ناقشها مركز أبوظبي للغة العربية في إطار فعاليات مهرجان العين للكتاب 2024
في صدارة الكتاب إهداء خاص لمركز اللغة العربية
شبكة بيئة ابوظبي، العين، الإمارات العربية المتحدة، 24 نوفمبر 2024
ناقش مركز أبو ظبي للغة العربية خلال جلسة حوارية، أقيمت ضمن فعاليات مهرجان العين للكتاب في دورته الـ 15، أحدث إصدارات الكاتبة الشيخة اليازية بنت نهيان، آل نهيان، أول سفيرة فوق العادة للثقافة العربية لدى المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم “الألكسو” وهو كتاب (التثقيف زمن التأفيف) الصادر عن دار ديوان للنشر، وقد ذكرت الكاتبة في افتتاح الجلسة أنها قدمت هذا الكتاب إهداء لمركز أبوظبي للغة العربية، وفي صدارة الكتاب قالت: “أن هذا الإهداء يأتي تقديرا للمركز لما يقدمه للغة الحكمة والبلاغة والوجد والضاد”.
وشهدت الجلسة التي أدارتها الدكتورة والباحثة الأكاديمية فاطمة المزروعي، وذلك بحضور سعادة الدكتور علي بن تميم، رئيس مركز أبوظبي للغة العربية، وسلامة السويدي مديرة إذاعة دبي، وشيخة الجابري نائب رئيس مجلس إدارة اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، والدكتورة سعاد العريمي جامعة الإمارات العربية المتحدة، والشاعرة ميرا القاسم، وعدد من الكتاب والمسؤولين في المؤسسات الثقافية والإعلامية.
وعرّفت الجلسة بمضمون الكتاب وقيمته الفلسفية، فالإصدار يطرح مجموعة من التساؤلات حول حالة الإنسان المعاصر، وحيرته، واضطراباته، وقلقه، ويشجع القارئ على التأمل، والحصول على فهم أعمق للثقافة ومفهومها من خلال طرح ثماني موضوعات تعكس ثنائيات يومية مثل: الإعادة والتكرار، العادات والأعراف، الخيال والواقع، والجمال والفائدة. ويدعو الكتاب القارئ إلى تأمل تأثير هذه المفاهيم على الفرد والمجتمع.
ويتناول الكتاب العديد من الموضوعات والأفكار حول الثقافة، والفنون العربية، والعالمية، وينهل من مصادر معرفية متنوعة، موضحاً الكثير من الأمثلة والاقتباسات من التراث العربي، بغية تقديم أمثلة عن “التأفف”، وهو المصطلح الذي تستخدمه المؤلفة للتعبير عن حالة الاستعجاب الداخلي والحيرة النفسية التي يعيشها المجتمعات العربية المعاصرة، إلى جانب دوره في تعزيز أهمية التأمل والخيال لسد الفجوة بين العلم والمعتقد، مقترحاً مفهوماً جديداً هو “أن التأفف ام المبدع” كمساحة للتفكير والحوار.
وتطرقت الجلسة للحديث عن مجموعة من القضايا التي لفتت انتباه الحضور مثل: موضوع تدريس علم الأنساب، والكنى، وقدرات وإمكانيات اللغة العربية، والنقوش العربية على الأحجار، والعادات والتقاليد المتوارثة وأصلها، وتطورها، وكيفية المحافظة على استدامتها.
وتناولت الجلسة الأسلوب الخفيف الذي انتهجته الكاتبة، وقيمته الفكرية التي يقدمها، والمرتبطة بمفردات الجمال، وتصالح الأجيال، والارتحال بين الخيال والواقع، والحنين إلى الماضي، ودولاب الأبراج وربطها بشخصيات من الزمن الجميل للسينما العربية والعالمية.
وشهدت الجلسة تفاعلاً من الحضور الذين أيدوا مقترحات الحوار، ومداخلاتها، خاصة فيما يتعلّق بأهمية تدريس السينما العربية في المدارس، وعرض أفلام ذات صلة بالثقافة والتاريخ والتراث العربي والشخصيات العربية، حيث اتفق عدد من المشاركين على أن الثقافة، واللغة ركائز تجمع الدول العربية، موضحين وجود تشابه كبير بين البوادي العربية بطريقة قد تكاد تؤدي إلى الالتباس وأيضاً في العادات والتقاليد، والأمثال الشعبية وغيرها.
وناقشت الجلسة قضية اجتماعية تناولتها الكاتبة وهي افتقاد وجود عمل يجمع العائلة لمشاهدة التلفاز سوياً وانشغال كل فرد بشاشته الخاصة.
ناشدت المداخلات المؤسسات الرسمية والمسؤولة بضرورة التحرك السريع من أجل تعزيز اللغة العربية، والموروث، والعمل على استدامة القيم العربية المشتركة.