شبكة بيئة ابوظبي: بقلم د. أنيس رزوق، مستشار تخطيط استراتيجية الجودة والتميز، مقيم معتمد في التميز المؤسسي (EFQM)، خبير استراتيجيات القوة الناعمة، خبير ادارة مركز اسعاد المتعاملين، (7 STAR)، خبير حوكمة معتمد، خبير صناعة سيناريوهات المستقبل، مدرب محترف ، خبير الجودة والتميز من الأكاديمية البريطانية، خبير استشراف المستقبل، 29 ديسمبر 2024
الإبداع في مواجهة التحديات: دروس من الحياة
الحياة مليئة بالتحديات، والإبداع هو سلاحك لتحويلها إلى فرص، استكشف كيف ساعد التفكير الإبداعي الأشخاص على التغلب على العقبات وتحقيق نجاحات باهرة، فالحياة ليست طريقاً مستقيماً، بل مليئة بالمنعطفات والمطبات التي تختبر قوتنا ومرونتنا، وهنا يظهر الإبداع كأداة سحرية لتحويل العقبات إلى فرص والتحديات إلى نجاحات.
• كيف يمكن للإبداع أن يواجه التحديات؟
الإبداع ليس مجرد موهبة، بل هو أسلوب تفكير يجعلنا نرى المشاكل كألغاز قابلة للحل بدلاً من التوقف أمامها، فالتفكير الإبداعي يمنحنا القدرة على طرح أسئلة جديدة، تجربة أفكار مختلفة، وإيجاد حلول لم يسبق أن تم تجريبها.
• هناك دروس عديدة وعظيمة في الحياة ممكن أن نستلهم منها:
1. قصة مشروع واجه الفشل ثم تحول إلى نجاح: أتذكر مشروعاً صغيراً كنا نعمل عليه في فريق العمل، حيث تعرضنا لنقص حاد في الموارد المالية، كان يبدو أن المشروع سينهار، ولكن بفكرة بسيطة تمثلت في استخدام مواد معاد تدويرها بدلاً من شراء مواد جديدة، تحول المشروع إلى قصة نجاح أصبحت نموذجاً يحتذى به في الشركة.
2. التحديات في التعليم: في إحدى المدارس الريفية، كانت الفصول الدراسية تعاني من نقص الوسائل التعليمية، وبدلاً من انتظار التمويل الحكومي، قامت معلمة مبدعة باستخدام الأدوات اليومية (كالعلب الفارغة وأوراق الأشجار) لصنع وسائل تعليمية تفاعلية جعلت الطلاب أكثر حباً للتعلم عندما أعطتهم وسائل للتعليم من بيئتهم لترسيخ أكبر للافكار.
3. التحديات الشخصية: أحياناً، تكون حياتنا اليومية مليئة بالصعوبات، كأب أو أم، قد تجد نفسك عالقاً في تربية طفلك بطرق تقليدية غير فعالة، لكن ماذا لو جربت طريقة تعليمية مبتكرة مثل استخدام القصص المصورة أو الألعاب؟ غالباً ما يؤدي التغيير البسيط في النهج إلى نتائج مذهلة.
• أدوات يمكن استخدامها؟
– التفكير الجانبي: النظر إلى المشكلة من زاوية مختلفة تماماً، مثلًا بدلاً من التساؤل “لماذا لا أستطيع حل المشكلة؟”، اسأل: “كيف يمكنني تغيير المشكلة لتناسب إمكانياتي؟”.
– العصف الذهني: اجمع فريقاً من الأصدقاء أو الزملاء واطلب منهم اقتراح أفكار مجنونة لحل المشكلة، غالباً، تأتي أفضل الحلول من أكثر الأفكار جرأة.
– البحث والاستلهام: اقرأ قصص نجاح الآخرين أو ابحث عن حلول مشابهة في مجالات أخرى، فقد تجد فكرة تناسب الحالة التي تريد حلها.
• الإبداع كقوة داخلية:
الإبداع ليس مجرد أداة للتعامل مع التحديات الخارجية، بل هو أيضاً وسيلة لمواجهة تحدياتنا الداخلية، فعندما نشعر بالإحباط أو الفشل، يمكن للإبداع أن يساعدنا على إعادة بناء أنفسنا وإيجاد طرق جديدة للتقدم، وهناك أمثلة ملهمة في ذلك سوف نذكر البعض منها:
– توماس إديسون ومصباحه الكهربائي: واجه إديسون آلاف المحاولات الفاشلة قبل أن يصل إلى النجاح، وما يميز قصته ليس فقط تصميمه، بل طريقته الإبداعية في تحسين كل تجربة بناءً على الأخطاء السابقة.
– ستيف حوبر وشركة آبل والإبداع في التكنولوجيا: بدأ ستيف جوبز وزنياك مشروعاً صغيراً في مرآب، حيث كانت فكرتهما إنشاء حواسيب شخصية سهلة الاستخدام، فقاده تفكيره المبدع إلى تقديم منتجات ثورية، مثل الآيفون الذي دمج الهاتف والكاميرا والانترنيت في جهاز واحد، فالابداع الحقيقي ينبع من رؤية احتياجات المستقبل وتقديم حلول غير تقليدية.
– سلسلة هاري بورتر والابداع في الأدب: الكاتبة البريطانية ج. ك. رولينغ، تمر في فترة عصيبة في حياتها، وكانت عاطلة عن العمل، وفي إحدى الرحلات خطرت لها فكرة عن ساحر صغير يعيش في عالم خيالي، فابتكرت عالم هاري بورتر الذي أصبح من أكثر الكتب مبيعاً في التاريخ وتحول إلى سلسلة من الأفلام الناجحة عالمياً.
– والت ديزني والإبداع في الترفيه: بدأ والت ديزني حياته المهنية برسم الرسوم المتحركة في استديو صغير، ورغم أن شركته الأولى أفلست إلا أنه استمر في تطوير أفكاره، وابتكر شخصية ميكي ماوس التي أصبحت أيقونة عالمية، فأسس مدينة ديزني لاند وهي أول حديقة ترفيهية متكاملة قائمة على شخصيات الرسوم المتحركة، من هذه القصة نستنتج بأن الإبداع يعتمد أيضاً على الإصرار والقدرة على تحويل الأفكار إلى واقع ملموس.
• كيف تطبق الإبداع في حياتك؟
– تقبل التغيير: لا تخشَ الخروج من منطقة الراحة وتجربة أمور جديدة.
– احترم الفشل: الفشل هو جزء من الرحلة، وكل تجربة فاشلة تحمل درساً يقودك نحو النجاح.
– كن صبوراً وصاحب عزيمة: الأفكار الإبداعية قد تحتاج وقتاً لتنضج وتصبح قابلة للتنفيذ.
الإبداع ليس مجرد مهارة نظرية، بل هو أداة عملية يمكن استخدامها للتحسين على جميع المستويات الشخصية والمهنية والاجتماعية، فالتحديات هي الفرص التي تأتي متخفية في ثوب المشاكل، إذا واجهتها بعقل مبدع وقلب مفتوح، ستجد أن الإبداع قادر على تحويل الأحلام إلى واقع والقيود إلى أجنحة، تذكر دائماً أن العظمة لا تأتي من السير على الطريق الممهد، بل من صنع طريقك الخاص.
استبصار، استشراف، إبداع، رحلة الإبداع، شرارة الإبداع، الكمون أو الاختمار، رحلة الفكرة، صيد الأفكار، ابتكار، تميز مؤسسي، منظمات متعلمة، (EFQM)، قصص الهام، تجارب ابداعية، الابداع بوابة المستقبل، الإبداع في الحياة، أدوات الإبداع، دروس في الإبداع، التحديات والإبداع، أدوات الإبداع، الإبداع والتحديات.