خلال زيارة تضمنت لقاء وزراء ومسؤولين وممثلي كبرى الشركات ومراكز أبحاث الغذاء
شبكة بيئة ابوظبي: الامارات العربية المتحدة، دبي، 26 أكتوبر 2019
بحثت معالي مريم بنت محمد المهيري وزيرة دولة للأمن الغذائي سبل تعزيز التعاون المشترك في مجال تجارة الغذاء وتطوير الاستثمارات والبحوث العلمية المشتركة في مجال الأمن الغذائي، وذلك خلال زيارة رسمية لبريطانيا استغرقت يومين شملت لقاء وزراء ومسؤولين حكوميين وممثلي كبرى مراكز الأبحاث وشركات الإنتاج الغذائي في البلاد.
وتهدف الزيارة، التي رافق معاليها خلالها سعادة منصور بالهول سفير الدولة لدى المملكة المتحدة، إلى إيجاد آليات عملية لتطوير التعاون المشترك في مجال الأمن الغذائي من خلال الاطلاع على أبرز الأبحاث العلمية والمشاريع الغذائية ومناقشة آليات تعزيز تجارة الغذاء المتبادلة بين البلدين.
ومن جهتها، قالت معالي مريم المهيري: “تأتي زيارة بريطانيا في إطار جهودنا نحو توسيع دائرة الشراكات الدولية وترسيخ نهج قائم على التعاون في مجال الأمن الغذائي بما يحقق المنفعة المتبادلة. حيث تتمتع العلاقات الإماراتية البريطانية بالشراكة الاستراتيجية في العديد من المجالات، ولا سيما الأمن الغذائي، إذ تحتل بريطانيا المركز الثالث في مؤشر الأمن الغذائي العالمي، وتمتلك تجربة رائدة في هذا المجال، ما يمنحنا فرصة للاطلاع على أفضل الممارسات والمشاريع، وهو ما نهدف من خلاله إلى الوصول إلى حلول وآليات مشتركة لتعزيز تجارة الغذاء وإقامة المزيد من المشروعات والاستثمارات في قطاع الغذاء على أرض دولة الإمارات”.
وأضافت معاليها: “إن التجربة البريطانية في مجال البحث والتطوير والإنتاج الزراعي والغذائي المستدام ملهمة، ونحن بدورنا نعمل على نقل أفضل الخبرات والتجارب بما يتناسب مع طبيعة دولة الإمارات، ونعمل على الارتقاء بكل السبل من أجل تحقيق مستهدفات الاستراتيجية الوطنية للأمن الغذائي والوصول إلى المراكز العشر الأولى في مؤشر الأمن الغذائي العالمي بحلول 2021، بالإضافة إلى لعب دور محوري في الجهود الدولية الرامية إلى تحقيق الأمن الغذائي العالمي”.
وأكدت معاليها أن نتائج الزيارة إلى بريطانيا كانت جيدة للغاية، كما كانت المناقشات مع مختلف الوزراء والمسؤولين والعلماء مثمرة، حيث أبدى الجانب البريطاني استعداده الكامل إلى التعاون في الجهود المشتركة في تعزيز الأمن الغذائي للدولتين.
لقاءات موسعة لتعزيز التجارة والاستثمار
شهد اليوم الأول من زيارة معالي مريم المهيري لقاء موسع حضره معالي كونور بورنس وزير التجارة الخارجية البريطاني وكبار المسؤولين في الوزارة ووفد يمثل أبرز الشركات البريطانية العاملة في قطاع الأغذية، بالإضافة إلى مجموعة من كبار المستثمرين. وتطرق الاجتماع مع معالي بورنس إلى بحث فرص التجارة ومناقشة التعاون المشترك وأحدث الممارسات في قطاع الأمن الغذائي والبحث العلمي في مجال الزراعة، وإمكانية عقد المزيد من الشراكات في المجالات ذات الصلة بالإمارات العربية المتحدة مع ممثلي الشركات.
وأكدت معالي مريم المهيري خلال اللقاء على ضرورة تفعيل آليات التعاون من خلال تعزيز التبادل التجاري في قطاع الغذاء وجذب المزيد من الاستثمارات إلى الإمارات، حيث استعرضت معاليها الاستراتيجية الوطنية للأمن الغذائي وأبرز المبادرات والمشاريع الزراعية والغذائية في الدولة، وسلطت الضوء على بيئة الاستثمار الجاذبة في هذا المجال الحيوي. كذلك أكدت معاليها على ضرورة توسيع دائرة التعاون في مجال الغذاء بما يخدم توجهات الدولتين على الصعيدين المحلي والدولي. كما أشارت معاليها إلى ضرورة التوصل إلى خطة عمل مشتركة تضمن التطبيق الكامل لخطط التعاون المستقبلية في مجال تجارة الغذاء بشكل خاص وملف الأمن الغذائي بشكل عام.
ومن جانبه، أكد معالي كونور بورنس على أن الإمارات وبريطانيا تجمعهما علاقات وثيقة في مختلف القطاعات، مشيراً إلى أهمية تلك العلاقة التي تتجلى من خلال العمل على القضايا الثنائية التي يأتي على رأسها اهتمام بريطانيا بالمشاركة في معرض إكسبو 2020 في دبي، وكذلك العمل على زيادة حجم التبادل التجاري في قطاع الغذاء، مؤكداً على حرص الجانب البريطاني على دعوة كبار المستثمرين من مختلف أنحاء بريطانيا لحضور المعرض والاطلاع على الفرص الاستثمارية الواعدة التي تمنحها دولة الإمارات في كل القطاعات، وعلى رأسها المشروعات الغذائية.
تعاون بحثي مستقبلي
كما التقت معالي مريم المهيري بمعالي جورج يوستيس وزير البيئة والغذاء والشؤون الريفية البريطاني مع عدد من كبار المسؤولين من مركز البيئة ومصائد الأسماك وعلوم تربية الأحياء المائية (CEFAS) التابع للوزارة، وعلى رأسهم البروفسور جيديون هيندرسون رئيس الفريق العلمي للمركز، بجانب ممثلين من شركة “فيرا” المتخصصة في علوم الأغذية الزراعية.
وخلال الاجتماع، جرت مناقشة حول تبادل مختلف الأبحاث والجهود العلمية المشتركة خصوصاً في مجال الاستزراع المائي. وأكدت معاليها إن دولة الإمارات خطت بقوة في هذا المجال، واستعرضت خلال الاجتماع العديد من مشاريع الاستزراع السمكي الرائدة وجهود البحث العلمي في المركز الدولي للزراعات الملحية “إكبا” ودوره في تعزيز تكنولوجيا الاستزراع المائي محلياً وعالمياً. على الجانب الآخر أكد معالي جورج بوستيس على أن المرحلة المقبلة ستشهد تعاوناً وثيقاً في مجال التكنولوجيا الزراعية وتسخير كافة الإمكانات العلمية لتبادل الخبرات وتطبيق أحدث التقنيات من أجل إقامة المزيد من المشاريع المشتركة. واستعرض فريق (CEFAS) أحدث وسائل الاستزراع المائي المستدامة ووسائل تخفيض فقد وهدر الغذاء في كامل سلسلة القيمة الغذائية، وتكنولوجيا تحويل النفايات العضوية إلى مغذيات وبروتينات. وبحث الاجتماع أيضاً آلية توثيق التعاون من خلال عقد شراكات مستقبلية مع كل من مكتب الأمن الغذائي ومركز (CEFAS) وشركة فيرا في المستقبل.
واختتمت معالي مريم المهيري اليوم الأول بلقاء وفد من الأساتذة والباحثين والمتخصصين من عدد من الجامعات البريطانية وهي، إكسيتر، وشرق أنغليا، وليدز، و إدنبرة، وبرمينغهام. بالإضافة إلى عدد من ممثلي شركات العاملة في قطاع التكنولوجيا الزراعية. واستعرضت معاليها خلال حديث تفاعلي ركائز الاستراتيجية الوطنية للأمن الغذائي وجهود البحث والتطوير والإنجازات التي تحققت على أرض الإمارات ومساعيها نحو تحقيق الأمن الغذائي القائم على الابتكار والتكنولوجيا الحديثة، بالإضافة إلى الوصول لأفضل 10 مراكز في مؤشر الأمن الغذائي العالمي بحلول عام 2021. على الجانب الآخر عرض متحدثون من الجامعات والشركات المشاركة جهودهم البحثية وأحدث وسائل تكنولوجيا الزراعة ودورهم في رفد منظومة البحث العلمي والتطوير في مجال تكنولوجيا الزراعة وإنتاج الغذاء، بالإضافة إلى دورهم في تنمية المشروعات الغذائية الوطنية والعالمية بأحدث الوسائل التقنية التي تعزز من إنتاج الغذاء في كامل سلسلة القيمة الغذائية.
مجمع نورويتش للأبحاث
خصصت معالي مريم المهيري اليوم الثاني لزيارة مجمع نورويتش الأبحاث في مدينة نورويتش البريطانية، ويحتضن المجمع العديد من المراكز البحثية المتخصصة في مختلف المجالات، ومنها أبحاث الغذاء وتنمية الثروة السمكية. والتقت معاليها عدد من مؤسسي ومطوري المجمع العلمي الرائد عالمياً، وتمت مناقشة كيفية إدارة المجمع وأبرز النتائج العلمية التي تحققت خلال الآونة الأخيرة. كما قامت معاليها خلال الزيارة بجولة داخل مختبر سينسبري، الذي يعد من أكبر المراكز البحثية في العالم والمتخصصة في الأبحاث الزراعية وعلوم الوراثة النباتية.، تعرفت خلالها على أحدث التطبيقات والتجارب العلمية على عدد من المحاصيل الزراعية الاستراتيجية.
كما التقت معاليها على هامش الزيارة ممثلين من مركز جون إينيس للأبحاث، ومعهد كوادرام للعلوم البيولوجية، ومعهد ايرلهام البحثي، ومركز تروبيك بيو ساينس لعلوم الأحياء، حيث تم استعراض أهم الأبحاث والإنجازات العلمية التي تتعلق بملف الأمن الغذائي المحلي والعالمي التي تم إحرازها خلال الفترة الأخيرة. كما أبدت معاليها تطلع دورة الإمارات إلى نقل التجربة البحثية إلى مراكز وجامعات دولة الإمارات من أجل تبادل الخبرات العلمية والأكاديمية بما يهدف إلى الوصول إلى نتائج علمية تعود بالنفع على البلدين في العديد من المجالات وعلى رأسها الأمن الغذائي محلياً وعالمياً.