Underwater stunt on the Red Sea coral reef, Egypt

على شفير الهاوية – تداعيات تغير المناخ على منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا

منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تشهد احترار يقارب ضعف معدل الاحترار العالمي – والآثار واضحة على المجتمعات والمنظومات الحيويّة حول المنطقة

قبيل مؤتمر المناخ COP27، يسلط تقرير “مختبرات غرينبيس للبحوث” الضوء على ضرورة العمل العاجل لمواجهة الاحترار، وشح المياه والخطر على الأمن الغذائي في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا

شبكة بيئة ابوظبي، بيروت، لبنان 2 نوفمبر / تشرين الثاني 2022

تعاني المنظومات الحيوية والمجتمعات وسبل عيشها في الجزائر ومصر ولبنان والمغرب وتونس والإمارات العربيّة المتحدة جميعها من الآثار السلبية لتغير المناخ المتسارع، بحسب تقرير جديد من “مختبرات غرينبيس للبحوث” في جامعة إكسيتر في المملكة المتحدة بعنوان: “على شفير الهاوية: تداعيات تغيُّر المناخ على ستة بلدان في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.”

يبيّن التقرير أن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تعاني من ظاهرة الاحترار بوتيرة تقارب ضعف المعدل العالمي، ويوضح مدى عرضة المنطقة للآثار والتداعيات الخطيرة الناجمة عن تغير المناخ، بما في ذلك الشح الحاد في المياه.
وبناء على ما جاء في التقرير من نتائج وحقائق علمية، تطالب غرينبيس الشرق الأوسط وشمال إفريقيا القيادات العالمية التي ستجتمع في شرم الشيخ للمشاركة في مؤتمر المناخ COP27 خلال أيام بالعمل على تحقيق العدالة المناخيّة، من خلال إنشاء صندوق لتعويض الدول والمجتمعات التي تواجه أخطر الآثار لتغير المناخ نتيجة الخسائر والأضرار التي لحقت بها، بالإضافة إلى الوفاء بالتعهدات التي تم الإعلان عنها سابقاً في مجال التكيّف والحد من المخاطر، وضرورة تمويل المسارات الإنمائية البديلة لهذه الدول من خلال الهبات بدلا من القروض.

مع إصدار التقرير، تقوم غرينبيس أيضا بنشر مجموعة من الصور والأفلام الوثائقية القصيرة، التي تسرد واقع الحال للعديد من الموائل الطبيعيّة والمجتمعات التي تجد نفسها في الخط الأمامي لآثار تغير المناخ، والتي تظهر أهمية العمل على تحقيق العدالة المناخية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

وقالت المستشارة العلمية في مختبرات غرينبيس للأبحاث، كاثرين ميلر: “من الواضح أنّ الكثير من البلدان في المنطقة تشهد بشكل طبيعي ظروفًا جافة ودافئة للغاية مقارنةً بأجزاء أخرى من العالم، مما يجعل الحياة صعبة للوهلة الأولى، وعلاوة على ذلك، وعلى الرغم من التنوع الملفت في أنماط الطقس والمناخ سنةً بعد أخرى، يبدو الآن واضحًا أنّ المنطقة ككلّ ترتفع حرارتها بمعدّل متسارع يصل إلى 0.4 درجات مئوية لكلّ عقد منذ ثمانينات القرن العشرين، أي ما يعادل ضعف المعدّل العالمي.”
وقال عالم الأبحاث المساعد – معهد قبرص، مركز أبحاث المناخ والغلاف الجوي، الدكتور جورج زيتس: “يقدّم هذا التقرير لمحة عامة عن الأدلة المتوفرة من الدراسات العلمية والتقييمات المرتبطة بالاتجاهات الماضية، والملاحظات القائمة، والتوقعات المستقبلية بشأن تغيُّر المناخ وتأثيره في العالم الطبيعي والمجتمعات البشرية في أنحاء المنطقة، التي تشكّل فيها أصلاً مسائل الحرارة والإجهاد المائي وتهديد الأمن الغذائي واقعًا يوميًا.”

وقالت الأستاذة مساعدة في قسم الأحياء في الجامعة الأميركية في القاهرة، الدكتورة مها خليل: “نتائج وآثار التغير المناخي على التنوّع البيولوجي البحري والأرضي خطيرة، فقد تستطيع بعض أنواع الكائنات التأقلم والتكيّف مع الظروف المتغيّرة، أو الهجرة إلى مناطق أخرى أقل تضررا، ولكن الصعوبة تكمن في عدم توافر المعلومات والدراسات التاريخيّة عن الحالة الأصلية لها قبل التغيرات التي نشهدها اليوم، ما يصعب التنبؤ بالمستقبل. فعلى سبيل المثال، قد يؤدي الاحترار في المياه السطحية في البحر الأحمر إلى ابيضاض واسع للشعاب المرجانية فيه وموتها.”

وقالت المديرة التنفيذية لمنظمة غرينبيس الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، غِوى نكت: “الأرواح تُزهَق، والمنازل تُدمَّر، والمحاصيل تتلف، وسبُل العيش تضيق، والتراث الثقافي يُمَّحى، غير أنّ الملوِّثين التاريخيين الذين أسهموا في هذه الخسائر والأضرار يرفضون الالتزام بمبدأ “تغريم الملوِّث” والتعويض عن الخسائر والأضرار التي تتكبدها مجتمعات الجنوب العالمي، ومازالت تعاني منها.”

“وإلى حين ضمان التمويل المناخي سيبقى عائقٌ بارز في وجه بلدان منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وغيرها من بلدان الجنوب في مسعاها إلى التكيف مع آثار تغيُّر المناخ والتعافي منها والانتقال نحو مستقبل أخضر، ومستدام، وتقع أيضًا على عاتق حكومات المنطقة مسؤولية الحرص على توزيع التمويل بشكل مناسب ليشمل الفئات الأكثر تضررا والأكثر عرضة، بالإضافة إلى الاستثمار في مسارات تنموية بديلة، تحترم التراث والتقاليد المحليّة.”
“من الضروري أن ننتقل من الوقود الأحفوري إلى مرحلة الاكتفاء الذاتي في مجال الطاقة، فلا سبب يجعلنا نختار المسار الذي اتخذته دول الشمال العالمي على مدى القرون الثلاثة الماضية، والتي أدت إلى الكارثة المناخيّة التي نشهدها اليوم.”

عن هيئة التحرير

شاهد أيضاً

لماذا مات الكثيرون في إسبانيا؟ لأن أوروبا لم تتقبل بعد حقائق الطقس المتطرف

من المؤسف أن الفيضانات الشديدة أمر لا مفر منه. ولكن ما ليس حتميًا هو مدى …