ضمن مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ COP27
•مبادرة بلوغ الميل الأخير تشارك في استضافة جلسة نقاشية بالتعاون مع صندوق Wellcome الخيري، ومؤسسة مجتمع جميل الخيرية تحت عنوان: “التأثير الخفي لتغير المناخ على صحة الإنسان”
•قبيل الجلسة، ناقشت معالي مريم المهيري، وزيرة التغير المناخي والبيئة، وتوني بلير، الرئيس التنفيذي لمعهد التغير العالمي ورئيس الوزراء السابق لبريطانيا العظمى وأيرلندا الشمالية، الإجراءات التي ينبغي على الحكومات اتخاذها في سبيل مواجهة آثار التغيّر المناخي.
•شارك في الجلسة باحثون وواضعو سياسات ومانحون، وفي مقدمتهم تالا الرمحي، مدير مبادرة “بلوغ الميل الأخير”.
شبكة بيئة ابوظبي، شرم الشيخ، مصر، 11 نوفمبر 2022
شاركت مبادرة بلوغ الميل الأخير ضمن فعاليات مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ لعام 2022، والذي أقيم في شرم الشيخ، حيث شارك في استضافة جلسة نقاشية إلى جانب ممثلين لصندوق Wellcome الخيري، ومؤسسة مجتمع جميل الخيرية، وذلك بهدف بحث التأثير المتزايد لتغير المناخ على صحة الإنسان.
وتتوقع منظمة الصحة العالمية أن التغيير المناخي قد يتسبب في قرابة 250,000 حالة وفاة إضافية سنوياً بين عامي 2030 و2050، والتي ستنتج عن سوء التغذية والملاريا والإسهال والإجهاد الحراري.
يؤكد تقرير التقييم السادس للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، والتابع للأمم المتحدة، والصادر هذا العام على الصلة الوثيقة بين المناخ والنظم البيئية والتنوع البيولوجي والمجتمعات البشرية. وفي ظل الانبعاثات العالية، مع الأخذ في الاعتبار النمو السكاني والنمو الاقتصادي والتكيف، فمن المتوقع حدوث 9.25 مليون حالة وفاة سنويًا في نهاية القرن.
بتوجيهات من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، تسعى مبادرة بلوغ الميل الأخير، التي تتضمن مجموعة من البرامج الصحية العالمية، إلى التخلص من الأمراض، والمساعدة في القضاء على الأمراض التي يمكن الوقاية منها، وتعزيز النظم الصحية، وتمكين الوصول إلى الرعاية الصحية ذات الجودة العالية. وفي الوقت الحالي، يعيش عُشر سكان العالم في فقر مدقع، بينما يتأثر 1.7 مليار شخص بمرض واحد على الأقل من الأمراض المدارية المهملة.
وكانت الجلسة النقاشية التي أقيمت تحت عنوان: “التأثير الخفي لتغير المناخ على صحة الإنسان”، قد سلّطت الضوء على أهمية تعزيز القدرات في مجال المحافظة على المناخ، وقدمت اقتراحات ملموسة حول كيفية معالجة الحكومات لهذه المسألة.
وقبيل الجلسة، ناقشت معالي مريم بنت محمد المهيري، وزيرة التغير المناخي والبيئة، مع توني بلير، الرئيس التنفيذي لمعهد التغير العالمي ورئيس الوزراء السابق لبريطانيا العظمى وأيرلندا الشمالية، الدور الهام الذي يقع على عاتق الحكومات وصنّاع القرار في وضع الخطط التي تضمن تحقيق نتائج ملموسة وفعّالة في ما يتعلق بقضايا التغيّر المناخي.
وقالت معالي مريم المهيري: ” إن تداعيات تغير المناخ وتفاقم حدتها يؤثر بشكل مباشر على الصحة العامة للبشر والبيئة بشكل متزايد، حيث تتسبب الانبعاثات في ملايين من حالات الوفاة سنويًا، فيما تؤثر الظواهر المناخية المتطرفة من موجات الجفاف والفيضانات والأعاصير وحرائق الغابات في تهديد حياة ملايين أخرى، والإشكالية أن هذا التأثير أخذ في التزايد بشكل متسارع، ما يستدعي تسريع وتيرة العمل المناخي لضمان خفض حدة تأثيرات التغير المناخي وتقليل معدلات تلوث الهواء.”
وأضافت: “إن دولة الإمارات بفضل رؤية وتوجيهات قيادتها الرشيدة تضع حماية الصحة العامة ضمن أهم أولوياتها الاستراتيجية، وتستهدف ضمن أهداف مئويتها 2071 تحقيق جودة الحياة التي تشمل حماية الصحة العامة بشكل كامل، كما تعمل على المستوى الدولي على تقديم المساعدات اللازمة لحماية حياة البشر والحفاظ على البيئة والكائنات الحية وتعزيز وتيرة تحول الطاقة، وتعزيز الاعتماد على الحلول القائمة على الطبيعة في مواجهة التغير المناخي.”
ومن جانبه، قال توني بلير، الرئيس التنفيذي لمعهد التغير العالمي: “يُلحق التغير المناخي أضراراً كبيرة ومستمرة على صحتنا جميعاً، حيث إنه يتسبب في تلويث الهواء، وانتشار الأمراض، وحدوث ظواهر الطقس المتطرفة التي تتسبب في النزوح القسري وانعدام الأمن الغذائي، إضافة إلى الضغوط التي يخلفها على الصحة الذهنية. وفي كل عام، تودي العوامل البيئية بحياة حوالي 13 مليون شخص، لذلك، يجب على جميع القادة وصناع القرار أن يضعوا كلاً من التغير المناخي والصحة العامة على مقدمة جدول أعمالهم السياسية إذا أردنا تحقيق مسار اقتصادي أكثر استدامة، مع الاعتماد على التكنولوجيا لتوفير الحلول”.
وفي حديثها خلال قمة الأمم المتحدة السابعة والعشرين للمناخ في مصر، سلطت تالا الرمحي، مدير مباردة بلوغ الميل الأخير، الضوء على كيفية تأثير التغير المناخي على زيادة عدد الأشخاص المعرضين للإصابة بمجموعة من الأمراض المميتة، فضلاً عن دور هذا التأثير في خفض القدرة على توفير التدابير الوقائية.
وكانت الجلسة النقاشية قد شهدت مشاركة مجموعة من الباحثين وصانعي السياسات والمانحين، بهدف مشاركة البيانات المتاحة حول تأثير المناخ على الصحة، مع التركيز على الأمراض المعدية، والصحة النفسية. وقد حدد المتحدثون مواقع الثغرات في الأبحاث الحالية.
وكان من بين المتحدثين في الجلسة تالا الرمحي، مدير مبادرة بلوغ الميل الأخير، والبروفيسور آلان دانغور، مدير المناخ والصحة في صندوق Wellcome الخيري، وأليسون فاهي، المدير التنفيذي لمعمل عبد اللطيف جميل لمكافحة الفقر في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، والدكتورة أمنية العمراني المبعوث الخاص لرئيس قمة المناخ للشباب والناشطة المناخية في مصر، والدكتورة دريستا لاكيو، مديرة الشراكات والشؤون الخارجية لدى Amref Health Africa.
وقالت تالا الرمحي: “لا يزال التغير المناخي يشكل أكبر تهديد للبشرية، حيث تتأثر البلدان الأفقر في الطرف الجنوبي من العالم بشكل غير متناسب. من الضروري أن نواصل دعمنا للمجتمعات الأكثر ضعفاً وأن نحافظ على الصحة فيها لمنع حدوث حالات الوفاة المرتبطة بتغير المناخ، والتي قد يصل عددها إلى الملايين”.
وأضافت الرمحي أن الأحداث المناخية، مثل ارتفاع درجات الحرارة وتغير أنماط هطول الأمطار، يمكن أن تؤثر تأثيراً مباشراً على توزيع الحشرات الناقلة للأمراض وتكاثرها، الأمر الذي يؤدي بالتالي إلى نشر الملاريا والعمى النهري وداء الفيلاريات اللمفي.
وتعليقًا على أهمية حشد الجهود العالمية لاتخاذ خطوات فعالة للحد من آثار التغيّر المناخي على المجتمعات النامية ذات الموارد المحدودة، قالت الدكتورة أمنية العمراني: “لقد لاحظنا نحن الشباب في قارة إفريقيا، التي يبلغ تعداد الشباب فيها حوالي 420 مليون نسمة، الآثار الجسيمة للتغير المناخي على صحة المجتمعات، وتأثرنا بها مباشرة، ولهذا السبب، نحن موقنون أن الوقت قد حان لتحويل أقوالنا إلى أفعال، وهناك خطوات حاسمة علينا اتخاذها في هذا الصدد لنضمن وفاء بلداننا بوعودها”.
ومن ناحية أخرى، يمكن أن تؤدي ظواهر الطقس المتطرف، مثل الجفاف أو الفيضانات، إلى نزوح المجتمعات وتعطيل أنظمة الرعاية الصحية، وجعل الناس أكثر عرضة للإصابة بالأمراض. ومن الأمثلة على ذلك هذا العام الزيادة في حالات الإصابة بشلل الأطفال في أعقاب الفيضانات في باكستان.
تؤثر هذه الأمراض على المجتمعات، وتبقي الأفراد في حالة فقر دائم، ويمكن أن يعاني المصابون بها من أعراض موهنة، مثل العمى، الذي يؤثر على العائلة بأكملها. وفي حال لم تتمكن العائلة من الحصول على الرعاية والدعم، فسيضطر الأطفال للخروج من المدرسة من أجل كسب المعيشة. وهذا من الممكن أن يؤدي بدوره إلى الحد من نمو الاقتصادات المحلية والإقليمية. ويمكن أن تؤدي الإعاقات الجسدية والتشوه إلى التعرض للنبذ في المجتمع، الأمر الذي يؤثر بشكل مباشر على الصحة النفسية.
رغم أن عدد الأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بأمراض المناطق المدارية المهملة، قد انخفض في السنوات الخمس الماضية، بنسبة 20%، من 2 مليار إلى 1.6 مليار، فلا يزال هناك الكثير من العمل الذي يجب القيام به. وستواصل مبادرة بلوغ الميل الأخير مساعيها لتقديم الدعم للبرامج الصحية بهدف نشر الوعي، والتعاون مع العلامات التجارية وجمع الأموال، وزيادة الخبرات والأبحاث من خلال التعاون مع المعهد العالمي للقضاء على الأمراض (GLIDE).