خلال جلسة أقيمت مع انطلاق أعمال اليوم الأول لقمّة اللغة العربية
شبكة بيئة أبوظبي، الامارات العربية المتحدة، 20 ديسمبر 2022
أكدت مجموعة من كبار نجوم الفن أهمية الدراما في تقريب اللغة العربية من الأجيال الجديدة وربطهم بها، مشيرين إلى أهمية تضافر جهود جميع المؤسسات من أجل وضع خطة مشتركة لإنتاج أعمال درامية كبرى باللغة العربية تستهدف أبناء الوطن العربي لأن المسؤولية مشتركة وتقع على عاتق الجميع.
جاء ذلك خلال جلسة حوارية بعنوان “اللغة والهوية والدراما العربية” عُقدت ضمن أعمال اليوم الأول من قمّة اللغة العربية التي تنظّمها وزارة الثقافة والشباب بالتعاون مع مركز أبوظبي للغة العربية، واستضافت الفنانين السوري جمال سليمان، والإماراتيين سميرة أحمد، وأحمد الجسمي، رئيس مجلس إدارة مسرح الشارقة الوطني.
وتطرق جمال سليمان خلال حديثه في الجلسة التي أدارتها الدكتورة والإعلامية البحرينية بروين حبيب، إلى ضرورة التخلي عن الطرق التقليدية القديمة في تعليم الأجيال الجديدة اللغة العربية، داعياً إلى تبنّي أحدث الطرق التي تقربهم منها، وإنتاج أعمال درامية تعرفهم بتاريخهم وشعرائهم وكبار علمائهم، لافتاً إلى أن عرض المسرحية الغنائية التي سردت تاريخ المتنبي في العاصمة اللبنانية بيروت شهدت إقبالاً كبيراً من طلاب المدارس.
وحول مساهمة اللهجات العامية في ترسيخ الهوية مثلما فعلت الفصحى، قال سليمان:” من العبث أن نضع اللغة العامية واللهجات المحلية في مواجهة عدائية وصراع وجود مع اللغة العربية الفصحى، لأن اللغة والفن لابد أن تجمعهما علاقة جدلية وترابط بين الشكل والمضمون لأن التعبير عن الموضوع يجب أن يكون بالشكل اللغوي المناسب”.
وأشار سليمان إلى أن اللهجات العامية تمتلك قوّة شعرية وتعبيرية هائلة مثل التي قدّمت في أشعار صلاح جاهين التي كُتبت بالعامية موضحاً أن الهدف هو الاستمتاع باللغة في سياقها ومدى تأثيرها، ودعا سليمان المؤسسات المعنية إلى جعل الدراما مادة أساسية ضمن المناهج الدراسية لأثرها التعليمي، ودورها في تعزيز ثقة الأجيال الجديدة بأنفسهم، وتكريس روح العمل الجماعي في داخلهم.
من جهتها تحدّثت الفنانة الإماراتية سميرة أحمد عن تجربتها مع العمل بالعربية الفصحى وكيف أنها نشأت وتربت عليها، مؤكدة أهمية أن يتم غرس اللغة العربية في نفوس الأجيال الجديدة من الصغر وعدم إهمال هذا الأمر، حيث اعترضت على أن الكثير من العائلات في مجتمعاتنا اليوم تسعى لتعليم أطفالها اللغات الأجنبية دوناً عن العربية. وبما يتعلّق بإنتاج فيلم أو مسلسل بلغة بسيطة تسهم في تقريب اللغة العربية للأطفال قالت”: هناك جهات منتجة لا تقبل بوجود هذه الأعمال وهذا واقع لا نستطيع تجاوزه”.
ودعت الفنانة سميرة أحمد إلى الاهتمام أكثر بالمسرح المدرسي وتقديم أعمال باللغة العربية وعدم الحكم على الجيل باعتباره لا يحبّ اللغة العربية، وقالت”: هناك من يحبّ اللغة ويسعى لتعلّمها واكتساب جمالياتها، لكن يجب توفير السبل اللازمة التي تساعدهم على ذلك”، مشيرة إلى أنه من حق الطفل أن يعرف هويته، ومن الضروري أن نكون واضحين وصريحين فيما نقدمه من أعمال لأن المسؤولية لا تقع فقط على عاتق المؤسسات الإعلامية.
بدوره دعا رئيس مجلس إدارة مسرح الشارقة الوطني، الفنان الإماراتي أحمد الجسمي إلى ضرورة إنتاج أعمال درامية ضخمة مشتركة تخاطب الوطن العربي وتتناول مشاكله، شريطة انتقاء النصوص، ومختلف التفاصيل بدقة ومصداقية تسهم في تسويقه وزيادة انتشاره.
وقال الجسمي:” هناك من يقول أن الجمهور بحاجة إلى الكوميديا والترفيه ولا ننكر أهمية هذا النوع من الفنّ، في الوقت ذاته ليس من الصحيح أن الفصحى لغة عبوس وتجهّم، فهي وعاء يمكن من خلالها تقديم الأعمال المهمّة، ومناقشة المواضيع بآفاق أوسع”.
ولفت الجسمي إلى أن المنصات الرقمية تملك تأثيراً كبيراً على الأجيال الجديدة لهذا يجب على المؤسسات والأفراد والأسر اتخاذ المزيد من الإجراءات التي تعزز من ربط الأجيال الجديدة بلغتهم الأم، كما دعا الجسمي إلى الخروج بخطة للإنتاج الدرامي ولو على صعيد عمل واحد كل عام دون النظر للتسويق، بل السعي من أجل طرح المزيد من القضايا المجتمعية المعاصرة، كما أوصى بإنشاء لجان من وزارتي الثقافة والتعليم للوقوف على الأمر ومتابعته.