«الفاو»: الإمارات شريك موثوق في الإغاثة الدولية

شكري أحمد نائب مدير “الطواريء والمساعدات” في “الفاو” لـ “الاتحاد”:

نتطلع الى العمل مع الامارات لتنفيذ مبادرات التنمية الريفية مستقبلاً

جهود الدولة في الأمن الغذائي تحظى بتقدير محلي ودولي

تعمل “الفاو” مع الامارات لوصول المعونة الى المستهدفين بالوقت المناسب

أكد الدكتور شكري أحمد، نائب مدير قسم الطوارئ والمساعدات في منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة «الفاو»، أن دولة الإمارات تلعب دوراً مهماً في جهود الإغاثة الدولية، حيث أظهرت التزاماً قوياً في التخفيف من معاناة المتضررين من الكوارث الطبيعية والتي كان آخرها الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا، من خلال استجابتها السريعة في تقديم الإمدادات الطبية والغذاء والإيواء، إضافة إلى عملها عن كثب مع المنظمات الدولية، مثل الأمم المتحدة والهلال الأحمر لتنسيق جهود الإغاثة وضمان وصول المعونة إلى الأشخاص الأكثر احتياجاً. وأشار في حوار خاص مع «الاتحاد» إلى أن استضافة الإمارات لـ COP28 جاءت في الوقت المناسب، حيث تثبت قيادة الدولة التزامها بالعمل مع المجتمع الدولي لمعالجة قضية تغير المناخ، خاصة أن المؤتمر يوفر منصة لتبادل المعرفة والابتكار والتعاون بشأن العمل المناخي من خلال الجمع بين القادة من كافة أنحاء العالم. واعتبر أن تصدر دولة الإمارات لعدد من المؤشرات العالمية للأمن الغذائي مؤخراً، دليلٌ على الالتزام الراسخ للدولة في توفير إمدادات الغذاء الكافية والغذاء الغني بالعناصر الغذائية لسكانها، فضلاً عن جهودها الاستباقية للحفاظ على معايير عالية في سلامة الغذاء وجودته.

بسؤاله حول جهود دولة الإمارات بشأن المساعدات الإنسانية والإغاثية للشعوب المتضررة من الكوارث الطبيعية كزلزال تركيا وسوريا الأخير؟ قال: «كانت الاحتياجات الإنسانية متفاقمة بالفعل في جمهورية سوريا العربية قبل الزلزال، وتشير التقييمات السريعة التي أجرتها «الفاو» للمناطق المتضررة من الزلازل إلى حدوث خلل هائل في الإنتاجية الزراعية والثروة الحيوانية، مما يهدد تحقيق الأمن الغذائي، وتشمل هذه الأضرار والخسائر التي لحقت بالماشية والمعدات الزراعية والبنية التحتية مثل البيوت الزراعية ومرافق الري والتخزين ومرافق إنتاج الأغذية والأعلاف وغيرها، كما ستواجه الأسر الريفية صعوبات للوصول إلى المدخلات الإنتاجية وتحمل تكلفتها بسبب اضطراب سلاسل الإمداد والصعوبات المالية لاستعادة احتياجاتهم الأساسية ودعم ذويهم».
وأضاف:«تسعى المنظمة للحصول على دعم الشركاء في الموارد من أجل تلبية احتياجات المعيشة العاجلة للأسر الريفية التي تقطن في المناطق التي ضربها الزلزال، وتلتزم المنظمة بدعم تقييمات الأثر على سبل العيش وقطاع الزراعة، مع التنفيذ المتزامن للتدخلات العاجلة من أجل دعم الأسر الزراعية المتضررة».

وتابع:«شاركت دولة الإمارات بنشاط في تقديم المساعدات الإنسانية والإغاثية للمتضررين من الكوارث الطبيعية في كافة أنحاء العالم، بما في ذلك الزلزال الأخير الذي ضرب تركيا وسوريا، ولدى الإمارات التزام قوي يدعم المحتاجين وقد رسخت مكانتها كشريك موثوق به في جهود الإغاثة الدولية، كما قدمت الإمارات على الفور مساعدات عاجلة استجابةً للزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا، وتشمل الإمدادات الطبية والغذاء والإيواء، إضافة إلى أنها عملت عن كثب مع المنظمات الدولية، مثل الأمم المتحدة والهلال الأحمر لتنسيق جهود الإغاثة وضمان وصول المعونة إلى الأشخاص الأكثر احتياجاً». وأكد أن جهود دولة الإمارات العربية المتحدة بشكل عام في تقديم المساعدات الإنسانية والإغاثية للمتضررين من الكوارث الطبيعية جديرة بالثناء، حيث أظهرت الإمارات التزاماً قوياً بالتخفيف من معاناة المتضررين من الكوارث، كما أنها لعبت دوراً مهماً في جهود الإغاثة الدولية.

العمل الجماعي
وحول المبادرة التي جمعت دولة الإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة الأميركية بشأن الزراعة الذكية مناخياً والنظم الغذائية، وكيفية مساهمتها في لجم أزمة تغير المناخ؟ أكد أن المبادرة تعكس أهمية العمل الجماعي، حيث يمكن أن يكون لتأثير التغير المناخي على الزراعة والمجتمعات الريفية تداعيات هائلة على الأمن الغذائي وسبل العيش والتنمية المستدامة، لافتاً إلى أن الشراكة بين الدولتين في الزراعة ونظم الغذاء الذكية مناخياً تعد خطوة إيجابية نحو مواجهة التحديات التي يفرضها تغير المناخ، ومن خلال تبادل المعرفة والخبرات والموارد يمكن للدول المنضمة للمبادرة لاحقاً العمل معاً لتعزيز الاستخدام المستدام للأراضي والحد من انبعاثات غازات الدفيئة، وتعزيز قدرة النظم الغذائية على الصمود أمام الصدمات ذات الصلة بتغير المناخ.
وشدد على أن نجاح المبادرة سيعتمد على التزام كافة الأطراف المعنية المشاركة وتعاونها، بما يشمل الحكومات والمجتمع المدني والقطاع الخاص، ومن الضروري أن تبذل الجهود لضمان أن تعود فوائد الزراعة والنظم الغذائية الذكية مناخياً بالنفع على المجتمعات المستضعفة، لاسيما في المناطق الأكثر تضرراً من آثار تغير المناخ. وأكد أن «الفاو» باعتبارها منظمة معنية بالزراعة المستدامة والتنمية الريفية، على أتم استعداد لدعم هذه المبادرة والعمل مع البلدان والشركاء في جميع أنحاء العالم، لتعزيز الزراعة ونظم الغذاء الذكية مناخياً، حيث تؤمن المنظمة بضرورة العمل الجماعي من أجل الحد من أزمة تغير المناخ وتتطلع إلى دعم الجهود لتحقيق هذا الهدف.

خطط مستقبلية
وعن خطط «الفاو» المستقبلية؟ أشار إلى أن لدى المنظمة أجندة طموحة للمستقبل، تتكون من 5 خطط وتهدف إلى تعزيز الزراعة المستدامة وتحسين الأمن الغذائي والحد من الفقر في كافة أنحاء العالم، وتتمثل أولى الخطط في تعزيز النظم الغذائية القادرة على تحمل آثار تغير المناخ، حيث تدرك المنظمة وجود حاجة ملحة للتصدي لتأثير تغير المناخ على النظم الغذائية والمجتمعات الريفية، كما تلتزم بالعمل مع الحكومات والمزارعين وغيرهم من الشركاء من أجل وضع ممارسات زراعية معنية بالقدرة على تحمل آثار تغير المناخ وتنفيذها، وتعزيز الاستخدام المستدام للأراضي ودعم إنشاء نظم غذائية قادرة على تحمل آثار تغير المناخ.
وبيّن أن الخطة الثانية تتمثل في تعزيز النظم الغذائية، إذ تعمل المنظمة على دعم عملية وضع نظم غذائية مستدامة وقادرة على التحمل يمكنها توفير غذاء مأمون ومغذٍ وميسور التكلفة للجميع، ويشمل تحقيق ذلك تعزيز ممارسات الزراعة المستدامة وتحسين سلامة الأغذية وجودتها ودعم صغار المزارعين، في حين تتمثل الخطة الثالثة في معالجة سوء التغذية، حيث تلتزم المنظمة بمعالجة كافة أشكال سوء التغذية، بما يشمل ذلك نقص التغذية وحالات النقص في المغذيات الدقيقة وزيادة الوزن والسمنة، كما تعمل على تعزيز الحميات الغذائية الصحية ودعم النظم الغذائية التي تقدم طعاماً صحياً ومغذياً وتعزيز مراقبة التغذية ونظم الرصد.
وأوضح أن الخطة الرابعة تتمثل في التصدي لفقدان التنوع البيولوجي، حرصاً من إدراك المنظمة لأهمية التنوع البيولوجي في الحفاظ على النظم الإيكولوجية الصحية وتعزيز الزراعة المستدامة، حيث تعمل على تعزيز الحفظ والاستخدام المستدام للتنوع البيولوجي في النظم الزراعية ودعم تطوير السياسات التي تعزز الزراعة المراعية للتنوع البيولوجي، لافتاً إلى أن الخطة الخامسة والأخيرة تتمثل في تمكين المجتمعات الريفية، في إطار التزام المنظمة بتمكين هذه المجتمعات في لعب دور نشط في رسم مستقبلها، حيث تعمل على تعزيز المساواة بين الجنسين ودعم رواد الأعمال الشباب ورفع قدرة المجتمعات الريفية على الصمود أمام الصدمات والضغوطات.
واختتم شكري أحمد حواره بالقول:«إن خطط «الفاو» المستقبلية تعكس التزام المنظمة بدعم الزراعة المستدامة وتحسين الأمن الغذائي والحد من الفقر في كافة أنحاء العالم، إيماناً بأن العمل مع الحكومات والمزارعين وغيرهم من الشركاء، يساهم في إحداث فرق حقيقي بحياة ملايين الأشخاص الذين يعتمدون على الزراعة لكسب عيشهم والحصول على طعامهم.

خدمات لوجستية
حول دور «الفاو» في إيصال مساعدات الإمارات إلى الدول المتضررة من الكوارث، وطبيعة التعاون الذي يجمع الدولة بالمنظمة؟ أكد شكري أحمد أن «الفاو» تلعب دوراً مهماً في تسهيل وتوصيل المساعدات من دولة الإمارات العربية المتحدة إلى البلدان المتضررة من كافة أنواع الكوارث، وتتمتع «الفاو» ودولة الإمارات بشراكة طويلة الأمد في تقديم المساعدة الإنسانية والإنمائية للمجتمعات المستضعفة في كافة أنحاء العالم، كما تعمل «الفاو» عن كثب مع الإمارات لضمان وصول المعونة إلى الجهات المستفيدة والمستهدفة في الوقت المناسب وبكفاءة، ويشمل ذلك تنسيق الخدمات اللوجستية وتسهيل التخليص الجمركي وضمان استيفاء المعونة لمعايير الجودة العالمية، بالإضافة إلى تعاون «الفاو» مع الإمارات في مجموعة من المبادرات المتعلقة بالأمن الغذائي والزراعة والتنمية الريفية، ويشمل ذلك دعم صغار المزارعين وتعزيز الممارسات الزراعية المستدامة ودعم النظم الغذائية في المجتمعات المستضعفة. وأشار إلى أن التعاون بين دولة الإمارات و«الفاو» يعد جزءاً مهماً من الجهود العالمية لمواجهة الأزمات الإنسانية وتعزيز التنمية المستدامة، ومن خلال العمل معاً، يمكن الاستفادة من الموارد والخبرات المشتركة، لإحداث فرق ملموس في حياة الأشخاص المتضررين من الكوارث وغيرها من المصاعب.

منصة عالمية
حول استضافة دولة الإمارات للدورة الثامنة والعشرين من مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ COP28؟ أثنى شكري أحمد على هذه الخطوة، معتبراً أن التزام دولة الإمارات بمعالجة قضية تغير المناخ أمر مشجع وجاء في الوقت المناسب، نظراً للحاجة الملحة إلى اتخاذ إجراءات عالمية للحد من تأثيره على أنظمة الغذاء والمجتمعات الريفية. وأوضح أن COP28 يعتبر فرصة مهمة لتعاون البُلدان وتعزيز جهودها لمعالجة مواجهة التحديات التي فرضها تغير المناخ، وتثبت قيادة دولة الإمارات في استضافة هذه الفعالية التزامها بالعمل مع المجتمع الدولي لمعالجة هذه القضية الحاسمة، حيث يوفر المؤتمر منصة لتبادل المعرفة والابتكار والتعاون بشأن العمل المناخي من خلال الجمع بين القادة من كافة أنحاء العالم. وأشار إلى أن «الفاو» بوصفها منظمة معنية بالزراعة المستدامة والتنمية الريفية، تدرك الدور المهم الذي يلعبه العمل المناخي في تعزيز الأمن الغذائي ودعم المجتمعات المستضعفة، وتتطلع إلى العمل مع دولة الإمارات وغيرها من الشركاء لدعم تنفيذ نظم الغذاء القادرة على تحمل آثار تغير المناخ ومبادرات التنمية الريفية في السنوات القادمة.

مبادرات هادفة
عن تبوؤ دولة الإمارات المرتبة الـ 23 في المؤشر الإجمالي للأمن الغذائي على المستوى العالمي، متقدمة 12 مرتبة مقارنة بنتائج عام 2021؟ أوضح أن هذا الإنجاز يعد دليلاً على التزام الإمارات بالتصدي لتحديات الأمن الغذائي وتعزيز التنمية المستدامة، حيث حظيت جهود الدولة في تعزيز الأمن الغذائي بتقدير محلي ودولي، وأطلقت في سبيل ذلك عدة مبادرات تهدف إلى تعزيز الزراعة المستدامة وزيادة إنتاج الغذاء وتحسين وصول المجتمعات المستضعفة إلى الغذاء، وتشمل إنشاء بنك الإمارات للطعام الذي يعمل على توزيع فائض المواد الغذائية على المحتاجين، وجهاز أبوظبي للرقابة الغذائية الذي يضمن الامتثال لمعايير سلامة الأغذية، كما خصصت الإمارات استثمارات كبيرة في مجال البحث والتطوير من أجل دعم الزراعة ونظم الغذاء المستدامة، مثل إنشاء المركز الدولي للزراعة الملحية (ICBA)، الذي يركز على وضع ممارسات زراعية مستدامة في مناطق انخفاض مستوى المياه ونسبة خصوبة التربة.

تصدر المؤشرات
حول تصدر الإمارات لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للمؤشر العالمي للأمن الغذائي 2022 – الصادر عن «إيكونوميست إيمباكت»؟ هنأ الدولة على إنجازها الاستثنائي في تصدر هذا المؤشر، معتبراً إياه دليلاً على الالتزام الراسخ للإمارات بضمان الأمن الغذائي لسكانها، فضلاً عن الجهود الاستباقية التي تبذلها لتحسين توافر الغذاء وجودته وسلامته.
وقال:«نجاح دولة الإمارات في احتلال المرتبة الأولى في مؤشر توافر الغذاء والمرتبة الثانية في مؤشر جودة الأغذية وسلامتها، يدل على أدائها القوي في ضمان توفير إمدادات الغذاء الكافية لسكانها، فضلاً عن جهودها للحفاظ على معايير عالية في سلامة الغذاء وجودته».
وأشار إلى أن «الفاو» تدرك أهمية الأمن الغذائي في دعم المجتمعات الصحية والقادرة على الصمود، حيث يعد إنجاز دولة الإمارات في تصدرها لمؤشر الأمن الغذائي العالمي علامة بارزة، وتتطلع المنظمة إلى العمل مع الإمارات لتعزيز الأمن الغذائي وجهود الاستدامة في السنوات القادمة.

المصدرن جريدة الاتحاد، شروق عوض (دبي) 4 ابريل 2023 02:03

عن هيئة التحرير

شاهد أيضاً

صندوق “مجرى” ينظم “خلوة الأثر” لتحفيز القطاع الخاص على تبني ممارسات المسؤولية المجتمعية

ودعم مسيرة التنمية المستدامة بالدولة عبدالله بن طوق: الإمارات تواصل ريادتها في تعزيز ممارسات المسؤولية …