تنطلق اجتماعات بون لتغير المناخ (SB58) لهذا العام غدا الإثنين، في مركز المؤتمرات العالمي بمدينة بون، بألمانيا.
المصدر، موقع العين الإخبارية، أحمد شوقي العطارالأحد 2023/6/4 11:28 ص بتوقيت أبوظبي
وتسعى الاجتماعات لمناقشة وإعداد القرارات الرئيسية وتجهيزها للعرض على الدول الأطراف في مؤتمر الأمم المتحدة بشأن تغير المناخ COP28، المقرر عقده في دولة الإمارات العربية المتحدة في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، وذلك من أجل اعتمادها.
ستمهد نتيجة اجتماعات الهيئات الفرعية التابعة لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ، والمعروفة باسم SB58، المسرح للمفاوضات في COP28، مما يمنح مؤشرًا على ما يجب أن يحدث في الأشهر التي تسبق تلك المفاوضات المحورية بين الأطراف.
المدير العام لمكتب “COP28”: الإمارات تسعى لقمة مؤثرة “تغير قواعد اللعبة”
أمين عام أوبك: “COP28” فرصة لمعالجة تحديات الطاقة وتغير المناخ
يترأس اجتماعات بون، رؤساء الهيئات الفرعية التابعة لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، وهما الهولندي هاري فرولز، رئيس الهيئة الفرعية للمشورة العلمية والتكنولوجية، والباكستاني نبيل منير، رئيس الهيئة الفرعية للتنفيذ التابعة لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ.
وفي بيان صادر عن الأمانة العامة للأمم المتحدة للمناخ، يوم الخميس الماضي، قال الدكتور سلطان الجابر، الرئيس المعين لـ COP28: “تعتبر جلسات بون القادمة حاسمة في تشكيل نتائج هادفة وعملية ومؤثرة في COP28”.
وتابع: “بصفتنا الرئاسة القادمة، سنضمن رئاسة عادلة وشاملة وشفافة توفر مساحة لجميع الأطراف للتوصل إلى توافق في الآراء عبر جدول الأعمال بأكمله. وهذا يشمل جعل التمويل المتعلق بالمناخ أكثر توافرا، ويسهل الوصول إليه، ومضاعفة تمويل التكيف، وتفعيل صندوق الخسائر والأضرار، ومضاعفة قدرة الطاقة المتجددة العالمية ثلاث مرات بحلول عام 2030؛ ووضع الشباب والطبيعة والصحة في قلب التقدم المناخي”.
وأضاف الجابر: “نعرب عن دعمنا الكامل لرؤساء الهيئات الفرعية وندعو جميع الأطراف إلى ضمان تحقيق أكبر قدر ممكن من التقدم عبر جميع المسارات”.
ما هي اجتماعات بون؟
تأسست اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ UNFCCC كأول معاهدة دولية بشأن تغير المناخ، فـي عـام 1992، وكان هدفها هو ”تثبيـت تركيزات غازات الدفيئة فـي الغـلاف الجـوي عنـد مسـتوى يحول دون تدخل خطير مـن جانب الإنسان فـي النظام المناخي“.
لدى اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ عدد من الهيئات الحاكمة وتلك الهيئات تحل محل صانع القرار الأعلى لمختلف المعاهدات الملحقة، كبروتوكول كيوتو واتفاقية باريس.
“COP” هـي هيئـة صنع القرار للاتفاقية الإطارية، بينما “CMP” هـي هيئة صنع القرار لبروتوكول كيوتو، و”CMA” هي هيئة صنع القرار الاتفاقية باريس.
تعقد الأمم المتحدة للمناخ 3 مؤتمرات سنوية لكل من COP وCMP وCMA في نفس الوقت نهاية كل عام، تعرف جميعها بـ”COP”.
“COP” هو الاسم الشائع المستخدم للترويج لهذه المؤتمرات، ولكن الاسم الفعلي للاجتماعات يشمل جميع الاختصارات الثلاثة مثال: COP28/ CMP18/CMA5.
تحدد الاتفاقية أيضًا كل ما يتعلق بالهيئات الفرعية التي تساعد الهيئات الرئيسية والأجهزة الرئاسية فـي مختلـف القضايـا.
تعتبر مهمة الهيئة الفرعية للمشورة العلمية والتكنولوجية SBSTA مرتبطة بالتنفيذ والعمـل المنهجـي تحـت كل مـن COP وCMA وCMP، وتعـزيز التعاون في مجال البحث والمراقبة المنهجية للنظام المناخي.كما أن مهمة الهيئة الفرعية للتنفيذ SBI هي دعم جميع قضايا التنفيذ تحت كل من COP وCMA وCMP باستخدام ما يعرف بأدوات أو آليات التنفيـذ مثـل الشـفافية، والتخفيـف، والتكيـف، والتمويل. وتهدف بشكل أساسي لتعزيز طموح الأطراف فـي جميع جوانب جدول أعمالها.
تجتمع الهيئة الفرعية للتنفيذ والهيئة الفرعية للمشورة العلمية والتكنولوجية مرتين سنويا، مرة في يونيو/حزيران بمدينة بون بألمانيا مقر الأمانة العامة للاتفاقية، ومرة أخرى في نهاية العام بالتزامن مع اجتماعات COP في الدولة المستضيفة للمؤتمر.
يمهد اجتماع الهيئات الفرعية (SB 58) في بون هذا العام الطريق لمؤتمر الأطراف الثامن والعشرين في دبي، ويمثل فرصة مهمة لقياس التقدم ودفع نقاط العمل الرئيسية التي تعالج التحديات المختلفة، في الفترة التي تسبق مؤتمر COP28 وما بعده.
أجندة عمل اجتماعات بون
ستشمل اجتماعات بون مجموعة من القضايا الهامة، وفق ما أكده الأمين التنفيذي لتغير المناخ في الأمم المتحدة، سيمون ستيل، في البيان الصادر اليوم عن الأمانة العامة.
وقال ستيل إن المرحلة الفنية للتقييم العالمي ستختتم في مؤتمر بون، وستكون بداية للمرحلة السياسية التي ستعمل على تحقيق نتيجة قوية لعملية التقييم الأولى في COP28.
وأكد ستيل أن المهمة الرئيسية الأخرى في اجتماعات بون تتمثل في إعداد قرارات لتفعيل صندوق الخسائر والأضرار الجديد وترتيبات التمويل لعرضها على الأطراف في COP28، إلى جانب قرار بشأن مضيف شبكة سانتياغو بشأن الخسائر والأضرار.
وأضاف ستيل: “ستتطرق العديد من الأحداث إلى التمويل المتعلق بالمناخ، ولا سيما توفير الدعم المالي الكافي والذي يمكن التنبؤ به للبلدان النامية للعمل المناخي، بما في ذلك الهدف الكمي الجماعي الجديد المتعلق بتمويل المناخ. وستتمثل القضايا المهمة الأخرى في زيادة الشفافية والمساءلة في العمل المناخي وتقليل الآثار التي يخلفها تغير المناخ على قطاعي الزراعة والأمن الغذائي”.
فيما يخص التفاصيل، أصدرت الأمانة العامة للأمم المتحدة للمناخ مذكرة تفصيلية حول أجندة عمل اجتماعات بون، اطلعت “العين الإخبارية” على نسخة منها، تحدد البنود التي سيتم مناقشتها خلال الاجتماعات، وكل التفاصيل المتعلقة بها، وعلى رأسها التقييم العالمي والتخفيف والتكيف والخسائر والأضرار.
العلم وتقييم التقدم
اعترفت الأطراف مراراً بأهمية العلوم المتاحة في دفع العمل المناخي الفعال ورسم السياسات، وكما هو الحال في الدورات السابقة، سيكون العلم مركزيًا في الدورة الثامنة والخمسين للهيئة الفرعية في بون، وفق المذكرة الصادرة عن الأمانة العامة.
ذلك من خلال العمل على البحث والمراقبة المنهجية، والتعاون مع الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC)، وفي سياق تقييم التقدم الذي يتم إجراؤه كجزء من المرحلة الأولى للتقييم العالمي بموجب اتفاقية باريس.
ستساعد النتائج التي توصل إليها العلم في إثراء عمل الهيئات الفرعية ودعمه عبر الأحداث وبنود جدول الأعمال.
على جانب آخر، ستعقد اللجنة رفيعة المستوى للتقييم العالمي، في بون، اجتماعها الثالث والأخير للحوار التقني بشأن التقييم العالمي، وسيناقش المفاوضون النتائج النهائية لهذه العملية.
في الحوار التقني الثالث، من المتوقع أن يحدد المفاوضين بوضوح ما هو مطلوب لسد الفجوة بين ما نحن فيه وما يجب أن نكون.
سيمكن ذلك الأطراف من إعادة معايرة الطموح بشكل جذري وإظهار التزام سياسي رفيع المستوى بحلول مناخية تحويلية، مثل الحد من انبعاثات الميثان، والحفاظ على الغابات الاستوائية، والنشر السريع لتقنيات الطاقة المتجددة لإزالة الكربون من الشبكات الكهربائية، بطريقة عادلة ومنصفة.
ووفق مذكرة الأمم المتحدة، أعد الميسران المشاركان للحوار التقني تقريراً موجزاً عن الاجتماع الثاني ومذكرة بشأن الاجتماع الثالث.
نوقشت كلتا الوثيقتين خلال المشاورات غير رسمية التي عقدت في 12 أبريل/نيسان و10 مايو/أيار 2023 مع الأطراف وأصحاب المصلحة من غير الأطراف على التوالي.
علاوة على ذلك، قدمت الأطراف وأصحاب المصلحة من غير الأطراف ووكالات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى بيانات لمناقشتها في الاجتماع الثالث.
من شأن المفاوضات الناجحة في بون أن تضع الأساس للحكومات والرؤساء التنفيذيين والباحثين وأصحاب المصلحة الآخرين لإنهاء COP28 برؤى محددة وقابلة للتنفيذ حول الخطوات التالية التي يمكنهم اتخاذها لتحقيق الأهداف الجماعية لاتفاق باريس.
التكيف
ستنظر الأطراف خلال اجتماعات بون في أربعة بنود من جدول الأعمال تتعلق بالتكيف.
يتمثل البند الأول في برنامج عمل غلاسكو- شرم الشيخ بشأن الهدف العالمي للتكيف، والذي يهدف إلى زيادة الطموح بشأن التكيف من خلال تأطيره على أنه “تحد عالمي” ذي “أبعاد دولية”.
وبالإضافة إلى ذلك، ستعقد حلقة العمل السادسة في إطار برنامج عمل غلاسكو- شرم الشيخ بشأن الهدف العالمي للتكيف.
أما البند الثاني فيتعلق باستعراض التقدم المحرز والفعالية والأداء الذي أحرزته لجنة التكيف في إطار البنود المشتركة للهيئة الفرعية للتنفيذ.
توفر اللجنة القيادة وتعزز اتساق العمل بشأن التكيف بموجب الاتفاقية الإطارية واتفاق باريس، وقد قدمت على مر السنين إرشادات وأدوات ومنتجات معرفية رئيسية لتعزيز التكيف.
كان من المقرر أن يستعرض مؤتمر الأطراف 27 التقدم المحرز في اللجنة وفعاليتها وأدائها، وهو ما لم يحدث، وتم الاتفاق على أن العمل سيستمر في مفاوضات بون هذا العام.
يتعلق البند الثالث بتقييم التقدم المحرز في برنامج عمل نيروبي في إطار الهيئة الفرعية للمشورة العلمية والتكنولوجية.
يعمل برنامج عمل نيروبي (NWP) كمركز للمعرفة والعمل في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ بشأن التكيف والقدرة على الصمود من خلال شراكات مع أكثر من 460 منظمة، بما في ذلك الشركاء العالميون والإقليميون، ومجموعات من الخبراء والجامعات ومؤسسات البحث.
أقرت الدورة 56 للهيئة الفرعية للمشورة العلمية والتكنولوجية بالدور الهام الذي يضطلع به برنامج العمل الوطني في سد الفجوات المعرفية من أجل تيسير توسيع نطاق إجراءات التكيف في البلدان.
يشمل البند الرابع المسائل المتعلقة بأقل البلدان نموا في إطار الهيئة الفرعية للتنفيذ، حيث أن بناء القدرة على التكيف أمر بالغ الأهمية بالنسبة لتلك البلدان.
ويقوم فريق الخبراء المعني بأقل البلدان نموا بتنفيذ العديد من الأنشطة، مثل وضع مشاريع تكيف لأقل البلدان نموا للحصول على التمويل من الآلية المالية بموجب الاتفاقية واتفاق باريس وكذلك من مصادر أخرى.
ويضطلع فريق الخبراء أيضا بعدة أنشطة كلفت بها هيئة أسواق الأطراف في اتفاق باريس، بعضها بالاشتراك مع فريق الخبراء.
في مؤتمر الأطراف 27 اعتمد مشروع النظام الداخلي لفريق الخبراء المعني بأقل البلدان نموا.
وفي الدورة 58 للهيئة الفرعية للتنفيذ، في بون، سيقدم فريق الخبراء تقريرا عن مجهوده في تنفيذ برنامج عمله المتجدد لمدة عامين.
الخسارة والضرر
ستنظر الأطراف في بند واحد من شقين، يتعلق بالخسائر والأضرار في الدورة الثامنة والخمسين للهيئة الفرعية للتنفيذ.
يتعلق الشق الأول بترتيبات التمويل الجديدة والصندوق، والثاني بمصير شبكة سانتياغو للخسائر والأضرار.
في الدورة السابعة والعشرين لمؤتمر الأطراف بشرم الشيخ، اتخذت الحكومات قرارًا رائدًا بإنشاء ترتيبات تمويل جديدة وصندوق لمساعدة البلدان النامية في الاستجابة للخسائر والأضرار.
شكلت الأطراف لجنة انتقالية لتقديم توصيات حول كيفية تفعيل كل من ترتيبات التمويل الجديدة والصندوق الذي أنشئ في شرم الشيخ.
وسيركز حوار غلاسكو الثاني، المقرر عقده في الدورة الثامنة والخمسين للهيئة الفرعية للتنفيذ في بون، على تفعيل ترتيبات التمويل الجديدة للاستجابة للخسائر والأضرار والصندوق، وذلك وفق توصيات اللجنة الانتقالية وحوار غلاسكو الأول.
فضلاً عن زيادة الدعم إلى أقصى حد من ترتيبات التمويل القائمة ذات الصلة، من بين أمور أخرى، بالاستجابة للخسائر الاقتصادية وغير الاقتصادية، والظواهر البطيئة الحدوث والظواهر الجوية المتطرفة.
تتطلع الهيئات الفرعية إلى إحراز تقدم في بون نحو تحقيق نتائج ناجحة بشأن ترتيبات تمويل الخسائر والأضرار في الدورة الثامنة والعشرين لمؤتمر الأطراف بدبي.
جدير بالذكر أن اللجنة الانتقالية بشأن تفعيل ترتيبات التمويل والصندوق الجديد للاستجابة للخسائر والأضرار، عقدت اجتماعها الثاني في الفترة من 25 إلى 27 مايو/أيار في بون، ألمانيا.
ومن المقرر عقد ما مجموعه أربعة اجتماعات للجنة الانتقالية هذا العام، على أن يعقد الاجتماع الثالث في الفترة من 29 أغسطس/آب إلى 1 سبتمبر/أيلول 2023 في مكان لم يتحدد بعد.
فيما يخص الشق الثاني، اتفقت الأطراف على الترتيبات المؤسسية لتشغيل شبكة سانتياغو من أجل تحفيز المساعدة التقنية للبلدان النامية المعرضة بشكل خاص للآثار الضارة لتغير المناخ.
تم إنشاء شبكة سانتياغو بشأن الخسائر والأضرار (SNLD) في COP25 ، كجزء من آلية وارسو الدولية.
تهدف شبكة سانتياغو لتفادي وتقليل ومعالجة الخسائر والأضرار المرتبطة بالآثار الضارة لتغير المناخ، وربط الدول المعرضة للخطر بمقدمي المساعدة التقنية والمعرفة والموارد لمعالجة مخاطر المناخ.
ستركز اجتماعات بون على تشغيل شبكة سانتياغو، وهو ما يعني إيجاد مقر رئيسي لها.
أصدرت أمانة اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ دعوة لتقديم مقترحات لاستضافة أمانة شبكة سانتياغو، وعقدت اجتماعا لفريق خاص بتقييم المقترحات، ودعمته في إعداد تقرير يتضمن قائمة مختصرة بالمقترحات التي تفي بالمعايير.
سيكون التقرير متاحًا للنظر فيه قبل الدورة الثامنة والخمسين للهيئة الفرعية في بون.
من المتوقع أن توصي الدورة الثامنة والخمسون للهيئة الفرعية بمشروع يتضمن اقتراح واحد لاستضافة أمانة شبكة سانتياغو، ومن ثم تقديمه إلى الأطراف في COP28، لاتخاذ القرار النهائي بشأن هذه المسألة.
التخفيف
يعد عام 2023 عاما حاسما للتصدي لتغير المناخ، على النحو المبين بوضوح في التقييم السادس المتعلق بتغير المناخ الصادر عن الفريق الحكومي الدولي المعني بتغير المناخ، بما في ذلك الجهود بشأن التخفيف.
يتطلب الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري إلى 1.5 درجة مئوية تخفيضات سريعة وعميقة ومستدامة في انبعاثات غازات الدفيئة العالمية بنسبة 43 في المائة بحلول عام 2030 مقارنة بمستوى عام 2019.
تحتاج الأطراف إلى زيادة جهودها بشكل عاجل للحد بشكل جماعي من الانبعاثات من خلال تسريع العمل وتنفيذ تدابير التخفيف المحلية وفقا لاتفاق باريس.
يشكل طموح شرم الشيخ وبرنامج العمل المتعلق بالتخفيف من آثار تغير المناخ وتنفيذه، الذي وضع في غلاسكو، جزءا أساسيا من هذا الجهد الجماعي.
أنشأت الدورة الثالثة لمؤتمر الأطراف العامل بوصفه اجتماع الأطراف في بروتوكول كيوتو برنامج عمل لزيادة طموح التخفيف وتنفيذه على وجه السرعة في هذا العقد الحرج.
ستنظر اجتماعات بون في التقدم المحرز في هذا البرنامج، بما في ذلك النتائج الرئيسية والفرص والعوائق، بهدف التوصية بمشروع مقرر للنظر فيه واعتماده من قبل مؤتمر أطراف باريس في كل دورة من دوراته، بداية من COP28.
في المشاورات الرابعة المتعددة الأطراف، التي عقدتها رئاسة COP27 والرئاسة القادمة لمؤتمر الأطراف COP28، كجزء من مشاوراتها غير الرسمية، في 9 مايو/أيار، أتيحت للأطراف فرصة لتبادل الآراء بشأن العناصر الرئيسية لنتائج التخفيف المتوقعة في COP28، لدفع طموح العمل في هذا العقد الحاسم.
قدمت الأطراف اقتراحات بناءة حول كيفية تنفيذ برنامج العمل بطريقة موجهة نحو الحلول وكيف يمكن تسهيل تحقيق النتائج على أرض الواقع، وسوف تناقش هذه الاقتراحات من قبل لجنة برنامج العمل في بون.
كما قرر مؤتمر الأطراف العامل في دورته الرابعة، بوصفه اجتماع الأطراف في اتفاقية باريس، إجراء حوارين عالميين على الأقل كل عام، كجزء من برنامج العمل الخاص بالتخفيف، على أن يُعقد أحدهما قبل الاجتماعات العادية الأولى للهيئات الفرعية لهذا العام في بون، اعتبارًا من الدورة الثامنة والخمسين للهيئة الفرعية.
ستنظم الأمانة أول هذه الحوارات العالمية في الفترة من 3 إلى 4 يونيو/حزيران بتوجيه من الرئيسين المشاركين لبرنامج العمل، وهما السفيران عمرو أسامة عبد العزيز (مصر) ولولا فاليجو (فرنسا).
تهدف الحوارات إلى تيسير التبادل المركز لوجهات النظر والمعلومات والأفكار، فضلاً عن المشاركة الفعالة والتفاعل بين الأطراف وأصحاب المصلحة غير الأطراف ذوي الصلة.
كما دُعيت الأطراف والمراقبون وغيرهم من أصحاب المصلحة من غير الأطراف إلى تقديم آرائهم بشأن الفرص وأفضل الممارسات والحلول القابلة للتنفيذ والتحديات والحواجز ذات الصلة بمواضيع الحوار العالمي قبل أربعة أسابيع من انعقاده.
وسيعقب الحوار العالمي الأول، تنظيم أول حدث يركز على الاستثمار في 5 يونيو/حزيران.
كما ستعمل الأطراف في بون على استعراض وتقييم منتصف المدة لبرنامج عمل المنتدى المعني بأثر تنفيذ تدابير الاستجابة ومبادرة KCI التابعة له.
تشدد مذكرة الأمانة العامة على الانتهاء من استعراض منتصف المدة بأسرع ما يمكن في هذه الدورة، حتى يتسنى للمنتدى أن يشرع في عملية استعراض وظائفه وبرنامج عمله وطرائقه.
سيعقد المنتدى ورشة عمل في 5 يونيو/حزيران، أثناء الدورة، تهدف إلى تحديد الاستراتيجيات ذات التوجه القطري وأفضل الممارسات بشأن الانتقال العادل للقوة العاملة وإيجاد العمل اللائق والوظائف الجيدة وبشأن التنويع الاقتصادي والتحول، مع التركيز على التحديات والفرص من تنفيذ سياسات واستراتيجيات انبعاثات غازات الاحتباس الحراري المنخفضة نحو تحقيق التنمية المستدامة.
بنود أخرى تناقشها اجتماعات بون
سيناقش المفاوضون في بون أيضًا، برنامج العمل المشترك الجديد الذي أقر في شرم الشيخ العام الماضي، بشأن تنفيذ العمل المناخي المتعلق بالزراعة والأمن الغذائي SSJW.
يعد البرنامج استمرارا لعمل برنامج كورونيفيا المشترك بشأن الزراعة (KJWA) وهو الآلية الرسمية الوحيدة التي من خلالها ينظر مفاوضو الأمم المتحدة في تأثير المناخ على الغذاء والزراعة.
سينظر المفاوضون في بون في الطلبات ويوافقون على خطة عمل لتوجيه تنفيذ برنامج كورونيفيا والمساعدة في مراقبة التقدم في السنوات الأربع المقبلة، على أن يتم إطلاق خطة العمل في COP28.
ستقيم اجتماعات بون العناصر الرئيسية المقترحة لخطة العمل والدعوة لعقد ورشة عمل بين الدورات لمواصلة العمل على الخطة قبل COP28.
سيعمل المفاوضون أيضًا على أن يشمل SSJW النظم الغذائية، والإيكولوجيا الزراعية، وإنتاج الأغذية المائية، وتغييرات استخدام الأراضي، والأنظمة الغذائية الصحية من النظم الغذائية المستدامة كموضوعات مستقبلية للمناقشة.
المحيط والمناخ
كما تشهد اجتماعات بون الحوار الثاني حول المحيط والمناخ، وستناقش الدول الأعضاء السبل التي يمكن أن تكون بها قضايا المحيطات أكثر بروزًا في المناقشات المناخية.
سيشمل الحوار “استعادة النظام البيئي الساحلي بما في ذلك الكربون الأزرق”، و”مصايد الأسماك والأمن الغذائي”، تمهيدًا لاتخاذ إجراءات بشأن الأهداف المتعلقة بها في COP28.
تتمثل هذه الأهداف في أنه بحلول عام 2030، توفر المحيطات شريان حياة عادلًا لـ500 مليون شخص على الخطوط الأمامية لتغير المناخ، في شكل إنتاج غذائي مرن، وتعزيز فرص كسب العيش والسيطرة على المناخ العالمي.
سيكون COP28 منبرًا للبلدان لتكثيف النظر في المحيطات والغذاء الأزرق في مساهماتها بموجب اتفاقية باريس.
كما سيتم الدعوة في مفاوضات بون إلى اتباع مناهج مبتكرة عالية النزاهة لتوسيع نطاق أسواق الكربون على مستوى المحلي والإقليمي والدولي.
على وجه التحديد، سوف تستمر المفاوضات حول المادة 6 من اتفاقية باريس، والتي تحدد الطرق التي يمكن أن تتعاون بها البلدان طواعية لتقليل الانبعاثات، وتوليد الاستثمار، ودعم التنمية المستدامة.
تحتاج البلدان إلى ضمان تفعيل المادة 6 بطريقة عالية النزاهة والإنصاف والشفافية، ولا تستبعد استخدام ائتمانات حلول المناخ الطبيعي عالية الجودة.
يمكن لأسواق الكربون عالية النزاهة تقديم دعم كبير لتوسيع نطاق حلول المناخ الطبيعي، بما في ذلك الحفاظ على الغابات الاستوائية.
https://al-ain.com/article/bonn-conference-cop28-analysis