رئيس استراتيجية النمو في «آسيا والمحيط الهادي» لـ«الاتحاد»:
رؤية الإمارات تصنع تغييراً نوعياً في المجالات الاستراتيجية المناخية
مؤتمر المناخ منصة لإثبات سنوات طويلة من العمل البيئي الاماراتي
أكدت ليلى مصطفى عبد اللطيف، رئيس استراتيجية النمو في مجموعة آسيا والمحيط الهادي الـ25، والمدير العام لجمعية الإمارات للطبيعة، أن استضافة الإمارات للدورة الـ28 من مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ «COP28»، تُعد فرصة كبيرة لبناء إرث باقٍ من خلال دفع طموح عالمي أكبر للعمل المناخي، والتفاوض بشأن اتفاقية المناخ لهذا العقد، كما تمثل منصة لإثبات سنوات طويلة من العمل البيئي المحلي، وبناء مصداقية التزام الإمارات نحو الاستدامة بين المجتمع الدولي.
أشارت ليلى عبد اللطيف إلى أن رؤية الإمارات تصنع تغييراً نوعياً حقيقياً في المجالات الاستراتيجية ذات الصلة بـ«COP28»، مثل النمو الهائل واعتماد الطاقة المتجددة، وتنفيذ الحلول المستندة إلى الطبيعة لتعزيز خطط التخفيف من آثار تغير المناخ، وتعزيز التنوع البيولوجي، وتقديم العديد من الفوائد للمجتمع، بالإضافة إلى ظهور قطاعات جديدة مثل تمويل التكيف – حيث سيساعد التنفيذ المحلي لتلك المبادرات على دفع الحوار العالمي إلى الأمام.
وبيّنت في حوار مع «الاتحاد»، أن عام 2023 سيكون عاماً حاسماً في عقد العمل المناخي، حيث هناك زيادة كبيرة في الاهتمام والطموح المناخي في دولة الإمارات مع اقتراب المؤتمر، مشيرة إلى استمرارية جمعية الإمارات للطبيعة في تنفيذ العديد من الخطط والبرامج والمشاريع المهمة التي تعزز أجندة الاستدامة في دولة الإمارات، ومنها الحلول المستندة إلى الطبيعة والتي تتماشى مع استراتيجية الدولة لمؤتمر المناخ «COP28»، و«تحالف الإمارات للعمل المناخي» الذي يواصل اكتساب زخم كبير لإزالة الكربون في فترة الاستعداد للمؤتمر وما بعده.
وحول أهم التحديات التي تواجهها البيئة المحلية، والمشاريع والمبادرات التي أطلقتها الجمعية لدحر التحديات، أكدت أن الإمارات حالها حال دول العالم جمعاء في مواجهة التحديات البيئية، وأبرزها تأثيرات التغير المناخي، والاستخدام المفرط للطاقة، والأمن المائي والغذائي، وفقدان الطبيعة والتنوع البيولوجي، مشيرة إلى عمل جمعية الإمارات للطبيعة طوال الـ22 عاماً الماضية، على تنفيذ العديد من المبادرات والبرامج التي تهدف إلى الحفاظ على البيئة والحد من التحديات التي تواجهها المنطقة، بالتعاون مع الجهات الحكومية والقطاع الخاص والأفراد.
حلول الطبيعة
أوضحت ليلى عبد اللطيف أن مشاريع الجمعية ترتكز على مجالات عدة، كالطبيعة والحياة الفطرية والاقتصاد الأخضر والعمل المناخي والأمن المائي والغذائي وحشد المجتمع المدني، حيث يركز مشروع الحلول المستندة إلى الطبيعة على حماية واستعادة وإدارة النظم البيئية الساحلية، بما في ذلك أشجار القرم والأعشاب البحرية والمستنقعات المالحة، باعتباره أحد الحلول الأساسية المستندة إلى الطبيعة لتعزيز التخفيف من تغير المناخ، وتعزيز التنوع البيولوجي، وتقديم الفوائد للمجتمع من خلال الفرص التي يقدمها التمويل المختلط لدعم حماية النظام البيئي، والكربون الأزرق، والسياحة البيئية، والأمن الغذائي وغيرها.
أما «تحالف الإمارات للعمل المناخي»، وهو الأول من نوعه في الشرق الأوسط، فيهدف إلى دعم تحقيق أهداف مبادرة الإمارات الاستراتيجية لتحقيق الحياد المناخي، وذلك أثناء التحضيرات الفعالة لمؤتمر المناخ «COP28» بمزيد من التركيز على مشاريع وأنشطة ما بعد المؤتمر لضمان تحقيق التأثير الفعال المطلوب، كما تشمل أهداف التحالف بناء القدرات وتوفير الأدوات اللازمة لتحقيق أهداف واضحة للحياد المناخي وتنشيط العمل بإعلان مراكش للعمل المناخي العالمي، وإشراك وتعاون الجهات المؤثرة الحكومية وغير الحكومية إلى جانب تقديم الرؤى المختلفة، والحلول المناسبة من قبل الجهات المؤثرة غير الحكومية، لوضع أهداف قابلة للتحقيق وقائمة على الأبحاث العلمية والتي سيتم اقتراحها فيما بعد على الجهات الحكومية المعنية ليتم دمجها في السياسات المطبقة. في حين يقوم مشروع «المجتمعات المرنة والمستدامة» على استكشاف الحلول لاستعادة الوصول إلى المياه العذبة وإدخال تقنيات إدارة المياه الحديثة، ويهدف إلى تعزيز الزراعة المستدامة والحفاظ على التنوع البيولوجي من خلال تنفيذ مبادئ الزراعة الإيكولوجية.
الاستدامة والمناخ
حول أهم خطط الجمعية، خلال العام الجاري الذي يتزامن مع عام الاستدامة واستضافة الإمارات لـCOP28، أكدت المدير العام لجمعية الإمارات للطبيعة، على الاستمرارية في تنفيذ العديد من الخطط والمشاريع المهمة التي تعزز أجندة الاستدامة في الدولة، ومنها الحلول المستندة إلى الطبيعة والتي تتماشى مع استراتيجية الدولة لمؤتمر المناخ والتي تركز على معالجة العلاقة المزدوجة بين المناخ والطبيعة، فبينما يتجه العالم نحو التنويع الاقتصادي الذكي منخفض الكربون، تتطلع الجمعية إلى العمل مع أصحاب المصلحة لتقديم الحلول، وزيادة رأس المال وإدراج الحلول المستندة إلى الطبيعة في الاتجاه السائد؛ بهدف تسريع التأثير الإيجابي للمناخ والطبيعة والناس في عام «COP28» وما بعده، إضافة إلى مواصلة العمل بـ«تحالف الإمارات للعمل المناخي»، والذي يُعد مسرّعاً للسباق نحو الصفر، وهي الحملة العالمية التي يقودها أبطال الأمم المتحدة رفيعو المستوى لتغير المناخ والتي تحشد الجهات الفاعلة غير الحكومية لبناء الزخم حول إزالة الكربون، وتلزم الأعضاء بخفض الانبعاثات إلى النصف بحلول عام 2030.
آسيا والمحيط الهادي
حول أهم المنجزات التي تم تحقيقها في توسيع نطاق جهود دولة الإمارات في التخفيف من أزمة تغير المناخ وتحديات التنوع البيولوجي، والحلول المناخية المطورة التي تم التركيز عليها، أوضحت أن مجموعة آسيا والمحيط الهادي الـ25، هي: شبكة مؤلفة من 25 مكتباً من مكاتب الصندوق العالمي للطبيعة، تهدف إلى تمكين النمو وفرص الابتكار التي تعزز نتائج جهود الحفاظ على الطبيعة، بالإضافة إلى تحقيق Zero Extinction التي تحدد وتحمي الأنواع الرئيسية من الانقراض من خلال عكس التهديدات، مثل التلوث البلاستيكي والنظام البيئي، كما تنتهج أحدث الأساليب العلمية للتصدي للتغير المناخي.
الاقتصاد الدائري
أشارت المدير العام لجمعية الإمارات للطبيعة، إلى أن أهم مبادرات الجمعية تتمثل في مجلس الاقتصاد الدائري والذي بدأ بتوقيع خطاب نوايا لائتلاف مجموعة من الجهات الحكومية والمنظمات غير الحكومية وشركات القطاع الخاص المحلية والعالمية، حيث يستهدف القضاء على إشكالية التلوث بالنفايات البلاستيكية من مواد التغليف والتعبئة، وتعزيز تطبيق منظومة الاقتصاد الدائري، والإنتاج والاستهلاك المستدامين، بالإضافة إلى مبادرة «قادة التغيير» والتي تهدف إلى رفع مستوى وعي المجتمع، وإتاحة الفرصة للجمهور للمشاركة الفعلية الفعالة في المشاريع العلمية.
توفير 30 % من المياه العذبة المستخدمة في الري في «وادي شيص»
عن أهم المنجزات التي حققتها جمعية الإمارات للطبيعة، مؤخراً، قالت ليلى عبداللطيف: «الجمعية تعمل ضمن شبكة الصندوق العالمي للطبيعة، ولكنها جمعية إماراتية محلية، وتتمتع بمجلس إدارة إماراتي، وتركز مشاريعها على البيئة والتراث المحلي، وفي الوقت نفسه تعمل مع الشركاء على المستوى العالمي، مما يؤهلها لنقل الخبرات والمعارف بين الإمارات والعالم، كما تحرص الجمعية على التماشي مع الاستراتيجيات العالمية لضمان تحقيق تأثير على المستوى العالمي أيضاً، ومن الأمثلة على المنجزات تنفيذها للحملة العالمية (ساعة الأرض) كل عام داخل الدولة، والمشاركة في التقرير العالمي الخاص بمشكلة الغذاء». وأشارت إلى أن أهم منجزات الجمعية على المستوى المحلي تمثلت في إطلاق استراتيجية خاصة لإشراك الشباب في COP28 بالتعاون مع هيئة البيئة -أبوظبي، والنجاح بتوفير 30 % من المياه العذبة المستخدمة في الري في «وادي شيص»، وذلك بعد تدريب 100% من المزارعين على استخدام الأساليب الحديثة الموفرة للمياه، وتجديد وتأهيل الفلج التراثي بالقرية، وترسيم 783م من الموائل الساحلية لتحديد الأماكن التي تتطلب حماية رسمية على شواطئ الإمارات الشمالية، بالإضافة إلى انضمام 3000 عضو حتى الآن إلى برنامج «قادة التغيير»، وهو أول مبادرة رقمية في دولة الإمارات تجمع أفراد المجتمع المدني وتوحدهم نحو هدف واحد، وهو العمل من أجل الطبيعة.
التكيف مع المناخ
بيّنت ليلى عبداللطيف، أن استراتيجية المجموعة تُعد الأهم في التكيف مع المناخ والمرونة من خلال التركيز على الطبيعة، وقد تم الاعتراف بالحلول المستندة إلى الطبيعة من قبل اتفاقيات مختلفة كاستراتيجية رئيسية للمساعدة في التخفيف من حدة المناخ والتكيف معه، ويتماشى ذلك مع استراتيجية COP28 لدولة الإمارات العربية المتحدة، حيث يتم التركيز على العلاقة بين المناخ والطبيعة، كما تتماشى مع الهدف الوطني لحماية %30 من التنوع البيولوجي بحلول عام 2030، ومعترف به باعتباره التزاماً لا يتجزأ من المساهمات المحددة وطنياً في الإمارات، حيث يتم دمج النظم البيئية الطبيعية، لا سيما النظم البيئية الساحلية للكربون الأزرق كعنصر من الالتزامات الشاملة لكل من التخفيف من حدة تغير المناخ والتكيف معه، وهي خطوة كبيرة إلى الأمام.
المصدر، جريدة الاتحاد، شروق عوض (دبي) 18 يونيو 2023 01:46