مطر الطاير لـ «الاتحاد»:
توفير وسائل تنقل صديقة للبيئة على رأسها:
مترو دبي ومركبات الأجرة والليموزين الهجينة والكهربائية واحافلات العامة
خطة لإدارة الحركة المرورية للمركبات على شبكة الطرق المحيطة بالموقع
سيناريوهات بديلة للتعامل مع الفرضيات المحتملة بشأن الازدحامات المرورية
استضافة الإمارات للمؤتمر ترجمة حقيقية لما تمتلكه من إمكانيات وخبرات
أكد معالي مطر الطاير، المدير العام ورئيس مجلس المديرين في هيئة الطرق والمواصلات في دبي، أن الهيئة وضعت خطة متكاملة لتسهيل وصول المشاركين وزوار مؤتمر الأطراف «COP28» في مدينة إكسبو دبي خلال الفترة من 30 نوفمبر إلى 12 ديسمبر المقبلين، وذلك بالتنسيق مع الأطراف المعنية، ومنها مدينة إكسبو دبي ومكتب المبعوث الخاص للتغير المناخي لدولة الإمارات، حيث جرى وضع عدة خطط فنية لإدارة التنقل باستخدام وسائل النقل المختلفة من خلال محطات المترو ومحطات الحافلات، إضافة إلى مركبات الأجرة الموزعة في موقع الحدث، كما وضعت الهيئة خطة لإدارة الحركة المرورية للمركبات على شبكة الطرق المحيطة والتقاطعات المرورية ضمن موقع الحدث، كما وضعت الهيئة خططاً بديلة للتعامل مع جميع الفرضيات المحتملة في حال حدوث ازدحامات مرورية، لضمان انسيابية الحركة المرورية بشكل دائم على مدار أيام الحدث.
وأوضح معالي الطاير في حوار مع «الاتحاد»، أن الخطة بمجملها تعتمد على توفير وسائل تنقل صديقة للبيئة للمشاركين وزوار مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ «COP28»، تشمل مترو دبي الذي يعمل بالطاقة الكهربائية ومركبات الأجرة والليموزين الهجينة والكهربائية، وكذلك خدمة الحافلات العامة الداخلية والخارجية لنقل المشاركين والزوار.
وبيّن معاليه أن استضافة دولة الإمارات لـ «COP28»، تعد ترجمة حقيقية لما تمتلكه من إمكانات وخبرات ومقومات لاستضافة هذا الحدث المهم في دورته الثامنة والعشرين، خاصة أن العمل المناخي من الركائز الأساسية للاستراتيجية الوطنية للدولة، وكانت الإمارات أول دولة في المنطقة توقع وتصادق على اتفاقية باريس في مؤتمر الأطراف 21 لمكافحة تغير المناخ، الهادفة إلى الحد بشكل كبير من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري العالمية.
وأشار معاليه إلى أن فوز دولة الإمارات العربية المتحدة باستضافة الدورة الثامنة والعشرين لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية، بشأن تغير المناخ «COP28» خلال العام الجاري، يمثل شهادة من المجتمع الدولي على قدرة الدولة على تنسيق كل الجهود لمواجهة أكثر الظواهر التي تشغل اهتمام البشرية، وهي «التغير المناخي»، وما يؤكد المنجزات الكبيرة التي حققتها الدولة من نهضة وتقدم وريادة في كل المجالات، والمكانة الكبيرة للإمارات على جميع الأصعدة العربية والإقليمية والدولية، والرؤية الثاقبة للقيادة الرشيدة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله»، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله».
وأكد معاليه أن دولة الإمارات بذلت ولاتزال تبذل جهوداً جبارة في مجال البيئة وحمايتها، لأنها ضمن أكبر دول العالم استثماراً في مشاريع الطاقة النظيفة، حيث تستضيف الإمارات المقر الدائم للوكالة الدولية للطاقة المتجددة «آرينا»، وتعمل عبر مسيرتها الممتدة لأكثر من خمسين عاماً، على تعزيز تكاتف الجهود التي تنسجم مع التوجهات العالمية والوطنية والمحلية المتعلقة بالبيئة وحمايتها، مثل اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن التغير المناخي، واتفاقية باريس للمناخ وأهداف التنمية المستدامة (17 هدفاً)، للأمم المتحدة، والتوجهات الوطنية مثل المبادرة الوطنية للحياد المناخي وأجندة الإمارة للتنمية الخضراء 2030 والخطة الوطنية للتغيير المناخي 2050، واستراتيجية الإمارات للطاقة 2040، والسياسة العامة للبيئة في دولة الإمارات والاستراتيجية الوطنية للابتكار ومئوية الإمارات 2071، إضافة إلى التوجهات المحلية في هذا الشأن، كاستراتيجية الحد من انبعاثات الكربون 2030، واستراتيجية الطاقة النظيفة 2050 واستراتيجية إدارة الطلب على الطاقة 2030 وخطة إدارة النفايات في دبي وتطوير خطة دبي للتغير مع استراتيجية التكيف المناخي في الإمارة واستراتيجية دبي الذكية، وغيرها من الاستراتيجيات والاتفاقيات والمبادرات في هذا الشأن.
الاستدامة غاية استراتيجية
بسؤاله عن أهم جهود الهيئة في شأن العمل من أجل تغير المناخ؟ أشار معالي مطر الطاير إلى أن هيئة الطرق والمواصلات في دبي «RTA» تولي محور الحفاظ على البيئة والعمل المناخي اهتماماً كبيراً، وتعد «الاستدامة» إحدى الغايات الاستراتيجية للهيئة، وتحرص على تعزيز التنقل المستدام والمبتكر، حيث أطلقت خطة استراتيجية طويلة الأمد للتحول نحو وسائل مواصلات عامة ذات صافي انبعاثات «صفرية» بحلول عام 2050، بهدف تقليل التأثير السلبي في التغير المناخي وتقليل البصمة الكربونية، والتحسين من جودة الهواء في جميع أنشطتها، كما ساهمت مبادرات الهيئة في مجال الطاقة والاقتصاد الأخضر، منذ عام 2014 حتى عام 2022، في تحقيق وفر في الكهرباء بما يقارب من 360 جيجاواط ساعة، ووفر في المياه بما يقارب من 300 مليون جالون، وما يقارب 88 مليون ليتر من البنزين، وكذلك 10 ملايين ليتر من الديزل، وهو ما يعادل تجنب 416 ألف طن من مكافئ الانبعاثات، وتحقيق وفر بما يقارب من 420 مليون درهم.
وحول المبادرات التي أطلقتها الهيئة خلال عام الاستدامة 2023، ذكر الطاير بأنه منذ إعلان صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة «حفظه الله»، أن عام 2023 عاماً للاستدامة، وضعت الهيئة خريطة طريق لدعم جهود دولة الإمارات في الاستدامة، شملت العديد من المبادرات المجتمعية والبيئية، منها اعتماد استراتيجية (مواصلات عامة عديمة الانبعاثات في إمارة دبي 2050)، لتكون أول جهة في منطقة الشرق الأوسط تضع استراتيجية طويلة الأمد للتحول نحو وسائل مواصلات عامة ذات صافي انبعاثات «صفرية»، وتوقيع اتفاقية شراكة استراتيجية مع (الفطيم للسيارات) لتوفير 360 حافلة ومركبة كهربائية وهجينة، لتشغيلها في المؤتمرات والفعاليات الكبرى التي تستضيفها دبي، وتوفير البنية التحتية للشحن الكهربائي والدعم الفني لأنشطة التشغيل والتنقل الكهربائي والتقنيات المتقدمة، وتدشين منصة متكاملة لمراقبة وإدارة وسائل التنقل المرن، وتدشين التشغيل التجريبي لأول عبرة كهربائية ذاتية القيادة، ورفع كفاءة إنارة أنفاق الطرق من خلال 14400 وحدة إنارة تعمل بتقنيات صديقة للبيئة، والتوسع في تنفيذ مسارات الدراجات الهوائية، وتشغيل وسائل التنقل الفردية.
تقليل الوقود الأحفوري
وحول رأيه عن أهم الوسائل الأكثر صداقة للبيئة للانتقال من مكان إلى آخر؟ أشار إلى أن وسائل النقل عالمياً بمختلف أنواعها البري والبحري والجوي تعتمد بشكل كبير على الوقود الأحفوري، وقد دعت الحاجة إلى تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري لخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الناتجة عن قطاع النقل، مثل تحفيز التحول إلى المركبات الكهربائية ودعم التقنيات منخفضة الكربون مثل وقود هيدروجين، والتشجيع على استخدام وسائل النقل العام ووسائل التنقل عديمة الانبعاثات مثل المشي والدراجات.
ولفت إلى أن الهيئة ضمن هذا الجانب، وضعت استراتيجية وخطة عمل واضحة للتشجيع على استخدام وسائل المواصلات العامة، بدلاً من المركبات الخاصة، وكذلك زيادة مسارات الدراجات الهوائية وتعزيز استخدام وسائل التنقل الفردية مثل الدراجات الهوائية والسكوتر الكهربائي، إضافة إلى استحداث مفاهيم جديدة، مثل مراكز التنقل، وحافلات عند الطلب، والمركبات ذاتية القيادة، وغيرها من المشاريع الابتكارية، كما باشرت الهيئة بالتحول التدريجي للوصول إلى وسائل مواصلات عامة ذات صافي انبعاثات صفرية في إمارة دبي بحلول عام 2050.
الحياد الكربوني
وبسؤاله عن أسباب اعتبار انبعاثات وسائل النقل في مقدمة التحديات التي تواجه الحياد الكربوني، والمبادرات التي أطلقتها الهيئة لتحقيق مستهدفات الاستراتيجية الوطنية للحياد المناخي بحلول 2050؟ قال الطاير: «للهيئة العديد من المبادرات التي تتعلق بحماية البيئة ومواجهه الحياد الكربوني، فالمسار الوطني للحياد المناخي 2050، يمثل الإطار الزمني لآليات ومراحل تنفيذ مبادرة الإمارات الاستراتيجية لتحقيق الحياد المناخي بحلول 2050، حيث اعتمدت الهيئة استراتيجية (مواصلات عامة عديمة الانبعاثات في إمارة دبي 2050)، لتكون أول جهة في منطقة الشرق الأوسط تضع استراتيجية طويلة الأمد للتحول نحو وسائل مواصلات عامة ذات صافي انبعاثات «صفرية» بحلول عام 2050، وتتماشى خطة الهيئة مع التوجهات العالمية والوطنية والمحلية لدولة الإمارات العربية المتحدة، المتعلقة بالبيئة وحمايتها».
وأشار إلى أن الاستراتيجية تغطي ثلاثة محاور هي: (النقل الجماعي الأخضر، والمباني والمرافق، وإدارة النفايات).
التنقل المستدام
حول إجمالي المركبات الكهربائية العاملة في أسطول الهيئة؟ أكد أن الهيئة تمتلك رؤية واضحة تتمثل في تحقيق الريادة العالمية في التنقل السهل والمستدام، وتوفير تنقل آمن وسهل، من خلال منظومة وخدمات طرق ونقل مبتكرة ومستدامة ترتقي بخدمة المتعاملين إلى المستوى العالمي وتحقيق جودة الحياة في دبي، لافتا إلى أن الهيئة أول جهة في المنطقة نفذت التشغيل التجريبي للمركبات الهجينة، التي تعمل بالوقود والكهرباء، ضمن أسطول مركبات تاكسي دبي، عام 2008، لافتاً إلى أن الهيئة تشغّل حالياً ما يزيد على 8500 مركبة أجرة هجينة و700 مركبة كهربائية للنقل الفاخر.
المصدرن جريدة الاتحاد، شروق عوض (دبي)1 أغسطس 2023 00:55